أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الدبة.. وصاحبها!















المزيد.....

الدبة.. وصاحبها!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 00:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لعل أكثر ما يثير الضجر أن تجد شخصا بالغا ـ رجلا كان أو امرأة ـ يثرثر بكلام فارغ لا يقنع طفلا، لكنه يظن في نفسه القدرة على إفحام محدثيه. وكنت أدهش لاستماتة بعض المدافعين عن المخلوع في إنكار مسئوليته عن جميع جرائم الفساد والاستبداد في عهده، بدعاوى ـ لو صحت ـ تكون أكبر دليل على عدم صلاحيته للحكم. وكانت أبرز دفوعهم إنه ـ ياولداه ـ "الصراحة راحة، وهو ما بيعرفش!".. وأن جميع ما جرى في عهده (يتواضع البعض ويقول في السنوات العشر الأخيرة من عهده فقط كان من فعل بطانة سوء أخفت عنه ما يجري في البلاد .. بينما يقول البعض أن زوجته وابنه جمال هما المسئولان!.. حتى أن أحدهم لم يتورع عن أن يقول "الراجل الحقيقة كان لاغبار عليه في أول حكمه، لكنه كان مغيبا في السنوات العشر الأخيرة!".. ألا يرى هؤلاء أن من حقنا أن نتساءل: طالما كان الرجل مغيبا، تسيره زوجته والمحروس، أو كان دمية في أيدي بطانته، فلماذا كنتم تطالبون ببقائه، ولو حتى لنهاية ولايته؟ شخص كهذا، لا يعلم ما حوله (هو نفسه قال في التحقيقات إنه لم يكن يعلم مطالب الجماهير حتى سمع عنها أثناء الثورة!!! وضع علامات تعجب حتى آخر السطر. فالرجل لم يسمع عن صرخات المظلومين الذين انتهكت أعراضهم في أقسام وسجون وزير داخليته وعذبوا حتى الموت! ولم يسمع عن تفشي السرطان ولا عن كوارث العبارات والقطارات وانهيار العمارات، ولم يسمع أن من بين رعاياه من كانوا يبيعون أعضاء من أجسادهم أو بعض أطفالهم لإعالة البعض الآخر! لم يسمع عن نهب المحاسيب لأراضي البلاد وبيع المصانع للأجانب بأبخس الأثمان وتشريد العمال! لم يسمع عن تدهور النظام التعليمي والعودة إلى حرمان أبناء الفقراء من التعليم! لم يسمع عن كوارث التأمين الصحي، وعلاج الحيتان من رجاله على نفقة الدولة في الخارج بينما يتمنى الفقراء أن ينقذهم الموت من آلام المرض، لأنهم لايجدون سريرا في مستشفى حكومي... إلى ىخر ذلك من مظاهر انهيار الدولة في عهده حتى ضاعت كرامة المصريين داخل البلاد وخارجها.. ألا يعلم من يدعون أنه لم يكن يعرف ما يجري في البلاد، أنهم بذلك يؤكدون عدم أحقيته بالحكم لحظة واحدة؟ وأن شخصا كهذا لايصلح لرئاسة قسم الأرشيف في مصلحة حكومية؟
وهناك أيضا المدافعون عن أجهزة الأمن، واستماتتهم في إنكار مسئوليتها عن قتل الشهداء في ميدان التحرير، بدعوى أن الداخلية ليس لديها قناصة، وأن من اعتلوا أسطح العمارات وقتلوا مواطنين مصريين في عقر دارهم وفي قلب العاصمة، هم عناصر أجنبية! ألا يرى هؤلاء أنهم يوجهون إلى من يحاولون التستر عليهم أصابع الاتهام بالإهمال الجسيم؛ والتقصير الذي يصل إلى حد التواطؤ والخيانة؟ فكيف تسللت هذه العناصر الأجنبية من حدود البلاد بأسلحتها حتى وصلت إلى قلب ميادين العاصمة واعتلت أسطح العمارات ووجهت أسلحتها نحو صدور مواطنين، تحت سمع وبصر المسئولين عن حماية أمن الوطن والمواطن؟ ألا يعلم هؤلاء أنه لو وقعت جريمة من أي نوع داخل عمارة، سيكون أول من يساءل ويعاقب على إهماله، وربما توجه إليه تهمة التواطؤ، هو حارس العقار؟ هل تكون مسئولية حارس العقار عن أمن البناية، أكبر من مسئولية أجهزة الأمن عن حماية حدود الوطن وجبهته الداخلية؟
ثم ذلك البعض المدافع عن موقف العسكر السلبي ـ باستثناء أبطال معدودين ـ أثناء معركة الجمل، بدعوى التزام الحياد بين المتظاهرين المسالمين وحوافر الخيل والجمال وهي تدهسهم، أو بين المتظاهرين والبلطجية في موقعة العباسية، التي استطاعت قوات الأمن فيها أن تلقي القبض على بعض النشطاء بينما لم تستطع احتجاز بلطجي واحد!. وأي دفاع يمكن أن يقال عن حالة الانفلات الأمني التي تجعل الجيش والشرطة عاجزين عن تأمين طريق المحور ـ مثلا ـ مع تعدد حوادث سرقة السيارات بالإكراه؟ وهل يعتقد القائمون على الأمن أن عبارة "الانفلات المني" تكفي لنفي مسئوليتهم عن التراخي في حفظ الأمن والتفرغ لملاحقة النشطاء؟ ألا يعرف المسئولون عن الأمن أن التاريخ سيسجل أنهم تقاعسوا عن أداء مهامهم وعجزوا عن توفير الأمن للبلاد بسبب رغبتهم في تأديب شعب رفع رأسه وقال للتعذيب وللمهانة وتسلط جهاز القمع: كفى؟! وأن محاولات فرض هيبة مزيفة لن تسفر إلا عن ضياع ما بقى لهم من هيبة حقيقية، عندما يكتشف البسطاء أن أجهزة الدولة تخلت عن دورها في حمايتهم من المجرمين، فيقررون الاستغناء عنها ويتصدون بأنفسهم لحماية أنفسهم وردع البلطجية بما يستطيعون من وسائل، مثلما حدث مؤخرا عندما تعقب الأهالي في إحدى ضواحي الجيزة أربعة من سارقي التوكتوك، وقتلوا اثنين منهما وقاموا بتشويه الآخرين؟
أضف إلى ذلك تلك المحاولات المبتذلة للدفاع عن نظام المخلوع عبر تشويه الثوار، وادعاء أن المصريين لم يثوروا إلا بتحريض من مأجورين ينفذون أجندات أجنبية! وهي إهانة ـ لو تعلمون ـ جارحة لشعب عريق، ثار على المذلة والفساد وخرج مطالبا بحقه في ثورة أذهلت العالم، حتى أن بعض الدول قررت على طلابها دراسة الثورة المصرية ضمن المنهج الدراسي لهذا العام (ذهب بعض أبنائنا الثوار إلى إيطاليا مؤخرا لإلقاء محاضرات على طلاب المدارس الثانوية هناك عن مصر وحضارتها وثورتها، بعدما تقرر أن تتضمن أسئلة نهاية هذا العام سؤالا عن الثورة المصرية!). وبينما العالم كله يقف احتراما لثورة، وصفها كثيرون بأنها أعظم ثورات التاريخ، مازال البعض هنا يحاول أن يوهمنا أن المصريين ـ دونا عن شعوب العالم ـ جبلوا على الضعف والجبن والخنوع، وأنهم رغم كل ما ذاقوه من هوان ـ دفع أبناءهم للموت غرقا في محاولات الفرار إلى بلدان أخرى بحثا عن حياة كريمةـ لم يكونوا ليثورون رفضا للقهر والإذلال ونهب أقواتهم، لولا أن دفعتهم أصابع أجنبية!
إلى هؤلاء الذين مازالوا يكررون هذه الاسطوانات المشروخة أقول: كفاكم كذبًا على أنفسكم، فقد رفع المصريون رؤوسهم ولن يحنوها أبدًا..وصارت وجوهكم شائهة وممسوخة، ولم يعد حتى أبسط الجهلاء يصدقكم. وها قد انقلب السحر على الساحر بعدما تبين أن مجموعات آسفين يا مخلوع هي التي تتلقى تمويلا من جهات خارجية، وإذا أنتم تضرون من تدافعون عنهم بدلا من أن تفيدوهم.. كالدبة التي قتلت صاحبها، بل وأغبى!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوادر جولة ثانية
- عصام وحسن ..ورأب الصدع
- حتى الرمق الأخير
- شعب واحد
- خطاب مفتوح إلى السيد المشير
- ثورة عالمية في الأفق
- وانهمرت دموعي
- رمضان .. وهدى
- عجلة الإنتاج .. وسنينها!
- المشككون.. بين الثوار والجماهير
- كرامة المصريين خط أحمر
- عفوا.. يرجى إعادة شحن الرصيد
- قبل الحساب
- الداخلية.. وثورة صارت ضرورية
- تحركوا قبل فوات الأوان
- ولسة جوا القلب أمل
- الإخوان وتحديات العمل العلني
- فارس الجيش والديمقراطية
- جيشنا .. لاجيش المخلوع
- دع اللطم.. وابدأ البناء


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الدبة.. وصاحبها!