أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - حينما تهجر الطيور اوكارها بلا رجعة















المزيد.....

حينما تهجر الطيور اوكارها بلا رجعة


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


البارحة !! يا الهي لشد ما كان حزني البارحة!!!!! احسست وكان كل كآبة الدنيا قد أطبقت على روحي .... البارحة هاجر حازم وأهله الى امريكا وتركونا نقاسي لوعة فراقهم .. أشعر بقراراة نفسي أنهم لن يعودوا ابدا ابدا الى عمان
تبدأ قصة حازم منذ تسعة سنوات حينما وجدت طفلا لم يتجاوز الثامنة من عمرة يلعب كرةالقدم مع ابني الذي يناهزه في العمر ,, .. ناداني ابني فرحا ومهللا :
ابتاه ..أنظر... هذا جارنا العراقي الجديد وهو وللمصادفة يدرس في نفس مدرستي.... لقد فرحت جدا بهذا الطفل لأنني كنت أدرك جيدا أن أبني يجد صعوبة نوعا ما في أكتساب صداقات جديدة
لحظتها .. أتذكر جيدا حواري مع الفتى العراقي___وهو للاسف يتيم الأب __ حينما ربت على كتفه سائلا :
هي حازم كيف وجدت مدينة عمان ؟؟؟أجابني _ يا الهي لكم كانت اجابته صادمة ومحزنة _ :
عمان جميلة لكن بغداد اجمل منها بكثير بكثير... حينها تذكرت قول الشاعر بدر شاكر السياب : الشمس اجمل في بلادي من سواها ,, والظلام حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق
يا الهي كنت لحظتها على وشك البكاء !!!!: كيف يمكن ان يقتلع طفل من جذوره ليدور في بلاد الغربة على غير هدى ؟؟ لماذا على هذا الطفل الغض ان يترك مدرسته أصدقائه والعابه وبيته ليزرعوه في منطقة نائية؟؟؟!!! .. كان أنذاك في الثامنة من عمره وهو الأن في السابعة عشرة .
ومرت الأيام وأعقبتها سنون تلو سنون ...وصداقة ابني وحازم تكبر وتكبر !!!! فهما يلعبان معا... ويذهبان الى المدرسة معا !! ولا يطيب لهما حضور مباريات كرة القدم الا المقاهي حيث الشاشات العملاقة !!ويتواصلان مع بعضهما عبر الفيسبوك!!! حتى انني قلت لأبني متهكما عليه :
لماذا عليك ان تتواصل معه عبر النت, وأنت لتوك قد تركته ؟؟ فيضحك ابني قائلا :
نحن لا نمل من الحديث عن برشلونه وميسي
تفاجئت قبل أسبوع حينما قال لي ابني وهو مقطب للجبين محبطا وتائها :
ابتاه ان حازم سيسافر الى امريكا بعد ايام قليلة ولن يرجع هنا , بعدما أستحصلت والدته على أذن الهجرة
بالأمس قد تجمع صبيان الحي جميعهم ليودعوا حازم... وهم الذين احبوه كما احبهم !! وقد أحسوا بمرارة فقده كما هو أحس بمرارة فقدانهم ! بكى حازم وابكى معه كل الحضور وهو يقسم امامهم بانه سيعود الى عمان اخر المطاف مهما كانت الظروف
تركت ابني ومع بقية الفتيان من أجل أن ياخذوا راحتهم في في اظهار عواطفهم كما يشاؤوا في وداعه !!! وذهبت الى مكتبي دامعا للعين مهيض الجناح
وكنت اقول لنفسي ها هو ذا حازم يقتلع عنوة من جذوره للمرة الثانية بدون رحمة ؟!!! من ذا المسؤول ؟؟؟ اللعنة على كل الظروف!! تبا لكل المعتقدات ولكل الأختلافات .... نعم لقد هاجر حازم رغم انني وابني لم نعرف سوى أن حازم عراقي من بغداد فقط دون ان نعرف كونه شيعيا ام سنيا ام كرديا
ليت شعري لمن يتركون العراق ؟؟؟ العراق الخرافي الجمال ومهد الحضارات يترك ؟؟اه يا حازم كم احزنتني
ليتك تعلم بانني وللمرة الأولى تمنيت ولأجل خاطرك أن يفوز برشلونه في مباراته أمس رغم انحيازي لريال مدريد وذلك انني اعلم انك ستتابع المبارة وأنت محلق في الطائرة دامع للعينين لفراقك احبتك في عمان... أبني ايضا وللمرة الأولى يرفض ان يحضر المباراة بل لقد اوى لفراشه مبكرا وحزينا .
هاانا ذا استمع الى سعدون جابر وهو بشدو باستجداء و بصوت اقرب للبكاء ويمزق نياط القلوب :
لا ترحل يا حبيب لا لا ترحل
خايف اخر كلمة وياك هي فراق وهي وداع
:تبحر مهموم بدنياك لا انت بموجة ولا انت بقاع
::خايف دهرك بيك يحير :يحير
و محد يدري وين تصير :وين تصير ::تبعد غربة تلتم غربة ...وموجك عالي وماكو شراع .
.خايف اخر كلمة وياك هي فراق وهي وداع """
"ضمني بشفافك بسمة وخلي عيوني تدورلك... يمكن تلقى لك نجمة تلاليلك وتنورلك :
:لا ترحل يا حبيب لا ترحل غدارة الدنيا وخاف انك ماتندل
::لا ترحل يا حبيب لا ترحل خاف تضيع وانا احتار لمن اسال :
:ويلي الغربة والله صعبة وموجك عالي وما في شراع ::
خايف اخر كلمة وياك هي فراق وهي وداع

وخلال ذوباني وأنصهاري مع ألأغنية صرت اردد كلمات الشاعر بدر شاكر السياب وهو يقول برائعته _ رحل النهار _
هو لن يعود اما علمت بانه قد خطفته الهة البحار
في جزر سوداء من الدم والمحار
هو لن يعود
هو لن يعود
هل يعود العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل يعود حازم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رحل النهار
ها إنه انطفأت ذبالته على أفق توهّج دون نار
و جليت تنظرين عودة سندباد من السّفار
و البحر يصرخ من ورائك بالعواصف و الرعود
هو لن يعود
أو ما علمت بأنه أسرته آلهة البحار
في قلعة سوداء في جزر من الدم و المحار
هو لن يعود
رحل النهار
فلترحلي هو لن يعود
الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعود
الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهار
الموت من أمطارهنّ وبعض أرمدة النهار
الخوف من ألوانهنّ وبعض أرمدة النهار
رحل النهار
رحل النهار
و كأنّ معصمك اليسار
و كأنّ ساعدك اليسار وراء ساعته فنار
في شاطيء للموت يحلم بالسفين على انتظار
رحل النهار
هيهات أن يقف الزمان تمر حتى باللحود
خطى الزمان و بالحجارة
رحل النهار و لن يعود
الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعود
الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهار
الموت من أمطارهنّ و بعض أرمدة النهار
الخوف من ألوانهنّ و بعض أرمدة النهال
رحل النهار
رحل النهار
خصلات شعرك لم يصنعها سندباد من الدمار
سربت أجاج الماء حتى شاب أشقرها و غار
و سائل الحب الكثار
مبتلة منطمس بها ألق الوعود
و جلست تنظرين هائمة الخواطر في دوار
سيعود ؟؟لا !!!غرق السفين من المحيط إلى القرار
سيعود ؟؟؟لا !!!حجزته صارخة العواصف في إسار
يا سندباد أما تعود ؟
كاد الشباب يزول تنطفيء الزنابق في الخدود
فمتى تعود
أواه مدّ يديك بين القلب عالمه الجديد
بهما و يحطم عالم الدم و الأظافر و السعار
بيني و لو لهنية دنياه
أه متى تعود
أترى ستعرف ما سيعرف ما سيعرف كلما انطفأ النار
صمت الأصابع من بروق الغيب في ظلم الوجود ؟
دعني لآخذ قبضتيك كماء ثلج في انهمار
من حيثما وجّهت طرفي ماء ثلج في انهمار
في راحتيّ يسيل في قلبي يصبّ إلى قرار
يا طالما بهما حلمت كزهرتين على غدير
تتفتحان على متاهة عزلتي
رحل النهار
و البحر متسع و خاو لا غناء سوى الهدير
وما يبين سوى شراع رنحته العاصفات و ما يطير
إلا فؤادك فوق سطح الماء يخفق في انتظار
رحل النهار
فلترحلي رحل النهار



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت القديم .....يعني لي الكثير الكثير
- في عيدك يا أمي ... لكم ارثي لحالك
- صحوة ضمير الهية
- ترنيمة خروف....... شذ عن القطيع
- نظام المقاومة والممانعة من وجهة نظر محلل أستراتيجي
- وين الملايين ؟؟ وييييييييين ؟؟ وين ؟؟؟ وين المواليين ؟؟ ويين ...
- اسلامنا حين يخنق ابداعنا ويقتل مواهبنا
- قمة عربية غريبة !!! طارئة وسرية
- حماية دولية للشعب السوري !!! لما لا
- رسالة تهنئة......الى جلعاد شاليط
- نفترق بحب ... كيلا نلتقي بحرب
- ليلة القبض على محمد حسين يونس
- ألشيطان يكتب مذكراته: الفصل السابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل السادس
- ألأسد لم يقم بقتل الحمير
- الشيطان يكتب مذكراته: الفصل الخامس
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الرابع
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثالث
- الشيطان يكتب مذكراته : الفصل الثاني
- الشيطان يكتب : الفصل الأول


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - حينما تهجر الطيور اوكارها بلا رجعة