أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي















المزيد.....



استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 13:52
المحور: مقابلات و حوارات
    


استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي
إسقاط الاستبداد والفساد، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية
حواتمة مع قناة -حنبعل- التونسية
حاوره: لطفي سلامي
تونس ـ برنامج "لقاء خاص"
المذيع: مرحباً بكم في هذا اللقاء ... وأرجو أن يكون جديد ومتجدد من برنامجكم "لقاء خاص"؛ مع ضيف اليوم وهو شخصية عربية وجنسيته عربية، ناضل وأقام في عدة أقطار عربية، كتب العديد من الكتب والدراسات ... ضيفي اليوم هو السيد والمناضل نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ... أستاذ حواتمة مرحباً بكم في قناة "حنبعل"...
حواتمة: أهلاً بكم وشكراً لكم لإتاحة هذه الفرصة من جديد من أجل ن نلتقي بالرأي العام التونسي وبكل من يتلقى هذه المحطة الكريمة.
س1: برنامج "لقاء خاص" يحاول أن يؤرخ للوطن العربي من خلال مسيرتك النضالية لنبدأ من البداية سيد حواتمة، باكراً جداً ناضلت بالحركة القومية العربية؛ فلنبدأ من البداية ونرجو أن تحدثنا عن الالتحاق بالعمل السياسي ؟
في هذه البدايات كنا طلبة بالجامعة؛ في جامعة القاهرة بالسنة الأولى في دراسة الطب عشية العدوان الثلاثي على مصر من الكولونيالية البريطانية والفرنسية و"إسرائيل" الصهيونية التوسعية، وكنا نتوقع والعالم كله يتوقع عدواناً ما على مصر؛ ولذلك غادرت مع الكثير من الأخوة طلبة مقاعد الدراسة، وذهبنا للتدريب والتدرب على السلاح في معسكر "انشاص" بمصر وكان هذا، ثم غادرنا من جديد إلى الشرق الأوسط وشخصياً غادرت إلى عمان، وعمان في ذلك الوقت كانت هي العاصمة لضفتي نهر الأردن؛ أي الضفة الفلسطينية والضفة الشرقية الأردنية، وبأمل أن نخوض نضالاً يحاول أن يثمر في مساعدة مصر عشية العدوان، وفي حال وقع العدوان عليها.
على مقاعد الدراسة الجامعية واتصالاً بالدراسة الثانوية وكانت في عمان بكلية الحسين، وهي أفضل كلية موجودة على الأراضي الأردنية في ذلك الزمن، وفي ذلك الزمن الجامعي بالقاهرة بدأت اتصالاتي بالحركة القومية، وأثناء الثانوية بكلية الحسين كنا على اتصال بالحياة الوطنية الناهضة في ذلك التاريخ وبزمنها وبقضاياها وفي المقدمة القضية الفلسطينية بعد النكبة الكبرى الوطنية والقومية عام 1948 من القرن الماضي، بالثانوية والإعدادية كانت الحالة نشطة جداً بالمظاهرات والاعتصامات الطلابية دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وضد الاعتداءات الإسرائيلية كما جرى مثلاً عام 1954 في قرية قبيه، وكما جرى في قرية نحالين التي تقع في الضفة الفلسطينية؛ التي كانت تحت الإدارة الأردنية المركزية، وفي القاهرة بدأت الاتصالات بيني وبين طلاب جامعيين ينتمون إلى الحركة القومية، وهذه الاتصالات أثمرت علاقات فيما بيننا أخوية، لم تؤطر هذه العلاقات. بعد أن عدنا إلى عمان بدأنا بالاتصالات من جديد وكانت العلاقة داخل الحركة القومية، وتحملت ما تحملت نظراً لأن العدوان جاء سريعاً، ناضلنا بما نتمكن عليه في الحركة الجماهيرية والحركة السياسية ضد العدوان الثلاثي على مصر الذي استهدف ضرب نهضة مصر العربية، وضرب دور مصر القومي في النهوض العام في البلاد العربية بمساعدة الثورات وحركات التحرر الوطني ومجموع الحركة القومية وباتجاه الطموح الكبير نحو اتحادية عربية، نحو شكل من أشكال الوحدة بين مصر وسورية، وأن تمتد هذه الوحدة ما هو أبعد من ذلك، ولذا في ذلك الوقت بدأنا هذه المسيرة حتى يومنا.
س2: معلوماتنا أنك انقطعت عن الدراسة 10 سنوات بسبب نضالك السياسي، ثم التحقت لمواصلة الدراسة من اختصاص طب إلى اختصاص فلسفة وعلم نفس ... ما هو السر في ذلك ؟
السبب في ذلك أننا انخرطنا على مدى هذه العشر سنوات التي أشرت لها في النضالات الوطنية القومية، فنحن من جيل تربى على النشيد القومي الشهير "بلاد العُرْب أوطاني ... من الشام لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يمنٍ ... إلى مصر فتطوانِ"، وبالتالي ساحات النضال كانت بالنسبة لي وغيري متعددة، لأننا أيضاً في هذه الظروف قطعت الدراسة الجامعية وتفرغت للعملية الوطنية، ومن الباب الوطني والقومي وليس من باب الانتماء السياسي، فالانتماء السياسي جاء نتيجة للدخول في العمل القومي من زاويته الوطنية والقومية والتقدمية، ناضلت على أراضي الضفتين مدة زمنية إلى أن تم عام 1957 حل المؤسسات المنتخبة والبرلمان والحكومة برئاسة شخصية وطنية "سليمان النابلسي"، وكان الأردن قد دخل في عصر جديد يمكن أن نقول هو عصر "فك الارتباط" بالسياسة البريطانية والكولونيالية البريطانية، المعاهدات والاتفاقات العسكرية والسياسية مع بريطانيا، وضد الأحلاف في منطقة الشرق الأوسط الحلف "التركي ـ الباكستاني" الذي امتد إلى بغداد وإيران؛ وأصبح اسمه "حلف بغداد"، وعندما نشبت الثورة العراقية بـ 14 تموز 1958 انتقل هذا الحلف إلى مركز آخر وأصبح اسمه حلف "السنتو"، إذاً في النضال حتى هذا العام 1957 واصلنا وانتقلنا إلى النضال تحت الأرض، أي ما يسمى بـ "النضال السري".
س3: انتقلت إلى "العمل السري" سنة 1958 وبعد ذلك تم الحكم عليك بالإعدام ؟
أيضاً هذا وقع لأني كنت مسؤولاً عن قوى منظمة في الحركة القومية في ذلك الوقت، واقترح عليكم والمشاهدين العودة إلى كتب كثيرة صدرت عن تلك الفترة مثلاً كتاب "حركة القوميين العرب" لـ محمد جمال باروت، وكتاب "حركة القوميين العرب" أربعة أجزاء ـ تحرير هاني الهندي من أبرز مؤسسي "الحركة" ....، حينذاك تم اعتقال مجموعات إضافية بعض هذه المجموعات اعترفت بأن المسؤول عنها هو "حواتمة"، وأيضاً اتهمت هذه المجموعة بقيام أعمال تفجيرات ضد مؤسسات أمريكية في العاصمة الأردنية، وأيضاً في اعترافاتها أشارت إلى علاقتها بي، ولم أكن على علاقة بهكذا عمليات، لأن الفصل كان قائماً وكاملاً بين العمل النضالي الوطني الجماهيري والقومي الجماهيري وبين أي شكل من أشكال العنف.
إذاً انتقلت إلى "العمل السري" وعلى ضوء هذه الاتهامات لم يعد ممكناً أن أبقى في عمان فغادرت أيضاً سراً وقطعنا نهر الأردن باتجاه الأراضي السورية، وعليه المحكمة التي جرت كما أبلغت فيما بعد كنت من الذين حُكِمَ عليهم، هذا كان وساماً في حركة النضال التي كنت منخرطاً بها. وداخل الحدود السورية انتقلت إلى العاصمة السورية دمشق، وفي ذلك الوقت جاءت الخطوة الوحدوية بين مصر وسورية بإطار الجمهورية العربية المتحدة، وكنت من الذين احتفلوا من قلب دمشق عندما جاء الزعيم عبد الناصر ليعلن الوحدة في إطار "الجمهورية العربية المتحدة" ولكن كانت هذه فترة قصيرة جداً.
بعد الإعلان عن الجمهورية العربية المتحدة ...
سريعاً جاء حدث كبير في العراق بـ 14 تموز 1958 والإطاحة بنظام الاستبداد الذي كان قائماً في ذلك الوقت، "نظاماً ملكياً استبدادياً"، وأعلنت الجمهورية، وسريعاً ما تداعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لمحاولة تطويق بناء الجمهورية العربية المتحدة، وأيضاً إنزال قوات عسكرية، "قوات المارينز" الأمريكية نزلت في الأراضي اللبنانية، والقوات البريطانية نزلت بالأراضي الأردنية بدعوى حماية كل من هذين النظامين.
والحقيقة أن هذه القوات نزلت من أجل تطبيق مبدأ "إيزنهاور" بديلاً عن الهزيمة التي لحقت بالعدوان الثلاثي على مصر بالكولونيالية البريطانية، وعليه بدأت شمس إمبراطوريتها بخطوات المغيب، وبديلاً أيضاً عن الهيمنة الفرنسية في أقطار المغرب العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
طرحت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت، أي الحزب الجمهوري برئاسة "إيزنهاور" مبدأ "إيزنهاور" بديلاً عن ذلك، أي نشر الهيمنة الأمريكية بديلاً من الهيمنة الكولونيالية البريطانية والفرنسية.
وعليه؛ نشب في لبنان ما اصطلح عليه اللبنانيون "الثورة اللبنانية"، حملت السلاح هذه الثورة، من أبرز زعمائها: صائب سلام في بيروت، أحمد الأسعد في جنوب لبنان، رشيد كرامي في شمال لبنان، كمال جنبلاط في منطقة الجبل والشوف هذه الأبرز، وحملت السلاح ضد سياسة "كميل شمعون" ومحاولة إدخال لبنان في مبدأ "إيزنهاور"، وخطط واشنطن والمعسكر الاستعماري تطويق وتفكيك الوحدة المصرية ـ السورية وارتداداتها في البلاد العربية وإفريقيا، أي في إطار المظلة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والتعامل مع القوات الأمريكية التي جاءت إلى لبنان عندئذ.
في إطار العملية القومية تم الترتيب أن أنتقل إلى شمال لبنان، وفعلاً تم تجهيز قافلة مسلحة واسعة؛ ومشينا من حمص إلى طرابلس في شمال لبنان على أقدامنا، لأن السلاح ضمن القافلة كان على "الدواب" وكان حملها ثقيل والطريق طويل، ووصلنا تقريباً بعد 36 ساعة إلى طرابلس، وتحملت المسؤولية الكاملة عن الحركة القومية وقواها المنظمة والمسلحة في شمال لبنان وفي مركزها طرابلس، وبنيت أيضاً تحالفات مباشرة مع القوى اللبنانية الأخرى التي تحمل السلاح في مقدمتها "حزب التحرير العربي" الذي كان يتزعمه "رشيد كرامي" الذي أصبح أكثر من مرة رئيس وزراء لبنان، وكذلك حزب البعث كان قد حمل السلاح برئاسة الدكتور عبد المجيد الرافعي ولا زال حياً أطال الله في عمره، وتحالفاً في العمل المشترك، إلى أن توقفت الحرب في لبنان بتسوية تمت بين عبد الناصر وفؤاد شهاب على الحدود اللبنانية السورية، وبعدها توقفت الحرب وعاد كل شيء إلى الحياة الطبيعية، عندئذ غادرت طرابلس/ شمال لبنان إلى الأراضي السورية بحراً، بينما دخلت براً.
بقيت في دمشق فترة قصيرة جداً، بعدها غادرت إلى بغداد بناءً على قرار من الحركة القومية أن أتحمل مسؤولية هذه الحركة القومية في العراق (راجع كتاب "حركة القوميين العرب" ـ أربعة أجزاء ـ تحرير هاني الهندي، وكتاب "حركة القوميين العرب" ـ محمد جمال باروت)، وهكذا كان فعلاً وأمضيت وأعطيت شعب العراق من عمر الشباب خمسة سنوات كاملة في ظروف نضال سرية ضد ديكتاتورية عبد الكريم قاسم، وعندما نشب الانقلاب على عبد الكريم قاسم (8 شباط/ فبراير 1963) كنت أنا في الزنزانة في سجون العراق، وخرجت بقرار ذاتي فاستدعيت مدير السجن ـ مدير الأمن العام وطلبت منه الإفراج عني فوراً باعتبار أن ما يجري في شوارع بغداد من إعلان إنهاء حكم عبد الكريم قاسم ومجيء القوى القومية للحكم وأنا على صلة بهؤلاء، وإذا لم يفعل سوف يتحمل مسؤولية كبيرة فعلاً، نقلني من الزنزانة إلى القاووش ووجدت أمامي العديد من كل ألوان الطيف في المعتقل الكبير، وجدت أمامي شخصيات قومية، وجدت أمامي أمين القيادة البعثية علي صالح السعدي، وجدت أمامي العديد من البعثيين عسكرياً ومدنياً، وجدت العديد من الشيوعيين، ووجدت أمامي أيضاً العديد من الأكراد، ومن الذين وجدتهم: مسعود البرزاني الذي أصبح وريثاً لأبيه وزعيماً للحزب الديمقراطي الكردستاني وآخرين ...
نشب نقاش طويل في ذلك الوقت بيني وبين علي صالح السعدي؛ فهو يقول أن هذا الانقلاب لكم أي للحركة القومية، وأنا أقول له لا أعتقد، لأنني كنت أعرف بأننا على طريق عملية انقلابية لوضع اليد على السلطة بالعراق، ولكن كنت أعرف أنها ستتم في 23 شباط/ فبراير 1963 وكان عيد الفطر في ذلك الوقت، وأعلم أن البعث عمليته سوف تأتي في آذار/ مارس، لكن اتضح بالنقاش لا أنا أستطيع أن أحسم لمن ولا هو يستطيع، وعندما خرجت علمت بأنها عملية بعثية مع عبد السلام عارف في إطار تحالف، فعبد السلام عارف كان الرجل الآخر وفي المقدمة مع عبد الكريم قاسم بثورة 14 تموز 1958.
