أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر محمد الوائلي - مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)















المزيد.....

مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)

حيدر محمد الوائلي

((الحلقة الثانية))

مظفر النواب شاعر أحب العراق وأحبه، وشاعر ملأ قلبه حباً للعراق ودافع عن حريته شاباً صغيراً وشيخاً كبيراً...
هو الحالم في بلد يُقدس الإنسان كما تُقدس الأديان فالإنسان والأديان قدسية واحدة، ولأن الإنسان أصل التشريع وأساسه ولأجله جاءت الأديان كتطبيق وتنظيم عملي لسعادة الإنسان ونجاته.
ولا إنسان بلا وطن... وكيف يعيش الإنسان بلا وطن...؟!
فمن الممكن أن يجوع ويفقر ويتعذب ولكن من الممكن أيضاً بعدها أن يأكل، ويستغني، ويرتاح، ولكن من الصعب أن يعيش الإنسان بلا وطن، أو أن يكون الوطن جحيماً لا يطاق بسبب حاكميه وسياسييه الذين يسمونه سوء العذاب...
وممن يتباكى على فلسطين واحتلالها وهو قاتل لشعبه وظالم له، ليستكمل رجولته الناقصة بالدعاية الفلسطينية المجانية التي باعوها في مزادات اللعبة السياسية...

هو القائل: (في قصيدة الوتريات الليلية)
يا وطني المعروض كنجمة صبحٍ في السوق...
في العلب الليلية يبكون عليك...
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم...
ويهزون على الطبلة والبوق...
أولئك أعدائك يا وطني...!!
من باع فلسطين سوى أعداؤك أولئك يا وطني...؟!
من باع فلسطين وأثرى بالله...
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام ومائدة الدول الكبرى...
فإذا أذن الليل تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا...
أهلاً.. أهلاً...!!
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة...
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت...
تكرّش حتى عاد بلا رقبة...
القدس عروس عروبتكم...
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها...
وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفاً...
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض...
فما أشرفكم...
أولاد القحبة..!! هل تسكت مغتصبة...

هل عرفتم من هم أعداء الوطن، هم أولاد القحبة، كما يصرح النواب بذلك، ولعل قائل يقول أنها كلمات (معيبة) و(مشينة) ولكن أكثر عيباً وشيناً منها هو خيانة الدين والوطن والشعب وليس العيب التكلم بصراحة...
يبرر مظفر النواب ذلك في جملة قالها في أحد المناسبات قبل أن يلقي قصيدته (ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة)قائلاً:
(هذه القصائد لم تكتب لمناسبة كتبت لدهرٍ من الحزن والتحدي لا خوف أن يطول ما دمنا ننبض والأفضلون يحملون السلاح... إذكرولي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئةً... (لا بأس)... أروني موقفاً أكثر بذاءةً مما نحن فيه)...!!

هل عرفتم من هم أعداء الوطن...؟!
لا كما كان يقول الحكام العرب على الدوام مدافعين عن شرف فلسطين الذي هتكوه، وتخلوا عنه كلياً اليوم.
كان بعض أولئك الظالمين يقول بأن العدو هو (إسرائيل) و(أمريكا) وكثيراً ما أغرقوا شعوبهم وبقممهم العربية الذليلة بتصريحاتهم وخطبهم المسبقة الكتابة والأعداد...
أقول (بعض) لأن آخرين كأغلب دول الخليج يتفاخرون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ويتملقون لأمريكا صباحاً ومساءاً علّها ترضى عنهم...
هل عرفتم من هم أعداء الوطن؟!!
تبين جلياً أن ليس أولئك هم الأعداء بالدرجة الأولى بل الحكام الظالمين والسياسيين الفاسدين الذين هم صنيعة (أمريكا) و(إسرائيل)...
أعدائك يا وطني هم السياسيين الفاسدين ورجال الدين الفاسدين والأحزاب الفاسدة والجماهير الجاهلة المغفلة الذليلة المستعبدة ليصنعوا بمجموعهم (الحكام الظالمين)...

