التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 01:14
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
رؤية نقدية يسارية في مذكرات قائد يميني بامتياز : تعويل اليمين الذيلي على فلول البعث لتحرير العراق بذريعة الخيانة الوطنية للجناح المافيوي المتياسر*-اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة**
صباح زيارة الموسوي
نشر في السنوات الاخيرة عدد من قادة الحزب المبعدين والمطرودين على يد الجناح المافيوي المتياسر مذكراتهم الحزبية ليسجلوا تجربتهم الحزبية تفصيلا . في خطوة متأخرة لكنها مفيدة على اية حال ,ومن ابرز العناصر القيادية هذه
المرحوم زكي خيري عضو المكتب السياسي للحزب والمسؤول الاول فيه في فترات تاريخية معينة
اسم الكتاب:1- صدى السنين
2- تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
باقر ابراهيم الموسوي عضو المكتب السياسي والمسؤول عن التنظيم الحزبي على مدى عقدين من الزمان
اسم الكتاب: 1-مذكرات باقر ابراهيم -تاريخ الصدور آب 2002
- 2-الوطنية العراقية بين الاستبداد والخيانة -تاريخ الصدور 2004
المرحوم الدكتور رحيم عجينة عضو اللجنة المركزية
اسم الكتاب : الاختيار المتجدد
المرحوم صالح دكلة عضو المكتب السياسي
اسم الكتاب : من الذاكرة
بهاء الدين نوري عضو المكتب السياسي والمسؤول الاول عن مركز الحزب في في فترات تأريخية معينة
عدنان عباس عضو اللجنة المركزية
اسم الكتاب :هذا ما حدث - تارخ الصدور 2008
المرحوم حسين سلطان
اسم الكتاب
اوراق من حياة شيوعي - حسين سلطان 1920-1992
اعداد خالد حسين سلطان- تاريخ الصدور2007
في البدء لابد لي من التوضيح بأن موضوع المادة هذه سيتناول كتب باقر ابراهيم الموسوي, على أمل ان يسعفنا الوقت للعودة الى مذكرات القادة الأخرين , مع ضرورة الاشارة الى كوننا قد اطلعنا على جميع هذه المذكرات , كما كرست شخصيا وقتا طويلا خلال الشهرين الماضيين لدراستها دراسة تفصيلية حاولت ان اكون فيها حياديا قدر الامكان الا من ناحية الانحياز للتيار الثوري في الحركة الشيوعية العراقية.
ان هذا التوضيح يوصلنا الى ايضاح آخر يتعلق بالفترة التأريخية موضع اهتمامنا , ونعني بها المرحلة التأريخية (ثورة 14 تموز 1958-سقوط النظام البعثي الفاشي 9 نيسان 2003) لتمتد لمرحلة الاحتلال الامريكي لبلادنا , وبما انني شخصيا قد نشطت سياسيا في سن الخامسة عشر أواخر الستينيات , فمصادري لالقاء الضوء على المذكرات للفترة ( ثورة 14 تموز 1958-انقلاب البعث الفاشي 1968) هي :
المصدر الاول : سلام عادل .. سيرة مناضل - ثمينة ناجي يوسف ونزار ناجي-2001
المصدر الثاني : الطبقات الاجتماعية القديمة والحركة الثورية في العراق -حنا بطاطو - الترجمة العربية 1992
المصدر الثالث : العلاقات الشخصية والعائلية الوطيدة مع عشرات الشيوعيين العراقيين من مناضلي هذه الفترة ( ثورة 14 تموز 1958 الخالدة-انقلاب البعث