عرفت في بغداد، وفيما بعد وكذلك، هذا ما جاء بكتب بعثية صدرت عن شخصيات بالقيادة القطرية العراقية عن هاني الفكيكي (كتاب "أوكار الهزيمة تجربتي في حزب البعث")، وحازم جواد ("مذكرات")؛ القيادي السوري البارز أكرم حوراني ـ مذكرات أربعة أجزاء، هذه الكتب تعلن بأنه فعلاً كانوا قد خططوا لعمليتهم الانقلابية في آذار/ مارس 1963 ولكن جاءتهم رسالة من دمشق من ميشيل عفلق، صلاح البيطار، بأن يعجلوا ويبكروا لأن الحركة القومية مع مجموعات من الضباط الذين ينتمون للاتجاه القومي، كانت تعمل للانقلاب في 23 شباط/ فبراير 1963، طلبوا منهم أن يعجلوا بالعملية فقدموها إلى 8 شباط/ فبراير 1963، وهكذا كان، ومع ذلك لم يتمكن هذا التحالف بين البعث وعبد السلام عارف من أن ينفرد بالسلطة، فهناك عناصر من الحركة القومية المؤتلفة معنا شاركت في تلك الوزارة الائتلافية ولكن بترجيح بعثي واضح، منهم العميد صبحي عبد المجيد؛ الذي استلم وزارة الخارجية لفترة قصيرة وبعدها جاء وزير خارجية بعثي طالب شبيب ومنهم العميد عبد الكريم الفرحان الذي استلم وزارة الإرشاد القومي وسريعاً ما أخرجوا من الوزارة (راجع كتابه "الحصاد المر ـ تجربة الثورة في العراق").. في ذلك الوقت أصدرنا جريدة "الوحدة".
س4: هذه محطة هامة في سيرتك الذاتية، فجريدة "الوحدة" لم تدم إلا 27 يوماً ؟
هذا صحيح؛ نقلنا الجريدة السرية إلى جريدة علانية، وأخذنا إشارة بالإجازة، كان رفيق النضال باسل الكبيسي صاحب الامتياز، كنت مسؤولاً عن الصفحة السياسية الأولى، ومسؤولاً عن الافتتاحية أي العمود السياسي المسؤول في الجريدة، تعرضت للمصادرات كثيراً وألغيت الافتتاحية مراراً، وتصدر صفحة بيضاء مكانها دام 27 يوماً، ثم أغلقت بالكامل، وفي هذه الفترة بالذات ألقي القبض علي من رفاق الاعتقال البعثيين الذين عايشتهم بمناطق الاعتقال، لأنه عندما كنت أُنْقَل من مقر الأمن العام إلى مقر سجن بغداد المجاور لوزارة الدفاع كانوا يضعوني بالقاووش مع الآخرين، وكثير من تعرفوا علي وتعرفت عليهم قبل الاعتقال وبعده (عبد السلام عارف، علي صالح السعدي الذي أصبح نائب رئيس الوزراء؛ وزير داخلية الانقلاب، العميد أحمد حسن البكر أصبح رئيس الوزراء، صالح مهدي عماش وزير الدفاع، هاني الفكيكي عضو القيادة القطرية البعثية (راجع كتابه "أوكار الهزيمة ..."))، عن هؤلاء أيضاً بعد إغلاق الجريدة صدر أمراً بضرورة إلقاء القبض عليَّ على يد الذين يعرفوني، وفعلاً وقع هذا، وعدت إلى ذات الزنزانة فترة قصيرة، فسرعان ما تقدم الزعيم عبد الناصر بضغط من أجل إطلاق حريتي، وكذلك الحال تقدم ميشيل عفلق تحت عنوان "أننا لا نستطيع أن نتحمل هكذا مسؤولية باعتقال فلان في ظل هذه الظروف"، ولذلك عليكم الإفراج عن الرجل، وعبد الناصر أيضاً تدخل بهذا ووقع ما وقع، أخرجت من الزنزانة، سافرت إلى الأراضي المصرية وبقيت فترة قصيرة، بعدها سافرت إلى الأراضي اللبنانية.
س5: سوف نأتي إلى المزيد من التفاصيل ولكن نتابع معاً هذا التقرير الصحفي في رأي إعلامي ورجل سياسة في شخصك نتابع معاً ثم نعود ...
ـ عادل الشاويش (ناشط سياسي):
نايف حواتمة هو أحد رموز منظمة التحرير الفلسطينية، بل أقول الشعب الفلسطيني، وهو أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي هي عضو في منظمة التحرير، وكان مع ياسر عرفات وجورج حبش رموز حركة التحرر في فلسطين، والكل في تونس يعرفه خاصة الجيل الذي كان في الثمانينيات، لأنه مارس الحياة السياسية منذ عقود.
عبد الجليل المسعودي (ناشط سياسي):
ـ نايف حواتمة أبرز القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني بتاريخ النضال الحديث للشعب الفلسطيني، وهو ينحدر تنظيمياً من حركة القوميين العرب.
ـ وهو زعيم للجبهة وللمواقف التي تتبناها الجبهة والدور الأساسي الذي يقوم به حواتمة، لأنه مفكر وهو إنسان ذو ثقافة واسعة ومن أبرز المثقفين العرب.
ـ لعب دوراً في تجميع قوى اليسار والقوى الوطنية الفلسطينية حول هذا البرنامج العقلاني الذي يأخذ بعين الاعتبار موازين القوى الفعلية على الأرض وفي منطقة الشرق الأوسط، وموازين القوى لمصلحة "إسرائيل".
مهدي طباخ (إعلامي):
ـ نايف حواتمة رجل المبادرة والشخصية العقلانية والمبادرات العملية والبرامج المرحلية البرغماتيكية في ذلك الزمن الذي طبع مسار الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي، فهو أحد رموز التيار القومي الماركسي ـ التيار اليساري؛ الذي جدد المنظومة الفكرية للقوميين العرب منذ البداية ثم مع مختلف فصائل الثورة والتحرر الفلسطينية.
ـ مبادرته منذ البداية تتسم بالعقلانية والسياسة المرحلية في النضال في إطار إستراتيجي، كان منذ البدايات أول من دعا إلى الحل السلمي والتعويل على القرارات والمواثيق الدولية والأممية، وعلى الحل السلمي العادل الشامل المتوازن. وكان ضد اتفاقيات أوسلو، ولكن بالرغم من ذلك كان يشجع على الحوار والتفاوض مع العدو كما فعلت وتفعل حركات وثورات التحرر الوطني في العالم، نحو تحقيق السلام الذي يطمح إليه الشعب الفلسطيني.
ـ مسيرته ثرية جداً، وحكم عليه بالإعدام عديد المرات في العراق والأردن، وعند الخروج من لبنان حاول أن يحافظ على لحمة ووحدة منظمة التحرير ضد الصراع والتأزم الداخلي الذي عرفته.
ـ الجانب الآخر لشخصية حواتمة هي تلك الشخصية الثقافية وذلك المثقف الكبير الذي استطاع أن يترك آثاره الأدبية والفكرية في الخزينة والمكتبة العربية.
