أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود محفوري - الاصلاح طريق لتحسين حياة المواطنيين ومدخل لنهضة وطنية رائدة














المزيد.....

الاصلاح طريق لتحسين حياة المواطنيين ومدخل لنهضة وطنية رائدة


محمود محفوري

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قلة قليلة من أبناء بلادنا قد لا تلتقي مصالحهم مع الإصلاح، لكن عامة الناس بشرائحهم المختلفة يرغبون به ويسعون إليه ويعملون من أجله إن كان بعفوية خالصة أو عن إدراك. فالحس السليم للإنسان العاقل يتجه بشكل فطري نحو الموقف الصحيح مؤيدا إياه ومتمسكا به. هذا القول يؤكده تشكل رأي عام شامل سلبي عند كل موقف يجانب الحقيقة ويسيء لها ويجيٍر منافع من المفترض أن تعود إلى المجتمع وعليه لصالح قلَة من الأفراد فقط، مختزلا مصالح الشعب إلى مصالح بعض الأفراد.
ومما لا شك فيه أن مصالح الشعب هي من مصالح الأفراد، ولكن صحيح أيضا أن تكون مصالح الأفراد من مصالح الشعب لا أن تختزل مصالح عامة الناس بمصالح بعض الأفراد!!!. من هنا يبدأ الغبن الاجتماعي واللامساواة وعدم تكافؤ الفرص وسقوط مبدأ العدالة الاجتماعية والذي يقود إلى تهديد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية لتحل مكانها تشكيلات يفترض أن الزمن قد تخطاها. هنا تظهر التحزبات المرضية بأشكالها المختلفة القبلية والمناطقية الجغرافية والعرقية وليس آخرها الطائفية والدينية. تنبعث هذه الأدوات القديمة من قبورها لتمعن في التفكيك والفتك بأدوات المجتمع المتمدن التي تشكلت ونمت على مدار مراحل طويلة من الحضارة الإنسانية ومن تراكم التقدم الاجتماعي. وتتصدع الأحزاب السياسية التي لا يمكن أن يدار المجتمع بدونها كحاضنة للتعددية الفكرية والثقافية والاقتصادية ومعبرة عنها، وتضعف النقابات أدوات المجتمع المدني الفعالة للتعبير عن مصالح أصحاب المهنة الواحدة والدفاع عنهم في وجه غابنيهم وتخبو ثقافة الوحدة الوطنية والانتماء للوطن الواحد لتحل محلها ثقافة فئوية هزيلة، وتزداد التوترات الاجتماعية المدمرة وتبرز الجريمة وتزداد البطالة و ..... وغير ذلك الكثير من الآفات الاجتماعية المدمرة للوطن وأبناء الوطن.
من هنا نجد أن الفساد والمفسدين يتحملون جزءا كبيرا من الظواهر السلبية ونتائجها التي تظهر في الحياة اليومية للوطن، المفسدون الذين خانوا ما أوكل لهم من أمانة بصون مصلحة الوطن والشعب وتجييرها لمصالحهم الفردية. وتتحمل كذلك النخبة الوطنية المثقفة قسطا من المسؤولية لأنها لم تقم بما يكفي لسد الطريق أمام موجة المنافسة المرعبة في سباق الفساد والإثراء غير المشروع التي اجتاحت المجتمع وشكلت لفترة من الزمن حافزا قويا في الاندفاع إلى الأمام في عملية فساد وإفساد طالت القيم والأخلاق والمبادىء واستنزفت قدرا كبيرا من ثروات الوطن، وشوهت في طريقها كثيرا من البنى المتينة.
لمواجهة الفساد لا بد من تفعيل دور المجتمع في مراقبة وحماية ممتلكات الشعب وحقوقه وثروات الوطن، تفعيل يبدأ بإيجاد الوسائل التشريعية الدستورية اللازمة أسوة بباقي الأمم المتحضرة التي أوجدت منذ زمن طويل آليات فعالة لحماية أوطانها وشعوبها تقوم على مبدأ احترام التعددية السياسية والاقتصادية والتنوع الاجتماعي وحماية حق الأفراد والجماعات في التعبير عن الرأي بكل حرية تحت حماية القانون عن طريق وسائل التعبير المختلفة، والاحتكام إلى قضاء مستقل غير مسيس، وبحماية إجراءات أمنية تحت سقف الدستور، وتحرير العمل النقابي الوطني ليصبح رائدة مصلحة منتسبيه بعيدا عن التحزب، كل ذلك ضمن آلية دستورية تضمن مشاركة الجميع في إبداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم ومصير الوطن، عن طريق ممثليهم المنتخبين عبر صناديق الاقتراع بعملية حرة ونزيهة، واحترام مبدأ التداول السلمي للسلطة لما فيه خير الوطن والشعب مع تأمين وبكل حزم كل ما يلزم لحماية أمن وسيادة الوطن.
