أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - جيش المشير عبد الحكيم عامر.















المزيد.....

جيش المشير عبد الحكيم عامر.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما انقلب العسكر علي الملك فاروق و دان لهم حكم مصر ..لم يجد الصاغ عبد الحكيم معارضة تذكر ( من أعضاء مجلس الثورة ) عندما تم ترشيحه لمنصب القائد العام ، فلقد كان معروفا أنه أصغر من حصل علي اركان حرب من المرة الاولي دون رسوب أو اعادة .. و كان الزملاء خصوصا البكباشي جمال عبد الناصر يقدرون نبوغه العسكرى بالاضافه الي تصرفاته المتزنة اذا ما قورنت بانفعال و هوجه أعضاء مثل جمال سالم ام صلاح سالم
القائد الجديد سرعان ما قام بتحويل عدد من الضباط ( العظام فوق رتبة بكباشي ) الي وظائف مدنية كذلك أغلب من كان لديهم ميولا راديكالية أو يسارية تفوق ريتم حركة مجلس قيادة الثورة و تسبب له الاضطراب .
الضباط الذين تم التخلص منهم احتل عددا منهم وظائف في وزارة الخارجية كسفراء أو ملحقين عسكريين ،البعض اصبح مدير مديرية ( محافظ ) أو في الصحافة ، الرقابة ،الاستعلامات ، المخابرات أو الاشراف علي مشاريع الثورة الجديدة مثل كورنيش النيل ، اصلاح شبكة المجارى في 100 يوم ، اقامة و ادارة الفنادق الخمسة نجوم ، تعمير الصحارى ( حتي لو لم تكن لديهم الخبرة الكافية) كنت تجدهم في كل مكان بما في ذلك السينما و التمثيل الذى لم ينجو من أحمد مظهر و صلاح ذو الفقار ..و هكذا نالوا نفوذا و شهرة و دخلا مرتفعا و مميزات جعلت العديد منهم يفضل الوظيفة المدنيه و يسعي لها علي العسكرية
حرب 56 ( العدوان الثلاثي ) أظهرت كم تأثر الجيش بغياب قادته .. فلقد ترك سيناء دون قتال(الا قليلا) و لم يستطع الصمود في بورسعيد ، و لولا انسحاب قوات الغزو لاسباب خارج قدرات الجيش القتالية لكان علي عبد الناصر ( لازالة اثار العدوان ) أن يغير من سياسته تجاه القوات المسلحة و قادتها .
صاحب انسحاب الغزاة دعاية و ضجة مذهلة و طفرة ثورية( علي الورق و في الاذاعة ) غذتها الحان عبد الوهاب ، فريد الاطرش و مجموعة الشبان الصاعدين المتحمسين لانجازات جيش مصر من شعراء و ملحنين( مثل صلاح جاهين و كمال الطويل و اغنيتهم الشهيرة و لا زمان يا سلاحي ) فامتلكو الشارع و جعلوا من شعب بورسعيد ، المقاومة ، و رجال الجيش و قادتة ابطالا.
الرئيس جمال عبد الناصر بعد جلاء القوات المعادية عن بورسعيد و سيناء فاقت شعبيته و حب الجماهير له شعبية و محبة أم كلثوم .. لقد جعلت الحرب منه بطلا يرتضيه الجميع من المحيط حتي الخليج زعيما و داعما للثوار و قضايا التحرر الوطني ليس في المنطقة فحسب بل بين سكان الاقطار التي كانت لا تزال تعاني من احتلال بريطاني أو فرنسي .
الفرح و الحماس الزائد و المبالغه في التعبير( من المثقفين و الكتاب و الفنانين )عن الانتصار علي الامبرياليه العالميه و الاستعمار و صنيعته اسرائيل كانت نتيجته ان أصبحت دماء المصابين و الام المضارين و جثث الشهداء درج المجد الذى ارتقي عليه سيادة المشير و رجاله ليحصل علي سلطات غير محدودة جعلته يتدخل في كل مناحي الحياة في مصر و تتحول العلاقة تدريجيا بين الشعب و الجيش الي علاقة الوصي (البالغ) علي المصريين الذين لازالوا في طورالطفولة .
