أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادر عبدالله صابر - طل الملوحي ... لك علوش














المزيد.....

طل الملوحي ... لك علوش


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 22:09
المحور: المجتمع المدني
    


أسمحوا لي أحبتي أن أقص عليكم قصة صديقنا علوش _ وما علوش الا أسم التحبب الذي أطلقناه على صديقنا المهندس السوري علاءالذي فر بروحه ونفذ بجلده غداة أقتحام مدينته حلب من قبل القتلة البعثيين ولجأ الى عمان منذ ثلاثون عاما وكان عمره انذاك فقط عشرون عاما !!!!.


ومنذ ذلك الوقت ونحن صديقان يبوح كل منا للأخر بما يضنيه ويعانيه... كنت أستشعر دوما حزنه الدفين وشوقه المكين و حنينه الدؤوب لبلده الجميل

ثلاثون عام قد مرت وعلوش يعاني ألأمرين جراء غربته وجراء شوقه لمسقط راسه .....توفي ابيه هناك في حلب لكنه بالطبع لم يستطيع أن يكون حيث يجب ليلقي
نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ابيه الحبيب ,وقد قمنا_ أي نحن أصدقاؤه _ بواجب تعزيته في بيته المتواضع في عمان وبعدها ببضع سنوات لحقت والدته بوالده ايضا .. وهناك في بيت العزاء اخذ علوش يبكي بصوت جعل كل المعزيين يبكون معه وينشجون .. لا زلت اذكر كيف اخذ يصرخ وينتحب بحرقة ويقول : يا لبؤسي وشقائي كيف يمنعونني من رؤيتة أبي وأمي في لحظاتهما الأخيرة ؟؟؟ كيف يهنأوون_ هو يقصد الطغمة الجائمة على صدور الشاميين منذ خمسة عقود _وأنا أحلم كل ليلة برؤية أزقة حلب الشهباء ؟؟؟؟ أنا لا أنام الا وطيف حلب وأهلها يحوم امام مخيلتي ...... كنت لحظتها اغالب دموعي وأنا اتخيله ينعي بلده وليس فقط والدته

بينما كنت في ذلك المأتم تذكرت ذلك اليوم الذي سافرت به الى سوريا وحينها اتى الى بيتي وهو يقول لي بحزن : كم أحسدك يا محمد لأن عينيك ستتكحلان برؤية مدينة جميلة ليست ككل المدن !!! وحينها بعث معي نقودا لأوصلها الى والدته المسكينة المتلوعة ببعده عنها

سالني حين رجوعي كيف وجدت حلب ؟؟ وكيف وجدت والدتي ؟؟

وقتها خجلت أن أخيب امله واقول له ان حلب التي في مخيلتك ليست هي حلب التي هجروك منها قسرا منذ ثلاثثين عام!! فحلب الان ليست اكثر من مدينة كئيبة مثلثها مثل دمشق لكنني اجبته ان مدينتك الجميلة تهديك السلام وتنتظرك على احر من الجمر!!! اما والدته فلقد كان الحزن ينبثق انبثاقا من وجنتيها وعينيها نظرا لوفاة زوجها للتو ونظر لبعد فلذة كبدها_ أي علوش _ عنها .

.... وكذلك تذكرت يوم ان حاول علوش ان يسافر الى بلجيكا بدون جدوى نظرا لعدم موافقة سفارتة بلده في عمان على تجديد جواز سفره بل أنهم طلبوا منه وبكل وقاحة وبجاحة ان يسافر لسوريا وهناك يجددونه له !!!!!... لحظتها قال لي أنهم يحاربوني بكل شراسة ولم ينسوا أبدا أن لهم ثارا معي رغم أن كل جريرتي وذنبي اني قلت لهم همسا بانهم لا يملكون الشرعية لحكم سوريا العظيمة بل هم ليسوا أكثر منن عصابة قاطعة للطريق قد أختطفوا بلادي واخذوا يسامون عليها !!!.

يا ألهي لكم عانى علوش بدون أن يطل عليه ذلك الصباح المأمول !!!!!..

كنا_ يا ألهني لكم تؤلمني وتحزنني كلمة كنا نظرا لموت علوش أثر مرض عضال لم يمهله كثيرا _ نتعمد أن نسمعه اغنية_ طل الصباح لك علوش _ للمطرب الرائع ذو الصوت الجبلي علي الديك _ وكان ينتشي بهذه الأغنية التي لم نمل سماعها لكنه ذات مرة حينما أسمعته اياها_ كنا أنا وأياه في سيارتي _قال لي : ويحك يا محمد لقد تذكرت الان طل الملوحي_ بمناسبة مطلع الأغنية والذي يبدا ب طل الصباح ولك علوش _ لماذا لا تكتب عنها هل تعلم ان أزلام عصابة الشام وزبانيته القذرين اصبحوا يرددون اشاعة خسيسة مفادها ان الطفلة طل هي سيدة وليست طفلة أي أنهم يريدون الغمز واللمز من عفتها وشرفها !!! هل تتخيل يا محمد هذه الخسة والنذالة ؟؟ هل تعي كيف تعاني هذه الطفلة وحيدة في سجنها ؟؟؟هل تعتقد انها تستطيع ان تقاوم هؤولاء الطغاة وهي لا تملك الا سلاح طفولتها وبرائتها ؟؟؟؟

واخيرا الح علي ان اكتب عنها- أي عن طل الملوحي _ بدلا من الكتابة عن الله وهو برأيه ان الكتابة ضد الألهة الصغار اجدى وأنفع من الكتابة ضد الله الكبير الواحد الأحد ؟؟؟؟ وقتها قال لي حكمة جميلة مفادها : أن ماتت الألهة الصغار فسيلحقهم كبيرا حتما .

قلت له : رويدك يا علوش فطل الملوحي ستكون هي طل صباح الامل والتحرر مثلما كان بو عزيزي اطلالة صباح تونس

فقال لي بحزن شفيف يطل من عينيه : هل تعتقد أنني ساكحل عيني برؤية حلب ؟؟؟

قلت له بكل صدق وقناعة : نعم يا علوش قريبا سيحدث ذلك



لم يتكلم علوش بل فضل الصمت المطبق ناظرا الى الأفق البعيد وكأن كل كآبة الدنيا تلفه أو كأنه يستشعر بقرارة نفسه أنه لن يرى حلب ابدا !!!!!! بعد ذلك المشوار لم أره الا بالمستشفى وهو يغط بغيبوبته التي جعلتني اذرف الدمع مدرارا !!! يا ويح قلبي عليك علوش فلن ترى حلب ابدا ابدا
منذ اسبوع فقط كنا أنا وأصدقائي نراقب جثمان علوش وهو يوارى الثرى !!! حينها قلت لأصدقائي الباكيين : هل تعتقدون ان هذا الثرى سيتقبل جسد علوش أنا أعتقد ان تراب حلب فقط هو الذي سيتقبله !!!!يا الهي كم بكينا وتركنا الدموع تهطل مدرارا بل انني كنت على وشك أن أغني لحظتها طل الصباح لك علوش
أه أيها الصباح متى ستأتي ؟ أقسم أنني عندها سأقوةم بنقل جثمانك الى تراب حلب حيث هناك ستمكث روحك بسلام!! أقسم بأني سافعل ذلك مهما كانت االصعاب
أهديكم جميعا أغنية طل الصباح لك علوش سبقونا هالحصادي مع املي أن لا تتأخر الشام كثيرا عن الحصادين الذين سيحصدون كل الجرذان الديكتاتورية في كل مكان






#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبيون يقضون مضجع الألهة
- أخوتي اليهود !!!ّ هل تتقبلون دموعي اعتذارا
- أبطال يثيرون غثياني !!!
- أنا لا أكره أسرائيل !!! ولا أستطيع ذلك حتما
- التبديل والرحيل ... من الراين الى النيل جزء 2
- التبديل والرحيل من الراين الى النيل جزء 1
- حازم الحر ....أنت لست وحدك
- النبية زكية !!!...أفحمتني وأخرستني
- ديننا ...هو داءنا وأصل بلائنا
- وليد الحسيني ... كلنا وليد الحسيني
- كونوا مع الله في محنته!!.. تكسبون
- القرية الفاضلة ورائحتها الزكية
- أمرأة مدهشة !!! وكأنها من كوكب آخر
- أيها الرديني !! هذا ما حصل في لاهاي !!!
- عمارة يعربيان
- اللهم لا تزغ عقولنا بعد اذ هديتنا
- أهلا بالخريف سيد الفصول الذي صالحته مؤخرا
- يا ملحدين كل العالم ...أتحدوا
- أنا أرفض أرث أبي
- الحج الى البتراء.... فريضة


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادر عبدالله صابر - طل الملوحي ... لك علوش