أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هل الديمقراطية وحدها كافية ؟؟ ..















المزيد.....

هل الديمقراطية وحدها كافية ؟؟ ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرحنا كلنا بانتصار الشعب العراقي ونجاحة في ممارسة حقه في انتخاب المجلس الوطني وبالتالي حكومته المؤقتة القادمة لحين كتابة الدستور الدائم .... واعتبر الكثيرون منا أن هذا النجاح هو بداية الانتصار علي الارهاب .. ولكن أتمني من الجميع مراجعة نفسه وأول من يجب ان يراجع نفسه هم الحكام في بلادنا والأدارة الأمريكية .. فالديمقراطية وحدها ليست كافية ولكن الآهم منها العدالة الاجتماعية وحل القضية الفلسطينية حلا دائما وعادلا .. أني أتوجه لجميع الشعوب وأنظمة الحكم بنصيحة ولو اعتبروها نصيحة مخرف وهي أن يستلهم الجميع التجربة الناصرية ..
أرجو أمعان النظر فى وجه الشبه بين بن لادن كمعارض يرفع راية الأسلام أمام الأنظمة الحاكمة وبين سيد قطب كمعارض رفع راية الأسلام أمام جمال عبد الناصر كممثل للنظام الحاكم, فى الحالة الأولى استطاع بن لادن أن يسحب البساط من تحت أقدام الحكام و هو يكسب تعاطف أن لم يكن تاييد نسبة كبيرة من الشعوب العربية وفى الحالة الثانية استطاع عبد الناصر أن يسحب البساط من تحت أقدام سيد قطب و الأخوان المسلمين فبكت الجماهير عبد الناصر و لم تتذكر سيد قطب ألا بعد عشرين عاما من موته, أليست هذه هى الحقيقة.
أنى لا أجد أى فرق بين الخطاب الدينى و السياسى لسيد قطب والأخوان ايام جمال عبد الناصر و تنظيم القاعدة فماذا فشل فيه الأخوان وسيد قطب و نجح فيه تنظيم القاعدة و ماذا نجح فيه عبد الناصر و فشلت فيه الأنظمة الحالية.
أن ما نجح فيه بن لادن و القاعدة هو أنهم وجهوا نشاطهم لعدو خارجى أولا ,, الأتحاد السوفيتى كممثل للألحاد العالمى فى أفغانستان,, قبل أن يوجهوا نشاطهم نحو الداخل لقد بدأ بن لادن بالعمل قبل التنظير فاستطاع أن يكسب القلوب كمجاهد يقف أمام الأستعمار العالمى و الظلم الداخلى و هو ألآن يحاول أن يكسب العقول كما هو واضح فى خطاباته الأخير. أما سيد قطب فبدأ هو و مؤيدوه بالتنظير قبل العمل وحاول أن يكسب العقول قبل القلوب فلم ينجح .. حوكم وأعدم في عهد عبد الناصر دون أن تذرف عليه الشعوب دمعة و احدة وبكى الشعب المصرى والعرب بحرقة عبد الناصر رغم هزيمة 67 أمام أسرائيل مثلما يبكى البعض صدام {ولو بدرجة أقل} رغم هزيمته المنكرة أمام أمريكا.
هل تعرفون أين يكمن السر.. أن السر يكمن فى أن جمال عبد الناصر استطاع أن يكسب القلوب بانحيازه للغلابة من الشعب المصرى و العرب و مواجهته لأمريكا و اسرائيل و لو بالقول .. أن الشعوب لا تفكر بعقولها و لكن أكثر بقلوبها و الغالبية فقيرة تحتاج لمن يؤمن لها لقمة العيش و فرصة العمل والسكن و لهذا أعتقد أن تخفيض أيجارات المساكن فى مصر لم يكن مصادفة ولكنه كان أسرع وسيلة كسب عبد الناصر بها قلوب الغالبية فى وقت أزمته مع الأخوان رغم ما أدت اليه هذه القرارات من أزمة أسكان طاحنه نعانى اثارها حتى الآن. أن عبد الناصر فى صراعه مع المعارضين له كان يعتمد على ئأييد الغالبية لأنه كان يوفر لهم العدالة الأجتماعية حتى لو حرمهم من الحرية أما الأنظمة الحالية فلم توفر لا الحرية و لا العدالة الأجتماعية وتحول اقتصاد السوق الحر علي أيديها الي اقتصاد النهب الحر .. ففقدت التعاطف لصالح بن لآدن و منظومته وعوده.
هل تعرفون لماذا أحب الشعب عبد الناصر ولم يلقي بالا الي كل القوي المناوئة له .. أن السر يكمن فيما قاله (يوجين جوستين) رجل المخابرات المركزية الأمريكية عن عبدالناصر: (إن مشكلتنا مع ناصر أنه رجل بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتي تهويشه، نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد .. وهذه الشهادة ورادة في مذكرات سامي شرف ..
وممتلكات الزعيم عبد الناصر يوم رحيله في 1970كما أوردها أيضا سامي شرف في مذكراته كانت كما يلي :
المرتب الشهري 500 جنيه.
بدل التمثيل 125 جنيها.
الصافي الذي كان يتقاضاه هو مبلغ 395 جنيها وستون قرشا وسبعة مليمات (395.60.7) وذلك بعد استقطاع الخصومات من معاش وتأمين وايجار استراحة المعمورة.
وثيقة تأمين علي الحياة 2500 جنيه.
سيارة أوستين قديمة كان يملكها قبل قيام الثورة.
ثمانية أزواج أحذية.
ثلاث كاميرات تصوير.
آلة تصوير سينمائي.
عشر بدل ومجموعة من الكرافتات.
استبدل من معاشه 3500 جنيه لتجهيز زيجاتي ابنتيه.
كان في جيبه يوم رحيله مبلغ 84 جنيها.
أسرته لا تمتلك سكنا خاصا بعد تسليم بيت الدولة في منشية البكري.
وفي رواية للدكتور علي الجريتلي نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد أوردها في عموده الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، حكي الجريتلي أنه استقبل في السبعينيات رئيس اتحاد المصارف السويسري المشهورة بحساباتها السرية، وقال السويسري للجريتلي: لقد أهلكتنا المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بحثا وتنقيبا عن حساب سري لعبدالناصر في بنوك سويسرا فلم نجد، وكانت هذه الأجهزة لا تصدق أنه لا يملك أي حساب خاص في الخارج .
لنقارن بين ايام عبد الناصر وما يحدث الآن في ظل اقتصاد النهب الحر .. ليس هذا تاييدا أو انحيازا كاملا لعهد عبد الناصر .. ولكنها قراءة للجزء الايجابي في التجربة الناصرية .. مع الاعتراف بسلبيات هذه التجربة الكثيرة وأهمها حرمان الشعب من الديمقراطية ..هذا الحرمان الذي أدي في النهاية الي كل السلبيات ..
أن اقتصاد السوق الحر هو بلا شك وسيلة اقتصادية ناجحة للتنمية الأقتصادية والتقدم ولكنها وسيلة لابد لها من مقومات من رقابة شعبية ممثلة فى مجلس تشريعى و رقابى فاعل و ليس مجلس سيد قراره, و صحافة حرة مستقلة و ليس صحافة ابراهيم سعدة أو ابراهيم نافع.
أن اقتصاد السوق الحر ليس معناه أهمال العدالة الأجتماعية و زيادة الفجوة بين الأغنياء و الفقراء فالحد الأدنى من الأجور لابد أن يكفى الحاجات الأساسية من مأكل و مسكن و تعليم و علاج , أن اقتصاد السوق الحر يعنى سيادة حقيقية للقانون و ليس سيادة المحسوبية و الواسطة , يعنى منع الأحتكار و ليس ما نراه الآن من تسهيل النظام للمرضى عنهم و المحسوبين عليه احتكار كل شىء من رغيف الخبز لأنتاج السيارات, أن المقولة الشهيرة فى المجتمعات الرأسمالية دعه يعمل دعه يمر معناها العمل و أداء حق المجتمع من ضرائب حقيقية أما فى مجتماعات اقتصاد النهب الحر مثل مجتمعاتنا فان المقولة الشهيرة أصبحت دعه يسرق دعه يمر.
أن لم تصلح الحكومة من نفسها و أن لم نواجه أنفسنا بصراحة فأن النهاية الحتمية هى انهيار الجميع حكومة و شعبا و البوادر واضحة فأن النظام الحالى يفرز رجال أعمال همهم الاول الاقتراض من البنوك دون أن يكون لديهم مشروعات حقيقية وتهريب هذه القروض الي الخارج .. أمثال رامي لكح وغيره و نواب القروض .. من علية القوم .. كما يفرز النشالين و المتسولين و يؤدى ألى انتشار البانجو و التطرف الدينى و التعصب المقيت وكل ما نشكو منه من ظواهر سلبية فى المجتمع و سوف يكتب التاريخ أن الحكومة الحالية بل و الجيل الحالى من الأدارة العليا مسئولان عن هذا الأنهيار الذى لم يحدث له مثيل فى تاريخ مصر.
أن الحقيقة العارية أننا أصبحنا, بفضل الحكومة الحالية و بفضل سكوتنا عليها, مجتمعا من المرتشين و المنافقين مهما حاولنا أن نهرب من هذه الحقيقة بارتياد المساجد و الكنائس و الذهاب للحج و العمرة و لبس الحجاب و شيخ الأزهر و البابا شنودة يتحملان جزءا كبيرا من المسئولية لأنهما سكتا على الأقل عن منظومة النفاق التى هى أكبر آفة أخلاقية حاليا كما يتحمل كل فرد فى الشعب المصري جزءا من المسئولية أمام الله و التاريخ كمشارك أو متفرج على هذه المهزلة.
وفى النهاية فالنتيجة الوحيدة هى أما أن نملك مقومات نظام اقتصاد السوق الحر من ديقراطية و حرية فردية فى ظل سيادة القانون على الجميع بلا استثناء أو سنجد ألافكار المتطرفة وجماعات العنف والارهاب تسيطر في النهاية علي الشارع الذي يعاني القهر والفقر ..
نحن نحتاج للديمقراطية ولكننا نحتاج أيضا الي العدالة اجتماعية ولحكام تحس بنبض الشارع وتنحاز اليه .. والحكام والولايات المتحدة لابد ان يعرفوا أنه لن يمكن كسب الحرب علي الارهاب ألا أن كانت شعوبنا تستمتع بالعدالة الاجتماعية و ألا أن تم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ودائما وفي النهاية أن أصبحت حكوماتنا ديمقراطية .. ولكن الديمقراطية وحدها لن تكون كافية لكسب الحرب علي الارهاب ..
مجرد وجهة نظر .. وأن اعتبرها البعض تخريفا ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤل وتحية للشعب العراقي العظيم
- ستنتصر الحرية في العراق ..في أهم انتخابات في التاريخ ..
- ردا علي توماس فريدمان ..لا نريد حبكم.. أحبوا الأنسانية أولا. ...
- الجهاد ضد صناديق الانتخابات
- الديمقراطية ..وسبب نجاحها بين النظرية والواقع
- الي كل امرأة
- حكاية قرية تتكرر في كل زمان ومكان
- أمير المؤمنين يزيد بن معاوية .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- نريد حلا .. الحل واضح ولا نراه
- الحربة و ازدهار الحضارة الاسلامية
- ظاهرة تستحق التأمل ..والبحث عن حل
- التطرف والتعصب .. محاولة للفهم
- مطالب اسلامية علمانية ليبرالية و ديمقراطية
- نداء الي كل مصري
- الحلال و الحرام وأمريكا
- يؤسفني قول الحقيقة ويؤسفني استكمالها
- دعوة لجماعات الاسلام السياسي ..فلتتوقفوا عن هذا العبث
- حرية الاعتقاد والقانون ومسئولية الدولة
- ثورة البرلمان
- التحزب الديني في مصر والعالم العربي


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هل الديمقراطية وحدها كافية ؟؟ ..