الثاني في 1968) تلك العلاقات التي حرصت على الحفظ عليها آبان فترة التحالف الذيلي مع البعث ( 1973-1978) والتي تعرضنا فيها بسبب تقديرنا
لاهمية تواصل هذه العلاقات الى ضغوطا شديدة من قبل زمرة عزيز محمد الانتهازية خوفا من تاثير هذا الجيل على جيلنا الجديد , وهي سياسة قذرة اتبعتها قيادة عزيز محمد اليمينية الانتهازية لقطع تواصل الذاكرة الحزبية بين اجيال الشيوعيين العراقيين , لكي تتمكن من تمرير سياستها الذيلية للبعث الفاشي
المصدر الرابع : اللقاءات الشخصية مع عدد من قادة الحزب وقد كان سؤالي الحاضر دوما في هذه اللقاءات ,عن دور الشهيد سلام عادل ولم تم ابعاده هو ورفيقه الشهيد جمال الحيدري الى موسكو؟ وكيف نجا خصومه في القيادة من الموت ومن ثم هيمنتهم اللاشرعية على قيادة الحزب؟ واسئلة اخرى كثيرة
المصدر الخامس : الكتب والوثائق الحزبية المقرؤة طيلة اربعة عقود من النشاط السياسي وكذلك التجربة الحزبية الميدانية سواء كانت في الحزب الشيوعي العراقي او في اطار قوى التغيير الثوري الهادفة الى اعادة بناء الحزب الشيوعي العراقي على اسس ثورية .
قد يتسائل المرء لم وقع الاختيار على مذكرات -كتب باقر ابراهيم الموسوي؟ او بصياغة ادق لم وقع الاختيار للبدء بهذا الرجل ؟
جوابنا بسيط وواضح , , ان السيد باقرابراهيم الموسوي يمثل رأس المدرسة اليمينية في قيادة الحزب , وان تقلب الاخرون يمينا ويسارا , فقد حافظ هذا الرجل على هويته اليمينية الذيلية على طول الخط دون اي منازع حتى يومنا هذا , والسبب الأخر انه قد حافظ على مسافة دقيقة في الربع القرن الاخير بين الدعوة لافكاره وبين التنفيذ على الارض , مكتفيا بدفع رفاقه او اولئك الذين قرروا المجازفة حد الاستسلام للنظام البعثي الفاشي بالعودة الى العراق , ليلقوا مصيرهم المشؤوم, فمن لم يسعفه الموت , فلم يكن امامه سوى احد خيارين الاستخدام الذليل من قبل النظام الفاشي وان رفض طالته يد الجلاد اغتيالا .
لم يكتف السيد باقرابراهيم الموسوي بالتقيد الصارم بهذه المسافة على صعيد العلاقة مع النظام البعثي الفاشي فحسب , بل ظل يدفع باتجاه بلورة تيار فكري مساوم , بأمل تطوره الى تنظيم موازي لتنظيم الزمرة المافيوية المتياسرة ,محافظا على نفس المسافة , وكانت تجربة المنبر عام 1989 خير دليل على نهجه هذا
وفي مقابل استناد الزمرة المافوية المتياسرة على دعم حركة فتح في لبنان وخصوصا جهازأمن 17 والمخابرات السورية والقيادة الاقطاعية البارزانية الطالبانية في انقلابها على جناح باقرابراهيم الموسوي , وفي حربها ايضا على التيار الثوري في الحزب ممثلا بالقاعدة والكوادر الحزبية الرافضة للمؤسسة الانتهازية بطرفيها اليميني الذيلي والمافيوي المتياسر , فأن السيد باقر ابراهيم الموسوي ومجموعته قد لجأوا الى الجيهة الشعبية لتحرير فلسطين , التي كانت تربطها علاقات متينة مع النظام البعثي الفاشي والمقبور صدام حسين شخصيا في محاولتها لفتح باب التعاون مع النظام , وهاهي تنشط اليوم في اطار المؤسسات التي تضم تحت لوائها بقايا النظام البعثي وفلول حزبه.
واذا كانت الزمرة المافيوية المتياسرة قد فرطت بالقاعدة الحزبية لمصالح شخصية اوصلتها في المحطة الاخيرة الى الارتماء بأحضان المحتل بابشع صور الخيانة الوطنية والطبقية , فأن باقر ابراهيم الموسوي وجماعته من جهتم , قد انخرطوا في علاقات تعبر تعبيرا فاضحاعن مدى الذيلية التي تطبع الزمرة اليمينية التصفوية " امانته" لنهج الخنوع وعدم الثقة بالطبقة العاملة العراقية وعموم الكادحين في امكانية احداث التغيير الثوري في المجتمع , والا كيف يمكن لنا ان نفسر العلاقات والتحالفات مع فلول البعث الفاشي المهزوم , تحت راية الشعار الاثير على اسماع هذه المجموعة " تغليب الرئيسي على الثانوي " مرفقا باسطوانة باتت مشروخة -" توحيد جهود القوى الوطنية في جبهة موحدة ضد الاحتلال" , في قول حق يراد به باطل , فكأن وحدة القوى الوطنية تبدو عرجاء دون تمرير اندساس عصابات البعث الفاشي فيها
ان باقر ابراهيم الموسوي ممثلا الوجه الاول للمؤسسة الانتهازية المتفسخة, قد قدم اكبر خدمة لزمرة عزيز محمد الانتهازية وخليفتها زمرة حميد - مفيد الخائنة الممثلة للوجه الاخر من العملة ذاتها , بموقفه اليميني الذيلي هذا , فغدا سلاحا بيد زمرة الخونة لتشويه كفاح وتضحيات التيار الثالث - التيار الثوري في الحزب الشيوعي العراقي , تيار القواعد والكوادر الامينة على المبادئ الكفاحية المتواصلة مع تاريخ حزبنا الوطني الساطع. فزمرة حميد - مفيد تتاجر بالعداء للبعث متهمة كل من يناهض الاحتلال بأنه يدافع عن النظام المقبور استنادا الى موقف جماعة باقر ابراهيم الموسوي , الذي لا يزال يصر هو وجماعته على وصفه بالنظام الوطني ومواصلة نقديم هذه الخدمة المجانية للزمرة الخائنة
لم يكتف السيد باقر ابراهيم الموسوي باللهاث وراء فلول البعث , بل وجه الاتهامات الشنيعة في مذكراته لرفاق التيار اليساري الثوري , تلك التهم التي سنأتي على دحضها وتعريتها عند تناولنا مذكراته وفق التوبيب التالي:
ثورة 14 تموز1958 ودور الكتلة الانتهازية في ضياعها بانقلاب 8 شباط 1963 الاسود
خط آب 1964 التصفوي وانشقاق الحزب 1967
المؤتمر الوطني الثاني 1970 والانقلاب عليه والارتماء باحضان البعث في 1973,المؤتمر الثالث وشعاره سئ الصيت
الهروب خارج العراق 1979 وترك القاعدة الحزبية فريسة للتصفية على يد قطعان البعث الفاشي-المؤتمر الرابع 1985 وتفسخ المؤسسة الانتهازية الى كتلتين ( كتلة باقر وعدد محدود من الكوادر المطرودة معه) كتلة عزيز المهيمن على بقايا التنظم الحزبي
المؤتمر الخامس 1994 - سقوط النظام الفاشي 2003 واحتلال العراق , واعلان الافلاس التام لوجهي العملة الانتهازية , ارتماء كتلة باقر ابراهيم الموسوي مع بقايا فلول النظام البعثي الفاشي , ارتماء كتلة حميد تلميذ الانتهازي عزيز محمد في احضان المحتل الامريكي في ابشع خيانة طبقية ووطنية .
