أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - القرية الفاضلة ورائحتها الزكية














المزيد.....

القرية الفاضلة ورائحتها الزكية


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 15:04
المحور: كتابات ساخرة
    



يقال وعلى ذمة الراوي ( على الأغلب ان الراوي ذو ذمة واسعة مثل ابو هريرة ) ان هناك قرية قريبة من احدى المدن الكبيرة على حافة احدى الصحاري القاحلة,, وهي تتميز عن غيرها من القرى برائحتها النفاذة المميزة ... ه

نشوء تلك القرية الوادعة الخضراء سببه قصة ظريفة خفيفة !!! فحينما جاء مؤسسيها الأوائل قبل قرون من الزمن هروبا من اجواء الصحراء والقيظ والظمأ !!! تفاجئوا عند حضورهم انذاك بالماء والخضراء ( لم يكن هناك وجه حسن بعد ) وأعتبروا أنفسهم محظوظين جدا بعثورهم على هذه البقعة الجميلة النائية اللامطروقة,

صلوا لله صلاة الشكر على هذه النعمة التي وهبها لهم ,جراء صبرهم الجميل , وبدأوا بالحال بتأسيس بيوتهم ,وجلب عائلاتهم.

يقول الراوي ( ابو ذمه وسيعة اياه ) أن هؤولاء القوم أصابتهم الدهشة والخيبة حين علموا ان المياه والأنهار التي رأووها لم تكن الا مياه المجاري التي مصدرها المدينة المجاورة وما الزرع والأشجار الا نتاج تلك المياه الأسنة التي خصبت تلك التربة.

كانت خيبة املهم كبيرة وكان حزنهم اكبر !!! لام بعضهم بعض !!! تحجج البعض منهم بأنه مفتقد لحاسة الشم ولم يستنشق رائحة المجاري الاسنة المنتنة ؟!! تحجج بعضهم بقصور النظر ولم يرى الجرذان والفئران وهي تسبح عائمة في بحيرة التجميع !!!! تشاوروا فيما بينهم ما العمل؟؟؟ وقد أستنفذوا نقودهم ولم يتبقى لهم شيئا مما يملكون !!!! أستقر رايهم بالأجماع بأن يستقروا في تلك البقعة مؤقتا حتى ياتي الله بفرجه المأمول!!!!! وذهبت أيام بعد ايام وتعاقبت السنون تلو سنون!!! .

في بداية الأمر كان الوضع صعب التقبل, لكنهم مع مرور الأيام اخذوا يعتادون عليه شيئا فشيئا .. بل انهم _ وبعد نجاحهم في جني محاصيلهم _ أصبحوا يتحاشون الحديث عن الرحيل نهائيا!!!! .

عاشوا في نعيم وثبات وخلفوا صبيان وبنات!!! وأحفاد تلو أحفاد !!!.وكلما كانت عائلاتهم تكبر وتكثر كانت المدينة المجاورة _ التي تكبر ايضا بطبيعة الحال _ تجود عليهم بمياه مجاريها بكمية اكبر ...



رائحة العفونة والنتانة اصبحت قضية متلاشية ومنسية مع مرور الزمن أدمان يا أخوان ) ولا تشكل اية حساسية لأي منهم بل انهم كانوا يعجبون من بعض الزائرين للقرية وهم يكممون انوفهم ويفرون سراعا خفافا,,

الأغرب والأعجب ان بعضهم لا يستطيع من افرط ادمانه ان يبيت ولو لليلة واحدة خارج حدود قريته ,وان حصل ذلك فسيصيبه الأرق لا محالة !!!!.



كان هناك في تلك القرية رجال ونساء على درجة عالية من الثقافة والعلم ,, فقد توصل احدهم الى طريقة مبتكرة لتصفية ( فلترة ) المياه الأسنة( الصلبة والسائلة والصلبة هي بطبيعة الحال وكما تعرفون الغائط ) بحيث يتم استخلاص المياه الصالحة للشرب والمياه الصالحة للغسيل وللزراعة .



احد مهندسيهم أبتدع طرقة مجدية للاستفادة من المواد الصلبة المكومة بلا طائل ( الغائط ) في بيناء المنازل بحيث يخلط الغائط مع الأسمنت والطين مما يعطي للبيت متانة وقوة مع رائحة عابقة طوال الفصول الأربعة.

أن اجمل منظر تسر به ناظرك حينما تراهم في ليالي الصيف وهم يقومون جميعا حفلات الشواء اللذ1يذة على ضفاف تلك الأقنية وهم يغنون ويرقصون بينما تحضر نسائهم لهم الأراجيل بمختلف النكهات
هناك ايضا مسابقة سباحة تقام سنويا في فصل الصيف... على العموم يتميز اهل هذه القرية جميعم باحترافيتهم للسباحة والغطس والألعاب المائية


اما بالنسبة للسياح , فبأستطاعتهم فقط الوصول الى مدخل القرية, حيث سيصابون بالدهشة وهم يشاهدون النصب التذكاري الذي يذكرهم بالبناة المؤسسين الأوائل للقرية, هذا النصب تم بنائه بمادة الخراء ومعشعش برائحة الفساء ومكتوب اعلاه بماء الذهب: نحن خير خلف لخير سلف و خير أمة خرجت للدهماء




#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمرأة مدهشة !!! وكأنها من كوكب آخر
- أيها الرديني !! هذا ما حصل في لاهاي !!!
- عمارة يعربيان
- اللهم لا تزغ عقولنا بعد اذ هديتنا
- أهلا بالخريف سيد الفصول الذي صالحته مؤخرا
- يا ملحدين كل العالم ...أتحدوا
- أنا أرفض أرث أبي
- الحج الى البتراء.... فريضة
- أعتذار ... وبطاقة معايدة متأخرة
- ما أثقل العشرة الأواخر !!!!!
- وجادلهم.... بالتي هي احسن
- حينما آمنت بغول قريتنا
- كنيسة على انقاض الكعبة المدمرة !!!!! واويلاه !! ويا حر قلباه
- ترنيمة رمضانية عند صلاة التراويح
- تجليات صائم مسكين .. تلاحقه الشياطين
- تاريخنا !!تزوير وتحوير !!! والتأثير على عقل الصغير
- أوشهيوض هلشوت !! أين أنت بحق السماء ؟؟؟
- تنهدت بين يدي ألأخطبوط بول .... والكلام يطول
- أبحث عن سوزان
- كل عام وأنت بيننا يا مانديلا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - القرية الفاضلة ورائحتها الزكية