يحكي ان ...مذبحة هنا ومحرقة هناك !

نادية علي

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

  شب  حريقان  في قطر خلال اقل من 6 ساعات  يوم امس الاثنين وساد هلع كبير في الدوحة وسط تعتيم غريب ، و سقوط اكثر من عشرين ضحية من ضمنهم 13 طفلا و 4 من أعوان الحماية المدنية فى أكبر المجمعات التجارية الفخمة في العاصمة القطرية الدوحة ، وذكرت بعض الشبكات الالكترونية ان حريقا نشب في منطقة الدفنة الدبلوماسية قرب مجمع السفارات ، و تم اغلاق المنطقة وادعى رجال الاطفاء ان مشعل غاز قد انفجر في احد السفارات ، ولم يكشف إلى حد الآن عن أسباب الحريق الاول الا ان قناة العربية قدمت سيناريو صاروخ او طائرة بلا طيار او عبوة ناسفة محلية الصنع خاصة وأنه وقع في مركز تجاري وترفيهي "فيلاجيو" يتميز بمرافق متفوقة جدا في مجال السلامة والأمن.

ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهرين من اصطدام شاحنتي صهريج قرب الديوان الأميري بالدوحة ما أحدث انفجارا كبيرا، وقد تسربت معلومات بمناسبة هذا الحادث أن ما حدث هو في حقيقة الأمر محاولة انقلاب عسكري قادها قائد الحرس الاميري " احمد عطية " ، تم تطويقها بسرعة بمساعدة أمريكية  إلا أن الإعلام الخليجي روج الأمر على أنه مجرد إشاعات ، مع ان العربية نت نشرت الخبر تحت عنوان " انقلاب فى قطر " وثم  حذفته بعد ربع ساعة من نشره ، مما يدل على انه مورست ضغوط للتعتيم عليه .

الغريب و المخجل ، وهو يبقى عاراً على جبين كل عربي صمت عن الدور غير الأخلاقى للإعلام العربي ، وعلى رأسه قناة الجزيرة التى تغطي على مدي اكثر من عام ما يحدث وما لم يحدث فى اصغر بقعة فى الأرياف السورية ، وحتى ما يدور فى أروقة ومكاتب المسؤليين السوريين ، الذين يمتلكون اعتي واقوي جهاز مخابرات عربي ، الا ان هذه القناة التى تملك اكبر جهاز مراسلين واحدث وسائل الاتصال و البث وما شاء الله من حزم الإعلاميين المدربين ، لا تستطيع ان تغطي حريقين كبيرين ومأساويين فى الدوحة ، وحتى قناة العربية كانت اكثر منها مهنية مع ان الامر لا يخلو من الاستفادة من الحادثة فى الصراع "السعودي -القطري " غير المعلن . 

ألا يستحق ضحايا الدوحة من الجزيرة مثلا اقتطاع ساعة  لهم من البث المسخًر للازمة السورية ، والذى تتكرر فيه الصور والمعلومات على مدى ساعات النهار، اذ بات المر  لا يستطيع ان يفرق بين نشرة الصباح والظهيرة الا اذا نظرلساعته؟.  ، الا يستحق عائلات الضحايا ان تعرف   كيف فقدت  ذويها  ؟، مع ان بعض المعلومات الاولية  تشير الى انه عمل ارهابي ، ولنفترض انه حادث عرضى لاسباب تقنية ، فالموت اوالقتل يعطيان نفس النتيجة : فقدان  عزيز والضحية ضحية ، والحرق والذبح هما وجهان لعملة واحدة ، لا تبقى ولا تذر والوجع واحد ام ان دماء السوريين أغلى على السلطات القطرية من دماء القطريين ؟! ياللعار !    

والادهى والامر ان اليوم التالى للحريق  مر ولم يكن له ذكر له فى الجزيرة ولا العربية ، وكأنه مجرد حريق جاء على مجموعة قطط موبؤة او لتبسائبة وقتلها،  وحتى القطط لن يترك الغرب قتلها يمر دون أن ينزح عليها، عار ما بعده عار أستوقفني وانا ابحث عن خبر عن الضحايا والمنكوبين ، بيد انه لا حياة لمن تنادي ومن سوريا انتقلت المذيعة الى مصر ثم حالة الطقس التى غابت عنها سحابة الدخان السوداء التى مازالت تغطى سماء الدوحة بسبب الحريقين .

لقد كان الساسة القطريون من اول الراكبين موجة " الربيع العربي" ويا له من ربيع ، وسخروا  له اكبر صرح إعلامي مرئي ومكتوب ومسموع ، من خلال شبكة الجزيرة الحكومية ، لهذا الربيع الدموي . وقامت الحزيرة بدورها على اكمل وجه ، من تونس ووصولا الى سوريا غير ان الرياح قد تجري بما لا تشتهي السفن ، وقد كشف تعذر  سقوط النظام السوري القناع واصبح اللعب على المكشوف ، اما نحن او انتم  ولا ديمقراطية ولا حرية الا طائفية بامتياز ،مع  تحريض و خطف قتل على الهوية ، واستقطاب للجماعات الإرهابية  ورفض لكل ما يقرب وجهات النظر ، وتفجيرات و مذابح ولا احد بمنأى  وكل شيء  مباح ، والغاية تبرر الوسيلة : دم يشتري ودم يباع .
    
لم تجف دموعنا على خيبة امل عائلات المخطوفين اللبنانيين على يد عصابات الأجرام فى سوريا ، حتى فجعنا بما حصل من سفك للدماء البريئة والقتل البشع فى مذبحة الحولة التى راح ضحيتها اكثر من مائة شخص ، قبل ان نمسي مع حريق الدوحة الذي لا نعرف على ماذا أتي . ومابين مذبحة الحولة ومحرقة الدوحة حكاية حزينة ، كتبها ساسة ظالمون وسوقها اعلام منحرف اخل بكل شرف المهنة ونفذتها عناصر إجرامية لتسطرها لتأريخ دماء بريئة لا ذنب لها ، سوى ان قدرها أوجدها فى المكان الخطأ والوقت الخط.
ومن اشعل النيران فليتوخي عواقب لهيبها .

#نادية_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل