أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - تلبستني وتقمصتني القصيدة بعدما اسرتني وسحرتني















المزيد.....

تلبستني وتقمصتني القصيدة بعدما اسرتني وسحرتني


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


وقوفا بها صحبي يلومونني :
ويحك يا صاح ؟؟ أتبكيك وتدمي مقلتيك قصيدة ؟؟؟
فأجيبهم نائحا :
من قال لكم أنها مجرد قصيدة !! فلعمري أنها بوح معذب ومأساة شاعرا تلخص كل تحشرجاته وكأنه في النزع الأخير وعلى وشك الموت القهري
يقرعونني صحبي ويؤنبونني ثانية متسائلين باشد ايات الأستغراب :
كيف تتماهى وتنصهر مع الشاعر وأنت لست بمثله ؟؟ أنت لم تذق طعم الهجرة ولم تعان لوعة الأغتراب ولم يمضك غياب قسري عن خلانك وأحبتك ومسقط رأسك ؟؟؟؟
وهنا أستسلم ويسقط بيدي وأقول :
أنتم محقين لكنكم لن تصدقونني لو قلت لكم أن روح الشاعر بدر شاكر السياب قد حلت في بدون انفاك بعدما تقمصتني وتلبستني .....كنت يا قوم في السادسة عشر من عمري حينما وقعت عيناي مصادفة على هذه القصيدة في احدى المجلات الأدبية .... فقرأتها مرة ومرتان وثلاثة الى ان صرخت كمن يصرخ الملدوغ من حية رقطاء على حين غرة :
يا ويلتاه وياحسرتاه .؟؟ ما هذا بقول شاعر انما لعمري انها كلمات كالحمم تغلي وتخرج من فم السياب وقد كتبه بمداد دمه القاني ...رباه .. أأنني اتخيله أمامي مصابا بنوبة قلبية وهو مرتميا على رمال الخليج يهذر بتلك الكلمات الخالدة ... نعم لقد تخيلته على هذه الشاكلة منذ سني مراهقتي الى الان _ ثلاثون عاما مرت على ذلك_ وأنا أبكي لا اراديا كلما رددت كلمة من كلمات القصيدة والتي يا لطالما رددتها سرا وجهارا الاف الاف المرات .
لا ادري لما كان هناك احساسا مرهفا وقويا يلازمني بأن السياب قد أختارني انا دون كل الخلق لتتقمص روحه جسدي ؟؟!!!لقد اصبحت انذاك مهووسا بالقصيدة بشكل مرضي && فيالطالما تخيلت نفسي بأنني جالس على رمال الخليج عند الهجيرة وسط البحارة البؤساء بينما الريح تصرخ بوجهي عرررراااااااااااااااااااااق والريح تزمجر قائلة عراااااااااااااق وأنا ساهما ميمم وجهي الى الضفة الأخرى حيث العراق يكون؟ ابعد ما يكون؟ .. تخيلت نفسي وأنا ساهم في ذكرياتي البعيدة حيث طفولتي وحيث وجه امي التي ماتت دون ان اتبين ملامح وجهها بشكل جلي .... الى أن صرخت : أكل ذلك هباء ؟أيعقل ذلك ؟؟؟
بل أنني ومنذاك أثبحت مهووسا ايضا بكل ما يمت الى السياب بصلة فلقد رافقته في حله وترحاله وفي مرضه عايشت طفولته وشبابه وبكيت لموته مع انني ولدت في العام الذي قضى نحبه فيه
أتذكر أنه قد سنحت لي الفرصة التي طالما انتظرتها للسفر مع رهط من صحبي الى بغداد في خريف عام 1988 .ز وحينما سرت في شوارع بغداد قليلا احسست بروح السياب تطالبني وهي !!!! عاتبة علي ان اسافر جنوبا الى البصرة!!! الى نهر بويب!!! الى جيكور !!! كيف يكون ذلك ؟؟؟ وعندما صارحت اصدقائي برغبتي هذه , فزعوا وزعقوا بوجهي قائلين : لعمرنا انك غير سوي ؟؟ أنظر ماذا يقول صديقنا العراقي عن ان تلك المنطقة_ الخارجة لتوها من الحرب العبثية المدمرة _ خطرة حيث انها محاطة بالعساكر والألغام ......... الخ . كان اصراري المشبع والمتشجع بروح السياب عنيفا وصادما حينما قلت لهم سأذهب بمفردي ودون ذلك الموت الزؤام
