أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - المستويات الفنية في( الابواب المنسية) للمتوكل طه















المزيد.....

المستويات الفنية في( الابواب المنسية) للمتوكل طه


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


تذكّر (الابواب المنسية ) للمتوكل طه بالإنتاج الادبي الذي يأخذ من القضية المعالجة وهجا آسرا يثير العواطف أكثر مما يستثير العقل ،ويبعد محاكمة النص المنتج فنيا في سبيل التركيز على المستوى الواقعي للمسألة المطروحة .. من هنا فإن المتلقي يؤخذ بروح النصوص ويعيش أجواءها وهي تدور في ساحة المعتقل وتحاور السجّان وتحلم مع السجين . ولعل في هذا المستوى من القراءة ما فيه من روح التضامن والتأثر والانسجام والتماهي مع قضية وطنية ذات أبعاد إنسانية مؤلمة و(منسية) في الوقت نفسه . وهي قراءة طيبة النوايا ولكن النوايا وحدها لا تكفي لعمل فني يعبر عن قضية وطنية وإنسانية ذات مستويات سياسية واجتماعية وفنية يجب التعاطي معها وتناولها بعيدا عن الشعارات والخطب الإنشائية .
إن قضية بحجم قضية الأسرى الدامية المنسية تقتضي تناولها بعقل وإبداع ومسؤولية فنية ، ربما لم يعد مقبولا اعتلاء موجتها والنطق باسمها اليوم لكثرة الكلام الذي لم يحرر معتقلا من أبنائها . ولتكن كتاباتنا معبرة عنها بقدر بسيط من حميميتها وروائها .
قداسة القضية وعظمتها وجماهيريتها لا تشفع لأي إنتاج دون المستوى الفني اللائق وإن حمل اسمها ودافع عنها وروّج لها .
من هنا كانت صرخة محمود درويش الاستباقية في أوائل السبعينيات ((ارحمونا من هذا الحب القاسي )) صرخة مؤسّسة واعية واعدة راسمة أفقا إبداعيا يطلب محاكمة النص وفقا لشروطه الفنية لا موضوعه المعبر عنه . كانت الصرخة تحمل طلبا واعيا مفاده : قيّمونا وفق مضمون نصوصنا فنا ومضمونا وإبداعا وتأريخا ، لا وفق توجّه مسبق يقبل كل غث وسمين فيخلطهما معا ويعاملنا بشفقة وتضامن ونظرة تشجيع لم نعد نقبلها لأننا ناضجون .
قضية الاسرى وما يحيط بها وكل هذا الشجن الذي تثيره قضية إنسانية بالدرجة الاولى ووطنية بالمستوى نفسه لا يجب أن تعقد أي اتفاقات بعيدا عن حلها حلا نهائيا لان القائد لا يترك جنوده في الغابة بينما يقول : اتفقنا !!
أن نبدع أدبا في سيمفونية ( أدب السجون ) يعني أن نضيف جديدا وأن نعلي رسالة التحدي وأن نقرع الجرس في الإطار الفني فلا مجال لحيرة الفن وتردده ونكوصه في ميدان السهر والتعب والمعاناة والصمود . باختصار : نريد إبداعا متألقا يعبر عن قضية إبداعية .
ليس مطلوبا منا أن نجامل ولا أن نتحامل أيضا * وليس مطلوبا منا أن نضيع في دفء القضية وجاذبيتها ونغض الطرف عن الهنات الفنية والمستوى الإبداعي النسبي الذي حققته هذه النصوص التي تجيء بعد مسيرة طويلة من البحث والتأليف للزميل المتوكل . فهذا الكتاب يحمل الرقم 39 في مسيرة الكاتب .
العنوان :
(قصص الابواب المنسية ) ثم اسم الكاتب يليه اسم راسمة اللوحات :ريما المزين .
أترك لغة الالوان التي جاءت لتوصل رسالة باللون الذي يوصل رسالة ذات دلالة وإيحاءات ورموز : فاللون الازرق لكلمة (قصص) ثم اللون الاصفر للعنوان (الابواب المنسية ) ثم اللون الابيض لاسم الكاتب فاللون الاصفر ثانية لكلمة (لوحات ريما المزين) على خلفية من اللون السماوي الممزوج بالاخضر هي لوحة ألوان فنية تحكي مسيرة من الصدام وفق إطار واضح المعالم يوضحه الرسم التقريبي لباب السجن ،وما الأزرق والأصفر ثم الأبيض سوى رموز واضحة الدلالة .فهل عنى المصمم ذلك ؟!
في صفحة الإهداء جاء إهداء الكاتب ( إلى شهداء وأسرى الحرية ) وهو إهداء عام يحمل رسالة واضحة تساوي بين الشهيد والاسير ،في حين كان الاصح أن يقول : إلى شهداء الحرية وأسراها فيعطف الاسرى على الشهداء ويضيف الحرية (لفظا وضميرا) إلى الشهداء والاسرى فيتساوى الشهداء والاسرى في التعريف ، وتكون العبارة سليمة من الناحية اللغوية .وهذا خطأ شائع الاستعمال .
تبدأ نصوص الكتاب بنص ( طوبى ) وهو نص بليغ جميل معبر مدهش ، مما يحقق استهلالا طيبا وموفقا للولوج إلى ساحة النصوص الثلاثة والستين التي جاء عددها بعدد سنوات النكبة (المنسية ). طوبى :نص بديع أخذ من القصة القصيرة جدا اللغة المكثفة والجملة المركزة واللفظة الشعرية الموحية ذات الظلال والافق المفتوح على التأمل والتأويل . وأخذ لغة الصمت من الورق ( أخذوه منها ) الجملة الافتتاحية القوية الرشيقة الدالة . تأتي الجملة الافتتاحية في سطر منفرد ( أخذوه منها ) وفي السطر التالي عودة ارتدادية إلى الماضي ،إنارة خلفية لصاحبة الضمير غير المعلن عن اسمها (إنها :ها (منها) من هي ؟؟ إنها هي .....ليكتشف القارىء أنها كل أم وكل زوجة فلسطينية صارت شجرة (وراح الناس يتظللون بفيئها ،واحتشدت بالاعشاش والزغب والهديل والزقزقات ،وأضحى من يمرّ بها يعتقد أنها شجرة تنبىء بغابة ستمتد ،لتنشر المسك والشهد والزنجبيل ) (صفحة 12 )
شكلت هذه المقدمة (فاترينة)جاذبة للولوج إلى عالم النصوص التي جاء على الغلاف أنها (قصص) ليكون النص الثاني المعنون ب(طلق نعنع)نصا غير داعم للنص الذي سبقه من الناحية الفنية إذ هبط هبوطا مدويا صارخا . إنه نص يمثل البدايات لأي كاتب . نص تنفيسي ذاتي يحمل ذكرى ما لتجربة ما خلطت بين الخاص والعام في لغة مباشرة رتيبة أفسدها تدخل الكاتب المباشر وخلطه بين لغة الوصف والذكريات والتعليق والخبر (...والآن ها هو يتمدد على سريره ،يكاد يلفظ آخر رمق من روحه، وإدارة المعتقل ترفض الإفراج عنه. لقد التهمه السرطان! )(صفحة 13) يتضح أسلوب نقل الخبر بلغة باردة إخبارية غير فنية تريد نقل المشهد بأكمله . وفي السطر التالي يقول : ( واستشهد صاحب الكوبّاي ، فوددنا أن نودعه قبل أن يأخذوه ، فانكببنا على وجهه نقبّله ،ونغسله بدموعنا الباردة ! لاحظ السجان أن صاحبنا يغمض كفه ويقبضها على شيء ما! فحاول أن يفتحها فمنعناه ، وهدّدناه، فطلب منا أن نفتحها خوف أن نكون قد هرّبنا معه شيئا !) هنا يتضح الاسلوب الحكائي الإخباري غير الفني ، فلا اللغة لغة قص فني ، ولا الحدث معبّر عنه بأسلوب فني قصصي بلغة ذات رشاقة . إنها لغة عاجزة تقف على الجانب الموازي للغة النص الاول ((طوبى) .
هذان مستويان متباينان في اللغة والقص الفني إذا . وهما يمتدان ليطالا عددا من النصوص المتبقية ، في الوقت الذي ينهض عدد ليس قليلا من نصوص أخرى جمع بين الأسلوبين فكان وسطا بين البلاغة والسمو ، والهبوط اللغوي التعبيري .
تنتمي نصوص : (ساحر )(ابنتنا الشمامة) (صهيل في العتمة)(اللبلابة )وغيرها....إلى هذا المستوى المتوسط (بين بين) .
وتنتمي نصوص طلق نعنع) (اعتقال ناظم الغزالي) (العقرب) (تقمص) (لم تنته الجلسة) إلى المستوى الهابط فنيا في لغة التعبير ،ونقل الموقف المتدفق ، واللغة المترهلة الزائدة عن الحاجة الفنية ، وفي التعليق والتشبيه غير الموفق .
ثلاثة مستويات فنية هي نصوص الأبواب المنسية للمتوكل طه . وهو الكاتب الذي يستطيع الكتابة المعبرة التي أقصدها ،ولكنه تسرّع في النشر ولم يتأن في وقت مطلوب منه فيه أن يقدّم جديدا فنيا يسمو فوق ما وصل إليه من قبل .
______________________________
الكتاب صدر عن منشورات وزارة شؤون الاسرى والمحررين في رام الله سنة 2011 م.
ورقة مقدمة إلى ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني/الحكواتي التي ناقشت الكتاب مساء الخميس 31 /3 /2011 م.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن القدس والثقافة
- رواية- حليب التين درهم حلاوة وقنطار خشب
- ظلام النهار لجميل السلحوت أو ظُلاّم النهار
- نفتقد كنفاني اليوم اكثر
- وجوه الإنسان المهشّمة في رواية ( الوجوه الأخرى ) لوداد البرغ ...
- اللغة الدرويشية في ( الجدارية )
- حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي
- ما الذي يريده جميل السلحوت في سداسية(كلب البراري) للأطفال؟
- ناطور الوطن ينتظر عودة أصحابه
- اكليل محمد شتيه لمن يقدمه؟
- مع تميم البرغوثي في ديوانه-في القدس-
- خذوا خنازيركم وارحلوا
- يحيى يخلف في -ماء السماء- الحياة والأمان في الوطن فقط


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - المستويات الفنية في( الابواب المنسية) للمتوكل طه