ـ بالفعل شخصية كبيرة جداً، وكبير بذاته، وللحق؛ لنا الشرف في زيارته لنا بعد الثورة بفترة قصيرة لتونس، وعمل العديد من اللقاءات مع الجمهور التونسي، الأحزاب والتكتلات ... وبعض الشخصيات الوطنية، وهذا شيء جميل ويحسب له، وأنا متأكد أن التاريخ في جانبه سوف ينصفه، وحتى لو بعض الأصوات ربما ليست مع ما يقدمه من أطروحات ومشاريع لحل القضية الفلسطينية، ولكن أنا متأكد بأن الشخص هذا والفكر هذا وما يقدمه من عمل من مجهود سوف يثمر أكثر وأكثر، ربما في الأيام والشهور القادمة، وربما في السنين القادمة.
نور الدين بن تيشة (محلل سياسي):
ـ معروف بعلاقاته الدولية الممتازة وخاصة في العالم العربي، وتأثيره الفكري والسياسي على مناضلين وسياسيين تونسيين وفي المغرب العربي عامة.
ـ فهو يلعب دوراً في ترشيد العمل المقاوم وترشيد العمل المفاوض، يعني حواتمة ليس مع سلام الاستسلام وليس مع إشعال النار من أجل إشعال النار، بل مع المقاومة والمفاوضات على أساس الثوابت الفلسطينية.
ـ اليوم مطروح عليه أن يلعب دوراً أكبر من ذي قبل في إنجاح وتوحيد صفوف المقاومة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية من أجل بناء الدولة الفلسطينية أولاً، فهم الآن يحاولون أن ينالوا اعترافات على مستوى الأمم المتحدة.
منصف الشابي (ناشط سياسي):
ـ أنا أعرف نايف حواتمة في جوان 1973، منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، وتواصلت علاقتي به دون انقطاع طوال هذه الفترة وبالجبهة الديمقراطية ورجالها الذين يميزهم أنهم في نفس الوقت تنظيم مقاتل ومناضل، وتنظيم سياسي بمعنى الكلمة، يعني أنهم حزب ولديه القواعد النضالية وعندهم المجموعات القتالية داخل وخارج الأرض المحتلة.
ـ كان من أكثر القادة الفلسطينيين محاولة للارتباط بالحركات الوطنية العربية.
ـ يستوعب ما تقوله يعني يجاوب بالتفصيل على خطابك بتفاصيله وعنده قدرة لا مثيل لها في تسلسل الأفكار، وهي مسألة نادراً ما تجدها عند القيادات العربية.
س6: ننتقل إلى قترة مواصلة دراستك في جامعة بيروت العربية وما بعدها ...
كنت قد أنهيت دراستي بالانتساب في جامعة بيروت العربية "اللسانس" بجانب المسؤولية الفكرية والنضالية والتنظيمية والكتابة في مجلة الحرية ...، ثم فيما بعد انتقلت إلى الدراسات العليا بالمراسلة، وأعددت ما علي أن أعده إلى أن انتهيت، وقدمت رسالة بعنوان "الحركة القومية العربية من الأفق القومي إلى الأفق القومي اليساري".
في ذلك الوقت كان هناك سلسلة التطورات قبل وبعد هزيمة حزيران/ جوان 1967، في صفوف الحركة القومية وبكل أحزابها بما فيه حركة القوميين العرب، حزب البعث، ثورة 23 يوليو 1952 في مسارها ومصيرها ... وتداعيات الناصرية والثورة المضادة برئاسة السادات داخل 23 يوليو، والأحزاب القومية الأخرى باتجاه تطورات زلزالية جديدة، كذلك الأحزاب الشيوعية العربية التقليدية، وأحزاب الإسلام السياسي اليميني.
أصبح مطروحاً عليها جميعاً، وخاصة الحركات والأحزاب القومية أبعد من الشعارات الوطنية والقومية الفوقية العامة والعاطفية، فيجب أن تطرح برامج محددة للتطوير في كل مرحلة من مراحل النضال والتحولات، لأنها كانت تحمل شعار وطموح وصول إلى السلطة وما بعد الوصول للسلطة، هذا يفرض عليها تطوير مواقفها وشعاراتها القومية لتكتسب مضموناً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، أي التطور من حركة ذات شعارات عامة قومية عربية ومنادات بالوحدة العربية وبالحرية إلى مضمون برنامجي، وتحرير فلسطين ببرنامج وأساليب مرحلية وإستراتيجية، ولذلك أسهمت برصد هذه الأوضاع من جديد لأنني شريك مباشر بها، في كل هذه التطورات باتجاه الانتقال إلى يسار وطني ـ قومي ـ أممي يتحمل مسؤوليات برنامجية وليس فقط شعارات عامة ومعلقة بالهواء ...
س7: اختيار الموضوع من القومية العربية إلى الحركة اليسارية لم يكن اعتباطياً، وخاصة أنك في ميدان النضال العملي الوطني والقومي والتقدمي ؟
نعم صحيح لم يكن هذا اعتباطياً، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، نكبة فلسطين، النهوض الكبير لحركة التحرر الوطني والعربية العالمية، التجارب الاشتراكية، انتصار الصين، فيتنام، كوبا، النهوض الواسع لقوى اليسار الديمقراطي في أوروبا.
التحولات الجارية في البلاد العربية تحولات مذهلة بعد ثورة 23 تموز/ يوليو، الثورة الجزائرية، نضالات وحروب الاستقلال في تونس والمغرب، وحدة مصر وسوريا إنجازات وإخفاقات، ثورة 14 تموز/ يوليو بالعراق تعثر وصراعات مدمرة، وكذلك الحال الثورات التي نشبت باليمن بشمال اليمن 26 أيلول/ سبتمبر 1962، وبجنوب اليمن 14 تشرين أول/ أكتوبر 1963، والحركة القومية كان لها دور كبير ودور كامل في جنوب اليمن تحت عنوان "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن" (راجع كتابي "أزمة الثورة في جنوب اليمن" 1968، وحلقات "أزمة الثورة في شمال اليمن" مجلة الحرية 1968)، وفي الشمال شراكة كبيرة تحت عنوان "الحزب الديمقراطي الثوري"، انقسامات تجربة حزب البعث في العراق وسوريا.
وعليه؛ يجب أن نطور بأوضاع الحركة القومية، كنت ورفاق آخرين من أقطار عربية متعددة آخذين المبادرة وبدأنا من مؤتمر 1963 وصلنا هذا النضال في هذا الاتجاه الفكري والإيديولوجي والسياسي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والربط بين الفكر وبرامج الممارسة، إلى أن أنجزنا معاً هذه العملية في جميع فروع الحركة القومية بسقف عام 1966 بما فيه باليمن، العراق، سوريا، فلسطين، الأردن، الخليج، والبلدان التي ذكرت، لبنان ومصر وليبيا، وكل منها اشتق عنواناً له وبرنامج يتعاطى مع قضايا مجتمعية داخل القطر والبلد الذي يعيش فيه، وهيئة تنسيق مشتركة في هذا المجال (اقترح العودة إلى الكتب التي ذكرنا)، وهذا ترك تداعيات كبرى أيضاً على الحركة الناصرية في بلدان المشرق العربي، تركت تداعيات كبرى على حزب البعث تمثل فعلاً بمؤتمر حزب البعث السادس؛ الذي أيضاً وقع فيه تيارين: تيار قومي بشعارات عامة وعاطفية، وتيار قومي يجنح من أجل إكسابه مضمون تقدمي ويساري في حزب البعث، وعليه فنحن لم نأتي من فراغ، لم نفعل من فراغ، لأننا عايشنا التطورات الكبرى النهضوية في مصر بزعامة عبد الناصر والتداعيات في البلدان العربية المشرقية والمغربية، من الماء إلى الماء، علينا أن نسهم بعملية التطوير والتحديث في صفوف حركة التحرر الوطني/ القومي، ولذا كانت المبادرة من قبل هذه التيارات القومية التي تطورت نحو مضمون يساري ديمقراطي ثوري يحمل برامج مرحلية في إطار إستراتيجي، وتركت التداعيات على مجموع ما ينتمي إلى التيار القومي.