وفي صباح غداة وصولنا بغداد سافرنا الى البصرة بظروف صعبة وسط تهكمات وسخريات صحبي ومرافقنا العراقي .ز لكنني لم أأبه بهم وأنا أناجي تمثال السياب في البصرة تاركا دموعي تهطل مدرارا , أو وأنا أتجول في ازقة بقايا جيكور وسبه نهر بويب .ز شعرت بروح السياب وأنا اصافح اهل القرية الذين بدوا وكأنهم يعرفونني .ز كانوا يتأملوت هيئتي وكأنني أذكرهم بشخص غابت ملامحه عن أعينهم منذ أمد ؟؟11 وبعدها تنهدت بأرتياح وشعرت كما يشعر الحجيج عند اتمامهم تأدية مراسم حجهم
أهديكم جميعا قصيدة بدر شاكر السياب الرائعة _ غريب على الخليج _ بصوت الفنان جوهر الشكرجي _ الذي يبدو ان روح السياب قد حلت بجسده عند القائه هذه القصيدة _ وأمنى لكم حين الأستماع بكاءا جميلا وكما قال الشاعر في اخر القصسدة
لتكين على العراق فما لديك سوى الدوع
وسوى انتظارك....... للرياح وللقلوع
ليت صوتك بعدما جف الضرع
أهداء خاص لأصدقائي العراقيين المجهرين في جهات الدنيا الأربعة
اخص بالذكر صديقي الحكيم البابلي الذي اسر لي ذات لحظة بأنه حينما يهرع لفراشه في الهزيع الأخير من الليل وعند الوسن تهاجمه خيالات عراقه الى ان ينام .ز أتذكر بأنني قد قمت بأهدائه هذه القصيدة مغناة بصوت الفنان فؤاد سالم
وقوفا بها صحبي يؤنبونني:ويحك يا صاح ؟؟ أتبكيك وتدمي مقلتيك قصيدة ؟؟؟
فأجيبهم نائحا : من قال لكم أنها مجرد قصيدة !! فلعمري أنها بوح معذب ومأساة شاعرا تلخص كل تحشرجاته وكأنه في النزع الأخير على وشك الموت القهري
يقرعونني صحبي ويؤنبونني ثانيية متسائلين : كيف تتماهى وتنصهر مع الشاعر وأنت لست بمثله ؟؟ أنت لم تذق طعم الهجرة ولم تعان لوعة الأغتراب ولم يمضك غياب قسري عن خلانك وأحبتك ومسقط رأسك ؟؟؟؟
وهنا أستسلم ويسقط بيدي وأقول : أنتم محقين لكنكم لن تصدقونني لو قلت لكم أن روح الشاعر بدر شاكر السياب قد حلت في بدون انفابعدما تقمصتني وتلبستني .....كنت يا قوم في السادسة عشر من عمري حينما وقعت عيني مصادفة على هذه القصيدة في احدى المجلات الأدبية .... فقرأتها مرة ومرتان وثلاثة الى ان صرخت كمن يصرخ الملدوغ من حية رقطاء على حين غرة :يا ويلتاه وياحسرتاه .ز لعمري ان ذلك ليس شعرا بل انه حمم تغلي تخرج من فم السياب كتبه بمداد دمه القاني ...رباه .. أأنني اتخيله أمامي مصابا بنوبة قلبية وهو مرتميا على رمال الخليخ يهذر بتلك الكلمات الخالدة ... نعم لقد تخيلته على هذه الشاكلة منذ سني مراهقتي الى الان _ ثلاثون عاما مرت على ذلك_ وأنا أبكي لا اراديا كلما رددت كلمة من كلمات القصيدة والتي رددتها سرا وجهارا الاف الاف المرات . ه
لا ادري لما كان هناك احساسا مرهفا وقويا يلازمني بأن السياب قد أختارني انا دون كل الخلق لتتقمص روحه جسدي ؟؟!!!لقد اصبحت انذاك مهووسا بالقصيدة بشكل مرضي .ز فيالطالما تخيلت نفسي بأنني جالس على رمال الخليج عند الهجيرة وسط البحارة البؤساء بينما الريح تصرخ بوجهي عرررراااااااااااااااااااااق والريح تزمجر قائلة عراااااااااااااق وأنا ميمم وجهي الى الضفة الأخرى حيث العراق .. تخيلت نفسي وأنا ساهم في ذكرياتي البعيدة حيث طفولتي وحيث وجه امي التي ماتت دون ان اتبين ملامح وجهها بشكل جلي ز... الى أن صرخت : أكل ذلك هباء ؟ظ أيعقل ذلك ؟؟؟
بل أنني ومنذاك أثبحت مهووسا ايضا بكل ما يمت الى السياب بصلة فلقد رافقته في حله وترحاله وفي مرضه عايشت طفولته وشبابه وبكيت لموته مع انني ولدت في العام الذي قضى نحبه فيه
أتذكر أنه قد سنحت لي الفرصة التي طالما انتظرتها للسفر مع رهط من صحبي الى بغداد في خريف عام 1988 .ز وحينما سرت في شوارع بغداد قليلا احسست بروح السياب تطالبني وهي !!!! عاتبة علي ان اسافر جنوبا الى البصرة!!! الى نهر بويب!!! الى جيكزر !!! كيف يكون ذلك ؟؟؟ وعندما صارحت اصدقائي فزعوا وزعقوا بوجهي قائلين : لعمرنا انك غير سوي ؟؟ أنظر ماذا يقول صديقنا العراقي عن ان تلك المنطقة_ الخارجة لتوها من الحرب العبثية المدمرة _ خطرة حيث انها محاطة بالعساكر والألغام ......... الخ .ز كان اصراري المشبع والمتشجع بروح السياب عنيفا وصادما حينما قلت لهم سأذهب بمفردي ودون ذلك الموت الزؤام
وفي صباح غداة وصولنا بغداد سافرنا الى البصرة بظروف صعبة وسط تهكمات وسخريات صحبي ومرافقنا العراقي .. لكنني لم أأبه بهم بتاتا وأنا أناجي تمثال السياب في البصرة تاركا دموعي تهطل مدرارا , أو وأنا أتجول في ازقة بقايا جيكور المنسية ,,شعرت بروح السياب وأنا اصافح اهل القرية الذين بدوا وكأنهم يعرفونني111 أو قل أنهم كانوا يتأملون هيئتي وكأنني أذكرهم بشخص غابت ملامحه عن أعينهم منذ أمد ؟؟11وبعدها تنهدت بأرتياح وشعرت كما يشعر الحجيج عند اتمامهم تأدية مراسم حجهم
أهديكم جميعا قصيدة بدر شاكر السياب الرائعة _ غريب على الخليج _ بصوت الفنان جواد الشكرجي _ الذي يبدو ان روح السياب قد حلت بجسده عند القائه هذه القصيدة _ وأتمنى لكم خلال الأستماع بكاءا جميلا وكما قال الشاعر في اخر القصيدة
لتكين على العراق فما لديك سوى الدوع
وسوى انتظارك....... للرياح وللقلوع
http://www.youtube.com/watch?v=GtoSRRN7t5w
أهداء خاص لجميع اصدقائي العراقيين المشتتين في في جهات الدنيا الأربعة
اخص بالذكر صديقي الحكيم البابلي الذي اسر لي ذات لحظة بوح شفيف بأنه حينما يهرع لفراشه في الهزيع الأخير من الليل وعند الوسن تهاجمه وتداهمه خيالات عراقه الى ان ينام ,عندها لم استطع الا ان ابعث له بهذه القصيدة مغناة بصوت فؤاد سالم





#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تهجر الطيور اوكارها بلا رجعة
- البيت القديم .....يعني لي الكثير الكثير
- في عيدك يا أمي ... لكم ارثي لحالك
- صحوة ضمير الهية
- ترنيمة خروف....... شذ عن القطيع
- نظام المقاومة والممانعة من وجهة نظر محلل أستراتيجي
- وين الملايين ؟؟ وييييييييين ؟؟ وين ؟؟؟ وين المواليين ؟؟ ويين ...
- اسلامنا حين يخنق ابداعنا ويقتل مواهبنا
- قمة عربية غريبة !!! طارئة وسرية
- حماية دولية للشعب السوري !!! لما لا
- رسالة تهنئة......الى جلعاد شاليط
- نفترق بحب ... كيلا نلتقي بحرب
- ليلة القبض على محمد حسين يونس
- ألشيطان يكتب مذكراته: الفصل السابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل السادس
- ألأسد لم يقم بقتل الحمير
- الشيطان يكتب مذكراته: الفصل الخامس
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الرابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثالث
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثاني


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - تلبستني وتقمصتني القصيدة بعدما اسرتني وسحرتني