ضباط جيش المشير عامر فاض عليهم الخير من كل اتجاه زادت المرتبات و البدلات ، استولوا علي المساكن التي تركها الاجانب بعد ترحيلهم ، استمتعوا بتسهيلات الحصول علي سيارة و أصبح لهم اولوية تركيب تليفون و من حقهم دخول اى نادى مصرى حتي لو كان الجزيرة او هليوبليس ليحلوا مكان الطبقه الارستقراطيه المزاحة أو يمتزجوا بها .. و بسرعة شديدة التف حول القائد المنتصر شلة المنتفعين تتمتع بامتيازات تفوق اى مهنة اخرى بما في ذلك وضع اليد علي الفنانات و مصاحبتهن .. و زاد الانس و السهر و الحفلات و الاستئثار باستيراد الكماليات المحروم منها الشعب بما في ذلك المكسرات ( بندق ، لوز ،فزدق ) و الفاكهه النادرة ( التفاح )و الخمور الفاخرة التي كان مسموحا بتناولها في نوادى القوات المسلحة سواء في البار او حول حمامات السباحة.. حتي أصبح الالتحاق بالقوات المسلحة املا يسعي اليه الشباب طلبا لامان المستقبل و الحياة الرغدة .
لم تكن كل النتائج سلبية فلقد تغيرت توجهات الحصول علي السلاح و التدريب و الدعم الي المعسكر الشرقي الاشتراكي.. و بدأت صفقات الاسلحة تتوالي وكان تتابع ورود الاسلحه يرفع من روح القوات المعنوية و التدريب عليها يشغل القادة و الجنود و تغيرت اساليب القتال من العقيدة الغربيه التي تستخدم القوات المجمعه المتحركة الي الروسية التي تعتمد علي القوات المستقره في تحصينات ثابته قويه ... انشاء التحصينات و مراكز القيادة استهلك جزء لا يستهان به من ميزانية الحكومه المصريه .
وهكذا لم تمر سنتين حتي كان الرئيس السورى شكرى القوتلي في القاهرة يطالب بوحدة فورية بين مصر و سوريا لتعلن الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 فبراير 1958بين الدولتين و في اطار يتسع لضم كل الشعوب الناطقة باللغة العربية و كان اول المنضمين بتلغراف خفيف الظل الامام احمد امام اليمن .
عندما زار عبد الناصر سوريا بعد الوحدة استقبل استقبالا اسطوريا لدرجة أن حملت الجماهير عربته بمن فيها علي أكتافها .. و لكن سرعان ما تحول هذا الشعوربسبب التعامل غير الحكيم من عبد الحكيم و مخابراته و رجال الصاعقة و المظلات الذين تصوروا انهم يحتلون الاقليم الشمالي... لقد تصرفوا بتعالي المستعمر الاكثر تفوقا ناشرين المصريين في كل مكان فيما يشبه الاحتلال الاستيطاني .
جيش الجمهورية الجديدة الذى كان يقودة عامر لم يكن متجانسا ففي سوريا لم تكن قد وصلتهم بعد العقيدة الشرقية في القتال و كانت القوات تعتمد علي أسلحة فرنسية قديمة و كان الضباط في أغلبهم لهم ميول سياسيه بعضها بعثي أو قومي و لم يكن قد تم تدجينهم بعد ويجدون دعما سياسيا و ماليا من اصحاب البنوك الخاصة و الشركات الصناعية .. أما قوات مصر فكانت ترى أن سوريا منفذا جديدا للامتيازات و بدلات السفر و تهريب البضائع خصوصا المكسرات و الفواكه و الاهم الحشيش الفاخر الذى كان تدخينه منتشرا بين كبار الضباط و السياسين .. و هكذا لم تقدم الوحدة جديدا للقوات المسلحة السورية التي بدأ ينتشر بينها شعور بعدم الرضي ثم عدم التعاطف أو التسامح مع أخطاء الاخر وعندما بدأ عبد الناصر(استكمالا للفورة التي صاحبت مقاومة العدوان الثلاثي ) يضع بعد خمس سنوات من خروج القوات المغيرة ملامح الدوله الجديدة من خلال ميثاق العمل الوطني في يوليو 1961 و تأميم البنوك و الشركات وجد من الاقليم الشمالي مقاومه عالجها المشير بالسجون و المعتقلات ثم انتهت الي انقلاب عسكرى قام في 28 سبتمبر 1961( بعد ثلاث سنوات من الوحدة )واطاح بالجمهورية الجديدة في انفصال جرح مشاعر الرئيس و المشير و طرد المهاجرين و القوات المصريه محدثا أثرا لم يندمل حتي الان .
الانفصال السورى أدى الي رد فعل انفعالي عاطفي مؤيدا لانقلاب عبد الله السلال في سبتمبر 1962 باليمن بعد وفاة الامام أحمد و بداية حكم الامام بدر و خوف النظامان السعودى و الاردني من انتشار المد الثورى القادم من اذاعة صوت العرب بالقاهرة.. كما انه ادى الي استكمال ملامح الدولة المركزية الجديدة و تكوين الاتحاد الاشتراكي( الذى يضم تحالف قوى الشعب العاملة ) و مقاومة الاقطاع وترسية اقتصاد رأسمالية الدولة ( الاشتراكية العربية ) معيدا للمصريين الامل في مستقبل ترفرف عليه الديموقراطية ، العدالة الاجتماعية
جيش المشير عبد الحكيم عامر في ذلك الزمن رغم هزيمتين تسبب فيهما بعدم احترافيته في العمل السياسي أو العسكرى الا انه كان من حيث التدريب و التسليح في أفضل حالاته لقد كان يمتلك سلاحا حديثا للطيران و فرقة أو فرقتين مدرعتين مهابتين و ثلاثة فرق مشاة و مدفعية مسلحة تسليحا جيدا بالاضافة الي وحدات الدفاع الجوى و التي يربطها جميعها تكتيك روسي يوظف استخدام الاسلحة المشتركه في المعركة مع القوات الخاصة من صاعقة و مظلات تم الاعتناء بتدريبها و لها مغامرات يتم تداولها سرا في الكونغو و غيرها من اماكن الازمات الاقليمية..هذا بالاضافة الي وحدات الاسلحة المعاونه مثل الاشارة و المهندسين و الحرب الكيماوية و ورش الصيانة و الاصلاح و وحدات الامداد و التموين بالاحتياجات .. لقد كان جيشا اعد بعنايه مستمدة من خبرات المعسكر الشرقي الذى لم يبخل بشيء علي جيش مصر ولا علي قيادتها السياسية رغم معاداتها للشيوعية و اعتقالها للشيوعيين المصريين .
الانقلاب العسكرى الذى قادة السلال ضد الامام بدر تجاذبته قوتان اساسيتان الاولي تتكون من حلف سعودى اردني دعم الامام المخلوع الهارب بالقوات و الاموال و الخبرة و المرتزقة من كل مكان تساندة امريكا و حلفاؤها من الغرب لضرب النفوذ السوفيتي بالمنطقة .. و القوة الاخرى التي تدعم القوات المحدودة التي يسيطر عليها السلال كانت دول المعسكر الاشتراكي و مصر بعد أن تحول انقلاب العسكر خلال عقد من الزمان الي ثورة تحمل ملامح قوميه بعثيه بعد تعديل الاولويات الي (( حرية، اشتراكية، وحدة )) و مسار فاشيستي يهتدى بما قام به هتلر من نهضة سريعة عن طريق الرعب الامني و الكذب الدعائي و حشد امكانيات الدوله تحت قيادة مركزية بوليسية تسترشد بحكمة زعيم اوحد ملهم تعبدة الجماهير
وهكذا في ظرف شهور محدودة كان علي جيش عبد الحكيم عامر خوض حرب استنزاف استخدم فيها العدو تكتيكات حروب العصابات التي طورها جيفارا و هوشي منه و لم تصمد لها امريكا في كوبا و فرنسا في فيتنام.