ان نشاط السيد باقر الراهن المدعوم من شلة من الكوادر الحزبية التي لا يتعدى تعدادها العشرين عنصرا , يجري , اي هذا النشاط في اطار مؤسسات بقايا النظام البعثي والمقالات المنشورة على المواقع الالكترونية , تلك المقالات التي تطبعها روح الذيلية وعدم الثقة بالعمل المستقل للحركة الثورية العراقية ,التي تتجنب اية ادانة للنظام البعثي الفاشي , بل تدعوا الى التعاون مع فلوله , قد انتقلت في الأونة الاخيرة وفي موازة الحملة التشهيرية التشويهية التي تشنها اجهزة زمرة حميد- مفيد المافيوية الخائنة ضد التيار الشيوعي الثوري , انتقلت للهجوم على برنامج اليسار الثوري العراقي والاستخفاف بطروحاته عن الدور المستقل للحركة الثورية العراقية في النضال من اجل التحرير واقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية , مستخدمة جملا انشائية بمفردات يمينية ذيلية مغلفة بصياغات يساريوية مبهمة
ان التقاء الكتلتين المتخاصمتين " كتلة باقر " و " كتلة حميد"على مهاجمة التيارالثالث في الحركة الشيوعية العراقية - تيار القواعد والكوادر الثورية , ما هو الا دليلا على انتهازية الكتلتين , ورعبهما من الدور الذي يلعبه التيار الثوري في الحركة الشيوعية العرقية راهنا ومستقبلا , لانه تيارالمستقبل الوضاء للوطن والشعب
يتبع
*
تنويه 09-05-2012: كان من المفترض انجاز الدراسة حينها واصدارها بكتاب, غير أن الانشغال في العمل والمهام المتعددة, قد دفعت بمشروع الدراسة برمتها الى حين توفر الوقت , اكتفي هنا بالاستشهاد من مذكرات باقرابراهيم الموسوي الخاص بمنظمة سلام عادل , الذي يفتقد الى الامانة الحزبية والتأريخية , حيث ساكتب رداً موثقاً عليه , ابرهن فيه على انعدام الامانة لدى رموز اليمين الانتهازي ,الذين تقاعدوا عن العمل الحزبي منذ ثلاث عقود ..حيث كتب باقر ابراهيم الموسوي حول النشاط المنظم خارج الحزب (منظمة سلام عادل .: بدأت بإصدار بيانات داخل العراق, في الفترة التي اشتدت فبها حملة القمع الحكومية ضد الحزب الشيوعي العراقي,عام 1978,شخصيتها البارزة وربما الوحيدة صباح زيارة, عضو في الحزب الشيوعي. الاتجاه السياسي للمنظمة هو وضمنه الدعوة إلى اسقاط النظام واتهام قيادة الحزب باليمينية.وكان موضع الاستغراب لدى كثير من أعضاء قبادة الحزب ما اكتشفوه فيما بعد من وجود على < المنظمة > من قبل أحد قادة, هو المرحوم ثابت حبيب.نشطت < المنظمة> في الخارج لفترة معينة ثم اعلنت عن حل نفسها.) -مذكرات باقر إبراهيم -ص 260-261
--------------------
**يرجى ملاحظة ان الكتاب يعد للنشر من قبل دار سلام عادل للنشر والتوزيع, ضمن .. وينشر على موقع الحوار المتمدن قبل صدوره .. لتعميم الفائدة وللحفاظ على تواصل الذاكرة بين الاجيال اليسارية , اضافة الى خلق ارضية للتعاون بين القوى اليسارية العراقية من اجل استكمال تحرير العراق وبناء الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية .. فاقتضى التنويه
مع التقدير
المكتب الاعلامي
مكتبة اليسار - فصول من كتاب يُعد للنشر*
عنوان الكتاب : اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة
(1921-2011)
الكاتب : صباح زيارة الموسوي
الجزء الاول : سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق 9 نيسان 2003 - خروج قوات الاحتلال 31/12/2011
الجزء الثاني : انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود - احتلال العراق 9 نيسان 2003
الجزء الثالث : تأسيس الدول العراقية 1921- ثورة 14 تموز 1958 الخالدة
تاريخ نشر المادة :2008-11-10
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