كل الأنظمة العربية الفاسدة من المحيط إلى الخليج هي أما معترفة بإسرائيل وسفاراتها في بلدانها والشركات الإسرائيلية ومخابراتها تعبث ما تشاء بتلك الدول من المحيط إلى الخليج، وخصوصاً في الخليج.
والبلدان التي فيها قواعد أمريكية دائمة، وبحماية من أنظمة الدول المضيّفة كسعودية الملك عبد الله، وقطر الأمير خليفة التي فيها أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط رغم أن قطر من أصغر الدول في العالم على مسمع ومرأى من جميع مقرات قنوات الجزيرة الفضائية في قطر والتي تثير الفتن في كل حدبٍ وصوب، وإمارات الأمير خليفة، وكويت الأمير صباح، ويمن علي عبد الله صالح، وبحرين الملك خليفة وفيها أكبر قاعدة بحرية أمريكية في المنطقة، والتي قمعوا ثورة شعبها السلمية بقوات درع الجزيرة الخليجي المدشنة بالأسلحة بتحشيد وتمويل خليجي وبقيادة سعودية وبموافقة أمريكية، ليتباكوا حكامهم وسياسييهم الذين تم توجيههم لذلك على الضحايا المدنين والمسلحين الذين يتقاتلون مع الجيش السوري.
لماذا التناقض، أم لأن السلطة الحاكمة في البحرين تتماشى مع أهوائكم، وغالبية شعبها الحر لا يتماشون مع رغباتكم الدنيئة.

قمعوا ثورة البحرين ولكن لازالت ثورة جماهير البحرين قائمة ومصرّة على سلميتها، مع خذلان الناصر...
ولا نشرة أخبار تغطي المظاهرات ولا تنشر صور دهس نظام ال خليفة وقوات درع الجزيرة للمتظاهرين العزّل بسيارات الأمن، ولا تغطية لتفريق المظاهرات بقوة السلاح...
ونفس قامعي ثورة البحرين وقاتلي المتظاهرين المدنين العزّل فيها، تراهم بكل صلافة وإستهتار (تخجل من صلافتهم وإستهتارهم حتى القحبة) حيث يؤيدون ثورات أخرى مسلحة ودموية في ليبيا وسوريا فهم مسيرين وفق أجندات غربية لا يحيدون عنها...

ولعل سائل يسأل حول التواجد الأمريكي في العراق...؟!
فالتاريخ يشهد بأن الرئيس السابق صدام حسين وحزبه هم صنيعة أمريكا ودعمته بالمال والسلاح والسياسة لمحاربة إيران وحتى اجتياح الكويت كان الذريعة لدخول المنطقة حيث عصى الولد المطيع صدام أباه أمريكا وبالرغم من ذلك صفحت عنه وتركته يقمع الثورة الشعبية لإسقاط نظام حكم صدام سنة 1991 لتسهل أمريكا لصدام وجهاز أمنه قمع الثوار العراقيون وقمع الثورة الشعبية العارمة بأبشع وسائل القتل والإرهاب والتي لم يفعل لا القذافي ولا الأسد ربع نصف ربع ما أقترفه صدام من جرائم يومها...
ومن بعدها إحترقت ورقته ولم ترضى عنه أمريكا فحاربته ثم أسقطته، وقد رفضت شرائح كبيرة من الشعب العراقي تواجد القواعد الأمريكية رغم ترحيبهم الكبير بإسقاط النظام السابق وقد بدأ انسحاب القوات قبل أيام وسيكملون الانسحاب نهاية العام 2011...
بدأ الانسحاب الأمريكي النهائي من قواعده المؤقتة في العراق ليستقر في قواعده الثابتة والدائمة في الخليج العربي جداً...

ما بال من لديهم قواعد أمريكية دائمة ساكتين عنها بل يحمونها، بل أن الكثير من شركاتهم وإستثماراتهم تعمل في مشاريع بناء وترميم وصيانة وتمويل تلك القواعد الأمريكية.

هل عرفتم عبقرية مظفر النواب أين تكمن...؟!
إنها تكمن بأنه يعرف أساس المشاكل ولبها، ويصرح بها علانية ولا يخاف لسبب واحد وكبير هو أنه شجاع وواعي...

شاعر كان سلماً لمن سالم العراق، وحرباً لمن حاربه وخصوصاً ممن حاربه من دول جوار العراق وجوار جواره، ولا زالت تعاديه رغم إعلان بعضها مساعدتها للعراق اليوم فيما بعد سقوط النظام السابق ودعمها له، ولكن أجهزة مخابراها وتمويل شركاتها الفاسد ووسائل إعلامها وسياسييها الداعمين بالخفاء ومنهم بالعلانية للعنف والقتل والتفجيرات والفساد في العراق اليوم عن طريق بعض السياسيين العراقيين الحاليين ومسؤولين منتخبين (للأسف) وبقايا النظام السابق...
يقول: (في قصيدة ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة)
لم يعد يذكرني منذ إختلفنا غير قلبي والطريق...
صار يكفي...
كل شيءٍ طعمه طعم الفراق...
حين لم يبق وجه الحزب وجه الناس قد تم الطلاق...
حينما ترتفع القامات لحناً أممياً ثم لا يأتي العراق...
كان قلبي يضطرب، كنت أبكي...!!
كنت أستفهم عن لون عريف الحفل...
عن من وجه الدعوة، عن من وضع اللحن...
ومن قاد، ومن أنشد...
أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين...
يا إلهي.. يا إلهي.. يا إلهي...
إن لي أمنية ثالثة...
أن يرجع اللحن عراقياً وإن كان حزين...
ولقد شط المذاق...
لم يعد يذكرني منذ إختلفنا أحدٌ في الحفل غير الاحتراق...
كان حفلاً أممياً...
إنما قد دُعي النص ولم يدعى العراق...

مظفر النواب الشاعر الذي تنبأ بضرورة الثورات العربية المباركة، لتغيير الأنظمة العربية الظالمة اللامباركة، لكي لا يصبح حالنا فقراء منسيون بين حكومات الكَسَبَة...
فهو القائل: (في قصيدة وتريات الليلية)
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة...
لن يبقى عربيٌ واحدُ إن بقيت حالتنا هذي الحالة...
بين حكومات الكَسَبَة...

تمنى مظفر وطناً لا يباع ويُشترى في مزايدات السياسة والمصالح الفردية وتموت دولة الإنسان، أو دولة يحكمها متعصب أو جاهل أو حاقد أو طائفي أو سجّان ديكتاتور قاتل كما في أكثر الأنظمة العربية.
((يتبعها قريباً الحلقة الثالثة))



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفر النواب والثورات العربية (التمهيد 1/7)
- قصة المحكوم بالإعدام مع لويس الرابع عشر
- صدور كتابين للكاتب (حيدر محمد الوائلي)
- خدعة المستقلين
- آثار ذي قار المهملة...الجرح النازف
- ملعب الناصرية الفاشل وناديه الخاسر
- مشكلتان في الناصرية
- قتلوا في هذا اليوم صديقي
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الرابعة وا ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثالثة 3/ ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثانية 2/ ...
- دين الله ونبيه أم دين السياسة والرغبة ( الحلقة الأولى 1/4)
- بين السياسة والكهرباء والميزانية ومعاناة السنين الطويلة
- الأسباب وراء إنقطاع التيار الكهربائي المستمر في العراق
- أحلام الحرية كوابيس (قصيدة)
- السبب فينا نحن والاعتراف بالخطأ فضيلة
- التفكير أولاً والعمل ثانياً والتقوى ثالثاً
- ويمن عليك الموظف إن أدى واجبه
- ما هو هدفك في الحياة ؟!! أم أنت تعيش على الصدفة !!
- أجرات أمنية مشددة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر محمد الوائلي - مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)