أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محفوري - تقدميون في التغيير الاجتماعي والاقتصادي وطنيون في الانتماء ليبراليون في التفكير














المزيد.....

تقدميون في التغيير الاجتماعي والاقتصادي وطنيون في الانتماء ليبراليون في التفكير


محمود محفوري

الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الليبرالية والوطنية صنوان لا يمكن فك عراهما. فالليبرالي وطني بحسه وانتمائه، تقدمي في مفاهيمه لتغيير البنى الاجتماعية، نهضوي تنويري في مجال الفكر والثقافة، تحرري في مجال حقوق الأفراد والجماعات وأخيرا هو ديمقراطي في الممارسة السياسية، حيث الديمقراطية وسيلته لتكريس جميع ما سبق من مفاهيم. كيف لا وقد كان رموز النهضة الفكرية والتنوير في مختلف مراحلها في بلادنا من الليبراليين. فقد انبعث الفكر الليبرالي التحرري في أواخر القرن التاسع عشر، ويمكننا أن نعتبر عبد الرحمن الكواكبي صاحب "طبائع الاستبداد" أول اللبراليين السوريين والعرب الكبار. فكتابه هذا مثل مرشدا للفكر التحرري المستنير في مرحلة ازداد فيها التعسف القومي والاجتماعي ضد شعوب الولايات العثمانية بعد أن كانت قد بدأت الليبرالية في الفكر الاجتماعي الديمقراطي في أوروبا تشق طريقها إلى عقول وقلوب المثقفين العاملين في حقول التعليم والثقافة والفكر. فها هم أتباع الفكر الليبرالي من تلامذة هيغل الشبان وأتباع فورباخ يعمقون فلسفتهم في الفكر الاجتماعي الديمقراطي الذي يدعو إلى انعتاق العاملين من استعباد رأس المال وسيادة مبادىء العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين وتكريس مبادىء الديمقراطية في الممارسة السياسية في وجه سلطات تمارس الكثير من الاستبداد في سلوكها الموروث من أزمنة محاكم التفتيش والتي توحي للناس بأن مصدر سلطاتها هو الله وليس للشعب والأمة أي دور في تحديد شكل هذه السلطة.
فالوطني الليبرالي تحرري يقدس وطنه ويلتحم بشعبه ويسمو به بعيدا عن الإحساس بالدونية تجاه أية أمة في الأرض وبعيدا بنفس الوقت عن الشوفينية العنصرية واستصغار الأمم الأخرى. فلكل شعب وأمة كيانها وكرامتها ومساهماتها في التاريخ والحضارة الإنسانية. فلا شك أننا ندرك جميعا أن هذه الحضارة البشرية العظيمة هي نتاج مساهمات كل أمم وشعوب الأرض كبيرها وصغيرها بلا استثناء في مراحل مختلفة من تاريخ هذه الحضارة، والفكر الإنساني هو تراكم للمساهمات الفكرية الثقافية لكل الشعوب.
إنه لمن المستهجن ما يبديه أي وطني ديمقراطي أو ليبرالي من عدمية ودونية تجاه أية قوة في هذا العالم مهما بلغ شأوها أو قدراتها. فعظمة الشعوب بأبنائها الأفذاذ الوطنيين المتفانين من أجل قضية شعوبهم في الديمقراطية والتحرر من العوز والفقر والتخلف وبناء اقتصاد متين يقوم على مساهمة الجميع، كل من موقعه بالنسبة لأدوات الإنتاج وعملية الإنتاج. فلا حضارة وتنمية وتقدم بلا اقتصاد قوي، ولا اقتصاد قوي بلا منظومة سياسية اقتصادية إدارية تطلق كل الطاقات المتاحة والكامنة وتحفز كل قوى الإنتاج لتأخذ دورها بفعالية في عملية التقدم وكل ذلك يحتاج إلى فتح الأبواب نحو التقدم الاجتماعي والفكري الذي يخدم هذه العملية.
إننا نستطيع، مثلنا مثل جميع الشعوب الأخرى، بجهود شعبنا ونخبنا الفكرية والثقافية والسياسية أن ننتج قيما ديمقراطية تحررية و ليبرالية وفقا لفهمنا السابق، تخدم التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا وترسخه . ونستطيع ان نخلق الحاضنات الثقافية والروحية لاحترام المساواة السياسية وحق الإنسان في فكره وروحه وضميره واستقلاله.
فالليبرالية كانت مرتبطة بقضايا المواطنين على مدى التاريخ، ولا يجوز أن نفهمها إلا بصيغتها الشعبية الاجتماعية البعيدة عن العدمية. واستقلال الإنسان روحيا وذهنيا ووجوديا هو شرط تفعيل الليبرالية ومغزاها.
يجب أن أشير أنه ليس من العقل أن يعول الوطنيون الديمقراطيون في تطور بلادهم على خطط الآخرين. وبنفس الوقت يجب أن يدركوا أنهم ليسوا وحيدين في هذا العالم. إنها عملية جدلية تؤثر وتتأثر بكل ما حولها من مؤثرات.
في النهاية لا بد أن أقول إن اخطر ما يكون على عملية التغيير التي تحصل بلادنا في هذه المرحلة هم أدعياء الليبرالية اللاوطنية الذين يتصفون بالعدمية ويهللون لكل ما هو أجنبي محررين أنفسهم من كل التزام تغييري في أوطانهم ومن أي جهد يمكن أن يبذلوه في سبيل ذلك. إن هذه الشريحة هم ممن استفادوا على حساب قوت شعبهم في الماضي أو ممن يتوقون أن يركبوا موجة مرحلة يبشر بها ليقوموا بنفس الدور الذي قام به فاسدون في مراحل سابقة واثروا على حساب شعبهم ووضعوا أنفسهم في خانة اللاوطنية وخدمة قوى أجنبية.
بلادنا لم تخلو ولن تخلو من نخبة رجالها أشاوس في الدفاع عن حقوق كل أفراد ومجموعات شعبنا بعيدا عن التمييز على أساس الطبقة والدين والعرق من أجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.


د. محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا



#محمود_محفوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي يصلح العطار ما افسد الدهر
- الإصلاح والديمقراطية في الشرق الأوسط والدولة الفلسطينية المو ...
- كلمات في الديمقراطية والليبرالية والعدالة الاجتماعية كما يرا ...
- دعوة لتآلف وطني يشمل الجميع


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محفوري - تقدميون في التغيير الاجتماعي والاقتصادي وطنيون في الانتماء ليبراليون في التفكير