أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - حينما آمنت بغول قريتنا














المزيد.....

حينما آمنت بغول قريتنا


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 17:53
المحور: كتابات ساخرة
    


أن أكثر ما اتذكره في طفولتي المبكرة _ في قريتنا الصغيرة الوادعة المنعزلة عن عن كل ما يمت للحضارة بصلة ( أللهم شارع ترابي معفر مغبر كثير التعرجات والحفر والمطبات يربط قريتنا بالمدينة )_.

أكثر ما اتذكره هو الحديث عن الغول_ ذلك الكائن الخرافي الذي أستحوذ على مخيلة جميع اهالي القرية من صغار وكبار _

كان يحلو للعجائز ان يقصصن على ابنائهن وأحفادهن المنتشيين رعبا وفرقا القصص تلو القص بدون ملل أو كلل وخصوصا في ليالي الشتاء الطويلة ( على راي فيروز )..... وأنا كنت مثلي مثل البقية اؤمن ايمانا عميقا بوجود هذا الكائن( ايمان مع خوف بالطبع ) !!!! .

كانت الأمهات والجدات يستغلن خوفنا أشد استغلال بحيث يهددنا به اذا لم نمتثل ونرضخ لطلباتهن وأوامرهن .. لا زلت اتذكر مقدار خوفي وجبني حينما كانت تقول لي والدتي : أذا لم تصمت وتهدأ فساستدعي الغول .



هناك وعلى سفح تل صغير كانت توجد مغارة لا تبعد عن بيتنا سوى مسافة نصف ميل , ويقال ان الغول يقطن بها .... كنت لا املك الشجاعة ان امر بقرب ذلك الكهف نهارا !!!!

هناك شاب بالقرية اكتسب سمعة عظيمة وأصبح يشار له بالبنان في الشجاعة والأقدام لأنه تجرأ ودخل في جوف المغارة !!! مع العلم بأن لا شيء هناك يثبت صحة ادعائه!!!!

مع مرور الزمن أصبح للغول قداسة وله سمعة جيدة حيث لم يصدف ان التهم اي من سكان القرية !!!! السبب هو ان سكان القرية طيبين ووادعين ومسالمين!! ها ها ها ( تذكرت بنو قومي المسلمين ) .

صحونا ذات يوم ولم نجد صاحب البقالة الذي أختفى بصورة مفاجئة وفي ظروف غامضة !!! قيل ان الغول التهمه لأنه كان مرابيا يستغل حاجة اهل القرية للمال !!!!_ أيضا أختفاء المرابي عزز قداسة الغول الذي لا يسيء الا الى الأشرار

ومما عزز هذه القناعة اكثر واكثر هو أختفاء طفل عمره سنة واحده نهارا كاملا مما جعل والدته تهرع الى قرب مغارة الغول وتجثو على قدميها متضرعة اليه ان يعيد طفلها الى حضنها , وحينما رجعت للبيت وجدت لفرحتها ان ابنها قد حضر !!! يا للعجب ؟؟!!! احدى العجائز اقسمت يمينا غموسا بانها رات الغول بام عينيها وهو يقوم بكل حنية بانزال الطفل قرب بيته ( بالمناسبة هذه العجوز اصبحت لها أهمية عظمى في مجتمعها حيث حيث اصبح لقبها – الشاهدة _)

في ليلة شتائية ممطرة غائمة صاخبة جلست امي تحدثنا عن الغول الذي من صفاته ان عينيه_ شق اي بعكس اتجاه أعين البشر_ وأنه يحمل _ عرعورا أي ذيلا .. بينما . كانت امي تسرد بالقصة التي تمتعنا وترعبنا معا , ذهب اخي ذو العشر سنوات الى خارج البيت لرؤية الأمطار لكنه عاد فجاة وهو يولول ويصرخ : الغول الغول له عينين شق وله عرعور !!!!! ومن شدة رعبه صدم المدفأة التي وقعت ارضا وسال منها الكيروسين مسببا بحريق في البيت !!! وبصعوبة بالغة سيطرنا على الحريق وعلى رعب اخي المترجف .... بالحقيقة ان اخي لم يرى الغول انما راى اخي الأكبر( كان قادم من اجازته العسكرية ) الذي تفاجأ برعب اخي ولحقه لداخل البيت ليهديء من روعه!!!!

ما حصل مع اخي الذي كاد يتسبب بحرق البيت هو ما جعلني أفكر مليا بكل الذين قالوا بأنهم شاهدوا الغول عيانا !!!! لم استطع منذ ذلك الوقت ان أقتنع الا بأنهم كانوا مثل اخي الذي شاهد فقط الغول المتخيل _ لا الغول الحقيقي _ وكما يقول المثل ( أللي بخاف من الغول بطلعله )...

تشجعت ذات مرة برفقة ابن عم لي وتوجهنا نهارا وليس ليلا ( حتى اكون صادقا ) الى مغارة الغول ولم نجد بها الا بيوض العصافير التي كان يحلو لنا اصطيادها ... تكررت زياراتنا الى الكهف وازدادت شجاعتنا.

صاحب بقالة القرية الذي اختفى عاد ثانية ليظهر بعدما غاب عشر سنين في البرازيل وقد عاد ليفتتح سوبرماركت

...

مر زمن طويل واصبحت قريتنا حيا راقيا من احياء العاصمة التي تمددت كثيرا .. تكتظ بالسكان والمولات ... والمقاهي ..الخ .. لكنني كنت دوما حينما امر بقرب الكهف أتذكر الغول ( بالمناسبة لا زال الغول يحتل مكانة مقدسة عند ابناء قريتنا )

جائني لمكتبي يوما شخص يريد أستشارة هندسية بخصوص اشكال يواجه نيته في بناء منزل له !! المفاجأة كانت ان الرجل قد اشترى قطعة الأرض التي يوجد بها الكهف اياه !!!! أخبرته انه محظوظ جدا وأن المغارة لا تشكل خطرا على المنزل قيد الأنشاء اطلاقا لأنها بعيدة بمقدار نصف متر عن الأساسات !! والحل سهل جدا وهو أغلاق باب الكهف وتحويل الكهف برمته لحفرة مجاري التصريف الصحي !!!!!

ليت شعري متى نحول كهوفنا المقدسة لحفر امتصاصية لمجارينا الصحية التي دوخت الدنيا بأسرها برائحتها العفنة المنتنة .



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة على انقاض الكعبة المدمرة !!!!! واويلاه !! ويا حر قلباه
- ترنيمة رمضانية عند صلاة التراويح
- تجليات صائم مسكين .. تلاحقه الشياطين
- تاريخنا !!تزوير وتحوير !!! والتأثير على عقل الصغير
- أوشهيوض هلشوت !! أين أنت بحق السماء ؟؟؟
- تنهدت بين يدي ألأخطبوط بول .... والكلام يطول
- أبحث عن سوزان
- كل عام وأنت بيننا يا مانديلا
- هل من الممكن يا أصحاب القرار المتمكن في الحوار المتمدن ؟؟؟
- واميريكلاه ... وامنشافتاه
- الطريق الى الله يمر عبر ...المانشافت
- لا صوت يعلو فوق صوت الشرف
- وبالوالدين ... احسانا
- مسجدنا .... والمانشافت
- الى كوريا .. فلنشد الرحال يا قوم
- أنني احبك ... أيها المختلف
- أن صلاتنا اجمل .... فهلموا الينا ايها المؤمنين
- أنا للأسف ميت .. و رحمني الله
- في محراب مصباح جميل المقدس
- فتوى شرعية بحق وفاء سلطان الورعة التقية


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - حينما آمنت بغول قريتنا