أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - كابوس اللاكابوس














المزيد.....

كابوس اللاكابوس


محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


لا أدري كم كانت الساعة، حينما فقزت مدعورا من الفراش، والعرق يتصبب على جبيني، كجداول مياه حديثة تحرث الأرض لترسم مسارها، وبركنان في أعلا وجهي يتاهبان لقذف حممهما الحارقة، وجسد يرتعش بشدة,,,، فاتكأت على المضضدة السوداء،.. لألتقط انفاسي واحاول إسترجاع شريط أحلامي، لأعرف ذاك الكابوس الذي جعلني هكذا، لكن كل المحاولات باءت بفشل، فحملت سترة "التجينز" الزرقاء ورميتها على كتفي، لأترك إخوتي نيام ومشيت في الشارع دون إتجاه، أترنح بين حانات الحيرة والقلق وانصت لأغاني الليل الصامتة!!!، قبل ان أسأل نفسي ترى ماذا حصلي؟؟؟ فتنصت على قلبي، لعله يهمس بما حصل!!، فلم أسمع غير صوت أمواج جراحي تتلمع بصهيل الصمت، ثم رفعت رأسي نحو السماء، وبريق ينبع من عيني اللتان أبتا إلا ان يسقرا على قمر بهيج يلمع في كبد السماء، قبل ان أهوي على صخرة منعزلة، في قمة جبل يطل على وادي عميق، وأكنها تخطب في باقي الصخور المتناثرة امامها، لألقي بسترتي جانبا وأطأطؤ رأسي، مهزوما أبكي على كتف الجبل، فتتطاير دموعي لئائلا تهوى معانقة القمر، وبينما أن أنوح كطفل تائه، لمحت ضوء خافتا في الأفق، وكأن حفلا رمنسيا منظما في أعلى قمم الجبال، فصار يقترب شيأ فشيأ ويشتد بريقه رويدا رويدا قبل أن تنبعث من وسطه إمرأة شديدة الجمال، بثوب طويل ناصع البياض، ووجه مشرق يسر الناظرين، تتوسطه إبتسامة رقيقة تضفي على محياها روعة منقطعة النظير، والفراشات تحوم حول فمها، تنتشي الحلاوة من شفتيها، وشعرها الأسود القاتم، يهتز بالريح، كالعلم في مقدمة الجيش، وعينان سوداوتان تخفيان في طياتهما مشاعر حب جياشة، فوقفت امامي.... ظننتها ملاك جاء يتخرجني من جحيم الحياة، ثم نطقت بكلمة إرشع لها كبدي وإهتز فؤادي قبل أن تستقر في أذني ويفمها عقلي، ليدرك أن لسانها طرز أحرف إسمي، ودون أن تندثر من على محياي علامات الدهشة والحيرة، إسترسلت وقالت أعرف عنك كل شيء، أعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك، وأعرف سبب مجيئك إلي، وتلعثم لساني وكأني سأتحدث بلغة لا أتقنها، ليقول في تردد من أنت.... وماذا تريدين مني؟!!!! فعادة البسمة لترتسم على شفتها، فركزت عينها في عيني لتهمس، أنا التي أبعت الحيرة في النفوس ... انا التي أجعل من الشجاع والمثابر بطلا، ومن الضعيف والكسول هشيما .... أنا التي أربكت العلماء ... وشغلت المفكرين بألغازي .... انا التي جعلت البعض سعيدا والأخر تعيسا ... أقشعر بدني لحديثها، وإنتابني شعور غريب، فأغمضت عيني وحركت رأسي يمينا وشمالا بقوة وكأني أريد أن ألفظ غبار هذا الحلم المخيف!!! ثم فتحت عيني لأجد نفسي مرة اخرى وحيدا على الصخرة، إلتفت حولي فلم اجد غير سترتي المسكينة مددة على صخرة، كطفل متشرد يفترش الأرض ويلتحف السماء، تفحصت المكان بتمعن لأتأكد من ان لا أحد غير هنا، فإنحيت ببطئ نحو سترتي لأجعلها تنتطي صوهة كتفي، ثم إستدرت لأعود إلى البيت، وإذا بصوت المرأة، يتسلل إلى اذني بهدوء، ليهمس: اتريد ان تعرف من انا؟ أنا الحياة!!!.... أرأيت كم انا جميلة؟!!! إذن، واجه المشاكل التي تواجهك لتظفربي!!!.



#محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم غير مشروع
- مسار سياسي
- عودة الحلم
- تقرير اولي حول اليوم الدراسي
- تعييم الحكومة وإعفائها بين دستزري 1996و2011
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثالث)
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثاني)
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب بالمغرب
- الإطار القانوني للعلاقات المغربية الأوروبية
- مثالب وعيوب الدستور المغربي الجديد
- مضمون الوضع المتقدم للمغرب في الإتحاد الأوروبي
- نداء ((حق العودة)) في مرحلة أولى خمسون ألف لاجئ فلسطيني يو ...


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - كابوس اللاكابوس