ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 06:05
المحور:
الادب والفن
الثلاثاء 15 ايار :
في انتظار لغة جديدة بقلم:ابراهيم جوهر
أبدأ يومي بفنجان من القهوة المرّة عادة .
عادة يومية لا أدري كيف اعتدتها !!
قهوة مرّة ، وبدايات تفتّح النهار ، وحركة وأصوات وتغريد ، وهموم ... تقليد يومي ،
اليوم كان للقهوة معنى . وللنهار لغة .
الدنيا كتاب صفحاته الأيام . صفحة كتابي اليوم سوداء باكية ؛ انتعشت ذاكرتها فتألمت ، وبكت . وأنا بكيت معها ، وبكيت لها ، وبكيت لي !
البكاء أشكال وأنواع . البكاء يريح الصدر ، ويؤكّد إنسانية الباكي . بكيت لأتأكد من كوني ما زلت أشعر ، وأتفاعل ، وأن لي ذاكرة غير معطوبة .
بكيت لأيام هناء كانت ، وأرض بريئة . بلا دموع بكيت ؛ بكيت بألم .
أبكي لمن لا يمتلك إحساسا صادقا مع ذاته . نكبتنا في الإنسان قائمة فلنبادر بما نملك لعلاجها .
احتلال الوعي ، والسيطرة على الروح أقسى أشكال الاحتلال . مصادرة الوعي أشدّ إيلاما .
زارني هذا الصباح وسط دموع البكاء والذاكرة بلبلان جميلان ، غرّدا سريعا ، بحثا عن طعام ، وغادرا غير واثقين . حركتهما الرشيقة لفتت نظري واستدعت إعجابي . البلابل تعرف ميدانها ، ولا تثق بكل من صادفها . أنا أثق ، ليتني أتعلم منها الحرص ، والتمييز بين العدو والصديق .
ماذا سأكتب على صفحة يومي الباكية بسوادها الطاغي ؟ سألت نفسي .
النهار الأسود كتب قبلي ؛ بدأ ببلبل حذر ، وطائرة تراقب ، وصباح عاصف بين رأي ورأي مقابل . النكبة لها معنى آخر . النكبة أن لا يفهمك قارئك .
( الحياة سطور كتبت لكن بماء ...) ولكن الذاكرة تكتب سطورها لكن بوجع ، والوجع لا ينسى ولا يتبخّر ...
( الأسى لا ينسى ) .
( أنا لست لي ) ؛ عنوان يوم نشاط مدرسي تقيمه المدرسة الإعدادية للبنات في بلدتي . وصلتني الدعوة لحضور اليوم والمساهمة في تحكيم الكتابات الأدبية الإبداعية للطالبات وتوجيههن .
اعتذرت عن الحضور لارتباطي بدوامي . في الدعوة جاءت الجمل التالية : ( حضوركم أمل ...وفرحة عين . حضوركم دعم ...)-دعوة صيغت بوعي تنمّ عن إعداد واع ، ولغة جديدة .
هي هذه ؛ " لغة جديدة " ...وجدتها !!
كم نحتاج للغة جديدة
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