العــزيز الـوزير ..المؤزّر

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لم اكن اريد ان اكتب هذه الورقه..ولم اكن اريد ان اكتب هذه الرسالة
كنت اريد ان ابقي على الشعرة التاريخية مع البعض ومنهم انت..في منفاك وأنت في رعاية طويل العمر
لكن الذي سمعته عنك الآن وبالصدفة جعلني امضي في الكتابة والقطيعة
معك ومع المئات من امثالك الذين لم يستيقظوا من وهمهم رغم المحنة..وقد احتلت البلاد
ورغم السقوط المريع ..وقد تداعى النظام بشكل مأساوي..ورغم الأوهام التي تتساقط يوما اثر يوم والتي مايزال البعض ممسكا بها ..مكررا خطاب النصر المؤزر والوطن الذي سيعود:
مزارع..وشاليهات..ومراعي للأغنام والأبقار والغزلان..لأصحاب الحظوة من امثالك..
اقول انني اكتشفت بالصدفة انك حتى الآن ( بعد السقوط والأحتلال والمحنة التي اصحت النائمين ) انك زعلان عليّ لأني لم ازرك للمباركة بعد ان اصبحت وزيرا طوال عامين
برغم ان ..( مكتبي لايبعد عن مكتبك اكثر من خمسمائة متر) كما تقول انت..عجيب امر السيد الوزير هذا!!
وانا الذي كنت موهوما بك معتقدا ان ( نوبوكوف) الذي درسته انت قد علمك معنى الأشياء
كما كنت اعتقد ان القناع الذي البسك اياه الدكتاتور على شكل شوارب ..وعقال وعباءة وصلاة جماعة في الجوامع التي كان يؤمّها الوزراء واللصوص من امثالك للأستمرار في
خديعة الدكتاتور الذي كنت ( يوم كنا نحضر الأجتماعات التي يتحدث فيها ) كنت تقلب ابهامك الى الأسفل وتديره دائرة كاملة مرددا ان الدكتاتور يخوط في خراه!!وكنت اظن اننا سنعدم بعد كل مرة تفعل ذلك ..لقد كنت اظن انك حقا تشاركني الرفض والنقد الكتوم يومذاك..
لم اكن اظن انك ستتوهم انك وزير حقا ..وكنت قلت لك يوما ان سكرتير الرئيس كان يسميكم ( المكاريد ) وهو ينظر كيف تركبون الباصات الى اجتماعات مجهولة تعودون منها او لاتعودوا ولم اكن اظن انك بهذه الضآلة والصغر والنفعية رغم كل قصص السرقة والتهريب والجباية التي تطرز تاريخك الوظيفي..كنت اظنك اكبر من ..بيتك في الثرثار الذي تحزن الآن لأنه آل لغيرك ..أومزرعتك واغنامك وابقارك والأبنية الثلاث التي في المزرعة ..وكما تعلم فهي عطايا القائد الملهم مقابل ايهامكم اياه وقشمرتكم له ..وقد صدق ابنه في ان كتب افتتاحية جريدة بابل يوما بعنوان ( الذي يمشي وره القشمر ..قشمر ونص ) ..بعد ان أستوزر حامد حمادي للأعلام والثقافة بعد حرب عام 1991..وهو يغمز من قناة القائد الضرورة وقد مشى بقدميه طوال عشرين عاما حين كان سكرتيره الشخصي خلف هذا المخلوق الأسطوري في امراضه وعقده ..ونرجسيته
وشعوره بالتفوق الى درجة المرض الذي دمر العمل الثقافي وطارد المثقفين وهجّرهم في المنافي..
ياعزيزي الوزير المؤزر ..اكتب هذا العبارت وقلبي يقطر دما
فقد كنت اظن انك تقدّر ان الشاعر هو الذي تأتون لتسلّموا عليه لأنه يستشرف سقوطكم ويرى دناياكم و يرى اسراركم وخطاياكم
وضآلاتكم ودونيّتكم ..فيطلب لكم المغفرة انتم الوزراء الذين كنا نقول ان القائد الملهم يأتي بوزراء إمّا لايحبون الشعب ..وانت منهم ..او لايحبهم الشعب ..وزملاؤك الذي تداعوا مع السقوط المريع ..خير مثال لذلك ..وما الوهم الذي تعيشه انت إلاّ صورة للوهم الذي كان ومايزال يركب البعض من المكابرين والقشامر والوضيعين واللصوص!! الذين يعدونا بالنصر المؤزر وعودة الوطن من يد المحتل..ولكن ياعزيزي الوزير لن يعود الوطن وفق هذه القراءة النفعية وقد خرج الجياع من سراديب القهر والحرمان ليصنعوا حدثا مختلفا خارج النظرية الوطنية التي تؤمن بها
وبعيدا عن كل سياسة نفذتها انت بأمر الملهم الذي لم اصدق
.. ولن اصدق انك صورة له رغم ما ادّعيته من ثقافة ورفض كاذب
سيادة الوزير انصحك ان تواصل العمل في تهريب المسدسات الصغيرة ..والملابس الرياضية
كما كنت تفعل في الأيفادات الرسمية بدلا من ان تدّعي الوطنية ..
لقد سقطت بعينيّ من زمن ..وكنت اشيلك ولكنك لاتريد ان تسمو ..فتسقط في وحل اوهامك التي انت فيها الآن وغدا..
ـــــــــــــــــــ بغداد

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل