أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الوضوح مطلوب.. أو صناعة الديكتاتور















المزيد.....

الوضوح مطلوب.. أو صناعة الديكتاتور


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 20:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في غمرة انشغال المصريين بالحديث عن المادة 28 من التعديل الدستوري، واستمرار اعتصام مناصري الشيح حافظ أبو اسماعيل، رغم غياب الشيخ نفسه، وعودة الفريق أحمد شفيق إلى سباق الرئاسة بعد 24 ساعة من استبعاده، وقع حدثان أثار اهتماما بالغا لدى الرأي العام. ولما كنت لا أتوقع خيرا يرتجى من سلطات المرحلة الانتقالية، فقد تطلعت إلى تصريحات مرشحي الرئاسة ـ المحسوبين بالطبع على تيار التغيير من دون المنتمين للنظام الساقط ـ أتلمس منها ملمحا من ملامح الرئيس القادم.
فما أن تردد نبأ احتجاز محام مصري كان برفقة زوجته لأداء العمرة، واتهامه بالعيب في الذات الملكية لصدور حكم عليه بالسجن والجلد، وذكر المقربون من الجيزاوي أنه يتعرض لانتقام بسبب رفعه دعوى ضد العاهل السعودي دفاعا عن حقوق مصريين تعرضوا للظلم في بلاده، حتى اشتعل الغضب في نفوس المصريين. وجاءت الطعنة النجلاء، عندما "انسحب" السفير المصري من لسانه، وخرج على شاشة التليفزيون متبنيا موقف الدولة المضيفة واتهامها للجيزاوي بتهريب مخدرات ـ بعد صمت اسبوع كامل لم تعلن فيه تهمة المحتجز لديها أو تنفي اتهامه بالعيب في الذات الملكية ـ بدلا من القيام بواجبه الطبيعي كسفير يواجه مواطنه مشكلة في بلد المقر، ويتحقق من معاملته ويسعى لتوفير كافة سبل الدفاع عنه، ورعاية زوجته التي تعاني القلق وسط وحدتها وغربتها!
وحسنا فعل وزير الخارجية عندما اعترف بخطأ سفيره وتعهد بمحاسبته، فقد كان موقفه أكثر إيلاما لمشاعر المصريين من موقف السلطات السعودية! وبعد إعلان المملكة غضبها من احتجاجات الشباب المصري حول مقرات بعثتها الدبلوماسية في مصر، أصدرت بيانا أثار العديد من التساؤلات حول مزاعم تهريب نحو 21 ألف حبة من حبوب زاناكس المخدرة، فيما تراوحت تقديرات صيادلة لوزنها بين 30 و40 كيلوجراما، أضف إليها وزن علب اللبن التي قيل أنها حوت المخدرات وعلبتي مصحف خشبيتين، مما يعني أن حقائب الجيزاوي تجاوزت الوزن المسموح لأمتعة الراكب! ويوحي بغفلة مسئولي المطار في مصر، عندما تمر من تحت أعينهم هذه الكميات من علب اللبن مع مسافر إلى السعودية في رحلة تستغرق بضعة أيام، ولا تثير شكوكهم! وتساءل البعض عن جدوى تهريب هذا المخدر بالذات الذي لايزيد ثمنه في السعودية عنه في القاهرة! ولا يعتبر عقارا نادرا يغري المدمنين! وربط البعض الحدث بنبأ القبض على رجال أعمال سعوديين في مصر بتهمة الاتجار في البشر والمخدرات قبل أيام من "صيد" الجيزاوي!
ووسط خيبة الأمل في سلطات الفترة الانتقالية وتراخيها في القيام بفعل إيجابي يحفظ للمصريين كرامتهم؛ تطلعت ـ ككثيرين غيري ـ إلى مرشحي الرئاسة المحسوبين على قوى الثورة والتغيير. والحقيقة أن أيًا منهم لم يخيب ظني، ونددت تصريحاتهم جميعا بالمساس بكرامة المصريين، وتعهد كل منهم ألا تحدث أمور كهذه في عهده.
ثم جاء نبأ الحكم على الفنان عادل إمام بالسجن بتهمة الإساءة للدين في أفلام جسد فيها أدوارا لمتطرفين. و في الحقيقة، لم يكن عادل إمام نجمي المفضل في أي وقت. كما أنني أرفض وأدين تصريحاته المدافعة عن المخلوع ونجله، والمسيئة للثورة. وأرفض وأدين استنكاره أن تعمل ابنته بالفن. غير أنني أرفض أيضا قمع حرية الإبداع! وأعتقد أن المتطرفين بدأوا بعادل إمام، مطمئنين إلى تراجع شعبيته بين شباب الثورة، على أن يجهزوا على بقية سلسلة مبدعي الوطن تباعًا. غير أن المهمومين ببناء دولة مدنية ترعى الإبداع، انتفضوا للدفاع عن المبدأ ، لا الشخص!
وقرأت تصريحات وبيانات واضحة من معظم مرشحي التغيير دفاعا عن حرية التعبير ورفضا لمحاكمة المبدع على أفكاره. الوحيد الذي لم يكن موقفه واضحا هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وعندما كتبت على فيس بوك أستفسر عن موقفه، فوجئت بهجوم أنصاره، معتبرين مجرد التساؤل تشكيكًا، ثم استشهد أحدهم بقول أبو الفتوح: " مجابهة الرأي حتى لو إختلفنا معه بالحوار المجتمعي لا بسلطة الحكم، ولنجعل القضاء أخر السبل". وعندما قلت أن عبارة "القضاء آخر السبل" تثير علامات استفهام، وطالبت ببيان واضح يحدد موقف ابو الفتوح من حرية الإبداع وهل يصح محاكمة المبدع أصلا على أفكاره؟ كان الرد هجوما ممن يدعون أنه يتبنى فكرة الدولة المدنية! وأثار الهجوم في ذهني سؤالا آخر: يشيع أنصار أبو الفتوح أنه يختلف مع فكر الإخوان، بينما لم يقل الرجل هذا أبدا.. بل أنه يصر في كل أحاديثه على أن الإخوان بالنسبة له هوية. واستنكر أن يسأله أحد عما إذا كان لايزال منتميا للإخوان.. وقال "كأنك تسألني هل مازلت منتميا لعائلة أبو الفتوح أم لا؟".. فكتبت أطلب بيانا واضحا يحدد نقاط خلافه "الفكري" مع الأخوان. وإذا بعاصفة جامحة تندد بطلبي. وقال أحدهم إن "أبو الفتوح لا يستطيع أن يعلن اختلافه مع الإخوان حتى لا يفقد أصوات الإخوان!" غير مدرك أنه يسيء لمرشحه عندما يظهره في صورة مخادع، لا يقول الحقيقة حتى لا يخسر عدة أصوات! وهو تبرير أعتقد أن أبو الفتوح نفسه أول من يرفضه! وهكذا يتفنن بعضنا في صناعة الديكتاتور. وأغلب ظني أن الدكتور أبو الفتوح لن يقبل إرهاب أنصاره للناخبين ورفض مجرد طرح تساؤل عنه، ناهيك عن انتقاده! وهو سلوك يضر بالمرشح بالأساس، ويثير تخوفًا بشأن الموقف من المعارضين إذا نجح وأصبح رئيسا؟ ومازالت التساؤلات قائمة؛ قررت أن أطرحها هنا على الدكتور أبو الفتوح نفسه بعيدا عما يمارسه "بعض" أنصاره من إرهاب: "هل يصح محاكمة مبدع على أفكاره مهما بلغت من شطط؟" و"ماهو تصورك بالضبط، وبوضوح، للدولة المدنية؟" و"أنت تقول أن الخلاف بينك وبين جماعة الإخوان خلاف إداري فقط بينما تنتمي إليهم فكريا، ويقول البعض أن الخلاف شخصي بينك وبين خيرت الشاطر، بينما يشيع بعض أنصارك أن هناك خلافا فكريا بينك وبين الجماعة.. فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحا نرجو أن توضح لنا نقاط الخلاف بالضبط؟".
من حق الناخب طرح كافة ما يعن له من تساؤلات وشكوك، ومن واجب المرشح الرد على هذه التساؤلات بصدق ووضوح. نريد من المرشح إعلانًا صريحًا لمواقفه.ولسنا مضطرين لاعتماد شروحات وتفاسير أنصاره لأنها ـ ببساطة ـ أجتهادات لا تلزمه. أقول قولي هذا وأنا أراهن على ما بعد القادم، وأغلب ظني أن الرئيس القادم سيكون مخلوعا بعد فترة وجيزة. ومن ثم، فالوضوح مطلوب.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي وحدة؟ وأي صف؟
- -المعاريض-.. وأحضان -الحبايب-
- -كلاكيت-.. للمرة المليون!
- بعد إيه؟
- تباريح غربة قصيرة
- ريتشيل والخالدون
- على رأي المثل!
- الفتى -خالد-.. حارس الأمل
- قلة أدب
- سلطان العلماء وفقهاء السلاطين
- حبال الكذب
- فرق تسد
- لا تزايدوا عليهم
- الرهان الرابح
- لعله صباح ديمقراطي
- عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم
- كنيسة قصر الدوبارة
- رجَّع راسك فوق
- الكاذبون!
- عبقرية صناعة الأعداء


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الوضوح مطلوب.. أو صناعة الديكتاتور