أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - طائفة الغراب الأبيض..!!














المزيد.....

طائفة الغراب الأبيض..!!


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل سبب دخول مفردة (طائفة) على نصي هذا يعود إلى واقع حال بلدي المضرج ما زال بمنابزات ومناقرات الطوائف رغم أن من سأتحدث عنهم لهم بعض سمات الطائفة. أما الغراب الأبيض فوجدت أن محنته محنة، لا تشبهها إلا محنة طائفتي. شخصياً أحب كل الطيور بما فيها الغربان، ولا أؤمن بخزعبلات العجائز عن الشؤم ومترادفاته التي ألصقوها بالغراب الأسود.. والمؤكد أن الغراب المسكين لم يكن هو مسبب كارثة طوفان نوح التوراتية.
لقد قيل عن الغراب الأبيض (هناك من يشكك بوجودة أصلاً)، أنه ضحية لخلل في الصبغة الوراثية لأحد والديه. إذ ما أن فقس من البيضة حتى وجد نفسه في خضم عملية اغتراب مزدوج.. لا البشر أحبوه فهو ما زال غراباً تنطبق عليه خزعبلاتهم ولا هو استطاع الاندماج مع عشيرته فهو أبيض وكل الغربان سود.. لذلك قضى حياته واقفاً على غصن شجرة قديم ينتظر غراباً آخر مثله.. والواضح أنه سينتظر طويلاً..
نحن طائفة الأنصار خضنا نضالنا المسلح ضد نظام صدام حسين، حين كان مواطنونا يتوجسون من ثقوب الجدران لئلا تُستّرق أصواتهم من مخبرٍ ما.. ناضلنا منذ 1979 تحت راية الحزب الشيوعي العراقي إنطلاقاً من جبال كوردستان.. أُستشهد الآلاف من رفاقنا وتعرض مثلهم إلى إعاقات مختلفة بسبب ضراوة الحرب التي كانت بيننا وبين النظام.. كما أخفت المقابر الجماعية عشرات الألوف من عوائلنا وعلى طول خارطة الدفن الجماعي منهم من تعرفنا عليهم أثر نبش بعض المقابر بعد سقوط النظام ومنهم وهم الأكثر من لا زالت رفاتهم مجهولة..
كان هاجسنا تخليص شعبنا من مغامرات نظام القائد الأوحد واستبداده متحالفين مع كل معارض لذلك النظام.. لم تكن الأيديولوجيات والمشاريع المتعارضة عائقاً أمام تعاوننا وإسنادنا لكل بادرة نضال.. كما لم تكن من بين أحلامنا الوصول إلى المناصب والحصول على الامتيازات والمكاسب الشخصية كأفراد... منا من ترك الدراسة وهو في الصفوف المنتهية ومنا من ترك عمله الخاص ومنا من ترك بلاد الاغتراب وعاد إلى الوطن رافضاً كل مغريات الحياة السهلة ومنا من تركوا عوائلهم مشردين بين المنافي في تلك الظروف التي كانت معظم حدود البلاد العربية وغير العربية مغلقة بوجوهنا.. كل ذاك وغيره الكثير لم يثننا عن هدفنا النبيل الذي يستحق التضحية.
وبعد سقوط نظام الاستبداد إثر احتلال أجنبي والاستبشار خيراً ببدايات عملية سياسية تقود إلى ترسيخ أسس نظام ديمقراطي مفارق للنظام الدكتاتوري السابق، كنا نحن الأنصار أول من تخلى عن سلاحه، رغم أننا الوحيدون الذين دخلنا بغداد مسلحين أثر سقوط النظام.. لم نر هناك من حاجة للسلاح بعد سقوط النظام. دعمنا كل الأحزاب والكتل والشخصيات التي دخلت في العملية السياسية من بابها المعروف، باب العمل العلني والمشاركة في فعالياتها من انتخابات واستفتاء وصياغة دستور وغيرها الكثير.. ووقفنا بوجه فلول البعث والإرهابيين الإسلاميين الذين شحنتهم لنا كل أنظمة الاستبداد العربي من الماء إلى الماء عبر منافذنا الحدودية وقدمنا مزيداً من الشهداء حالنا حال شعبنا.. إنما تلك الأسس الخطرة التي أرساها الحاكم الأمريكي والتي تعاملت مع قضية شعبنا باعتبارها قضية أثنيات وأديان وطوائف متحاربة وبالتالي تشريع نظام المحاصصة الخطير بين أحزاب كل يمثل طائفة وأثنية وقومية.. تلك العملية المشينة هي التي جعلت منا الغراب الأبيض في سرب الغربان السود.. لم ننحز لطائفة دون أخرى وإلى قومية دون أخرى وإلى مذهب دون آخر الجميع هم شعبنا الذي ناضلنا من أجله وفي صفوفنا ومن بين شهدائنا من يمثل كل هذه الإثنيات والطوائف والقوميات.. كنا عراقيين وما زلنا وسنبقى. لذلك بالضبط ضاع صوتنا وكنا من الخاسرين في حرب الطوائف اللعنية.. مثلما كان شعبنا هو الخاسر الأكبر.. في الحروب لا صوت يعلو على صوت الرصاص..
الآن، أن هذه الطائفة الفريدة من نوعها في وطنيتها وفي تضحياتها تتعرض لعملية إنقراض حثيثة.. ليس بيننا من هو دون الخمسين مع حزمة من أمراض العمر والجبل والمنافي.. أكلت منا الإعاقات والأمراض والمنافي الكثير وما زلنا على الشجرة ننتظر غراباً مثلنا.. هل سيطول انتظارنا..!!!؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء البدل.. صلاة البدل
- اليسار.. فقدان الحاضنة الاجتماعية..!!
- إحصاء المنصور...!!
- شؤون وشجون شباك الدائرة..!!
- كراديس جيش المهدي..!!!
- أطفال البعث.. يا لهم من أطفال..!!
- المواطن يسأل .. ورجل الدين يجيب..!!
- سقوط شماعة الباطون السلفي..!!
- هل من يبحث عن عوائل مه راني
- أنا شخص لا يحلم.. لكني حلمت..!!
- روايتي بين المطير والنمري..!!
- دين الشيطان أخيراً...!!
- بورصة الشرف والانتخابات..!!
- شهادة رجل خرج من الموت تواً..!!
- مركز وأطراف
- وسائل الاحتجاج والنصر المؤزر..!!
- ولايات وبدائل وبلاوي
- باسم الله الرحمن الرحيم.. لماذا!!؟
- إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية
- شيخ ياباني.. شيخ تايواني..!!!


المزيد.....




- الهند تختبر صاروخاً قادراً على حمل رؤوس نووية قبل أسبوع من ز ...
- كم عدد الحروب التي أنهاها ترامب بالفعل؟
- كييف تتهم موسكو بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ على أوكرانيا ...
- فيديوغراف.. تسلسل زمني لأبرز الاعتداءات على الأقصى منذ إحراق ...
- حملة إسرائيلية لتلميع -أبو شباب-.. وأقمار صناعية تكشف مواقع ...
- مستقبل صناعة المحتوى.. كيف تعيد الآلة تعريف الإبداع البشري؟ ...
- بالفيديو.. تفاصيل إنزال التحالف الدولي شمالي إدلب
- واشنطن تصعّد هجومها على الجنائية الدولية
- -مدارس الأزواج- في السنغال تهدف إلى تغيير الأدوار الجندرية
- مشهد القسامي الجريح وهو يقاتل قبل دعسه يثير إعجاب رواد منصات ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - طائفة الغراب الأبيض..!!