أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - الانقسام والصوملة خلفه مصالح طبقية زعاماتية وتدخلات إقليمية















المزيد.....



الانقسام والصوملة خلفه مصالح طبقية زعاماتية وتدخلات إقليمية


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 15:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


البرنامج الوطني المرحلي طريق تقرير المصير، الدولة، والعودة
مشروع نتنياهو تهويد القدس وتمزيق الضفة إلى أجزاء مبعثرة
العودة للأمم المتحدة لحل قضايا "الدولة، حدود 4 حزيران، القدس"
على أحزاب وقوى عرب 1948 التعاون، فالانتخابات المبكرة خريف هذا العام
حواتمة في حوار ساخن مع فضائية "سفن ستارز" الأردنية

حاوره: حمادة فراعنة ـ عمان
أهلاً بكم في حلقة جديدة من "الحوار مع الآخر"، وفي هذه الحلقة استضيف ضيف عزيز علينا، الرفيق نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أهلاً وسهلاً بك أستاذ نايف ...
حواتمة: شكراً لكم وأهلاً وسهلاً بهذه الإطلالة الحوارية ...
س1: تعقيدات المصالحة الفلسطينية ... أنت والجبهة الديمقراطية الذين عملوا بشكل متواصل وحثيث من أجل المصالحة الوطنية وإزالة حالة الانقسام، ولكن مع الأسف لا جهودك ولا الجهود الفلسطينية ولا حتى الجهود العربية أثمرت في تحقيق الوحدة وإزالة الانقسام، على الرغم من سلسلة الاجتماعات التي تمت، وعلى الرغم من سلسلة التوقيعات التي جرت ؟! ...
بلغة مباشرة هناك إشكالين رئيسيين: الإشكال الأول داخل الصفوف الفلسطينية يوجد عناصر وقوى ذات نزعة زعامتية فردية وذات نزعة فئوية ومصالح طبقية ضيقة، ثراء غير مشروع، النهب السلطوي من جانب واقتصاد الإنفاق من جانب آخر، لا تريد إسقاط الانقسام والعودة إلى رحاب الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أساس وتحت سقف البرامج المشتركة التي وقعنا عليها جميعاً، وهذه العناصر ذات طبيعة مؤثرة وبكل صراحة داخل حركة حماس وداخل حركة فتح.
العامل الثاني: العامل الإقليمي العربي والشرق أوسطي؛ سلسلة من الصراعات المحاورية العربية وبالشرق الأوسط تستثمر الانقسام الفلسطيني، ومع بقائه وإدامته، لأن الوحدة الوطنية الفلسطينية تغلق الطريق على هذه الاستثمارات الضارة والسامة بقضية شعبنا وحقوقه الوطنية، واختزال الزمن على شعبنا.
وعليه؛ الجهود التي بُذلت وخاصةً على يد الجبهة الديمقراطية وشخصياً لأن منطلقاتنا هي منطلقات وحدوية وعلى قواعد ديمقراطية، وقوانين العودة إلى الشعب بانتخابات تقوم على التمثيل النسبي الكامل لكل مؤسسات المجتمع والمؤسسات التشريعية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعليه سنواصل هذا النضال بالتأكيد؛ لأن الانقسام يعني فشل وضياع وصوملة، والوحدة الوطنية هي طريق النصر، وبدون وحدة وطنية لا نصر بل مزيد من الهزائم والتراجعات بدلاً من أن نتقدم إلى الأمام.
س2: ولكن في ظل الوضع الطبيعي، في ظل الوضع السوي، الوحدة ضرورة لأن موازين القوى لمصلحة العدو الإسرائيلي، ولكن المشكلة أن المبادرة إذا كانت كلمة مبادرة موحية فالمبادرة السياسية والعسكرية والاستيطانية والتوسعية والدبلوماسية هي بيد العدو الإسرائيلي، والإسرائيليون يستثمرون هذا الوضع الفلسطيني، وأنه الأكثر ضعفاً ولكن الأكثر انقساماً ولو كانت الظروف طبيعية تستوجب ما تتفضل به، ولكن الظروف استثنائية، ومع ذلك الانقسام ما زال متواصل ؟
الظروف الاستثنائية تستدعي أكثر فأكثر ضرورة إسقاط الانقسام اليوم قبل الغد، هذا ما فعلناه في أربع برامج كبرى بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل، ولولا وهذه أمانة حقيقية جهود القوى الديمقراطية واليسارية الفلسطينية لما تمَّ نظم الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، ولا تمَّ التوقيع على اتفاق 2005 في القاهرة، واتفاق الوفاق الوطني في غزة 2006، ومرة أخرى اتفاق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بالقاهرة 2009، وأخيراً بالبرنامج الرابع اتفاق 4 أيار/ مايو 2011 في القاهرة، وعلى أساس أن تنفذ هذه العملية اليوم قبل الغد، ولكن مرة أخرى اصطدمنا بنزعات داخلية كما أشرت لها وأيضاً بالمحاور الإقليمية بالشرق الأوسط للتعطيل.
مرة أخرى أقول: ما قلته من اختلال في ميزان القوى والمبادرة بالخطوات التوسعية بالقدس والضفة الفلسطينية، وبشأن مجموع الحقوق الوطنية الفلسطينية بفعل الاختلال بميزان القوى بيد عدونا، هذا يستدعي أكثر فأكثر الإسراع بضرورة تنفيذ البرامج التي اتفقنا عليها وكان ممكناً لو كان هناك موقف حازم باجتماعات 22 كانون أول/ ديسمبر 2011 للجنة القيادية العليا لتصحيح الأوضاع الفلسطينية، وكذلك الحال باجتماع اللجنة القيادية العليا بالقاهرة في شباط/ فبراير 2012 بالحوار الشامل أن نصل إلى حلول، وفعلاً تم إعداد بيان يتناول كل القضايا الكبيرة واحدة واحدة تحت ستة عناوين في مقدمتها برنامج سياسي موحد مشتق من الوثائق التي وقعنا عليها، العودة للشعب بانتخابات تقوم على التمثيل النسبي الكامل لكل المؤسسات المجتمعية والتشريعية والتنفيذية والرئاسية للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، حكومة توافق وطني، العودة للأمم المتحدة "الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس"، إصلاح جذري للخطة الاقتصادية الاجتماعية.
