أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - لعله صباح ديمقراطي















المزيد.....

لعله صباح ديمقراطي


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 18:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ينشر هذا العمود صبيحة الجلسة الإجرائية لأول مجلس شعب بعد الثورة. وعلى الرغم من كل ما يمكن أن يقال من انتهاكات وتحايلات شابت العملية الانتخابية ـ وصلت إلى اكتشاف 12 مليون ورقة انتخابية زائدة، مما يثير علامات استفهام حول صفقات أجريت لصالح تيارات بعينهاـ إلا أن المنطق السليم يقتضي احترام نتيجة أول انتخابات تجرى من دون تدخل سافر لجهاز الداخلية والحزب الحاكم، كما يدعو إلى احترام اختيار الناخبين، والثقة في أن الشعوب تتعلم من تجاربها.
ولا شك أن نتيجة الانتخابات لم تكن مفاجأة لغالبية المهتمين بالشأن العام، الذين توقعوا فوز التيارات ذات الخطاب الديني بالحصة الأكبر من المقاعد. وما من ساذج توقع تغلب الأحزاب الجديدة أو شباب الثورة، على ـ أو حتى تساويها مع ـ تيارات يمتد تاريخها في الشارع وفي أروقة السياسة ودهاليزها ثمانين عاما، مع الاستعداد المسبق لدى بسطاء المصريين لتصديق كل من يتحدث باسم الله.
على أي حال، انتهى مولد الانتخابات، وصار لدينا نواب يدخل معظمهم المجلس للمرة الأولى. وربما لم يحلموا بالجلوس تحت القبة، لولا ثورة تعمدت بدم أطهر أبناء الوطن. ومن ثم، تكاد الشفقة على النواب الجدد تطغى على واجب التهنئة بفوزهم، مع حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم. ولعل هذا الصباح يكون بشيرا بقيام دولة القانون الديمقراطية، القائمة على أساس المساواة في المواطنة.
وإذا كانت الديمقراطية تدعونا إلى احترام الصناديق، فهي تدعو أيضا من تشرفوا بلقب نواب الشعب إلى احترام هذا اللقب، واعتباره تكليفا بخدمة جميع المصريين، وليس انتصارًا لانتماء حزبي أو فكري أو ديني. وليكن واجبهم الأول، تجاوز الخلافات الثانوية، والتغلب على نزعة المغالبة والاستئثار بالمشهد. وإدراك أن المكاسب الشخصية أو الحزبية رخيصة وزائلة "وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض".
ينبغي ألا يظن النواب أن شرعية الصناديق تجُبُّ شرعية ميادين التحرير التي أفرزتها. وعليهم أن يعلموا أن استمرار الثورة حتى إنجاز كافة أهدافها، الضمانة الوحيدة لنجاحهم في فرض شرعية مجلسهم، وحماية مهمته الأساسية في التشريع ومراقبة الأداء الحكومي.. وستظل دماء الشهداء والمصابين التي أوصلتهم إلى مقاعدهم، أمانة في أعناقهم، تستصرخهم محاسبة الجناة. وليكن شاغلهم الأساسي تحقيق مطالب الثورة، حتى لا تضيع هذه الدماء هدرا. وليعلموا أن الشعب لن يسامح ولن يغفر أي تهاون في هذه الحقوق، وأن التاريخ سيسجل اختيارهم: إما الولاء للشعب والثورة ودماء الشهداء، أو الانجرار إلى صفقات مهينة مع الجناة، لن يقبل التاريخ أو الشعب أي تبرير لها.
وعلى من شرفهم الشعب بلقب نوابه، ملاحظة أن من خرجوا يوم 25 يناير 2011، مطالبين بإسقاط نظام المخلوع، بعدما يئسوا من إمكانية إصلاحه، هم أنفسهم من دعوا للخروج يوم 25 يناير 2012، بعدما تأكدوا أن النظام يقاوم السقوط، رغم إزاحة بعض شخوصه. وسيكون رهانًا خائبًا، لو ظن البعض أن باستطاعته الالتفاف على المطلب الشعبي الأساسي، والتحالف مع بقايا أركان النظام رهانًا على أن مرور الوقت، قد يدفع الثوار للإحباط، ويعيد الشعب إلى الصمت.
ويجب أن ينتبه من يفكر في المراهنة على صبر المصريين، إلى أن من خرجوا مصممين على إسقاط النظام، وانضمت إليهم الجماهير ثمانية عشر يوما انتهت بإزاحة الطاغية وكبار رجاله؛ لم يتراجعوا، وهم أنفسهم من دعوا للخروج من أجل استكمال الثورة هذا العام (كما أن من رفضوا الخروج العام الماضي هم أنفسهم من يرفضون الخروج الآن). بل أن من دعوا للخروج لمواصلة الثورة، انضم إليهم أهالي وأصدقاء ومعارف وجيران أكثر من ألف شهيد، وألف مفقود ونحو عشرة آلاف مصاب واثني عشر ألف معتقل. ومن يتذكر السيدة الجليلة ليلى والدة خالد سعيد وشقيقته، ووالدة مينا دانيا وشقيقته، ووالدة بهاء السنوسي وشقيقته، وغيرهن الآلاف من الأمهات والشقيقات اللواتي لم ينشغلن بالهم العام من قبل، سوف يلاحظ كيف يخلق الطغاة أعداءهم، وكيف يخلقون ثأرات تستوجب الانتقام.
وليتذكر الجميع أن مصر قبل يناير من العام الماضي، كانت تنبئ بثورة جياع وشيكة، بعدما نفد صبر الجميع على سياسات الفساد والاستبداد في عصر المخلوع.. وباع فقراء دمهم أو أعضاء من أجسادهم ليطعموا به أولادهم. واضطر بعضهم لبيع بعض أطفاله حتى يطعم بثمنه بقية الأبناء. وتعددت حالات الانحراف الأخلاقي، وانتشرت المخدرات تحت سمع وبصر نظام يهدف لتغييب عقول الشباب. وأصبح التعليم حلما بعيد المنال عن الفقراء، ومات مصريون يأسا من الحصول على فرصة علاج من أمراض تسببت فيها سياسات النظام الفاجر، كما يئس الشباب من الحصول على فرصة عمل، فاضطر الكثيرون إلى المخاطرة بحياتهم سعيا لفرصة حياة أفضل في بلاد بعيدة.. وانتشرت جرائم لم نكن نسمع عنها من قبل.
ثم أشعل شباب الطبقة الوسطى ثورة؛ كان أهم شعاراتها العيش، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية ـ وهي بالتحديد ما كان يحلم به الجياع ـ فأحيت في قلوبهم أملا جديدا، عرقل اندلاع ثورتهم الخاصة، انتظارا لما ستسفر عنه ثورة يناير.. فعلى نواب الشعب توجيه اهتمامهم الأول إلى هؤلاء الذين لن ينتظروا طويلا.. وأي تهاون أو مماطلة في تحقيق آمالهم في حياة انسانية كريمة، سوف يدفعهم إلى ثورة عارمة تطيح بالأخضر واليابس، لا قدر الله، وندفع جميعا الثمن.
ونحن نحتفل هذه الأيام بمرور 35 عاما على انتفاضة يناير 77 الشعبية، التي اندلعت احتجاجا على سياسات تجويع الفقراء لصالح الأغنياء ومحاسيب النظام. وعلى الرغم من نجاح نظام السادات في إجهاضها مبكرا، إلا أن عددا كبيرا من النشطاء المشاركين فيها واصلوا حلمهم بيوم استئنافها وتحقيق أهدافها. وحرصوا على نقل الحلم إلى جيل الأبناء، فقاد ثورة أعادت اسم مصر إلى مكانته العالية، وصار معها ميدان التحرير أيقونة للتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية في أنحاء العالم. وإذا كان من رفضوا الاستسلام للإحباط ممن بقوا على قيد الحياة من جيل السبعينيات، تشبثوا بالحلم أكثر من ثلاثة عقود موقنين بقرب تحققه، فإن جيل ثورة 25 يناير لن يقبل أن تسلب منه ثورته، لينتظر عقودًا أخرى! وسوف يقضي على محاولات إجهاضها والالتفاف عليها، مهما كان الثمن.
وإلى نوابنا الجدد..لا شك أن كل ما تفعلون سوف يقاس على مقياس الثورة ويوزن بميزانها.. ولا توجد معايير أخرى لدينا للحكم عليكم بها.. إما أن تكونوا على مستوى الثورة، أو لن نغفر لكم.. نحن أصحاب الدم والهم.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم
- كنيسة قصر الدوبارة
- رجَّع راسك فوق
- الكاذبون!
- عبقرية صناعة الأعداء
- خالد.. بشارة الفجر
- ذكاء هنا.. وأخطاء هناك
- جدع يا باشا!
- إلا شباب الثورة!
- مشاركة القوى اليسارية في الربيع العربي
- أي علاء!.. وأي أم علاء!
- ضابط ابن ناس
- للصبر حدود
- احذروا غضب الشعوب
- متى ترتوون من دمائنا؟
- غضب آخر سوف يجيء!
- علموا أبناءنا في إيطاليا!
- الدبة.. وصاحبها!
- بوادر جولة ثانية
- عصام وحسن ..ورأب الصدع


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - لعله صباح ديمقراطي