أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - ممّن هربت مرمر القاسم أوراقها














المزيد.....

ممّن هربت مرمر القاسم أوراقها


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


أوراق مهرّبة لمرمر القاسم

ممن هرّبتها الكاتبة ؟ ولمن ؟ _____ إبراهيم جوهر / القدس

في أوراقها الجريئة تقيم الكاتبة (مرمر القاسم) ثورة احتجاج باللغة ، وفي اللغة .

تحتج على الركون القائم بحكم التقليد ، والنصائح ، وتعاليم التربية التقليدية التي تثور عليها الكاتبة ، وتظهر ندمها لأنها استمعت لها ، فأورثتها صفة القبول السلبي . في أوراقها هذه تغوص الكاتبة في ذكرياتها ، وتستحضر تجربتها ممثّلة لمن يشاركها التجربة والمعاناة . وكأني بها توازي كتاب (أحلام مستغانمي ) ؛ (نسيان .كم ) الداعي إلى الحياة بعيدا عن التذلل للذكر . هنا تظهر (أنا) الكاتبة عفيّة تدافع عن قدراتها وإنسانيتها وحقوقها الكاملة غير المنقوصة .

هل يمكن أن تكون هنا تتمثّل الوطن كما تريده ؟!

إن وطنا لا يحترم نصفه المتمم لا يمكن أن يكون حرا كامل السيادة .

تظهر جرأة التحدي والاحتجاج بلا مواربة ، ولا ترميز في نصوص الكاتبة المتنوعة بل بصراحة في الانتقاد غير خافية تقدمت الكلمات وهي تفاجئ قارئها بجرأة التعبير حينا ، وفصاحته حينا ، وبيانه .

الكاتبة استفادت من إمكانيات اللغة في الجناس اللغوي والطباق والمقابلة . وعملت على ذاكرة الكلمات وذاكرة الصور . تلك الصور التي اختزنتها ذاكرة وعيها في طفولتها لتحتج عليها اليوم في هذه الأوراق المهرّبة ، حاملة رسالتها بوضوح غير خاف . فلماذا كانت هذه الأوراق مهرّبة ؟

التهريب هنا ليس كما قد يتبادر لذهن للقارئ من الوهلة الأولى . إنه تهريب من جدر الصمت والخنوع والقبول بالحال القائم ، وإن لم يغب الهم الوطني والسياسي العام الذي هو خاص أيضا يؤثر في الأقلام والأرواح .

الكاتبة تصرخ وتحتج وتشكو هنا ، وتنوّع أساليب احتجاجها .

إنها تجرّب صوتها ، وقلمها . وتبني فكرا خاصا يستند إلى رؤيا واضحة في ثنايا فكرها الخاص .

الكاتبة تريد بناء عالمها الخاص كما تراه . وقادها هذا التصور الى الاحتجاج والرفض والبكاء والغضب ، والثورة . كتبت بسخرية ، وبثقة بالذات ، ونقلت معاناتها الموجعة .

ثورتها في نصوصها التي جاءت وفق حالاتها النفسية ومعاناتها الخاصة هنا تقدّم للدارس المهتم ميدانا للغوص والتحليل والوقوف على جوانب خافية في المعاناة ,

هنا التعبير يقود إلى البوح ، والصدق . كما يقود إلى الغضب حين تعاد الذكريات وتستحضر المعاناة مرة أخرى .

هنا كاتبة تتمرد .

هنا كاتبة تؤسس .

هنا كاتبة تهرب وتهرّب ؛ تهرب من واقع تنتقده . وتهرّب روحها لكي تعيش في مكان لم تسمّه بل ألمحت إليه ...لعله ذاك العالم المأمول في محصّلته النهائية المستمدة من نقيض الموصوف المعبّر عنه هنا .

وجدت تعبيرا خاصا عن ذات الكاتبة ؛ حددت مكامن معاناتها ، وطموحها . كانت سيرتها حاضرة بقوة ، وتقف وراء الكلمات . فالكاتب عادة ما يكتب نفسه ويخرج روحه إلى العلن والورق .

أشارت إلى حالات الضياع التي تأسر قلبها وروحها . لم تكن جافة ولا جلفة ، بل رقيقة حافظت على الأنثى في داخلها ؛ الأنثى التي لا تعني المسكنة والضعف والاستكانة والقبول بكل ما هو موجود ومتعارف عليه اجتماعيا .

تثور على العادات البالية ، وتنتصر للحياة .

وقفت على الأرصفة ورأت العمر يمضي بأرصفته وهي على رصيف الحياة .

(مرمر القاسم) في أوراقها المهربة سخرت ، وهذت ،وتمردت . قالت ما تريد بلغة متينة ذات استعارات وتشبيهات ومجازات .

وأرسلت غضبها سريعا على شكل برقيات موجزة ، اقتربت فيها من أسلوب القصة القصيرة جدا .

لم يشغلها هاجس النوع الأدبي كشكل فني بل صبت اهتمامها على المضمون / رسالة التوعية وإشهار الموقف .

إنها تقف بوضوح أمام مرآة ذاتها فتصارحها . تعبّر لها ، ولنا ، ناقلة الكثير مما كوّن ثقافتها الخاصة بموقفها الخاص من الناس والحياة .

إنها تحمل مشروعها الثقافي الخاص بوضوح في ذهنها ، لذا نراها تؤصّل له وتنظّر أحيانا . وتنقل المشكلات التي تقض مضجعها كما رأتها وخبرتها .

هذه الأوراق تستحق الدراسة المعمقة لأنها تحمل موقفا من الحياة والناس .

ولأنها تفتح أبوابا على الفن التعبيري باللغة والفكر والمعاناة .

ولأنها تشعر بكاتبة تدرك مسؤوليتها تجاه مجتمعها .

____________________ (( أوراق مهربة من الأرض المحتلة . منشورات دار فضاءات ، الأردن . الطبعة الأولى 2012 م. ))

ورقة مقدمة إلى ندوة اليوم السابع : الخميس 15 /3 / 2012 م.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رواية (هوان النعيم) لجميل السلحوت
- جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل
- لغة الرمزية والتأمل الفلسفي في -سجن السجن-
- المستويات الفنية في( الابواب المنسية) للمتوكل طه
- عن القدس والثقافة
- رواية- حليب التين درهم حلاوة وقنطار خشب
- ظلام النهار لجميل السلحوت أو ظُلاّم النهار
- نفتقد كنفاني اليوم اكثر
- وجوه الإنسان المهشّمة في رواية ( الوجوه الأخرى ) لوداد البرغ ...
- اللغة الدرويشية في ( الجدارية )
- حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي
- ما الذي يريده جميل السلحوت في سداسية(كلب البراري) للأطفال؟
- ناطور الوطن ينتظر عودة أصحابه
- اكليل محمد شتيه لمن يقدمه؟
- مع تميم البرغوثي في ديوانه-في القدس-
- خذوا خنازيركم وارحلوا
- يحيى يخلف في -ماء السماء- الحياة والأمان في الوطن فقط


المزيد.....




- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - ممّن هربت مرمر القاسم أوراقها