وعندما جاءنا وقرأنا البيان الذي توافقنا عليه، مرة أخرى هناك من أبدى ملاحظة أن نُؤجّل الجانب السياسي المتعلق بالعودة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى لقاء قادم، وعليه؛ أيضاً أخ آخر دعا أن لا ننصّ على قوانين التمثيل النسبي الكامل، أي قانون واحد للشعب الواحد، للاجتماع القادم، وأن يبت فيه في لجنة إعداد القانون الانتخابي حتى نقره بالاجتماع القادم، مما أدى إلى إلغاء هذا البيان، وصدور تصريح لا يعني شيئاً إيجابياً، بل أعطيت تصريح مباشر نشر على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام "أننا وصلنا إلى لا شيء وأغرقنا بقضايا جزئية صغيرة بين الأخوة في فتح وحماس بدلاً من الاستجابة للإجماع الوطني المتشكل في هذه الاجتماعات". الاستجابة للخطوات والقرارات الفعلية التي تؤدي إلى إسقاط الانقسام والعودة إلى رحاب الوحدة الوطنية.
س4: أنا كمراقب وكإنسان قضيت عمري في مدرسة أبو النوف، إذا أي شخص طلب مني حياة أبو النوف منذ أن تفرّغ للنضال الفلسطيني يمكن أن أقول بأن أبو النوف كان متوزع بين ثلاثة ملفات، فلقد قضى ثلث عمره للجبهة الديمقراطية والوحدة الوطنية الائتلافية، والملف الثاني قضى ثلث عمره للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، والملف الثالث قضى الثلث الثالث من أجل إزالة معيقات النضال الوطني الفلسطيني، والآن الأوضاع أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً، وحتى البرنامج المرحلي الذي بادرت الجبهة الديمقراطية بطرحه وأصبح محل إجماع وطني فلسطيني، الآن لا يوجد له أسس على الأرض، افتقد الأرض التي يمكن أن تُقام عليها الدولة الفلسطينية ؟
أقول هذا ... وحتى يومنا مجموع الشعب الفلسطيني ومؤخراً مجموع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء حتى الذين يعارضون أي جمع بين السياسة والنضال بالمقاومة بالأشكال الممكنة، جميعاً يُقرّون البرنامج الوطني المرحلي، برنامج حق تقرير المصير ودولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس المقدسة عند الجميع، وبموجب الحق التاريخي والقانوني أيضاً بموجب قرارات الأمم المتحدة وحق العودة للاجئين بموجب القرار الأممي 194. هذا البرنامج عليه إجماع من الشعب الفلسطيني، إجماع بكل الفصائل الإشكالية، بصراحة كاملة أنه نشأت مجموعة من المصالح الاجتماعية ـ الاقتصادية، وبتعبير أدق مجموعة من المصالح الطبقية المبنية على الثراء والفساد في اقتصاد في الضفة واقتصاد التهريب في قطاع غزة، هذه المصالح خطرة وخطرة جداً، تشكل معوقات فعلية، وعلى سبيل المثال أيضاً في قطاع غزة ربما لا تعلم هذا؛ الآن يوجد نتيجة نتائج اقتصاد أعمال التهريب 1200 مليونير بقطاع غزة، بينما الأغلبية الساحقة من الشعب تعيش بحالة الجوع والبطالة، هذه المصالح الطبقية الاجتماعية لشريحة محدودة التي تولدت أيضاً؛ تولد عنها نزعات زعامتية فردية وفئوية لأنها تؤمن هذه المصالح بكل من الضفة وقطاع غزة، تعطل العمل من أجل أن نطبق ما نتفق عليها، وبالتالي الضحية الكبرى لهذا هي المصلحة الوطنية الفلسطينية، وتغليب الزعامتية الفردية والزبائنية الطبقية الاجتماعية والوظيفية.
لذلك أقول من جديد أوجه النداء إلى الشباب الفلسطيني (شباباً وشابات)، إلى المرأة والشباب، إلى الطبقة الوسطى والطبقات الشعبية، أدعوهم إلى النزول إلى الشارع تحت شعار "الشعب يريد إٍسقاط الانقسام"، "الشعب يريد انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، بالقانون الواحد للشعب الواحد"، "الشعب يريد تصحيح السياسة الاقتصادية والاجتماعية في كل من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، لا لاقتصاد الفساد والثراء وبناء مصالح فئوية ضيقة وفردية ضيقة، ولا لاقتصاد التهريب، تعالوا إلى اقتصاد وعلاقة اجتماعية تقوم على العدالة الاجتماعية، لأن هذا هو الطريق الوحيد والدليل أن هذا ممكن ... ما وقع بعديد من الأقطار العربية "الشعب يريد"، وتحقق الكثير مما أراده الشعب.
س5: ولكن في البلدان العربية تحقق العديد من الإنجازات، وهذا تم بفعل عوامل: العامل الأول أن الشعب يريد، والعامل الثاني أن القوات المسلحة لعبت دوراً إيجابياً بهذا المجال، أما العامل الثالث المفقود في الحالة الفلسطينية هو القرار الدولي، فلولا الغطاء الدولي والقرار الدولي الذي أزيل عن شرعية زين العابدين بن علي وحسني مبارك لما أقدم الجيش على هذا القرار، والمشكلة أننا حين نناقش الوضع في فلسطين مقارنةً مع الأوضاع العربية الذين يستخدمون الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية ... الخ، هذا لأنه يتعارض مع مصالح الغرب، فمصالح الغرب الرئيسية كما تعرف هي "النفط وإسرائيل"، يتعارض مع أهم مصلحة من مصالح الغرب، لذلك تم اقتلاع صفحة الانتفاضة الثالثة، وتم إحباط هذا المجال وتم التضييق على السلطة الفلسطينية سواء من قبل "إسرائيل" بحجب أموالها المجبرة أو المساعدات الممنوحة للفلسطينيين، ولذلك هناك معيقات ليست محلية بسبب وجود هذا التعارض الداخلي الفلسطيني، بل أيضاً بسبب عوامل إقليمية ودولية تحول دون تحقيق ما تتطلع إليه وما تدعو له ؟
تساؤلاتك تحتاج إلى تصحيح، تفتقر المعلومات، وهذه المسألة باتت مرئية، ليست كل الانتفاضات والثورات شهدت حياداً من القوى المسلحة والأجهزة الأمنية، فلقد جرت محاولات متعددة لقمع الثورة التونسية التي تحولت من ثورة شبابية إلى ثورة شعبية شاملة، لكن هذه المحاولات فشلت وحصدت أكثر من 500 شهيد ناضلوا إلى أن سقط رأس الاستبداد والفساد، وكذلك الحال في مصر سقط ما يزيد عن 2000 شهيد، ثم سقط حتى بعد رحيل رأس الفساد والاستبداد المئات في ميدان ماسبيرو، وشارع محمد محمود وبمحاولة نزع العلم الإسرائيلي عن السفارة الإسرائيلية، وزرع العلم المصري والفلسطيني، وبالتالي الجيوش لم تبدأ بالحياد، فالجيوش في تونس ومصر وبلدان أخرى لم تكن على الحياد، انحازت لأنها أدركت أن هذا النظام سيسقط ورأس الفساد والاستبداد، والشعب يريد هذا ويريد الديمقراطية ويريد العدالة الاجتماعية والحريات والكرامة هذا أولاً، وثانياً: بعد سقوط رأس الفساد والاستبداد؛ جيوش حاولت من جديد أن تفرغ هذه الثورات من مضمونها وتعيد ترميم القديم بتحالف جديد بين اليمين المدني واليمين الديني الطائفي والمذهبي، وبرعاية الجيش وتحت المظلّة الأمريكية، وهذا أفشل أيضاً في الميادين من جديد، وهناك بلدان عربية أخرى، الجيش لم يتخذ موقفاً محايداً بالرغم من كل الظروف؛ ففي اليمن الجيش انقسم على نفسه 40% كتائب بكاملها وألوية بكاملها انضمت إلى الثوار في الميدان، وبقي بيد علي عبد الله صالح 60% تقريباً من الجيش النظامي والأجهزة الأمنية معه، هذا عقّد الأمور فترة زمنية أطول وحتى يومنا هناك تعقيدات. وفي بلدان أخرى الجيش زجّ به من الدقيقة الأولى حتى يومنا بالحلول العسكرية والأمنية القائمة على برك الدم، ولكن أيضاً الانتفاضات التي تعرضت لمحاولة تطويق وتطهير وتصفية لم تنجح، ولهذا يوجد خصوصيات في كل بلد من البلدان.
نحن في الثورة الفلسطينية عندنا امتياز تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة؛ رداً على هزيمة حزيران/ يونيو 1967، استخلصنا دروس وعِبَر هائلة، ولذلك انتقلنا من نظرية "كل شيء أو لا شيء" التي أورثت شعبنا والشعوب العربية النكبة الوطنية/ القومية الكبرى 1948، إلى "النظرية المرحلية (مرحلة بعد مرحلة) في الإطار الإستراتيجي في السلسلة الإستراتيجية"، هذه السياسة أخذت طريقها وعليها التفاف شعبي شامل، وعليها التفاف من جميع الفصائل، ولكن التخريب يوجد داخل فصائل معينة؛ بحكم الامتيازات الطبقية والاجتماعية والامتيازات السياسية والمصالح الخاصة الفردية والفئوية هذا جانب.
الجانب الثاني: الحالة الدولية سلمت منذ الانتفاضة الأولى بحقوق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وحقوقه بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، فلقد صدرت العديد من الوثائق الدولية بذلك وباتت مرسمة وهذا ثانياً.
ثالثاً: حتى بالمجتمع الإسرائيلي بعد خطاب أوباما في القاهرة (4 حزيران/ يونيو 2009) بعد عشرة أيام؛ اضطر نتنياهو لأول مرة في تاريخ الليكود وزعامات الليكود (15 حزيران/ يونيو) أن يقرّ بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة، أيضاً في 5 تموز/ يوليو لمجلس الوزراء تحت عنوان "دولتين".
بذلك أقول أن العامل الدولي اشتغل وما زال في أغلبه لصالحنا، ولكن العامل الإقليمي بالمحاور المتصارعة هي التي تشكل لنا المشاكل الجارية أمامنا مستثمرة الرغبات الفردية والمصالح الطبقية السامة التي نشأت باستغلال الاقتصاد الفلسطيني نحو الثراء ونحو الفساد والإفساد لهذه العوامل.
أقول مرة أخرى؛ على القوى السليمة بالحركة الفلسطينية أن تتقاطع وتتوحد على ما توحدنا عليه بالبرامج التي ذُكرت، ونقطع الطريق على أهل الانقسام أصحاب المصالح الطبقية الفردية والفئوية، والتدخلات الإقليمية بالمحاور المتصارعة وننهض، لأن المناخ الدولي مناخ قريب لنا أكثر فأكثر مما هو قريب للاحتلال الإسرائيلي والتوسعية الإسرائيلية الصهيونية، نتنياهو ـ ليبرمان كل منهما شخصية غير مرغوب بها في كل أوروبا لدى كل الحكومات الأوروبية حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى في الإدارة الأمريكية الحالية شخصية غير مرغوب بها، والعلاقة بين أوباما ونتنياهو مثل علاقة الماء والنار في هذا الميدان، ولكن مع الأسف الشديد نحن نخذل أنفسنا بأنفسنا بفعل هذه المصالح الصغيرة السامة النامية طبقياً واجتماعياً وسياسياً وزبائنياً على حساب مجموع القضية الوطنية، على حساب اختزال الزمن على شعبنا المعذّب، فالقيادة الحكيمة هي التي تستخلص الدروس، والذين استخلصوا الدروس هم الذين بنوا الحوار الوطني الشامل، بنوا هذه البرامج الجديدة ودفعوا بالذين عطلوا أن يوقعوا على هذه البرامج التي توصلنا لها بالحوار الوطني الشامل، بقي علينا فصل أخير هذا يستدعي نزول الشباب والمرأة والطبقة الوسطى والطبقات الشعبية "الشعب يريد إسقاط الانقسام" والذهاب إلى رحاب الوحدة الوطنية والدمقرطة بانتخابات شاملة تقوم على التمثيل النسبي الكامل.