حول هذا الزمن التحقت بجيش عبد الحكيم عامر .. لقد كانت مصر تزهو بأبناء جيل الثورة و تأمل أن يتقدموا بوطنهم عن طريق التعليم و البحوث و التفوق لقد كانت هناك مشاريع لاستخدام التكنولوجيا النوويه و تصنيع الصواريخ( القاهر و الظافر ) و كان جيلي الذى يعد ليخرج منه العلماء من خلال البعثات للاتحاد السوفيتي و الكلية العسكريه الفنية و المصانع الحربية بعد أن ازيحت من امامه الارستقراطية الاقطاعية و الطبقات المعوقة و أصبح يتمتع بنتائج تفوقة سواء عن طريق مكاتب تنسيق القبول بالجامعه او اوامر التكليف للمهندسين عصب تطور المجتمع و نهضته .. وهكذا عندما حصل المهندس الشاب حديث التخرج علي تقدير عام جيد جدا و امتياز في مشروع البكالوريوس كان يشعر لاول مرة برضاء من يجني ثمار سهره و جهده لخمس سنوات ففي ذلك الوقت كان علي الطالب أن يشقي و يبذل الجهد ليصبح متفوقا اذ لم تكن قد وجدت بعد مكاتب الاساتذة التي تبيع للطلاب مشاريع جاهزة للتخرج او دراسات الماجيستير و الدكتوراة لقاء اتعاب لا يقدر عليها الا متيسرى الحال و لم تكن ظاهرة احتكار المراكز الاولي لابناء الاساتذة أو لرفقاء الجماعة قد استفحلت بعد لذلك كانت تقديراته المتفوقه مسار سعادته و كان يرغب( حقا ) في اهدائها لخدمة وطنه و زعيمه
نحن الان في ربيع1962بعد أن أصبحت كلمات الميثاق في العقل و القلب و باليد..عن أن (( العمل حق العمل واجب العمل حياة )) أو (( الديموقراطية و الاشتراكيه جناحا الحرية )) لقد كانوا يحلمون بمجتمع ينعم بعد طول استعمار بالحريه و العدالة الاجتماعية كما كانوا يعلمونهم في منظمات الشباب.. و لكن قناعات الفتي سقطت بعد أن وضع قدميه علي ارض الواقع الذى كان لازال متخلفا و غير متوافقا مع الطفرة الثورية التي كانت الحان عبد الوهاب ، كمال الطويل ، الموجي تحكيها و كلمات صلاح جاهين و كوكبة الشعراء الجدد تغذيها بأغاني لام كلثوم ، عبد الحليم ، نجاة و هكذا عندما نفذ امر التكليف و باشر عملة الاول( الذى كان يديرة أحد الضباط الذين قفزوا الي قمة جهاز الدولة و مؤسساتها ) فوجيء أن البراح الابداعي الذى عاشة في كليته قد تحول الي قفص من محددات التصميم التي تعكس رغبه في التقشف تجعل من مباني مصر كلها متشابهه مثل عنابر الجنود في القشلاقات العسكرية ( كنموذج مجمع التحرير ) في ذلك الزمن كان لمسرحيات نعمان عاشور ، يوسف ادريس ، لطفي الخولى .. و مقالات الصحفيين و أشعار الفنانين و دراسات المثقفين في مجلتي الطليعة و الفكر المعاصر و منظمات الشباب تدفعه دفعا لنقد الواقع وعدم الاستسلام للتخلف .. و هكذا انتفض الفتي و عصي و ذهب برجلية الي الكلية الحربية عسي أن يجد في حمي الجيش ما افتقدة بين المدنيين ليتخرج مع افتتاح 1964 ملازم أول مهندس و يبدأ رحلة (المرمطة ) في حب مصر .
بعد ستة شهور قضاها في مدرسة المهندسين العسكريين بالحلمية كان علي الشاب الرحيل الي سيناء حيث كتيبة مهندسي الفرقه الثالثة.. و صل اليها بعد رحلة طويلة بالقطار للعريش ثم مع زملاء له في صندوق عربة زيل روسي الي جبل لبني من خلال مدق غير ممهد تسبب في ردمهم بالتراب.
حياة الجيش ( في ذلك الزمن ) لم تكن سهلة فانت في وسط الصحراء عليك تأمين المياة و الطعام و اماكن المبيت و كيف تمضي ايامك و لياليك بعيدا عن المدنية.. حياة الصحراء للفنانين تأمل للنجوم الواضحة بسبب عدم وجود تلوث المدن و احتكاك مباشر بالطبيعة بتقلباتها و حشراتها و ضواريها و ثعابينها و عقاربها .. عالم خاص خصوصا بعد توقف مولدات الكهرباء بعد العاشرة توفيرا للوقود .. و مع ذلك فالاحتكاك بالبشر مختلفي الانتماءات الطبقيه متعة وخبرة غير محدودة .. جيش عبد الحكيم عامر لم يكن متزمتا لذلك كان من الممكن أن يجلس القائد تحت ضوء القمر البدر بين ضباطه حول زجاجة ويسكي قادمة من غزة يشربون (دون سكر ) و يتكلمون في كل شيء .. أو تقام حفلات ترفية تحضرها مغنيات و راقصات تسهر للصباح و مع ذلك فلقد كان أغلب الضباط حريصون علي الصلاة .. علي الجانب الاخر كان الجنود و الصف ضباط لهم كانتين يبيعهم الشاى و القهوة و المشروبات الغازية و يقضون وقتهم في الغناء أو تبادل النكات .. و لكن الجميع مع طابور الصباح يتحولون الي ضباط و جنود جيش مصر .