س8: هناك سؤال يطرح نفسه، يمكن تسميته بـ "ابن بطوطة" السياسي، ما هو السر في تنقلك بين كل هذه الأقطار العربية، لأنك عشت مراحل نضال متنوعة في الأردن وفلسطين والعراق ولبنان ومصر وسوريا وتونس والجزائر واليمن، مع العلم أنك ساهمت بشكل كبير في تحرير اليمن ؟
النهوض الكبير لحركات التحرر الوطني والقومي بعد الحرب العالمية الثانية، الثورات والتطورات الكبرى على مساحة العالم الثالث، الإنجازات العاصفة للتجارب الاشتراكية، نكبة فلسطين ...، إنجازات، أخطاء وإخفاقات، عوالم جديدة فتحت آفاق جديدة لتحولات إستراتيجية وطنية، قومية، تقدمية في كل بلد عربي؛ نحو الخلاص من بقايا وأنظمة العصور الوسطى المتخلفة العربية، والاندفاع نحو الحداثة والديمقراطية والتقدم إلى أمام، وهذا الذي يقود إلى "معالجة تداعيات نكبة فلسطين 1948، وتصفية آثار عدوان جوان 1967" على البلاد العربية وحقوق شعب فلسطين. كل هذا أعطى جيلنا الأمل والطموح الكبير في كل بلد عربي، جيلنا الذي ينتمي إلى معادلة "بلاد العرب أوطاني ..." وشرطها "استدعاء العقل النقدي".
المشكلة بأن التيار القومي في البلاد العربية تيار يتمسك بشعارات عامة لم يولد ومعه برامج، ولذلك التفاوت كان واسعاً فيما بينها بين القول وبين العمل، وهذه مسألة كبيرة هذا أولاً.
ثانياً: البلدان العربية في حركة مسارها في التحرر الوطني وتطورها التاريخي هناك تفاوتات وتناقضات كبيرة بالمجتمع وبالحركة السياسية في كل بلد من البلدان، أي ينبع عنها تعارضات كبيرة مثلاً: لماذا الثورة الشبابية التي تحولت إلى ثورة شعبية في تونس ومصر كَمَثَلْ بدأت في تونس، لأنه في تونس هناك مجتمع مدني حضري، وفي تونس تراكمت أعرض طبقة وسطى في البلدان العربية، فيها مناخ ثقافي تقدمي، يوجد قانون الأحوال الشخصية بالمساواة بالمواطنة بين الرجل والمرأة منذ عام 1954، حل مشكلة "أراضي الأوقاف (الحبس) ودمجها بالدورة الاقتصادية، تأميم أراضي المعمرين ... الخ"، لذلك بدأت في تونس، كذلك الأحزاب والنقابات في تونس تطورت أكثر فأكثر حتى الحزب الحاكم بدأ بعنوان "الحزب الدستوري الجديد ثم الاشتراكي الدستوري، تراث اجتماعي وثقافي جذري تقدمي في العشرية الاولى من حكم بورقيبة ...".
وهكذا أقول: هذه التفاوتات الواسعة عكست أيضاً نفسها، والمحاولات لحل هذه التناقضات والتفاوتات لا يمكن أن تكون فقط في الإطار النظري، بل يجب أن تنتقل إلى البرامج المرحلية، وهنا كانت المشكلة، وهنا نَبَعَتْ المشكلات والارتدادات، وفي مقدمتها أنظمة الاستبداد والفساد في البلدان العربية، أنظمة تحالف السلطة والمال، الانفصال الرجعي المرتد في سورية، الذي أطاح بأول وحدة حديثة في تاريخ العرب بالقرن العشرين، عودة القوى القديمة والثورات المضادة إلى أنظمة الاستبداد اليمينية المغلقة ...، وما ترتب عليها من تداعيات خطيرة على مجموع الوضع العربي، استدعت الآن الانتفاضات والثورات الشبابية "الشعب يريد ..." لإسقاط أنظمة الاستبداد والفساد، تحالف السلطة والمال، وهذا ما اعتبره "الاستقلال الثاني داخل كل بلد عربي" لفتح الطريق نحو دساتير ديمقراطية جديدة، جمهوريات ديمقراطية، ملكيات دستورية، للانتقال من أنظمة العصور الوسطى الاستبدادية والتخلف التاريخي على مساحة عشريات القرون، وبرامج جديدة تؤدي إلى دخول عالم العصر والحداثة، عالم التقدم والدمقرطة والعدالة الاجتماعية .
س9: في عام 68 من القرن الماضي؛ ابتعدت عن المسار القديم في القومية العربية، وأسست الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ـ الحركة اليسارية المعروفة، ما هي تلك التداعيات لذلك ؟
ما جرى بالأقطار العربية بلداً بلداً تحولات اجتماعية وطبقية وثقافية كبرى، زلازل فكرية وسياسية في الحركة القومية، منذ خمسينيات القرن العشرين، أنتجت سلسلة أزمات برنامجية، أدت إلى التحولات الكبرى في الحركة القومية كما أشرنا في هذا الحوار، تفاقمت الأزمات بعد هزيمة جوان 1967 رداً عليها وبديلاً عنها؛ بتحولات كبيرة بالحركة القومية باتجاه الدمقرطة واليسار بالبرامج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنضالية؛ امتد بالضرورة إلى الحالة الفلسطينية، لا يمكن عزل الحالة الفلسطينية عن هذه السلسلة وخاصة أن الحالة الفلسطينية التيار القومي فيها هو التيار الأوسع، لأن قضية فلسطين قضية قومية وعربية ومركزية عند الجميع، والتوسعية الإسرائيلية الصهيونية تهدد ليس فقط شعب فلسطين بل كل الشعوب العربية وخاصة الأقطار المجاورة (سورية، لبنان، الأردن، مصر، العراق)، وقع هذا فعلاً مراراً وتكراراً وأبرزها بعدوان 56، وأبرز من ذلك بهزيمة 67 وتداعياتها، لذلك علينا أن نطور أيضاً بالعملية القومية في صفوف شعبنا خاصة بعد حزيران/ يونيو 1967.