تحتاج بلادنا في هذه المرحلة الصعبة إلى استنهاض همم كل أبنائها الخيرين وتجنيد جهودهم من أجل الانطلاق بعملية إصلاحية نهضوية شاملة تقود:
أولا: إلى تحسين الأداء في إدارة الاقتصاد والمجتمع مما يحسن مردود العملية الاقتصادية الاجتماعية ويحفز جهود العاملين لرفع نسبة النمو في الناتج القومي والذي بدوره يؤدي إلى تحسين حياة العاملين وينعكس على حياة الشعب بشكل عام من خلال تجديد الإنتاج وتوسيعه وتأمين فرص عمل جديدة وزيادة الجباية في الضرائب وبالتالي عائد الخزينة العامة. إن أحد أهم عوامل تحسين حياة الناس هو من خلال تحسين وزيادة الإنتاج. والثروة تأتي من الإنتاج بالدرجة الأولى؛
ثانيا: رفع مستوى المشاركة السياسية والاجتماعية؛
ثالثا: تحسين الأداء الثقافي والإعلامي والأدبي؛
رابعا: رفع مستوى الأداء العلمي للمؤسسات التعليمية بكل مراحلها والمراكز البحثية وزيادة عددها وعدد مؤسسات التعليم العالي وعدد طلابها ليقترب من نسبتها ونوعيتها في البلاد المتقدمة علميا حيث تصل إلى ما يزيد عن 5% من عدد السكان، علما أن التركيبة العمرية لمواطني بلادنا تركيبة شابة يفترض أن تتسبب في زيادة هذه النسبة فوق ذلك. و يتوجب كذلك أن نوفر عددا وتوزيعا جغرافيا مقبولا للجامعات بحيث يراعي المعيار العالمي أن لكل 400 ألف مواطن جامعة موزعة على المحافظات والمناطق المختلفة.
يتطلب الانطلاق بهذه العملية الإصلاحية النهضوية المصيرية أن نستفيد من جميع الطاقات المادية والفكرية والروحية الكامنة لدى الشرائح المختلفة لشعبنا وتوظيفها لما فيه خيره وخير أجياله القادمة كي تأخذ بلادنا مكانا يليق بها في السباق الحضاري للبشرية كما أخذته في سالف العهد والزمان.
فلنتوحد جميعا دون إقصاء لأحد مهما كان موقعه داخل السلطة أو خارجها من أجل بناء وطن آمن، مزدهر، وشامخ وطيد الاستقلال والسيادة تحترم فيه كل تطلعات الأفراد والجماعات في الحياة الكريمة وفي الحرية والمساواة.

د. محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا
www.alnahdanews.com
www.alnahdaparty.com



#محمود_محفوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الاصلاح والنهضة
- بضع كلمات عن الكرد والعرب وعن الوطن
- نحو بناء رأسمالية جديدة أساسها اقتصاد المعرفة في سوريا
- الوطن أولاً ! فلتكن ايديولوجيتنا حب الوطن
- هل سيشكل العرب قطباً في عالم متعدد الاقطاب
- نحو تحرير ولبرلة التفكير في المجتمع السوري واقامة ديمقراطية ...
- لنوظف الرأي العام السوري في خدمة التنمية والاصلاح
- تقدميون في التغيير الاجتماعي والاقتصادي وطنيون في الانتماء ل ...
- كي يصلح العطار ما افسد الدهر
- الإصلاح والديمقراطية في الشرق الأوسط والدولة الفلسطينية المو ...
- كلمات في الديمقراطية والليبرالية والعدالة الاجتماعية كما يرا ...
- دعوة لتآلف وطني يشمل الجميع


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود محفوري - الاصلاح طريق لتحسين حياة المواطنيين ومدخل لنهضة وطنية رائدة