كفاحي لتجاوز احكام الزمن

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 13:03
المحور: سيرة ذاتية
    

كفاحي لتجاوز احكام الزمن
اسوة بكل البشر تمر علي فترات تجثم على صدري جبال من الصخر , ولا سيما عندما تدلهم الخطوب على شعبنا وعلى الشعب الفلسطيني او اي شعب اخر. لاسيما وان وسائل الاعلام المرئية والمقروءة تنقل جرائم اعداء البشر من امثال شارون وصدام والادارة الامريكية وتسخيرها للمحافل الدولية لمصلحتها. ولا يحرك حكام سائر الدول ساكنا لحماية ضحاياهم وعلى الاقل لحماية شعوبهم بل وانفسهم من هذا المصير او لاحترام انفسهم ازاء ازدراء الادارة الامريكية بارادتهم وارائهم!! وعلى الرغم من كل ثقتي بقدرة البشرية على لجم اعدائها, وقدرة الشعوب المنكوبة على تجاوز كل المحن, لا سيما وان النشاطات العالمية بدأت تتصاعد حينا وتهبط حينا , والنزف يشتد مع تصاعد الميول الفاشية للادارة الامريكية . واذ اعجز عن المساهمة في تصعيد النضال الجماهيري وفي اثارة الجماهير الهامدة والمسحوقة , وتحريك البشر والصخر , اصاب احيانا بالكأبة . فاتذكر فجأة بانني شيوعية !! يجب ان لا استسلم للياس والكابة لانهما سوف لم يقدما لي شيئا بل سيخسراني اشياء اهمها الثقة بمستقبل البشرية وصواب التقدير دع عنك الصحة وقدرتي على الاعتماد على نفسي في كل شيء دون ان احمل اي احدا اعبائي واتمنى ان اتمكن من ذلك حتى الموت. فاتجاوز هذه الفترات بسرعة اما عن طريق الغناء حتى يغلبني النعاس او اخرج للنزهة لتبهجني الطبيعة او الاطفال.
وبالمناسبة فانا انطلق في الغناء اثناء الفرح العارم والالم الشديد . ولكل مزاج اغانيه وامتلك ثروة غزيرة من الاغاني . ففي شبابي كان يكفي ان استمع الى اية اغنية او نشيد مرتين لكي احفظها . فلا زلت احفظ الاناشيد الوطنية لسنوات الدراسة الابتدائية مثل نشيد *موطني* ونشيد * نحن الشباب لنا الغدو* وارددها دائما واحب الاناشيد الى نفسي نشيد,
عليك مني السلام يا ارض بغداد ففيك طاب المقام وطاب انشادي
ولاسيما المقطع
ياقوم هذا الوطن نفسي تناجيه فعالجوا بالمحن جراح اهله
ان تهجروه فمن بالخطب يحميه ياما احيل السكن في ارض بغداد
ومن الاناشيد الثورية نشيد, حصن حزب شاده فهد كيف تسطيع هدمه قرد
ونشيد , يارفاقنا الخالدين يامثال المخلصين لم نزل سائرين نسحق الظالمين
ونشيد الاممية , هبوا ضحايا الاضطهاد ضحايا الجوع الاضطراري
ونشيد لنا الغدو ونشيد نحن انصار السلام . ونشيد السجن ليس لنا نحن الاباة السجن للمجرمين الطغاة
ومن الاغاني المفضلة لدي , النهر الخالد للمطرب الخالد محمد عبد الوهاب ولاسيما عندما يصف سعف النخيل وهي تتمايل مغنيا , ااغصن تلك ام صبايا شربن من خمرة الاصيل
وصولا الى المقطع
يا ليتني موجة فاحكي الى لياليك ما شجاني واغتدي للرياح دارا واسكب النور للحيارى
فان كواني الهوى وجار كانت رياح الدجى طبيبي
كما احفظ له اغنية همسة حائرة والجندول ومن اغانيه الثورية التي ارددها في الاعتصامات اغنية فلسطين, اخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
واغنية يا ظالم لك يوم مهما طال اليوم ومن اغنية بردى البيت التالي
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
واحفظ لمطربة الشرق ام كلثوم اغنية الاطلال ولفريد الاطرش , انساك وافتكرك ثاني وابعد واعدلك يا حبيبي
ولفيروز , سنرجع يوما الى حينا ونغرق في دافئات المنى
ومن الاغاني العراقي اغنية كانت ترددها امي,
انا من ايدي جرحت ايدي وسموني جريح الايد
والجرح لو مض بالكلب بعد الندم شي يفيف
واحب الموسيقى الكلاسيكية ولاسيما سيمفونيات بتهوفن ويشجيني عزف الكمان المنفرد واتوق لمشاهدة عروض الباليه واسعفني يحيى باشرطة لاشهر العروض
وسنويا اسافر الى دمشق لازور مرقد زكي خيري وارعى شؤنه . وفي كل مرة اقف امامه حائرة ومتعجبة , كيف يمكن لكل تلك الطاقات والامال والاحلام ان يواريها التراب !! فاعجل بالخروج لاستئناف الثقة بانه اودع كل تلك الطاقات والامال والاحلام في قلوب الملايين من شبيبة العراق ويقاسمه فيها مئات الملايين من خيرة البشر , وان ما تحت التراب بقاياه وليس افكاره واماله واحلامه! وعلي متابعتها!
وفي دعوة لي من قبل منظمة هلسنبوري دامت خمسة ايام قدمت خلالها عدة محاضرات واستضافني مسؤل المنظمة في بيته وكان له طفلان من اجمل اطفال العالم بعمر ثلاث واربع سنوات . وخلال الخمسة ايام علمتهم اغنية * يابط يا بط اسبح بالشط قل للسمكة اتت الشبكة* لانها من اهم اغاني الاطفال لاتقان لفظ الاحرف العربية وفي كل مكالمة تلفونية بعد سفري كانوا يسمعوني الاغنية تاكيدا على انهم لم ينسوني.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل