أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - دولة اللا..علم و اللا..ايمان.















المزيد.....

دولة اللا..علم و اللا..ايمان.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور نصف قرن علي اطلاق الرئيس المؤمن انور السادات لمقولته الاشهر(( دولة العلم و الايمان)) أستطيع أن اقول ان الحصاد لم يكن علما و لم يكن ايمانا.. و انه لم يوجد علي مدى تاريخ مصرـ ما بعد السادات ـ ما كان يحمل خللا فكريا و تناقضا جسيما مثل ما حملته هذه العبارة الفارقة في تطور حياة المصريين ، فعبارات مثل (( أخلاق القرية )) أو (( كبير العائلة )) أو (( الديموقرطية لها انياب و مخالب )) و كلها مأخوذة من الارشيف الهتلرى الذى تربي جيل سيادته عليه لم تكن ( أى دولة العلم والإيمان ) تضرب في مقتل كل من العلم .. و الايمان .. حياة البشر العملية والروحية.. تطورهم المادى والقيمي، سلوكهم في العمل و المدرسة والمسرح وطقوسهم في الجامع او الكنيسة .. ان العلم لا يصبح علما لو تحدد سقفه بمعطيات ميتافيزيقية مسبقة تجعل منه كهنوتا يمنعه من الخوض في اعالي بحار المعرفة ..والايمان لا يصبح ايمانا اذا تم خلطه بتبريرات توافقية مع معطيات الزمن من اكتشافات او التصدى لها بجهل مفرط وجمود عائق عن الفهم .. الايمان حالة روحية خاصة و دليل للبشر بصيغ مختلفة يعتقد كل مؤمن (من وجهة نظره ) انها صحيحة في حين ان الاخر قد يراها عكس ذلك.. هو حالة من التواصل بين الانسان و الطبيعة في مجملها الذى يؤدى الي التجاوز عن منطقية بعض الامور الغير مطروقة عقليا و مقبولة روحيا .
محاولة جعل العلم خادما للايمان يشرح ويفسر ويربط بين ماقيل كنص تاريخي سابق و ما يستدل عليه من شواهد أنثروبولجية او بيئية محاولة شريفة ولكن في حدود عدم اعتبارها كحقيقة تاريخية .. اما التمسك بنصوص الاقدمين لشرح الحاضر فهو درب من الدجل والاستهزاء بعقلية العالم.. فالعلم الذى يسعي لان يجد سفينة نوح عند قمم جبال أرارات بتركيا قد يصدقة البعض ( قال الله تعالى عن سفينة نوح (( ولنجعلها آية للعالمين )) وهذا يدل على أن السفينة ستبقى لتكون آية للعالم ) ولكن في الأغلب الأعم لن يعتمد كحقيقة تاريخية .
كما أن التمسك بالنصوص القديمة التي تصف بيقين لا يقبل الجدل واقع الحياة في مصر وبابل هو خطل وجهل غير مبرر بعد فك طلاسم لغتي الحضارتين وكشف مساحات واسعة من تاريخهما تبتعد كثيرا عن ما سطره اليهود عنهما .
لقد مرت اوروبا بزمن كانت نصوص التوراة والالياذة والاوديسا (التراث اليوناني ) دليلهم وبحثهم للوصول الي تفسيرات و تأويلات مرتبطة بالنصوص ولها علاقة بالواقع .. ثم توقفت بعدما فصلت العلم عن الايمان وتركت لكل منهما مملكته التي يسعي فيها بقوانينه الخاصة فانطلق العلم الي آفاق غير محدودة و ظل الايمان يجمع حول كنيسة سان بيتر الملايين من المؤمنين المصدقين .
عضو فى شورى الأخوان أفتى (( دعم مرسى فريضة اسلامية يجب المساهمة فيه )) .. شخص ما آخر ، من الذين قذفت بهم امواج الجذر علي شواطئنا أفتى ان مرشح الاخوان هو صلاح الدين الذى سيصلح حال المسلمين و يصلي بنا في القدس .. فلنرى من هو صلاح الدين (الذى ينتظرنا حاكما مثيلا له) كما جاء بكتب المؤرخين العرب .
(( العاضد بالله (آخر الخلفاء الفاطميين ) بعد أن استولي الفرنج علي ثغر دمياط ونهبوا أسواقها وقتلوا أهلها ثم زحفوا علي الضياع وأكثروا القتل والسبي ثم وصلوا الي بلبيس وكسروا عسكر الفسطاط ودخلوا الي القاهرة من خلف اسوار من عند البرقية ثم توجهوا الي بركة الجيش وصاروا يقتلون من وجدوه من المسلمين)) ...(( استجار بنور الدين الشهيد صاحب دمشق فأرسل له أسد الدين شيريكوه عم صلاح الدين ومعهما العسكر فخاف الفرنج ورحلوا الي بلادهم )).
وكالمستجير من الرمضاء بالنار (( أسد الدين شريكوه شنق الوزير شاور بتهمة التخابر مع الاعداء واستقر في مصر وزيرا للعاضد لمدة شهرين وخمسة أيام مات بعدها ليحل محله صلاح الدين الايوبي ))... فلنتابع احداث التاريخ الذى لا نتعلم منه ابدا ونظل نكرر الاخطاء كما لو كنا فيرانا فقدت قدرتها علي نقل التجربة للاجيال التالية .
(( صلاح الدين أبطل أن يقال في الاذان ( حي علي خير العمل ) والدعاء لعلي وفاطمة والحسن والحسين وعزل قضاة مصر كلهم لأنهم شيعة معلنا عودة السنية الشافعية ، وأقام مجد الشافعية دون غيرهم من المذاهب... ثم أن صلاح الدين قويت شوكته حتي أصبح العاضد كالمحجور عليه لا يتصرف في شيء من أمور المملكة حتي يعرضها علي صلاح الدين.. انتهي الامر بقطع الدعاء للعاضد و الدعاء للخليفة المستضيء بالله العباسي فلم يتكلم أحد من الناس و لا أنكر عليه في ذلك .. لما حدث هذا ابتلع العاضد فص من الماس فمات في ليلته ))
السلطان صلاح الدين عندما دان له حكم مصر بدأه بشنق جماعة من أعيان القاهرة (( ومن جملتهم عمارة اليمني الشاعر)) ثم ((قبض علي مؤتمن الحبش وقتله فلما ثارت عليه العبيد وكان جملتهم خمسين الف عبد من أجناس مختلفة حاربهم لمدة يومين فقتل منهم ما لا يحصي)) ، (( ثم أنه أزال ما كان بمصر من العساكر الملفقة وكانوا ما بين صقالبة ومصامدة وأرمن وشناتر العرب وطائفة من العبيد الزنج فمحا هذه الطوائف كلها واستجد بمصر عساكرا من الاكراد خاصة فكان عددهم اثني عشر الفا من شجعان الكرد ))
عندما مات صلاح الدين كانت مصر مفلسة (( فلم يخلف في بيت المال لا ذهبا ولا فضة ولا قماشا وأنفذ جميع ما في الخزائن في الغزوات والجهاد)).
هل هذا هو ما يريده المصريون ..!! تعديل التوجهات الاسلامية ليقيم مجد وهابية حنبلية بغيضة ، ثم الدعاء في المساجد لخليفة المؤمنين بالرياض أو قطر ( فلا يتكلم أحد من الناس) ثم شنق رجال الحكم السابق وقهر المعارضين واعتقالهم خصوصا الشعراء والفنانين ليتوقف الشعر وتندثرمن علي أرض مصر الفنون والثقافة.. ثم القبض علي وزارتي الدفاع والداخلية ليشغل القيادة فيهما رجال العصابة فتنتهي بمن يثور او يعترض للتصفية او الاعتقال لا يهم ان كانوا مليون أو أكثر ولأن (( طظ في مصر وأهل مصر )) كما كانت عقيدة السلف القدوة فان الخلف سيقوم بتحويل اموال المجتمع للغزوات والجهاد ..!! السؤال الان هل محمد مرسي وعصابته قادرون علي استعادة الاجزاء المحتلة من الوطن و الصلاة في القدس !!
إنه الشق الاخر من المقولة الخالطة التي يروج لها الاعلام كما لو كانت من حِكَّم سليمان .. المجتمع العربي بفكره المتخلف الرافض لاى منهجا عصريا ويصر علي دروب السلف الصالح التى مكانها (معزًّزَّة مكرمة في كتب التاريخ مع أساطير الاولين) لن يستطيع الاضرار بذبابة علي الجانب الاخر بعد أن تنبهت الشعوب لكارثة الافكار التي يحملونها ..الشباب الالماني الذى يعاني من البطالة ومزاحمة القادمين من الشرق (هربا من الطغيان فوجدوا في بيئة الحرية والديموقراطية و سيلة لاستحلاب اموال الهطل من مشايخ السعودية و الخليج ).. فاض بهم الكيل عندما وجدوا اصحاب اللحي والجلاليب والمنقبات يقفون في الشوارع يوزعون علي الالمان مجانا القرآن والكتب الدينية المترجمة .. النازيون الجدد من شباب المانيا واجهوهم بحيث دارت معارك شوارع انتهت بأن طبع الالمان منشورات سب في الاسلام والمسلمين ومسيئة لرموزه .. حرب الشوارع مستمرة والالمان نقلوا كرههم التاريخي لليهود الي المسلمين ودينهم الذى يحاول أن يغزوهم بأفكار لا تلقي قبولا لدى من ذاق حلاوة الحرية ! وهذا يتكرر فى جميع بلاد أوروبا اليوم حتى ان الحكومة اليونانية أصدرت تعليمات لأبناء الجالية العربية لتجنب الصدام مع المتطرفين ، منها عدم السير بشكل فردى فى أوقات متأخرة من الليل وعدم التحدث فى التليفونات المحمولة باللغة العربية بصوت عال أثناء السير ليلا وتجنب راكبى الدراجات من الشباب اليونانيين الذى يرتدون ملابس سوداء تحمل علامة النازية.. الفكر المعتمد علي أموال البترول غير مطبق لدى امراء البترول الذين ينعمون بخيرات ومنجزات وسلوكيات الكفار ويحرصون علي فرض ما يسمونه مفردات حضارتهم علي الرعية الفقيرة والمحتاجة للاحسان .
الاخوان المسلمين والسلفيون الذين يخلطون العلم بايمانهم الذى يحتاج لمراجعة يضرون بالاسلام ابلغ الضرر و ينفرون الجميع منه مهما استخدموا من أدوات دعاية النازى لقلب الحقائق .
السيد المفتي السلفي السابق يصرح لجريدة ( المصرى اليوم ) ((أرجو أن يتم الاهتمام بالعلم والبحث العلمي لأن الله تعالي فضل سيدنا ادم علي الملائكة بالعلم وجعل العلماء ورثة الانبياء .. والدول التي أخذت بالعلم ارتقت به و تقدمت )) عظيم يا مولانا ربنا يفتح عليك ((لكننا تخلفنا لاننا فصلنا بين الدين والدنيا)) و لم يفتح عليه.. فالمنهج الديني لا يتسق مع حرية التفكير والقدرة علي خوض طبقات غير مطروقة من فلسفة التغيير .
منهج مولانا محمد فريد واصل لا يمكنه من تجاوز ما تعلمه واعتبره علما .. بحيث لا يعترف الا بعلماء الفقه والشريعة وعلوم القرآن.. اننا مختلفون فكيف يحق له التفرد بوضع الدستور الذى سوف ينظم حياتنا ونحن لم نتفق بعد علي معاني الكلمات .
العلم هو الفلسفة هو المنطق هو حصيلة متواصلة ( لم تتوقف ابدا ) لمغامرات فكرية لازالت مستمرة ولم يدَّع العلماء انهم قد توصلوا الي الحقيقة المطلقة العلم طموح مفتوح السقف يبدأ بالشك والفحص والتجارب والدراسة وهي امور يرفضها بشدة رجال الدين .. فالعلم لديهم هو التأمل في خلق الله والتوقف عند مشيئته سبحانه وطموحم هو نيل رضاه عن طريق عدم الخوض خارج الأطر التي شرعها الاوائل .
وهكذا توقف الاستاذ والطالب والدكتور والمهندس والسياسي المسلم عن الخروج الي البحار العليا للتفوق واكتفوا بالاخرة التي هي خير وأبقي وأصبح همهم جميعا السعي لتأمين خير ختام .. فانتشرت اللحي والاسترشاد بآيات الذكر وإطاعة علماء الدين اذا ما تعارضوا مع علماء الدنيا ويعمل الشباب المهاجر في الدعوة والجهاد بدلا من تعلم أدوات التحضر .
العلم بمفهوم السيد الرئيس المؤمن ومن سار علي نهجه غير علم الحاصل علي جائزة نوبل ومع ذلك لم يجد الا كل صد وسخف من رجال البرلمان المستعمر لمصر الساعي لتحقيق الدولة المفلسة التي تركها الناصر صلاح الدين يوم وفاته .
ايها المصريون اليس بينكم من يتصدى لهذا الغزو البربرى القادم عن طريق صنايق الاقتراع انهم اذا امتلكوا مصر فلن تجد علما ولا ايمانا ستجد رجال اعمال شرهين للمال والسلطة حتي لو خربت مصر .




#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش المشير عبد الحكيم عامر.
- الاخوان المسلمين كارثة لازالت قائمة.
- عمال بلحية وسبحة وجلباب قصير.
- برنامجي الانتخابي لرئاسه الجمهورية .
- كم من الجرائم ترتكب باسم الثورة .
- أمة عاجزة يحكمها كهولها .
- سيدنا الشيخ ، الولي ، الرئيس حازم
- إسلامكم لا يصلح لادارة دولة حديثة.
- نداء الي السيد جمال مبارك .
- ملك ، خليفة ، ديكتاتور .. أم رئيس !!.
- apocalypse يا قوم الحرب علي الابواب .
- ايزيس ، ماعت ، عشتار و ام النور
- الاستاذ جبريل أهلا بك
- الدولة الرخوة وعقدها الاجتماعي
- أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.
- تداعيات الكارثة ( يسقط حكم النازى ).
- ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر .
- نهاية هوجة وبداية ثورة
- وسط أنواء بحر الظلمات
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - دولة اللا..علم و اللا..ايمان.