وعليه؛ دعونا أيضاً إلى تطوير التيار القومي الفلسطيني بأن يكتسب برنامجاً جديداً فكرياً وثقافياً وبرنامجياً اجتماعياً ونضالياً، وهذا ما كان فعلاً بإطلاق الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أي أن نبني يسار جديد وطني وقومي، كما بنينا يسار جديد وطني قومي في عديد من الأقطار العربية، لأن الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت حتى تلك اللحظة بيد اليمين المحافظ، والقوى الليبرالية التي في الوسط والقوى في اليسار لم تكن شريكة، ولذلك علينا أيضاً أن نجدد منظمة التحرير الفلسطينية لتنتقل إلى جبهة وطنية عريضة، فنحن في مرحلة التحرر الوطني نحتاج كل مكونات الشعب، تشمل اليمين الليبرالي والوسط واليسار الوطني والقومي، وكذلك الحال نطور في وضع المقاومة الفلسطينية بتعددية من البداية بمختلف التيارات، حتى نبني جبهات ائتلافية، منظمة التحرير تتحول إلى جبهة ائتلافية وطنية، المقاومة، جبهة وطنية في المقاومة والعمل الجماهيري، كذلك بالتيارات المتعددة حتى نكرس ديمقراطية تعددية في بلدنا ونحن في مرحلة النضال للخلاص من الاحتلال واستعمار الاستيطان والمعمرين، قبل أن نصل إلى الاستقلال حتى لا نصل إلى الاستقلال ونحن عراة من أي تعددية وتجربة ديمقراطية، وهذا سوف ينتج ديكتاتورية مباشرة واستبداد مباشر، وحتى لا نقع في هذا يجب أن نبني التعددية الديمقراطية على قواعد تعددية أيضاً فكرية وبرنامجية وسياسية ونضالية، ونلتقي جميعاً على برنامج القواسم المشتركة في كل مرحلة من مراحل النضال الذي طال واستطال.
س10: في عام 1968 من القرن الماضي؛ ساهمت بشكل متميز بصيغة لوائح المؤتمر، ولكن سرعان ما تم استقلال الجبهة الديمقراطية في آب/ أغسطس 1969، هل وصل مسار التطوير بأفق تقدمي إلى الانسداد؟
في آب/ أغسطس 1968 عقدنا المؤتمر العام لائتلاف الجبهة الشعبية التي تشكلت من أربعة قوى، أربعة مكونات: الجناح اليساري الوطني والقومي الذي نمثل أي الجناح الديمقراطي التقدمي اليساري، والجناح الوطني والقومي الليبرالي الذي يمثله الجناح الآخر بالجبهة الشعبية، هذا على صعيد الحركة القومية، والفريق الفصيل الثالث الذي كان موجوداً جبهة التحرير الفلسطينية التي انسحبت سريعاً من هذا الائتلاف وشكلت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل، ومنظمة فلسطين العربية التي أيضاً انسحبت ثانياً بعد القيادة العامة بزعامة العقيد أحمد زعرور كان ضابطاً متقاعداً بالجيش الأردني، وبالتالي هذا الائتلاف لم يتمكن أن يحمي الرباعية المؤتلفة ببرنامج قاسم مشترك بين الجميع، فخرجت القيادة العامة، ثم خرجت منظمة فلسطين العربية التي اندمجت عام 1971 في حركة فتح.
حاولنا نحن أن نبني القاسم المشترك بين الجناحين بالحركة القومية، وعقد "مؤتمر أوت ـ أغسطس 68" وأنا الذي قدم برنامجاً بات شهيراً "برنامج أوت ـ أغسطس 68" وأقرَّ بالأغلبية الواسعة جداً، وعندما وصل المؤتمر للعملية الانتخابية حتى ننتخب قيادة جديدة "مكتب سياسي" الاتجاه القومي الكلاسيكي رفض نتائج الانتخابات، لأن الأغلبية جاءت من الجناح اليساري الديمقراطي، وطوق المكان الذي نحن فيه بالقوة المسلحة، وعندئذ حتى لا تقع مصيبة واشتباك ما؛ اليسار الديمقراطي تنازل عن الأغلبية ووافق أن يمثل بشخص واحد وهو حواتمة، والأغلبية بالتعيين وليس بالانتخاب بيد الاتجاه القومي بشعارات عامة بدون برامج ... وكان شرطنا عقد مؤتمر جديد بالانتخاب من القاعدة إلى القمة بسقف ثلاثة أشهر وحق كل تيار أن يقدم مشروعه إلى المؤتمر. وافق الفريق الآخر على ذلك، ولكن الأمور أخذت مساراً آخراً تماماً: ذهب إلى الاعتقالات والعنف تجاه فريق التيار اليساري الديمقراطي، فأصبح الحال على الجانبين في طريق مسدود (راجع كتاب "حركة القوميين العرب" ـ محمد جمال باروت). اقترح عليكم والمشاهدين التوانسة مراجعة تجربة "الحزب الدستوري الجديد"، منها كتاب الباجي قائد السبسي "بورقيبه المهم والأهم" 2011).
س11: في مطلع سنة 2010 أصدرت آخر كتاب لك تحت عنوان "اليسار العربي" ... في هذا الكتاب تنبأت بموجة الغضب الذي اجتاحت فيما بعد الوطن العربي انطلاقاً من تونس ؟
هذا وقع، وهذا الكتاب صدر في مطلع عام 2010 ومنه طبعة تونسية، وبأقل من تسعة أشهر بدأت الانتفاضات والثورات لماذا ! لأن هذا الكتاب نعم تنبأ ذلك واستشرف ذلك من تحليل الوقائع الملموسة في البلاد العربية والعالم الثالث كما وردت بالكتاب، لأن بلدان العالم الثالث بدأت تكتشف شعوبها بأنها لا يمكن أن تتطور وتتقدم إلى الأمام إذا بقيت بموجب الأطراف التي تدور في فلك المركز الرأسمالي العالمي، أي مركز "المليار الذهبي" الذي يعيش حياة "دولة الرفاه والرعاية الاجتماعية" بحبوحة كاملة، مقابل 5 مليار ونصف يعيشون في حالة من التفاوت من التخلف التاريخي ومن الفقر والبطالة وضعف الإنتاج.
وثبت أن النظام النيوليبرالي الذي بشَّر به المركز الرأسمالي العالمي، بدءاً من عهد ريغان ـ تاتشر لم يقدم حلولاً للمشكلات، بل قدم كوارث لمشاكل الشعوب، وعليه سبقتنا أمريكا اللاتينية وكذلك الحال آسيا وإفريقيا السمراء من 20 إلى 30 سنة؛ نفس الأمراض عندنا بالبلاد العربية والبلدان المسلمة.
س12: عفواً على المقاطعة، ولكن نحن في صدد تسجيل هذه الحصة ونحن الآن نستمع إلى منبهات الأصوات والسيارات احتفالاً على ما يبدو بسقوط نظام العقيد معمر القذافي ؟
جميل ... مبروك لشعب ليبيا وشعوب المغرب والمشرق العربي ...