س6: إذا اعتمدنا على هذه الحصيلة التي تفضلت بها الخطوة الأولى تبدأ من الجانب الفلسطيني، وفي كل القرارات التاريخية هي بدأت من القرار الفلسطيني والخطوة الفلسطينية وفي النضال الفلسطيني، فقرارات القمة العربية تبدأ من القرار الفلسطيني القرارات الدولية تكمل قرارات القمة العربية وهكذا، وكما هو المثل القائل أن مسيرة الألف ميل تبدأ بالخطوة الواحدة، وأن كرة الثلج الكبيرة تبدأ من الكرة الصغيرة، لذلك الكرة الصغيرة والخطوة الصغيرة هي في الحضن الفلسطيني في الجانب الفلسطيني، هي من القوى المحركة والفاعلة في صفوف الشعب الفلسطيني، وبالتالي يمكن أن تندرج وأن تتدحرج هذه الكرة لأن تكبر وأن تحقق ما تتطلع إليه من هزيمة الاحتلال وفي تحقيق الاستقلال ؟! ...
أقول لشعبنا أينما كان في كل أماكن تواجده، وأقول أيضاً وللشعوب العربية أن تأخذ دورها أكثر فأكثر، أقول فرص ذهبية وتاريخية واستثنائية كثيرة ضاعت علينا بفعل غياب المنهج العلمي الملموس، وحماقات القيادات الفلسطينية والقيادات العربية، والآن درجة الوعي في صفوف الشعب الفلسطيني وفي صفوف الشعوب العربية تعطي ثورات وانتفاضات وحِراكات شعبية هائلة، وعليه مرة أخرى أقول: نحن أمام الفصل الأخير، لم يعد هناك أي فصيل فلسطيني يعترض على البرنامج الوطني المرحلي، ولذا من جديد نحن أمام الفصل الأخير وما يجري على يد دولة الاحتلال بالقوة العسكرية والمناورات والتكتيكات السياسية خطير وخطير جداً يهدد باستكمال تهويد القدس الكبرى كاملة، ويهدد أيضاً بشبكة من المستوطنات بالتغير الجغرافي والديمغرافي في الضفة الذي يرشح الوضع إلى "جليل آخر"؛ كما وقع مع عرب 48 أي مطوقياً ببلدات وكيبوتسات وتشكيلات إسرائيلية يهودية، وصُودر 17% بقيت بيد هؤلاء عند قيام دولة "إسرائيل"، صودر منها 13% وبقي بيد مليون وربع مليون فلسطيني داخل الخط الأخضر، داخل الـ 48 بيدهم فقط 4%، وهذا ما نحن مهددين فيه بالقدس والضفة الفلسطينية.
علينا أن نسارع الخطوات. هناك صراع داخلي فلسطيني ـ فلسطيني، وهناك داخلي إقليمي عربي ـ عربي وعربي شرق أوسطي. في ذلك الزمن بيننا وحدة وطنية ثلاثين عاماً اختلفنا سياسياً كثيراً ولكن لم ننقسم يوماً، وحافظنا على الوحدة الوطنية بدرجة عالية من المسؤولية، والآن المصالح الطبقية المحددة الضيقة والفئوية والزبائنية والفساد في كل من الضفة وقطاع غزة يترك تأثراته كما ذكرت، ومرة أخرى أقول الفصل الأخير أنا على ثقة أننا سوف نربحه، ولكن اختزال الزمن أكثر فأكثر بعد أن طال كثيراً ...
س7: في ضوء كلامك وفي ضوء الوقائع: الإسرائيليون يوحدون الأرض الفلسطينية، الآن الهجمة على المساجد في الضفة الفلسطينية وحتى داخل 48، ومصادرة الأراضي الفلسطينية والـ 48، وإزالة البيوت في الضفة الفلسطينية والـ 48، والاستيطان في الضفة الفلسطينية والنقب بعد أن أنجزوا الجزء الأكبر من الجليل بمعنى الخط الرابع من حزيران/ يونيو تم تدميره، وأصبح التوسع عضوية أو أرض استيطانية، فالحالة من الاستيطان الكبيرة التي يتعذّر ولا أقول بصعوبة؛ يتعذر إزالتها بحكم الوقائع الديمغرافية، وكما ذكرتم أن في القدس الآن 300 ألف مستوطن وفي الضفة الفلسطينية حوالي 450 ألف مستوطن، وبالتالي أنت ما زلت تقول بالدولة على الرغم من هذه الوقائع والحقائق المادية والبشرية على الأرض أن الإسرائيليين الآن دمجوا الضفة الفلسطينية مع الـ 48، والآن في القرار المركزي الإسرائيلي في سلطة اتخاذ القرار يتحدثون عن ضم الضفة الفلسطينية أو على الأقل على ضم المستعمرات الإسرائيلية في القدس والضفة الفلسطينية ؟! ...
هناك من يرى هذه اللوحة ويستخلص دروساً خاطئة؛ أن الدولة الفلسطينية والدعوة للحل على قاعدة البرنامج الوطني المرحلي يجب أن نغادرها ونطرح مشروع دولة موحدة وكأننا أمام خيارات، وعلينا أن نختار (صبي أو بنت) هذه أكذوبة كاملة، لأن الدولة الإسرائيلية دولة توسعية تغير بالجغرافيا، بالديمغرافيا، نقيض معاهدة جنيف الرابعة، نقيض كل قرارات الشرعية الدولية، نقيض كل قرارات المؤسسات الإقليمية، أيضاً ذات الطابع الدولي ولذا من جيد الذي يريد دولة فلسطينية ديمقراطية موحدة في المسار الإستراتيجي التاريخي، وأنا من هؤلاء الذين يريدون، والبرنامج المقدم من قبلنا البرنامج المرحلي حلقة من السلسلة الإستراتيجية نحو فلسطين ديمقراطية موحدة، ألا يريد ذلك الممر الإجباري لذلك هو دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية، وحماية حق العودة بموجب القرار الأممي 194 في إطار تسوية سياسية متوازنة شاملة في ختام هذه المرحلة، بعدها يصبح ممكناً بالبناء عليه بالمناخ الجديد وليس قبل هذا، وواهم من يقول بأن المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته الواسعة الذي يندفع أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف منذ عام 1977 وحتى الآن، منذ أول مرة جاء حزب الليكود للحكم، واهم من يعتقد أن هذا اليمين والأغلبي في دولة "إسرائيل" يمكن أن يستمع لادعاءات دولة ثنائية القومية ودولة موحدة، لأن حكومات اليمين تقدم له أنها جاهزة لتقدم الأرض ونهبها، والتغير بالجغرافية والديمغرافية، وثانياً: ستأتي فيما بعد بالسلام على قاعدة التركيع، وكذلك الأغلبية في المجتمع الإسرائيلي مدمنة نحو هذه البرامج التي يقدمها اليمين واليمين المتطرف، وليس نحو البحث عن حلول وتسويات في هذا الميدان.
س8: أريد أن استشهد أمامك بوجهتيّ نظر؛ فالسيد أحمد قريع يقول: "أن الإسرائيليين يغلقون البوابة نحو حل الدولتين، وهذا يسير باتجاه حل الدولة الواحدة"، بينما النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يقول: "إن إعلان برنامج الدولة الواحدة هروب إلى الأمام بإنهاء حل الدولتين بدون أن نحصل على حل الدولة الديمقراطية الواحدة ؟
هذا صحيح ما يقوله محمد بركة ودقيق، وما قاله أبو العلاء يغفر له الشعب لأن لديه أخطاء فكرية وسياسية ليست قليلة وكثيرة كبيرة، وأتذكر عندما وقع بالأحرف الأولى على اتفاقات أوسلو الجزئية والمجزوءة التي لا تفتح على تسوية شاملة والدليل نصت على خمسة سنوات تقع فيها تسوية سياسية شاملة، الآن عشرين عاماً كاملة كان يقرأ خطابه ويبكي في نفس الوقت لأنه يدرك جيداً ماذا فعل وعلى ماذا وقع، وبأن هذا لا يفتح على هذا الأفق، وبالتالي مرة أخرى يعبر عن حالة من "الزهق"، يعبر عن حالة من ضيق النفس بديلاً عن الصمود وطول النفس، فالسياسة الصائبة تتطلب برنامج سياسي موحد وقانون انتخابات واحد للشعب الواحد، تتطلب إعادة النظر بالخطة الاقتصادية والاجتماعية بالضفة؛ لتجفيف اليد العاملة من العمل بالمستوطنات، وتتطلب حكومة توافق وطني بديلاً عن حكومتين، وتتطلب العودة إلى الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن والجمعية العامة، وأنا أعرف بأن التوصية عن مجلس الأمن لن تصدر بقبولنا بالجمعية العامة عندها نصل مرة أخرى إلى الانغلاق، كما وصلنا في 23 أيلول/ سبتمبر العام الماضي ننتقل فوراً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لننزع اعتراف وهذا ممكن جداً بأغلبية الثلثين أن ندخل دولة "تصبح دولة فلسطين" على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 والقدس العربية المحتلة عاصمة الدولة، فنحل وندوّل ثلاثة قضايا كبرى من أربعة، القضية الرابعة هي اللاجئين؛ فمنذ عشرين سنة والمفاوضات لم تتقدم أي خطوة بهذا الاتجاه، بل فشل وباب دوّار، وعليه العملية السياسية والعملية التفاوضية اللاحقة ستستند على هذه المرجعية الدولية الجديدة الهامة جداً بدلاً من "لا مرجعية ولا مفاوضات" تأخذ طريق باختلال ميزان القوى في صالح دولة الاحتلال وتكتيكاتها وخطواتها، ولذا مرة أخرى أقول: علينا أن نلتفت لأوضاعنا الداخلية واستغلال استثمار العام 2012 المغلق على الجبهة الإسرائيلية، عن أي حلول سياسية، والمغلق على جبهة الإدارة الأمريكية، لأنه عام انتخابات إلى عامنا الخاص، أي ترتيب الوضع الفلسطيني تحت هذه العناوين الفعلية؛ حتى نولد وضعاً جاهزاً من أجل ـ وبصراحة كاملة ـ انتفاضة ثالثة تقوم على المقاومة الشعبية على الصدور العارية، تقوم على الصمود الطويل النفس، بما يؤدي بالضرورة إلى تحرك الحالة الإقليمية والدولية من أجل البحث عن حلول سياسية.
س9: عندما نتحدث عن الوضع الفلسطيني؛ الشعب الفلسطيني له ثلاثة مكونات، وفي الحديث الدائر لدى أبو النوف، لدى أغلبية القيادة الفلسطينية، يتحدث عن مكوّن فلسطيني واحد يتحدث عن فلسطينيي الضفة والقدس والقطاع، ولكن هناك المكوّن الفلسطيني الثاني فلسطينيي الـ 48؛ هؤلاء الذين يمكن أن يلعبوا دور في حماية مصالحهم أولاً على أرض بلدهم، وثانياً كيف يمكن لهم أن يساعدوا شعبهم الفلسطيني ؟ والمكون الثالث هم فلسطينيي المنافي والشتات، دائماُ نغفل هذه المكونات الثلاثة. البرنامج الوطني الفلسطيني يجب أن يشمل المكونات الثلاثة ولكن بأدوات مختلفة، الكل حسب ظروفه وحسب إمكانياته المتاحة أمامه، فالذي متاح في أراضي الـ 48 غير متاح في أراضي الـ 67، والذي متاح في الـ 67 غير متاح في المنافي والشتات، ولكن أيضاً المتاح لأهالي الفلسطينيين في المنافي والشتات غير متاح لفلسطينيي الـ 48 و 67 ؟! ...
المدخل لك في الجملة الأولى بحاجة إلى تصحيح: بهذا المسار وبهذه المداخلة لك الآن البرنامج الوطني المرحلي لأول مرة وحّد الشعب الفلسطيني في كل أماكنه على برنامج موحَّد، تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني أينما هم، ولشعب الضفة والقدس وقطاع غزة، دولة على حدود 4 حزيران/ يونيو؛ يلتف حولها ويحميها كل الشعب الفلسطيني، وفي أقطار اللجوء والشتات، حق العودة بموجب القرار الأممي 194، هذا يقع لأول مرة في صفوف الشعب الفلسطيني منذ 48 وحتى إقرار البرنامج الوطني المرحلي في حزيران/ يونيو 74 من القرن الماضي؛ بالإجماع من المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بنينا معاً منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية للجميع من أبناء شعبنا ولكل التيارات في صفوف شعبنا، وأيضاً وفي ذات الوقت نحن بهذا البرنامج ميادين نضالنا ليست محصورة بمكون من المكونات، بل هي ثلاث مكونات، وذكرت هذا كيف أن البرنامج الوطني المرحلي يجمعها ولكل منها له خصوصيات في الممارسة العملية أيضاً.
أنا قبل لحظات كنت باجتماع مشترك مع وفد كبير من أبناء عام 48، وبحثنا من جديد كل الأوضاع الفلسطينية والعربية، وهذا الوفد كان فيه طلب الصانع من الحزب العربي الديمقراطي، وكان فيه إبراهيم صرصور من الجناح الجنوبي من حركة الإسلام السياسي وفريق معهم، مما يؤشر بوضوح على نمط همومي؛ على نمط همومنا في الجبهة الديمقراطية؛ نمط همومنا في إطار البرنامج الوطني المرحلي، وعلى أساس ونحن مقدمون في 15 أيار/ مايو على يوم النكبة الوطنية/ القومية العربية الكبرى التي أصابت شعبنا وأرضنا، وعليه العدو يحاول أن يفرض منطقه ويصدر قوانين مضادة، حتى العرب داخل الخط الأخضر باتجاه تبني الهتاف الإسرائيلي ورفع الأعلام الإسرائيلية والتحضير يجري من أجل استثمار يوم النكبة لمظاهرات واسعة وحاشدة داخل الـ 48 للفلسطينيين العرب وللتقدميين أو ما يسمون أنفسهم تقدميون داخل "إسرائيل"، وهناك أناس فعلاً داخل "إسرائيل" تقدميين يتبنون ضرورة إيجاد حلول سياسية تلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، مظاهرات حاشدة في يوم النكبة تذكيراً بذلك زائد ضد التمييز العنصري، زائد المساواة بالمواطنة وحماية الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر، وحماية هويته الثقافية في إطار بلد يجمع (إسرائيليون يهود وفلسطينيون عرب) يجب أن يجمعهم على قاعدة المساواة في المواطنة ضد كل أشكال التمييز، وضد مصادرة الأرض، فقصدت أن أقول مرة أخرى: نحن نرعى هذه المكونات الثلاثة، لكن أيضاً نحن دقيقون جداً غير مصابين بمرض الشعارات الملتبسة، الغامضة، والشعارات الكبيرة ... هذا غيرنا، فنحن أصحاب التيار الواقعي الوطني والديمقراطي والتوحيدي في صفوف مجموع الحركة الفلسطينية ومجموع الشعب الفلسطيني أينما كان، ولذا هذه الخصوصيات مرئية لأن هناك خصوصيات داخل الـ 48، وخصوصيات داخل الـ 67، وخصوصيات بأقطار اللجوء والشتات، البرنامج الوطني المرحلي يجمع بين كل التيارات والقوى وأماكن التواجد على قاعدة ما يلبي تقرير المصير لشعبنا داخل الخط الأخضر، ودولة مستقلة على حدود 4 حزيران/ يونيو لشعبنا بالقدس والضفة والقطاع وحق العودة لشعبنا في أقطار اللجوء والشتات.
س10: كونك تتحدث عن الخصوصية لكل مكون من المكونات الثلاثة، والحقيقة أن مؤسسات المجتمع المدني في "إسرائيل" عبر لجنة مكافحة التمييز التابعة للأمم المتحدة في جنيف صدرت قرار ولأول مرة منذ العام 48؛ حذّرت به الحكومة الإسرائيلية من سياسة التمييز الواقعة على مواطنيها وخاصة العرب الفلسطينيين، وطلبت الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي بالتراجع عن أربعين قانون شرعتهم الكنيست الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، يحملون آفاق ومضامين عنصرية، هذا شيء جديد على المستوى الدولي أن يكون هناك اهتمام بالوضع الداخلي الإسرائيلي، وبإشارة إلى أن "إسرائيل" تنتهز خطأً قانونياً تشريعياً يحمل مضامين عنصرية، وهذا يمكن أن يؤشر في النهاية إلى هزيمة "إسرائيل" الأخلاقية أمام المجتمع الدولي، فجنوب إفريقيا لم تهزم بقوة السلاح؛ بل هُزِمَت بهزيمتها الأخلاقية أمام المجتمع الدولي ؟
هذا الطريق ضرورة، وهذه المؤشرات التي ذكرتها الآن أتت في سؤالك العريض ...، تؤكد ما قلته قبل قليل وما أقوله دائماً بأن المناخ الدولي في صفوف الرأي العام العالمي وخاصة الأوروبي، وهناك تتسع المساحات داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبأن المناخ الحاكم في الحياة؛ أي الأنظمة الأوروبية وداخل أمريكا الشمالية، وكذلك الحال عالمياً تتجاوب معنا، لا تتجاوب مع اتجاهات اليمين واليمين المتطرف بما فيه عوامل التمييز التي ذُكرت، وعليه عندما جرى العام الماضي استطلاع للرأي العام الأوروبي، وهو استطلاع 27 دولة أوروبية تشكل مجموع الاتحاد الأوروبي، عندما سُئلوا من يمثل الخطر على السلام العالمي قال الرقم الأول "إسرائيل" هي التي تمثل الخطر على السلام العالمي، هذا ما أشّرَ له الشاعر والكاتب الألماني غونتر غراس قبل أيام بقصيدته الشهيرة، والذي يحمل جائزة نوبل للآداب.
علينا أن نلاحظ تجربة الهند وتجربة جنوب إفريقيا وتجارب أخرى لم يهزم التمييز العنصري في جنوب إفريقيا الأبارتهيد، حيث كان الحكم على كل جنوب إفريقيا على يد أربعة مليون أبيض مقابل ما يزيد عن 35 مليون أسود، في ذلك الوقت والآن الخمسين مليون بقوة السلاح الذي كان مشكلاً تحت عنوان "جناح الأمة" الذي يحمل السلاح، لأن التفوق كان طاغياً بقوة السلاح للأبيض، وكذلك في الهند كان طاغياً لصالح الكولونيالية البريطانية، والقوى الطبقية الرجعية الهندية، ولكن عندما فقد البيض في جنوب إفريقيا أخلاقياتهم وتعاطيهم مع حقوق الإنسان بأخلاق عنصرية وعمليات اضطهاد وغيتاوات، وكذلك الحال فقدت الكولونيالية البريطانية ذلك، اضطرت أن تنزل أمام شعب البلاد وكانت الأوضاع تتمتع بكل الألوان في جنوب إفريقيا، تمتعه بالوحدة الداخلية وبائتلاف شامل وقوانين انتخابات تقوم على التمثيل النسبي الكامل حتى يومنا، في الهند الشعب كله تَوحّد حول زعامة حزب المؤتمر وحزب المؤتمر الموحد للشعب الهندي ولكل القوى الأخرى المناضلة في الهند، وأيضاً ميزان القوى أصلاً في صفوف كل حركات التحرر الوطني والحركات الوطنية بآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية متى كان ميزان القوى في صالح قوى الثورة لصالح قوى التحرر، دائماً ميزان القوى المسلح هو بيد المهيمن الاستعماري متحالفاً مع القوى المحلية الرجعية والمتخلفة والمحافظة وفقاً لمصالحها الطبقية المحدودة وليس لمصالح الأوطان ومصالح الأغلبية الساحقة من الشعوب، هذا الآن مع الرأي العام العالمي وأغلبية دول العالم تقف معنا ولا تقف مع حكومات "إسرائيل" ولا مع حكومة نتنياهو، ولذا علينا مرة أخرى أن نسرع الخُطى ونستثمر هذا الوضع لترتيب أوضاعنا الفلسطينية الداخلية، الآن الظروف ناضجة لانتفاضة ثالثة، لكن تفتقد إلى عامل الوحدة الوطنية، طالما هناك انقسام لا يوجد إمكانية لانتفاضة ثالثة، فالانتفاضة الشعبية الثالثة تتوالد بالوحدة الوطنية وهذا ما علينا أن ننجزه ...
س11: طالما كنت مع وفد من الـ 48، وفد القائمة العربية الموحدة إبراهيم صرصور وطلب الصانع وآخرين، وربما بين أغلبية القيادات الفلسطينية، ربما الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحضرتك الوحيدين الذين يهتمون بالشأن الفلسطيني في الـ 48، وربما يتميز أبو مازن بأنه يلتقي مع الجاليات اليهودية في العالم بحكم سفرياته، ولكن أبو النوف يهتم ويلتقي دائماً مع قيادات الـ 48، مع القائمة العربية الموحدة، مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مع التجمع الديمقراطي، والآن الوسط العربي الفلسطيني في الـ 48 لديهم الآن 15 نائباً عربي فلسطيني، 11 يمثلون الكتل الثلاثة العربية وأربعة مع الأحزاب الصهيونية، ولكن مع الأسف الشديد الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع من الفلسطينيين فقط 54% مع أن الإسرائيليين يتجاوزون 75%، والفلسطينيون يحتاجون إلى أن يصلوا إلى صناديق الاقتراع من أجل تعزيز نفوذهم في داخل مؤسسة صنع القرار في الكنيست الإسرائيلي، الذي يأخذ القرار هي الكنيست والحكومة هي مرتبطة مع الكنيست، ولذلك كلما ارتفعت نسبة التصويت الفلسطيني كلما ازداد النفوذ الفلسطيني في داخل "إسرائيل"، وأنت تتحمل المسؤولية بحكم العلاقات التي تربطك مع هذه القوى، ولكن مع الأسف، وهذا شرف كبير لك وسعة أفق عندك، لا يوجد أحد من القيادات الفلسطينية يهتم بالوضع الفلسطيني في الداخل باستثناء وكما قلت أبو النوف وأبو مازن ؟! ...
هنا علينا أن نلاحظ التالي بصفوف الرأي العام الإسرائيلي اليهودي نسبة التصويت تفوق 70 ـ 75%، لأن هناك درجة من الوعي بأن الصوت قوة مقررة، وهذا له علاقة بالثقافة وله علاقة بدرجة التعليم، وله علاقة بدرجة الوعي وببرنامج الأحزاب من يلبي مصالح أكثر من غيره داخل "إسرائيل" وبالتوسع بالأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى، فهناك ما تزال أراضي عربية محتلة ... الجولان محتل، ومزارع شبعا محتلة وسيناء معظمها مجرّدة من السلاح ...
المذيع مقاطعاً: أبو النوف كيف يمكن أن يشكل هؤلاء رافعة حقيقية لمصالحهم ومصالح شعبهم ؟
هذا يستدعي توسيع مساحة الوعي في صفوف الفلسطينيين، لأن هناك قطاعات اجتماعية في صفوف أبناء شعبنا داخل الـ 48 غير مقتنعة بأن التصويت عامل مقرر، وهذا يحتاج إلى جهد من الأحزاب والنقابات والاتجاهات المتعددة في صفوف الشعب الفلسطيني داخل دولة "إسرائيل"، ويحتاج أيضاً إلى أشكال من النضالات بالتعاون وبالتداخل مع قوى إسرائيلية يهودية تتعاطى مع حقوق الشعب الفلسطيني مثل حزب مريتس، مثل شخصيات متعددة ... قلت تعاون مشترك كما يجري مثلاً في الشيخ جراح في حي سلوان داخل القدس، نعلين وبلعين، الخضر والنبي صالح ... الخ، وهذا يتطلب أيضاً من هذه التجمعات الثلاثة التي أشرت لها بضرورة من جديد وبوضوح توسيع الائتلاف فيما بينها وتوسيع التعاون فيما بينها يمكن أن تبقى ثلاثة تجمعات، ولكن يمكن توسيع التعاون بما فيه لأن الانتخابات في "إسرائيل" بالبلديات والقطاعات الاجتماعية والنقابات والتشريعية بالكنيست 100% تمثيل نسبي كامل، وأعلنت "رؤيا أن الانتخابات المبكرة على الباب"، ومن المحزن أن أقول أن هذه القوائم الثلاثة بدورتين انتخابيتين لم تستجب إلى ضرورة تبادل الأصوات، يعني الأصوات الفائضة تتحول إلى الجبهة التي عندها حظّ بما جاءت به أن تأتي بزيادة واحد، وهكذا الحال وهذه قضايا يجب أن نلحظها بوضوح وهي موضع حواري الدائم مع هذه القوى.
س12: هل ناقشت هذا الموضوع مع هذه القيادات الفلسطينية ؟
بالتأكيد مراراً وتكراراً.
المذيع مقاطعاً: أبو النوف كما تعرف بأن العام المقبل سوف يكون عام الانتخابات في "إسرائيل"، ربما تتقدم للربيع أو الشهر الثالث، أي بعد أشهر يمكن أن تكون هناك انتخابات، وهذا يتطلب جهد وبرمجة عمل من أجل أن يكون هناك تعزيز لدور هؤلاء في وسط شعبهم فعلاً ؟
الآن مطروح داخل "إسرائيل" ومطروح داخل الليكود، وبالمناسبة إجراء انتخابات مبكرة، لأن كل الاستطلاعات تُؤشر إلى انتخابات مبكرة خريف هذا العام، حزب الليكود سيحصد الحزب الأول 27 ـ 28 مقعداً، كديما تتدمّر سوف يحصل على أقل من 15 نائب/ حزب العمل الإسرائيلي الصهيوني الذي يبحث عن حلول ما وسط، سيرتقي من عدد بسيط باقي معه، باقي في يده 9 ناب سيرتقي إلى 20 ـ 22 مقعداً، ميرتس سيكون ارتقاؤه محدود جداً، ربما من 3 ـ 5 مقعداً.
س13: هذا يعني أنه من الممكن أن يكون للفلسطينيين العرب دور في هذا الوضع ؟
لذلك التطوير المطلوب على أداء التجمعات الثلاثة وعلى أداء الشخصيات الوطنية داخل الخط الأخضر وعلى أداء القطاعات الاجتماعية، هذا يمكن أن يرتفع بالأرقام إلى ما يساوي ويوازي نسبة السكان عندنا داخل الخط الأخضر 21%، وبالتالي يرتفع الرقم ويمكن أن يرتفع بارتفاع نسبة التصويت إلى ما يقارب التصويت عند الرأي العام اليهودي، يمكن أن يرتفع رقم النواب بهذه الكتل الثلاث إلى ما يزيد 15 نائباً، زاد العرب بالأحزاب الأخرى يصل العدد إلى 20 ـ 22 نائب، وعندئذ الكتلة المرجحة يشكلوا الكتلة المانعة، يشكلوا الكتلة التي تطبش الميزان بهذا الاتجاه أو هذا الاتجاه، وبالتالي علينا أن نبذل الجهد أكثر فأكثر؛ لأن احتمالات انتخابات مبكرة قادمة ممكنة خريف هذا العام، وهناك نقاش طويل داخل الليكود بهذا الاتجاه.

المذيع: مهما سمعنا ومهما يقال ومهما حاورنا، فاللقاء معكَ لا يمل ولا يتوقف ... شكراً رفيق أبو النوف
حواتمة: سلمت وأنت محاور تجيد صناعتك وهذا شيء جيد ومتابع وملم، وأتمنى لك أن تتابع باهتمام أوسع فأوسع، لأن هذا يمكن أيضاً من ابتداع وتذكير في كل القضايا، وإثارة أفكار للرأي العام جديدة فيما يتعلق بكل ما ناقشناه ...



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتماعات القيادات الفلسطينية في القاهرة -انتهت إلى لا شيء-
- حواتمة.. مصر هى المحور المركزى فى حياة البلدان العربية وبشكل ...
- حواتمة يدعو إلى تطوير شعار -الشعب يريد إسقاط الانقسام- إلى - ...
- الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في حوار خاص
- حواتمة في حوار شامل حول المعضلات الفلسطينية
- حواتمة: -2012 العام الميت سياسياً-
- الحالة الفلسطينية، الانتفاضات والثورات العربية مراجعة نقدية
- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ...
- حواتمة:ثورات تونس، مصر، ليبيا لم تكتمل ... دساتير جديدة ودول ...
- حواتمة: لا تراجع تحت الضغط الأمريكي وهستيريا حكومة نتنياهو و ...
- استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي
- نايف حواتمة : كل الشعوب العربية تعاني من الاستبداد والفساد
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- - الحلقة السادسة والأخيرة
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الخامسة)
- اتفاق 4 أيار/ مايو إجماع وطني على إسقاط الانقسام
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة (3)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة الثانية
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-
- حواتمة في حوار مع صحيفة -اليسار والتقدم- اليونانية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - الانقسام والصوملة خلفه مصالح طبقية زعاماتية وتدخلات إقليمية