جيش المشير عامر كما عاصرته كان مقسوما الي كتلتين رئيسيتين ..أحدهما في سيناء في مواجهه العدو الاسرائيلي تعد التحصينات و الملاجيء و حقول الالغام و تحبط اى محاولات اعتداء و قد تخوض معارك صغيرة فرعية .. و الاخرى في اليمن في مواجهه العدو السعودى الذى يرسل جواسيسة و مرتزقته و الذين أغلبهم للاسف من الاخوان المسلمين الذين جندتهم المخابرات السعوديه لضرب مصر و ثورتها و شبابها علي الحدود اليمنية .. تجهيز ارض المعركة في سيناء بعد تبني الجيش للعقيدة الشرقية التي تهتم بالتمسك بالارض عن طريق الخنادق و التحصينات استغرق كل جهد الوحدات الهندسيه هناك و استمر دون كلل لسنين طويلة .. حيث اشتركت شخصيا في انشاء تحصينات ابو عجيلة و وادى خرم و الحسنه في سلسلة طويله من المعاناة و الصراع مع الصحراء ليست موضوعنا الان .
اما في اليمن فلقد زاول رجال الجيش هوايتهم في التحول من جيش محارب الي جيش متاجر و كأن دروس الانفصال لم تكن كافية .. فالمشير منح بدلات مرتفعه للغايه لمن يذهب هناك بالاضافة الي ان الطائرات الناقلة لهم كانت تهبط في مطارات مصر دون المرور علي الجمارك .. و عملت شركات صناعة السجائر علي انتاج انواع خاصة بجنود اليمن توزع بدون مقابل و أصبح لمقاتلي اليمن مميزات الحصول علي شقة او تركيب خط تليفون .. و لاسرهم ترتيبات مميزة عند التعيين او الترقي .. لقد تحول الضباط و الجنود العاملين باليمن الي طبقة خاصة بعيدة عن مجتمعها الذى بدأ يعاني من زيادة تكاليف الحرب و يفقد قدراته الاقتصادية و يهمل في المرافق و تتوقف المصانع عن الانتاج بسبب نقص العملة الحرة و قطع الغيار و مستلزمات الانتاج .. لتنحدر مصر خطوة خطوة بعيدا عن تلك التي كانته قبل حرب اليمن .
جيش عامر الذى انهك في جبال اليمن و تم تعريض جنودة للاغتيال و الشراك الخداعية السعوديه و خونة الاخوانية المجندون بواسطة مخابرات العدو فقد وحدته و قدراته القتالية بل و اسلحته التي زودة بها الاتحاد السوفيتي و أصبح يعاني من ازمة اقتصادية حادة .. بحيث عندما قرر الزعيم ان يهدد اسرائيل كي يخفف الضغط علي سوريا كان من الصعب تصور ان عبد الحكيم عامر كان مستعدا .. رغم انه وعد ضباطه أمامي شخصيا قائلا (( انا عبد الحكيم عامر بقول اني قادر علي حماية مصر و تحقيق نصر في اليمن و نصر في سيناء )) لقد كانت احلام المشير التي تبخرت بعد اول ست ساعات من 5 يونيو اللعين وانهت حياته و سيطرته علي مصر و اقتصادها و بشرها دام لعقد و نصف و اعطي لرجال الجيش مميزات لازالت مستمرة دون مساس رغم كل المتغيرات التالية .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان المسلمين كارثة لازالت قائمة.
- عمال بلحية وسبحة وجلباب قصير.
- برنامجي الانتخابي لرئاسه الجمهورية .
- كم من الجرائم ترتكب باسم الثورة .
- أمة عاجزة يحكمها كهولها .
- سيدنا الشيخ ، الولي ، الرئيس حازم
- إسلامكم لا يصلح لادارة دولة حديثة.
- نداء الي السيد جمال مبارك .
- ملك ، خليفة ، ديكتاتور .. أم رئيس !!.
- apocalypse يا قوم الحرب علي الابواب .
- ايزيس ، ماعت ، عشتار و ام النور
- الاستاذ جبريل أهلا بك
- الدولة الرخوة وعقدها الاجتماعي
- أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.
- تداعيات الكارثة ( يسقط حكم النازى ).
- ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر .
- نهاية هوجة وبداية ثورة
- وسط أنواء بحر الظلمات
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.
- أحاديث الكهانة..أم قصص للأطفال.


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - جيش المشير عبد الحكيم عامر.