أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - العيب والألاعيب















المزيد.....

العيب والألاعيب


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قيل: (ليس من العيب أن ينخدع المرء فيما لا يعرف، بل العيب أن يخدعك بالعيب من يعرف)
فضاع العمر بين عيبٍ وألاعيب...!!
ضاع العمر إذ تمضي أيامه قهراً، نتجرعها علقماً مراً، حين غابت الحرية دهراً، فلما جاءت نطقت كفراً، في حياة عشناها غصباً وكُرهاً...
تتوالى الأيام على عمرٍ لم نفهم من سنواته العجاف شيئاً يُذكر، فعجولٌ سمان دوماً يأكلن السنابل الخضر لتبقي اليابس منها للعجول النحاف تقتات عليه، فغالبية الشعب عجول نحاف...!!
ومن قضى على مذبح الحرية نحبه من الأحرار والنبلاء الذين نتحسر لفقدانهم كل يوم، حيث لا يوجد من يذكرنا بهم إلا قليلاً جداً...
وأمجاد تاريخ مضى لغير رجعه فيتفوه بفضائله من ليس له فضل ولا فضيلة، وممن دمر الحاضر لينصر الماضي والتاريخ، ويصغي سوادٌ عظيم من الكتل البشرية لتلك الأحاديث فتمر ضجة وضوضاء من الأذن اليمنى لليسرى.

تمضي الأيام حيث تشاء لا حيث نشاء وتدور فينا ولم نعرف ما هو دورنا في دورانها فكل شيء (خبصة)...
وهالعمر هذا طويل...وهسة تونة ابدينة نصة...
كلشي هوسة، كلشي خبصة...وهذا عمر الراح نصة...

قضى جمعٌ نحبه مقتولاً وقضى أخر متغرباً عن أهله في بلاد الغربة، وقضى غيرهم يومه غريبٌ في وطنه حيث الفقر في الوطن غربة، وقضوا جميعاً ممن لم يكن لهم بعيوب الساذجين والمغفلين ولا ألاعيب الماكرين والانتهازيين لا ناقة ولا جمل...

يصبح العيب ألعوبة بيد من لا يخاف الله ولا يستحي لا منه ولا من الناس فله من الحمقى الكثيرين الذين يدعون الاستقلالية وهم يتقاتلون دفاعاً عن المسمى المعدود عيباً ليتلاعب بالكلام ليصبح العيب ذا مبرراً وذو مجدٍ عظيم...

كلهم في الهوا سوا...!!
فلماذا يتقاتل البعض في الدفاع عن هذا وذاك ويزعل البعض في الدفاع المستميت عن حزب فلان وتوجه فلان وموقف فلان، حيث ينام رغداً صاحب الألاعيب وينام منزعجاً وضجراً من هو ملعوبٌ به من مغفلين وساذجين...
ينام رغداً في ركب الرابحين سحتاً من عوائد التغيير والحرية التي درت على بعض الجيوب أرباحاً حطمت أرقام غينس من أموال دخلت الجيوب فلم تستر العيوب ولو أنفقوها على تنظيم الألاعيب...
لم تستر لا أموال السحت والتبذير وهدر قوت الشعب وثرواته العيوب الكثيرة حيث كلهم عيوب، ولم تغطي العار أصوات المغفلين النائمين بحرّ الظهيرة تحت لهيب سقف المنازل المتهرئة والتي أتعبتها السنين فيتنعم على إثرها من فاز بصوت المغفلين ممن نام بالبيوت الفارهة على نسمات (التبريد المركزي)، وينام بحسرة التبريد الشعب كله.

هذا نائب في البرلمان القبرصي يستبدل سيارته الرسمية بحمار كوسيلة للنقل عقب إعلان الدولة رفع أجور البنزين على المواطنين تضامناً من النائب مع مواطنيه وتعبيراً عن مصداقيته في تمثيلهم...!!
ونحن الأهداف المستمرة لأعمال العنف، والغلاء المتصاعد الذي لا يتناسب مع القدرات الشرائية المحدودة للمواطنين، وقلة الخدمات وأزمة السكن وسوء توزيع الثروات، ولا توجد حرقة قلب، كحرقة قلب النائب القبرصي...!!

وبين من يتكلم بعدالة علي من الشيعة وكذا بمن يتكلم بعدالة عمر من السنة ومن يومها ضاعت العدالة وزاد الغبن وسوء الخدمات والفساد كلما تمنطق سياسيينا بعدالة تاريخ قضى نحبه على أيديهم.
ولا يزال المواطن المغفل يتكلم بروعة من تكلم بعدالة علي وعمر...؟!
لا بل يذكي تلك المشاكل دور العار من الجوار كلٍ حسب طائفته وهواه ومشتهاه بتدخل طائفي بغيض، وبحجة الدفاع عن الشعب العراقي الذي دمروه وهيبته ومكوناته الأجتماعية، والشعب العراقي يعير أهمية للأختلاف الطائفي بقدر إعارته أهمية لمن يشجع الريال والبرشة...!!

عيب الساذج هو أنه سهل الأنقياد وسهل الأنخداع وسهل الأقناع، حيث ألاعيب الماكرين أنهم يعرفون كيف يصيدون فرائس البشر وغنائم غباء المواطنين والذين لاحقاً سيصبحون ناخبين.

هذا الرئيس (لولا دي سيلفا) الذي بدأ حياته ماسح احذيه إلى انه أسهم لاحقاً في جعل بلاده البرازيل ضمن أقوى الاقتصادات والقوى الإقليمية المحورية في أميركا الجنوبية، اضطرت عائلته أن تسكن في منطقة فقيرة في المدينة، في غرفة صغيرة خلف ناد ليلي تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى، ولكن أسهمت أمه بشكل كبير في تربيته وتكوين شخصيته، ولذلك يعترف قائلا: (لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون).
بدأ دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي، بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل: كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساو باولو، وبعدها صبيا بمحطة بنزين، ثم خراطا، وميكانيكي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين، بعد التحاقه بمعمل (فيس ماترا) وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات، وفي سن الـ19 خسر (لولا دي سيلفا) أصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات.
للرئيس (لولا دي سيلفا) صورة شهيرة وهو يبكي فيها عند إنتهاء دورته الرئاسية الدستورية، فهل تعلمون لماذا كان يبكي في ذلك اليوم...؟!
كان يبكي لأن مدته الرئاسية إنتهت, والشعب يطالبه بتعديل الدستور والبقاء في الحكم لدورة أخرى...!!
ولكنه رفض...!!
ولكن بعض سياسيينا يذهب لدول الجوار لإسقاط خصوم سياسيين حتى ولو أحرق الوطن وأهله، وأهان كرامة وهيبة الدولة عند من لا كرامة له...!!
متى يتعلم الناس من قصص الحياة درساً حيث كل دقيقة قصة وعبرة ومتى يفهم مغفلينا وماكرينا حب الأرض والوطن والشعب، مثل لولا دي سيلفا...؟!

إلى كل أحلامنا المتأخرة، والتي أخرها وغيّر بعضها الساذجين والماكرين وأماتوها لاحقاً ممن أحرقوا النبات قبل أن يأتي ثمره والحصاد...
سيأتي يوم أفضل من يومنا هذا وسيصبح لنا ماضي أفضل من ماضينا المعاصر المملوء دماً وجرحاً وفساداً على طول الخريطة...
وسيأتي يوم نعيش فيه الراحة والطمأنينة حيث لا يكون مصيرنا بيد الساذجين والمغفلين ولا الماكرين، فالله خير الماكرين...
فالله لا ينسى، وهو لا يضيع أجر المحسنين...
ولا ينسى الله صبر الصابرين العاقلين من رحمته ورعايته حيث محال أن يتساوى الذين يصبرون من الذين يعقلون والذين لا يصبرون ولا يعقلون...
وأغبى الأغبياء من يعثر بحجرٍ مرتين، وأغبى منهم من يقع بنفس الحفرة مرتين، فحتى لا تسقط للمرة الثالثة على التوالي في نفس الحفرة ولكيلا تدفن فيها حياً...
فكر من جديد بشيء جديد...



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب متابعة القمة العربية في بغداد
- ظلم وفقر وجهل
- شعارات
- مظفر النواب والثورات العربية (الخاتمة في الخليج 7/7)
- من كركوك إلى كربلاء في الناصرية قصة بطولة وكرامة
- مظفر النواب والثورات العربية (فلسطين ومصر والسعودية 5/7)
- لماذا تأجيل إعلان نتائج التحقيقات
- مظفر النواب والثورات العربية (طلقة ثم الحدث 4/7)
- البحرين بين زواج الأمير وقائد الشرطة الأمريكي
- مظفر النواب والثورات العربية (الأمام علي والحسين 3/7)
- مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)
- مظفر النواب والثورات العربية (التمهيد 1/7)
- قصة المحكوم بالإعدام مع لويس الرابع عشر
- صدور كتابين للكاتب (حيدر محمد الوائلي)
- خدعة المستقلين
- آثار ذي قار المهملة...الجرح النازف
- ملعب الناصرية الفاشل وناديه الخاسر
- مشكلتان في الناصرية
- قتلوا في هذا اليوم صديقي
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الرابعة وا ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - العيب والألاعيب