ولذلك قلت لا يمكن لهذه التحولات التي تجري حولنا إلا أن تمتد عندنا، واستشهدت أيضاً بسلسلة من المؤشرات جرت في مصر، ففي خلال عام واحد بين أيار 2009 إلى أيار 2010 نشب في مصر 3000 إضراب واعتصام جماهيري واسع، وهذه مؤشرات كبرى، وأيضاً الاحتجاجات الصاخبة بالشوارع إضرابات "حركة كفاية" وإضراب الأطباء وأساتذة الجامعات والقضاة ... كله بدأ يتراكم لأن كل هذا بدأ يلمس التدهور بصفوفه، بصفوف الطبقة الوسطى والفقر وتزايد الفقر، وانعدام النهوض إلى الأمام بالانفتاح على الدمقرطة والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، سيظهر هذا اللهيب عندنا، وقع هذا بعد أشهر وبدأ في تونس، ثم امتد سريعاً إلى مصر وأيضاً تداعياته الإلهام وقوة الجذب وقوة المثل التي مثلته الثورة الشبابية التونسية التي تحولت إلى ثورة شعبية تحت شعار نقشته هي بإنتاجها العظيم: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وكذلك الحال التجربة التونسية الإبداعية التي تقدم بها شابات وشباب العشرينيات والثلاثينيات، والذي بنوه على امتداد العشرية الأولى من هذا القرن الواحد والعشرين، بنوا عالم افتراضي معلق بالهواء، بتواصل اجتماعي يدعو إلى إسقاط النظام، وهؤلاء الشباب جاءت الشرارة من استشهاد "بوعزيزي" (وقد زرت سيدي بوزيد مهد الثورة وزرت ضريحه وعائلته) ليقدموا أنفسهم أمام الامتحان الكبير، لذلك دعوا أن "ينزل العالم الافتراضي إلى اختباره على أرض الواقع"، فوجد استجابة بعشرات الألوف منذ اليوم الأول، ثم تعاظمت العملية وصمدوا ضد أنواع القمع والدماء التي نزلت إلى أن انضم الحقوقيون المحامون بعد اليوم الثامن، إلى أن انضم الاتحاد العام التونسي للشغل بعد اليوم الحادي عشر، وهكذا بدأت الانحيازات للثورة الشبابية لتتحول إلى ثورة شعبية شاملة، قدمت هذه الإبداعات الثورة التونسية واهتدى بها الشبيبة المصرية محتجة على القمع، سرعان ما تحولت من انتفاضة شبابية إلى ثورة شعبية شاملة، وهذا يعني أن الظروف الموضوعية ناضجة، لكن الأحزاب الكلاسيكية والنقابات الكلاسيكية في هذه البلدان لم تدرك بأن الظروف الموضوعية ناضجة، وعليها استحضار قوتها الذاتية لتشكيل العامل الذاتي، الرافع الذاتي، لمجمل هذه الظروف الموضوعية، ليفرج عن أزماتها بالنضال من أجل إسقاط الاستبداد والفساد ولفتح الطريق أمام الديمقراطية الحقيقية بقوانين انتخابية جديدة؛ تقوم على التمثيل النسبي الكامل ليكون هناك مكان للطبقة الوسطى وأبنائها والطبقة العاملة وفقراء المدينة والريف، وللشباب الذين أبدعوا هذه الإبداعات بدلاً عن الدائرة بالصوت الأكثري، التي لا تمكن هؤلاء الشباب وهذه القوى الجديدة في المجتمع من أن تكون شريكة بالقرار، لأنها لا تمتلك السمعة المعروفة بشخصياتها فهم شباب أبناء طبقة وسطى والتحق بهم العمال وأبناء الريف الفقراء، وبالتالي لا بد من قوانين انتخابية جديدة، الإبداع والاكتشاف الكبير هو بالانتقال من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي.
شباب مصر أخذوا بهذا أيضاً ثم اندلعت الانتفاضات في بلدان عربية أخرى متعددة، تعاني من نفس الأمراض، من نفس المشكلات (اليمن، ليبيا ...)، وكذلك الحال المظاهرات الشبابية الواسعة بالمغرب والأردن والبحرين وإلى حد ما عُمان.
أقول: لا يمكن لأي بلد عربي أن يفرّ من هذه الاستحقاقات أربعين عاماً بيات شتوي، أربعين عاماً بحكم الاستبداد والفساد موصولاً بعشرات قرون الاستبداد التاريخي، أي تحالف السلطة ورأس المال، وأربعين عاماً دون تنمية حقيقية متوازنة بكل المناطق "وسط شمال جنوب غرب". أربعين عاماً النيوليبرالية المتوحشة الاقتصادية والاجتماعية في طريق مسدود وكوارث، وقلّة أصبحت غنية وغنية جداً، والأغلبية الساحقة فقيرة وفقيرة جداً، وبالتالي الطبقة الوسطى بدأ وضعها يتدهور علماً أن أعرض طبقة وسطى في البلاد العربية بتونس ثم في مصر، فضلاً عن المجتمع المدني بتونس وكذلك بمصر، ولهذا اندلعت هذه الثورات، مرحلة ثورية عربية جديدة بكل بلد وبالمجمل العربي لا يمكن أن يفر منها أي بلد، استحقاقات تأخرت أربعين عاماً للشعوب العربية منذ سبعينيات القرن العشرين تحت سيف الاستبداد والنيوليبرالية المتوحشة ...، يجب أن تنزل الأنظمة العربية عندها والبديل هو الانتفاضات والثورات لتحقيق ما طرحته هذه الثورات.
س13: هناك سؤال يطرح نفسه لأن الثورات العربية خاصة في تونس ومصر جاءت بطريقة عفوية وليست هناك قيادات أو رموز سياسية قادت هذه الثورات، وفي هذه المرحلة الانتقالية ألا تظن أن هناك إمكانية للالتفاف على هذه الثورات ؟
الالتفاف وارد وممكن جداً، هذه الثورات ظروفها الموضوعية كلها ناضجة، والغائب الأكبر كان العامل الذاتي، فعندما انتقلت الشبيبة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي بالدعوة إلى الانتفاضات؛ استجابت لها الظروف الموضوعية بكتل بشرية كبيرة جداً، صحيح أن هؤلاء الرواد غير معروفين على مستوى الوطن وحتى على مستوى الولايات (المحافظات)، وهذه ظاهرة تمكن من جديد باحتمالات الالتفاف عليها، وبكل الثورات عندما تنجح الثورة ويسقط نظام ويأتي شيء جديد مفترض بأن الذين قاموا بهذه العملية هم الذين يشكلون السلطة التنفيذية الائتلافية المؤقتة إلى حين إجراء عملية انتخابية بقوانين جديدة تستوعب هذه القوى الحديثة للسلطة التشريعية والتنفيذية الناتجة عن الانتخابات التشريعية أي الانتخابات البرلمانية.
الذي وقع شيء آخر ... أن هؤلاء جميعاً كانوا وبقوا خارج ائتلاف الحكومة وجاء إلى الحكومة العناصر التي قدمت نفسها لإدارة الوضع حتى تجري انتخابات المجلس التأسيسي، ووقع مثل هذا أيضاً في مصر لأن نفس الظاهرة الشبابية غير معلومة على نطاق وطني ونطاق واسع، وهذا الذي يجعل الأمور في دائرة القلق.
وبنفس الوقت القوى القديمة بكل مجتمع من هذه المجتمعات، والقوى التي لا تريد الانفتاح على الديمقراطية الشاملة وعلى برنامج عدالة اجتماعية، بالتأكيد ستجمع قواها لتشكل حالة مضادة أي حالة ثورة مضادة وإمكانية أن تستعين برأس المال وإعادة بناء تحالف جديد بينها وبين رأس المال للالتفاف على الثورات وإفراغها من مضمونها، وقع بتجارب الثورات وحركات الاستقلال في القرن العشرين.
الذي يحمي الثورات من هذا مرة أخرى هو أن تشكل القوى الحديثة في المجتمع ائتلافاتها الواسعة وتخوض معاركها من أجل الدمقرطة بقوانين انتخابية تقوم على التمثيل النسبي الكامل؛ لتكون شريكة بالبرلمان بالمؤسسة التشريعية حتى تكون شريكة بائتلاف السلطة التنفيذية وصياغة دستور ديمقراطي جديد، وإذا لم يستقيم هذا الوضع فالقوى القديمة سوف تصبح أكثر قدرة على الحركة والمناورة، كما أن الخارجي الذي يتطلع إلى إدارة أوضاع في العالم الثالث تمثل وتلبي المصالح الخاصة للقوى الخارجية يمكن عندئذٍ أن تستثمر وتستغل هذه الحالة بشكل معين من التدخل في غير صالح أن تكتمل الثورة التونسية ببرنامجها المطروح والثورة المصرية والانتفاضات والثورات العربية الأخرى، ولذلك من الضرورة القوى الجديدة من الطبقة الوسطى والطبقة العاملة في المدينة والريف، الناس المهمشين والمعطلين عن العمل، وكذلك الحال أن تتكتل بهذا الاتجاه، وبالتأكيد القوى القديمة تبحث عن أشكال من التكتل فيما بينها الآن انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، البرلمانية في مصر ...، عملية كبرى فاصلة في مسار ومصير الثورة، وكذلك الحال في مصر العملية الانتخابية فاصلة في مسار ومصير الثورة.
إذا القوى الحداثية والقوى الجديدة في المجتمع لم تأتِ بثقل إلى المجلس التأسيسي، بثقل في الانتخابات في مصر، وفي أي بلد عربي آخر "تصبح الثورة مهددة بأن لا تكتمل"، والقوى القديمة تتكتل وتطمح أن تستعيد بوجوه أخرى السلطة مرة أخرى، الانتخابات إحدى عناصر الديمقراطية وليست كل الديمقراطية.
ولذلك الثورات حققت إنجازات كبرى وفتحت الميدان من أجل الدمقرطة والعدالة الاجتماعية، ولكن المفتاح هو قانون الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل ومنع المال السياسي الانتخابي من شراء الضمائر بالإعلام والنزاعات الجهوية العشائرية والقبلية ... الخ، فالهدف من الانتخابات تمكين شراكة كل مكونات المجتمع والشراكة بالقرار كل القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقرار النهوض العام.
س14: نظراً لتجربتكم الثرية جداً ما هو رأيكم بالإعلام العربي اليوم وخاصة الإعلام في تونس ؟
نحن نقول: الإعلام استجاب بالتدريج، الإعلام الرسمي استجاب بالتدريج، ولكن الإعلام الخاص الذي يديره مناضلون وناس حريصون على الشعب ووحدة الشعب ونجاح الثورة الديمقراطية الوطنية كان أكثر إبداعاً من الإعلام الرسمي وأكثر مبادرة منذ اللحظات الأولى ومواكبة الحالة الانتفاضية والثورة الشعبية لحظة بلحظة، وساعة بساعة، ولذلك نحن مع تحرير الإعلام بالكامل من أي ضغوط، "لا ضغوط على الإعلام ولا وصاية على الإعلام" و"لا وصاية سياسية ولا ادعاءات أخلاقية" على سبيل المثال، ولذلك يجب أن يكون الإعلام كله إعلام مهني حرفي حر، موضوعي وشفاف، مصداق، بدلاً من ديماغوجي مضلل، شعبوي قائم على المبالغات والغرائز البدائية؛ سواء كان إعلاماً رسمياً أي مؤسسات تابعة للدولة، أو إعلاماً خاصاً، فالإعلام يجب أن يتمتع بالحرية الكاملة دون أي شكل من أشكال الوصاية في البلدان العربية، كذلك الحال الإعلام الرسمي تخلف وتخلف كثيراً والإعلام الخاص تقدم كثيراً ولكن أيضاً الإعلام الخاص خلط بين طريقة الإعلام الشعبوية والفتنازيا وبين مبالغات الخبر ووقعه ...، وليس مهنيته ومدى علميته وموضوعيته، ولذلك أقول لم ولن يتم هذا بالرقابة بل سيتم بالمراجعة بعقل نقدي بكل جهاز من أجهزة الإعلام، والشعار يجب أن يكون "المنع ممنوع على التدخل بشؤون الإعلام".
س15: في نهاية هذا اللقاء الثري سوف أطرح عليك بعض الأسماء والرموز السياسية لتعطي رأيك بها ..
ـ جمال عبد الناصر: زعيم إستراتيجي وتكتيكي تاريخي كبير نهضوي مصرياً وعربياً، حقق إنجازات إستراتيجية كبرى، ووقع بأخطاء إستراتيجية كبرى.
ـ عبد الكريم قاسم: زعيم سياسي وطني وبذات الوقت فلاحي بسيط، غير مثقف، أجرى إصلاحات ضد الإقطاع الترابي، لا أفق إستراتيجي له، له آفاق تكتيكية منزوعة عن الإستراتيجية، ولذلك لم يعمر طويلاً.
ـ ميشيل عفلق: قوة نظرية فكرية وثقافية، لا تملك برامج ملموسة.
ـ جورج حبش: قائد وطني وقومي، ذات أفق قومي، رفيق نضال.
ـ العقيد معمر القذافي: له دور في ليبيا وطني وبأفق قومي، أفكاره متخلفة، خطيئته الإستراتيجية الكبرى أنه لم يتعلم من تجارب ما قبله، السلطة الدكتاتورية الفردية أصابته بجنون العظمة، حكم ليبيا بدون مشروع اجتماعي، صادر أي دور للشعب وترك ليبيا تحت مظلة تشكيلات سياسية لا يمكن أن تلبي مصالح الشعب الليبي.

المذيع: شكراً للأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نايف حواتمة : كل الشعوب العربية تعاني من الاستبداد والفساد
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- - الحلقة السادسة والأخيرة
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الخامسة)
- اتفاق 4 أيار/ مايو إجماع وطني على إسقاط الانقسام
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة (3)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة الثانية
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-
- حواتمة في حوار مع صحيفة -اليسار والتقدم- اليونانية
- الشعوب في الميادين ... واليسار من القيم والرؤيا إلى النهوض ا ...
- كلمة الرفيق نايف حواتمة في المهرجان السياسي المركزي في ملعب ...
- النهضة العربية الكبرى قادمة والتغيير قادم
- حواتمة في حوار مع فضائية -العالم- الإيرانية
- في حوار شامل مع أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حواتمة: العودة إلى تجديد العلاقة بين منظمة التحرير والسلطة ا ...
- حواتمة: مكوك المفاوضات الموازية يدور بين أطراف التفاوض
- الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرار ...
- حواتمة: الحوار بين فتح وحماس -احتكاري ولن ينتج مصالحة او وحد ...
- حواتمة: انتخابات 2006 تمت بقانون انقسامي لا ديمقراطي
- حواتمة: مخاطر ضياع إقامة دولة فلسطينية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي