أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - اسلامنا حين يخنق ابداعنا ويقتل مواهبنا














المزيد.....

اسلامنا حين يخنق ابداعنا ويقتل مواهبنا


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أمس كنت مدعوا عند احد معارفي على وليمة شهية عرمرمية,, احتوت على كل ما لذ وطاب ,,,, بعد الوليمة الدسمة,,, وبينما كنا نتناول الحلويات,, طلب مضيفنا منا - وهو مختال كطاووس _الأنصات لصوت أبنه ذي العشر سنوات وهو يرتل علينا ما يتيسر من ايات بينات من القران الكريم.!!! يا الهي ما اجمل صوت الفتى وخصوصا وهو يبتهل ويترنم بالأدعية الدينية ومدائح رسول الله ...بالطبع انا انشددت وانشدهت بقوة صوته وجمال بحته .... بعد أنتهاء وصلته قلت لأبيه :
أن ابنك يمتلك حنجرة ذهبية وله مستقبل باهر في الغناء
ضحك ابيه وقال :
لا لا ... ان ابني يرفض رفضا قاطعا أن يستغل موهبته الا بقراءة القران والأدعية الأسلامية ومديح الحبيب محمد
قلت له :
حرام ان تبقى تلك الموهبة حبيسة ومقيدة
رد علي بذكاء واضح لا لبس فيه :
الحرام أن أتسبب بأدخال ابني لنار جهنم !!!!!! وعموما هذا هو خيار ابني ولم أتدخل به
خلال حوارنا جلس الصبي بجانبي وهمس بأذني°°° وكل عينيه رجاء °°° :
عماه... ليتك تقنع ابي بأن يجعلني أشارك في مهرجان مدرستنا الغنائي ؟؟؟؟؟ لاحظوا الان ما هي خيارات الفتى ؟؟؟؟؟
في المساء من ذلك اليوم كنت على موعد مع صديقي الملحد المتطرف °°°° سلطان °°°°° فاخبرته عن موهبة الصبي المخنوقة من قبل ابيه !!!لكنه فاجاني بقصة احزنتي بكل معنى الحزن حينما قص علي قائلا :
أن أبنة أخي ذات الأحدى عشر ربيعا كانت منذ صغرها وهي تحب الرسم ,, تخيل أنها ذات مرة رسمت لي صورة وكانها انا !! يا لها من موهوبة !! كانت وقتذاك في التاسعة من عمرها !!! لقد رسمت لوحات طبيعية بغاية الجمال ,, كانت تصحو عند الفجر من اجل ان ترسم الغيوم المتطايرة في الخريف !!!! لقد فازت بجوائز تقديرية عدة !! كانت حينما تمشي تتنطنط وتتقافز كالعصفورة بعينيها اللامعتين !!حتى ذلك اليوم الذي رجعت به من مدرستها واجمة وكأن كل هموم الأرض على كتفيها وتوجهت من فورها الى غرفة نومها وقامت بتمزيق كل لوحاتها واعلنت عن توبتها وندمها عما اقترفت يداها من اثم ,, وذلك بعدما صعقتها معلمة التربية الدينية باخبارها بان كل ما ترسمه هو أثم عظيم سيتسبب بحرقها في الجحيم,,,, وكان وقع ذلك عليها كوقع قنبلة ذات دمار شامل بحيث زلزلها وهدم اركان جسدها البض, وخلخل مفاهيم عمرها الغض بحرمانها من اعظم هواية لها !!!كانت هواية الرسم تعني لها الكثير الكثير من احلام الصبا الوردية !! .
يسترسل سلطان : ومنذ ذلك اليوم وابنة اخي ساهمة لا تكاد تتكلم الا لماما !!!!! لقد اصبحت وكانها عجوز هرمة بعدما اختفى تألق عينيها الذكيتين ,,واختفى الحماس الملازم لها كظلها .
بصدق لقد أحزنتني هذه الطفلة لدرجة ان عيني قد اغرورقتا بالدمع وسببت لي غصة ما بعدها غصة
ودعت صديقي واجما وتوجهت الى بيت والدتي حسب عادتي اليومية ,و وهناك أجتمعت مع أخوتي واخذنا نتجاذب اطراف الحديث ,و حدثتهم عما جرا لي طوال اليوم وخصوصا قصة تلك الفتاة المسكينة !!! فقال لي احد اخوتي :
ولماذا أنت حزين من اجلها فهل تريدها ان تكتسب اثما ؟؟؟؟؟
لم ارد أن ادخل بجدال سفسطائي معه ,, لكنه فاجأني وصعقني حينما قال لي ان ابنته لمياء كانت تريد ان تستمر بهوايتها برقص الباليه,, لكنه منعها وردعها,, بحجة انها قد أقتربت من سني المراهقة ؟؟وبرغم كل دموعها واستجدائها له والحاحها عليه الا انه رفض ذلك رفضا قاطعا !!!!! بل انه قال لي مفتخرا أنها هي بنفسها قد أقتنعت بان تلك الهواية مخالفة لتعاليم ديننا السمح ؟؟؟ يا سلام على السماحة ؟؟؟
كاد النقاش ان يحمى وطيسه بيننا ,,لو لم تتدخل والدتي حين قاطعتنا بصوت جهوري : أنتم... الا تعلمون أن عيد الأضحى على الأبواب ؟؟ فاحسبوا حسابكم أن تتأكدوا من ان الأضحيات يجب أن تكون من الأغنام البلدية !! وليس من الأغنام المستودة كيلا نقع في الشبهات !!!!!
أأأأأأأأأأه ه ه ه ما أشد حزني !!! وما أكبر خيبة املي في تلك الليلة
هل عرفتم لماذا نحن بدون ابداع ومواهب مثلنا مثل باقي الأمم على هذا الكوكب ؟؟؟؟ هل تيقنتم من سبب تخلفنا ؟؟
ملاحظة : اقسم بان ما قلته هو واقعي وصحيح مئة بالمئة وحدث قبل امس,, وهذا ما جعلني اسارع بالكتابة لكم مخففا عن روحي حزنها واحباطها



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة عربية غريبة !!! طارئة وسرية
- حماية دولية للشعب السوري !!! لما لا
- رسالة تهنئة......الى جلعاد شاليط
- نفترق بحب ... كيلا نلتقي بحرب
- ليلة القبض على محمد حسين يونس
- ألشيطان يكتب مذكراته: الفصل السابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل السادس
- ألأسد لم يقم بقتل الحمير
- الشيطان يكتب مذكراته: الفصل الخامس
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الرابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثالث
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثاني
- الشيطان يكتب : الفصل الأول
- الصهيونية و....وتقسيم السودان وطلاق زوجة اخي
- الدم السوري ايها المثقفين !!!!
- أنا أريد أسقاط السماء
- المخفي والمستور... في سلوك الديكتاتور
- هلوسات ثائر .... في زمن الثورة
- سوريا تستصرخ الضمير الدولي
- طل الملوحي ... لك علوش


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - اسلامنا حين يخنق ابداعنا ويقتل مواهبنا