أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السراب















المزيد.....

المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السراب


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 22:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقدمة

لقد " سرق " مني الاخ رزكار عقراوي استباقة التعليق على اعادة انتخاب رفيق الامس حميد مجيد سكرتيرا للجنة المركزية، بل واستنبط ما كان يجول في خاطرتي من وصف وتقييم لعملية اعادة الانتخاب. اباركه واصادق بالمطلق على رسالته المنشورة في الحوار المتمدن . حقيقة الامر لم اتسرع قصدا في تدوين قناعتي حول اعادة انتخاب السكرتير العام للمرة الخامسة متوقعا الكشف عن مستجدات للمؤتمر التاسع الذي تصفه صحافة الحزب كونه كان مؤتمرا ناجحا، الا انني وللاسف لم اجد جديدا سوى التوسيع الغير المبررمن وجهة نظري لعدد اعضاء اللجنة المركزية الى جانب انتخاب خمسة نساء واربعة شباب دون الثلاثين الى عضوية اللجنة المركزية. نعم انها خطوة تحمل يافطة الحداثة ولكني اجدها خطوة استعراضية غيرموفقة لانها لا تتطابق مع معايير وقيم التجديد المنشودة.

ان الاجواء السياسية والاجتماعية لبلد كالعراق الذي تحول الى منظومة اماراتية تحكمها شريعة الغاب نتيجة مخطط جنرالات العولمة في الشرق الاوسط، لم يكن يكتب لها النجاح لولا خضوع القادة العراقيين المجندين من قبل الاستخبارات الامريكية والبريطانيا وغيرها،على امتداد عقدين من الزمن، بالمساهمة في تنفيذ المخطط الستراتيجي اللعين التي نعيش ماساتها اليومية منذ تسع سنوات خلت. ولم يكن بامكان المحتلين استحواذ السلطة والتسلط على ثروة البلاد والتحكم بمستقبله لولا نجاح المحتلين في شراء ذمم المنافقين بالشعارات القومية والدينية والمذهبية بل وحتى الوطنية، ولولا نجاحهم في ايهام الجهلة من الشارع العراقي بوعود نرجسية واغرائهم بالمال والجاه والسلطة، ولولا الاستجابة المشينة والوضيعة لقادة سياسيين وعسكريين ورجال دين جلهم عملاء وعبيدي اسيادهم في دول الجوار، اثبتوا صحة قول الامام علي عليه السلام في خطبة جمعة ..."دينكم ديناركم"، باعوا سيادة الوطن وممتلكاته من الثروة النفطية والغازية ومصادر الطاقة والثروة المائية وموانئ الملاحة البحرية وغيرها وفق خطة جهنمية تضمنت العديد من الاجراءات التي ادت الى تفتيت الدولة . اجراءات كان من ضمنها تصفية الاكاديميين وتهجيرهم وانعاش عملية انتاج جيل من ملايين الجهلة اعادت البلاد الى فترة العصور المظلمة.. لا اعتقد ان هناك من يجرأ على تقديم رؤية مغايرة لهذه القراءة ولهذا الوصف، حتى المرجعيات الدينية لا تجرا على تجميل الصورة القاتمة، وتنتقد بين فينة واخرى الحالة الماساوية السائدة رغم المساهمة الفعالة والضلوع المباشر لبعض اطرافها في بناء منظومة دهاليزمجتمعات مظلمة.

بعد هذا المدخل الوجيزادرج ادناه قناعتي الشخصية عن الحزب الشيوعي العراقي اليوم، وهي تاكيد وتجسيد ما سبق لي وان عكسته في اربعة مقالات نشرتها في الحوار المتمدن وغيرها مطلع عام 2009. ساعكس وجهة نظري ورؤيتي للاحداث وقرائتي لها وفق التعاقب الزمني لاهم المستجدات والمحطات وباختصار شديد ارتباطا بالمؤتمر التاسع لــ ...الحزب الشيوعي العراقي.

لم اجد في وثائق المؤتمرولا البلاغ الصادرعنه ولا في مقالات القادة على صفحات "الطريق" اي ذكرلكلمة الشيوعية اوبناء المجتمع الشيوعي، ولا ذكر لثورة اكتوبرالاشتراكية العظمى التي هزت العالم في سبعة ايام!، علما بان كلمات النشيد الاممي الذي جرى ترديده عند افتتاح المؤتمر (يقينا يجهل كلماته العديد من مندوبي الموتمر) تتضمن جملة ــ في هدى اكتوبر المجيد سائر موكب الشعوب ...!.

لم يذكر المؤتمر لرفاقه وانصاره وللشعب العراقي عموما بان الحزب الشيوعي العراقي هو حزب اممي، مستندا الى عنوان البيان الشيوعي " يا عمال العالم اتحدوا" لكارل ماركس وفريدريك انجلس ، وان هدف الحزب المركزي هو بناء المجتمع الاشتراكي ...!، ترى هل جرى لفظ الفلسفة الماركسية التي كانت المرجعية الايديولوجية للحركة الشيوعية العالمية ، وحيث الحزب الشيوعى العراقي كان احدى فصائلها منذ اليوم الاول لتاسيسها ؟!.

المؤتمر تبنى شعارا مركزيا جديدا... العدالة الاجتماعية !. ان هذا المفهوم جاء ضمن ثلاثية مطالب كومونة باريس ... الحرية والاخاء والمساواة، اي قبل ولادة البيان الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك انجلس بستين عاما، والعدالة الاجتماعية في عصرنا الحالي لا زالت، ومنذ 120 عاما، شعار الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي انشق عنها كتلة لينين " البلشفيك " واصبحت النواة التي تشكلت منها الحزب الشيوعي الروسي وفيما بعد احزاب الحركة الشيوعية حيث كان شعارهم المركزي هو... " بناء المجتمع الاشتراكي ". نتسائل هنا اين هو المنطق العلمي في تسمية حزب ما بالحزب الشيوعي بعد ان تحول الى حاضنة سياسية حزبية سقط من قاموسه السياسي والفكري مفهوم ... الاشتراكية والشيوعية العلمية ؟. وقبل هذا وذاك تم الالتفاف والتناسي والنكران والسعي لطمس المفهوم المركزي للفكر الشيوعي، الفكرالذي استند وانبعث من جوهره الفلسفة الماركسية " المادية التاريخية" وتحديدا من اطروحة " الصراع الطبقي"، الذي يعتبره فلاسفة علم الاجتماع بانه اول واكبر اكتشاف في فلسفة تاريخ تطور المجتمعات البشرية . ان الانعطافة المخجلة للحزب عن التشخيص الخلاق لماركس وانجلس في اكتشاف دورالصراع الطبقي في تطور المجتمع البشري وتسفيهه لكومونة باريس والتنكر للدور القيادي للفكر الماركسي وللاحزاب الماركسية في قيادة حركات التحرر الوطني وحق الشعوب في تقرير مصيرها تجسدت في الكلمة "التاريخية" المذلة التي القاه عضو المكتب السياسي مفيد الجزائري قبل ثلاث سنوات، في مدينة النجف الاشرف امام حشد من رجالات الدين من سماحات الشيوخ وائمة المساجد والمرجعيات في العاشوراء، بعنوان الثورة الحسينية. هل يتوقع مفيد الجزائري وصحبه الكرام في اللجنة المركزية اقبال الشباب للانظمام الى صفوف الحزب او استمرار بقاء الواعين منهم من " المكونات" الغير المسلمة في صفوفه بعد الردة الفكرية هذه؟.

ان حالة الياس والاحباط التي وصلت اليها الجماهير بسبب الفشل الذريع لكل الاحزاب السياسية وخاصة تلك الاحزاب التي شاركت في " العملية السياسية" بنواب في المجلس الوطني والبرلمان ووزراء في الحكومة في انقاذ العراق من التهاوي المستمر الى الهاوية امنيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا قد دفع بالعديد من الوجوه الوطنية، الغير المتحزبة حاليا، من مثقفين ثوريين واكاديميين و " محاربين قدماء" وشخصيات مستقلة تعبرعن مزاج الشارع العراقي، الى التاكيد مجددا على الاهمية الاستنائية قي تشكيل جبهة ديمقراطية واسعة تضم كل القوى الوطنية الصادقة في مواقفها الرافضة للمحاصصة الطائفية والفساد الاداري والمالي ، جبهة مستقلة عن التحزب وطنية الهوية وديموقراطية التنظيم تتبنى بجد مهمة اعادة بناء العراق...، وبتاثير هذه الدعوات اتفقت ثلاتة احزاب على تشكيل كتلة التيار الديمقراطي في اواخر العام الماضي، كتلة طبل لها الحزب عاليا عشية الاستعدادات التحضيرية لعقد المؤتمرالتاسيسي ولا يزال يطبل لها ولكن بحماس مسترخي. ما يثير اندهاشي واستغرابي من هذا الموضوع الحيوي هو تنسيب الحزب احد قادته عضو مكتب سياسي امتطاء فرس القيادة الى جانب الاخوة من الحزبين الاخريين!. التيارالديمقراطي بتشكيلته وتوجهاته التنظيمية الحالية يمكن اعتباره شكل من اشكال التحالفات السياسية لقوى تؤمن بالديموقراطية الا انه، " التيار"، في اسسه الفكرية وبنيته التنظيمية وتركيبته الاجتماعية بحاجة ماسة الى عنصر الديمقراطية !... لا غرابة في الامر فالحزب يعاني وللاسف الشديد، من شحة الديموقراطية حتى داخل تنظيمه الحزبي.
في سياق الحديث عن الديمقراطية الحزبية للحزب الشيوعي العراقي تواجهنا ويواجه كل من اطلع على اعادة انتخاب الاخ حميد مجيد سكرتيرا عاما للحزب حالة من الاسى والالم والخجل لما الت اليه مبدائية والنضج السياسي لمندوبي المؤتمر واللجنة المركزية الجديدة وفي المقدمة منهم حميد مجيد . ان اعادة الانتخاب لا تخرج من واحة اقتسام وتوزيع المسؤليات الحزبية خارج اطارمبدأ ــ الرفيق المناسب في الموقع الحزبي المناسب. النموذج البارز والخطأ الجسيم هنا هو قيام المؤتمر بترشيح وانتخاب حميد مجيد لعضوية اللجنة المركزية، والادهى من ذلك هو اعادة انتخابه مجددا من قبل اللجنة المركزية سكرتيرا عاما لها. ان جسامة الخطآ لا تتحمل التبرير او التنظير للاسباب الاتية

اولاـ في الفترة المحصورة بين المؤتمرين الاخيرين فقد الحزب بقيادة حميد مجيد المقعدين اليتيمين في مجلس النواب وكذلك الحقيبة الوزارية، وخرج حزب فهد من الانتخابات بخطى حنين يتصدره تصريح حميد مجيد مبتهجا..." فاز العراق فاليشعر الجميع بانهم فائزون "، هكذا وبكل بساطة علينا الابتهاج بالنكبة!.

ثانيا ـ على امتداد عام كامل وبتواصل يومي نقلت صحافة الحزب مجالس التعزية ومئات المقالات والدراسات والندوات والاستنكارات والاحتجاجات على اثر الاغتيال الاثم للشهيد كامل الشياع، ارتفعت اصوات المثقفين وغيرهم في مطالبة الحكومة والمالكي باجراء التحقيقات والكشف عن قتلة كامل الشياع ومحاكمتهم...، صدى المناداة والدعوات بكشف قتلة كامل الشياع جاء بعد ثلاث سنوات وبشكل اذهل الجميع، عندما صرح حميد مجيد من انه يعلم من هو الذي نفذ الجريمة!، مضيقا " وقد سبق للحزب ان اعلم الجهات المعنية بذلك قبل ثلاث سنوات"!. وددت التعليق حينها على هذا التصريح، الا ان الشلل قد اصاب قلمي وقتئذ لان التصريح تزامن مع التهديدات المتبادلة بين المالكي والهاشمي بكشف ملفات ألـ ....!.
وعلى ذكر الشهداء، نشرت " الطريق" مؤخرا مقالا مكرسا لذكرى شهداء القصف الكيميائي لحلبجة، سؤالي الى حميد مجيد ... متى سيتم تكريم ذكر شهداء بشت آشان وتعريف الجيل الجديد عن مآثر بطولاتهم، ووحشية ونخاسة القتلة الاوباش والكشف عن اسماء اللذين قاموا بالمجزرة، وكذلك كشف اسماء (اؤلئك الرفاق) اللذين اصبحوا اليوم خدم اؤلئك القتلة ويقتاتون من فتات مؤائدهم وصدقاتهم ومكرماتهم الخدمية ؟. العزيز ابو داود ولأنك المتربع على هرم قيادة الحزب منذ 20 عاما الا تعتقد بانك اول المسئولين في تردى مكانة الحزب؟، ولا يستثنى هنا طبعا كل من واكب الطريق وساهم معك في قيادة الحزب منذ 1993 الى يومنا هذا.

ثالثا ـ تلقى الحزب ثلاث صفعات مجحفة ومذلة سياسيا وامنيا واخلاقيا خلال سنة واحدة، كان اولها... قمع وضرب وتفريق المتظاهرين في ساحة التحرير، اختطاف واعتقال بعض الشباب المشاركين وتعرضهم للضرب والتعذيب والاعتداء الجنسي في معتقل مجهول وهم معصوبي الاعين !... ثم جاءت عملية دهم مقر الحزب منتصف الليل من قبل كوماندو اللواء عطا مطالبين الاخلاء الفوري للمقر للحاجة المآسة والضرورية لفرقة عمليات بغداد في استرجاع بناية المقر لتحرير جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى ...!، الصفعة الثالثة كانت اشد من سابقاتها لانها اقتربت من شخص ابو داود السكرتير العام للحزب، حيت تعرض مقرالحزب والمكتب الشخصي لحميد مجيد في منتصف الليل الى المداهمة من قبل مغاوير جيش كسروا المحتويات والاثات واعتقلوا الحرس واطلقوا سراحهم في اليوم التالي بعد اخذ تعهدات خطية منهم!، المهم في العملية ان جحافل صولة المنطقة الخضراء عثرت داخل المقر على اسلحة فتاكة خطرة ( بندقية كلاشنيكوف)، وكانها عثرت على جهاز تخصيب اليورانيوم للمفاعلات النووية الاسرائيلية!. ان هذه المنجزات الامنية ـ الاستخباراتية لم ولن تقنع القائمين بها تقديم بعض محليات الحزب الثواب في العاشوراء اوغلق صحافة الحزب ( صوت الجماهير الكادحة المضطهدة ) لمدة عشرة ايام لذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام بعد اكثر من 1400 عام، في حين لا يغلق صحافته ولو ليوم واحد لذكرى العشرات من رفاق الحزب اللذين سقطوا في بشت آشان قبل 29 عاما ! ولا لذكرى الضحايا الـ 52 في كنيسة السيدة مريم قبل عامين!، يا لبؤس المفارقة.

لقد جرت هذه الافعال الشنيعة (الصفعات الثلاثة المهينة) المخلة بقوانين القضاءالعراقي والمخالفة للدستور العراقي والمنتهكة للاعراف الدولية وترفضها حتى الشريعة الاسلامية باعتبارها انتهاك للحرمات، في الوقت الذي اشخاص متهمون بالقتل ومطلوبون من القضاء العراقي ومدانون بالمادة 4 ارهاب يصولون ويجولون تحت ضوء الشمس في ماليزيا ودول الجوار بل وحتى في مدينة النجف الاشرف...!، لا ادري متى وكيف وشدة الصفعة التالية التي سيتلقاه الحزب، الا انني على قناعة تامة بانها قادمة حتما ما لم ينتفض الحزب على سياسته التخاذلية ومواقفه الانهزامية تجاه قضايا عديد الملايين المسحوقين من ابناء الشعب والباحثين ليل ونهار عن من ينقذهم ويحمل همومهم ويسعى فعلا من اجل نصرتهم. الا يجد حميد مجيد نفسه ومعه طاقم اللجنة المركزية بانهم يتحملون مسئولية فقدان الحزب لابسط حقوقه ولابهته واحترامه التي اكتسبها الحزب على امتداد تاريخه الطويل؟، هل اجتمعت اللجنة المركزية لمناقشة سبب او اسباب تحول الحزب الى " حائط نصيص" ؟، هل شخصت اللجنة المركزية هذه الازمة وحددت المسئول (او المسئولين) عن هذا التدهور؟ وهل ناقشت اسبابه واستنتجت " ما العمل" ؟، الم يكن من المفروض دمج هذا الموضوع المصيري ضمن الوثائق الاساسية للمناقشة داخل المؤتمرللخروج بمقترحات حلول؟.

رابعا ـ لقد افصحت شرائح المجتمع العراقي "وهي محقا بذلك" عن نبذها وكرهها واستيائها من ابدية حكم الرؤساء عربيا وعراقيا، وفي هذا السياق تحديدا انفجرت خصومة سياسية جديدة في العراق اسمها تجديد الولاية الثالثة للمالكي بعد سنتين...، ترى هل فكر حميد مجيد اواعضاء لجنته المركزية اومندوبي المؤتمر، اللذين صوتوا لصالحم، من التاثير السلبي النفسي على المواطن العراقي عند اطلاعه على نباء تجديد ولايه حميد مجيد للمرة الخامسة متوالية، ليصبح مجموع سنين رئاسة حميد مجيد للحزب بالتتابع لحد الان 25 عاما !؟، ترى هل قدرالمؤتمر الصعوبات التي سيواجهها الرفاق، في اقناع الشباب الواعي لكسبهم الى صفوف الحزب، صعوبات قد تصل حدود الاستحالة؟.

مع تجديد الولاية للمرة الخامسة لتمتد الى 25 عاما، وبعيد المؤتمرمباشرة، تستمركالسابق صور ابو داود لتتصدر واجه "الطريق " ولكن ... لا وجود لاي نقد ذاتي التي وعد بها ابو داود بعيد الفشل الذريع في انتخاب مجالس المحافظات عام 2009 ، والصمت القاتل لا زال مستمرا عن الموقف من قانون النفط والغاز والاقاليم وكركوك والاتفاقية الامنية مع امريكا والوزارات الامنية وسرقة اموال الدولة في وضح النهار وجرائم قادة الحكومة العراقية في تهريب قتلة الشعب من السجون والقصف الايراني والتركي المستمر للقرى الكردية وقضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي واتفاقية اربيل والموتمرالوطني وورقة الصدروسحب الثقة من المالكي واجتماع نجف و...و...و، ولا دراسات تحليلية ومقترح خطط ورسم ستراتيجيات للنهوض بسوق العمل وبالتخلف الاجتماعي والثقافي والعلمي والصناعي والزراعي والامني والاخلاقي والفكري والرياضي والعمراني والبيئي والحضاري عموما ... ولا جملة واحدة تظم صوت الحزب الى صوت الاحزاب البرجوازية في الدول الراسمالية التي استنكرت الجرائم الانسانية بحق الشعب السوري ... هل نسى المؤتمرون ام تنكروا وتنصلوا عن اممية هوية الحزب؟. بالمقابل تنهال المقالات الاستعراضية للقيادة الجديدة القديمة وهي تتكلم عن الحداثة، والديموقراطية الجديدة، والعودة الى الماركسية... منها مقالة تذكرالقارئ بحالة عريف يدرب جنود مكلفين في ساحة عرضات معسكرالرشيد ايام العهد الملكي ، انها مقالة (مع جل احترامي وتقديري الشخصي له) العضو جديد في المكتب السياسي تحمل عنوان ـ الى اليسار در.

العزيز ابو داود لك مني التهنئة والتمنيات الصادقة بطول العمر والصحة الوافرة والامل على الارتقاء نوعيا في اداء مهامك الحزبية ومن خلالك تمنياتي الطيبة لكل مندوبي المؤتمرو رفاق الحزب... لقد كنت موضع الانتقاد المباشروالصريح في مقالي هذا ولكن ليس كحميد مجيد، الذي التقيت به لعدة ساعات سعيدا وفخورا في محفل حزبي قبل ثلاثة عقود، وانما النقد الذي قد يجده البعض لاذعا، كان المقصود فيه هو سكرتير اللجنة المركزية في ولايته الخامسة.


خاتمة المقال ..... والحياة تبقى مستمرة

ان حزب فهد وحازم وصارم، وسلام عادل ورفاقه الشهداء، والشهيدة عائدة ياسين ورفيقاتها، وشهداء بشت آشان وسليلهم، وكذلك ابو داود ورفاق جيله في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي لم يعد، مع مطلع القرن الواحد والعشرين وتحديدا منذ 9 نيسان 2003 ، ذلك الحزب الذي عرفه الشعب العراقي عشاقا واعداء... يوم كان رفاق الحزب وانصاره هم رجالات وطنية تحمل بصلادة ارقى عقيدة انسانية، وانما اصبح اليوم حزب، استسلمت قيادته للخذلان ونالت استحسان الامبريالية ولذلك بالذات جرى "تكريمه" بعضوية مجلس الحكم الطائفي منذ اليوم الاول لتاسيسه ...!، ان تقبل الحزب لهذه المكرمة الوضيعة والمذلة عكست تنكر قيادة الحزب لتاريخ وتراث الحزب، وقامت بطي مخجل لصفحة المقولة الخالدة التي استلهمت قلوب الملايين على امتدات عقود طويلة من الزمن ... صرخة فهد العراق " الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق ". نعم كل شئ في حالة حركة مستمرة وتطور، انها جدلية الحياة ولكن هذا لا يعني، باي حال من الاحوال الغاء مفهوم الصراع الطبقي واستبداله بشعارهلامي مطاطي ـ العدالة الاجتماعية، لان الاخيرة لا تلغي الصراع الطبقى بل تنطلق منه مبررا وجودها، وعليه لا يجوز للعدالة الاجتماعية ان تجتمع مع الاشتراكية ليكونا وجهي عملة واحدة اسمها الحزب الشيوعي العراقي .



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 اذار عيد صامت لكيان مكبل
- المؤتمر الوطني مقامرة سياسية اوراقها مستوردة
- انسحبت الدبابات الامريكية وتركت لنا ركابها
- آفاق براعم الربيع العربي
- المالكي يبرء ذمة آل الاسد من الجرائم الانسانية
- نعم بثينة الشعبان انها بداية النهاية... ولكن نهاية من؟
- الزعيم عبد الكريم قاسم الخبيرطارق حرب الشمس عند الكسوف لا ت ...
- الضجيج حول انسحاب القوات الامريكية مهرجان سياسي بائس في الوق ...
- السيد المالكي يغتال حقوق مواطني الاقليات بسلاح المذهبية الدي ...
- افاق الديمقراطية في العراق بعد 8 سنوات من سقوط النظام الشمول ...
- اللواء قاسم عطا كاريزما ربانية بنبوة فريدة في الملف الامني
- وثائق ويكيليكس اول الغيث قطر... والقادم ربما ابشع وافضع
- قراءة الوجه المخفي لازمة الكهرباء
- مديرة مركز النمسا للمفوضية فسادها الاداري والمالي انطلق من ...
- احتلال بئر نفط عراقي هل هو غزو ام فتح اسلامي
- الحوار المتمدن فضاء اوسع واعمق من عبارة حوار
- لا للاستغلال المشترك للحقول النفطية المشتركة بين العراق والك ...
- ماراثون المالكي الى المحكمة الدولية هروب الى الامام
- مذبحة الزوية ومجزرة الصالحية جرائم انساتية وفساد سياسي
- عقود جولة التراخيص الاولى... ثروتنا الوطنية مهددة بالكساد


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السراب