أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - عفوا.. يرجى إعادة شحن الرصيد














المزيد.....

عفوا.. يرجى إعادة شحن الرصيد


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



كانت صيحات الشباب ترج جنبات ميادين تحرير مصر "الجيش والشعب إيد واحدة"!.. ومع ظهور أولى مدرعات الجيش، انهمرت الدموع من أعين الأهالي وهم يتابعون شاشات التليفزيون في بيوتهم وأيديهم على قلوبهم، فكل من أبنائهم في الميدان صار مشروع شهيد؛ تحت رحمة نظام مجرم أدرك أنه في لحظاته الأخيرة، وصار ظهره للجدار، فتساقط الشهداء والمصابون بالمئات، واتضح أن الجاثم على كرسي الرئاسة ـ وعلى صدر مصر ـ مصمم على التشبث بالمنصب حتى لو أباد الثمانين مليونا جميعهم.
جاء ظهور ضباط الجيش على مسرح الأحداث منبئا بالفرج أخيرًا.. ففي قلوب المصريين مكانة عظيمة لخير أجناد الأرض عبر القرون منذ دحروا الحثيين والهكسوس والفرس والإغريق والرومان والتتار والصليبيين وغيرهم من الطامعين حتى اكتوبر 1973..وهم حصن الأمان الذي يحمي حياتنا وأعراضنا وأرضنا .. وجاءت بيانات الجيش مطمئنة أن أبناءنا صاروا في أيد أمينة، فلن تطلق عليهم رصاصة من يد جندي مصري!
ومنذ اليوم الأول استطاع الثوار في الميدان التقاط فروق بين مرتدي الكاكي.. فاكتشفوا أن المدرعات الأولى التابعة للحرس الجمهوري كانت تحمل ذخيرة لقوات الشرطة استخدمتها في ضرب المتظاهرين.. حتى نجح الشباب في محاصرة الحرس الجمهوري وإبعاده.
وتوالت مواقف رائعة لن ينساها كل من عاشها؛ بداية من التحية العسكرية الشهيرة التي أداها اللواء الفنجري لأرواح الشهداء، وليس انتهاء ببيان الاعتذار الشهير "رصيدنا لديكم يسمح"! مرورًا بإعلان ما كنا موقنين منه، وهو أن الجيش رفض أوامر صدرت إليه بضرب المتظاهرين بالنار!
ثم ترددت شكاوى من تجاوزات ارتكبها بعض أفراد الشرطة العسكرية.. بداية من اليوم الأول عندما شكا بعض العائدين إلى بيوتهم من احتجازهم عند كمين للشرطة العسكرية بالقرب من جامعة عين شمس، تعرضوا فيه للإهانة والسب والضرب واتهمهم الجنود بأنهم يسعون لتخريب البلاد، مرورا بعلامات استفهام دارت في أذهان الجميع مع وقوف القوات على الحياد بين الثوار العزل وبين جحافل البلطجية و الخيل والجمال في موقعة الجمل، باستثناء بطولات فردية على غرار النقيب الجسور المصري بحق ماجد بولس، والرائد أحمد شومان، وغيرهما.. وصولا إلى ما تردد عن كشوفات العذرية وكانت فضيحة بكل المقاييس خاصة بعدما تطوع ضباط لتبرير الأمر أمام وسائل الإعلام، على أنه لدرء اتهامات محتملة بالاغتصاب!
لكن المصريين كعادة المحبين، يبلعون الزلط كثيرا، ويغضون الطرف عن تجاوزات المحبوب طويلاً .. فلم يتوقف أغلبهم كثيرا أمام هذه التجاوزات، وقرروا تخطيها حتى تسير الأمور.. وبدأوا يتطلعون بأمل إلى المجلس العسكري الذي تولى القيادة السياسية في البلاد، خاصة بعدما أعلن مرارًا اعتزامه تسليمها لحكم مدني، بما يفيد أن جيشنا يعتز بزيه العسكري، ويؤمن أن دوره حماية استقلال البلاد وليس حكمها. لكن عيب بعض المحبوبين أنهم يخطئون أحيانا فهم صبر الحبيب وتسامحه، فيظنونه ضعفا، أو قلة حيلة، أو غباء، ويتمادون في الدلال والضغط حتى يتسرب مخزون الصبر شيئا فشيئا. وتجاهل المجلس أحيانا التمييز بينه كممثل للمؤسسة العسكرية ـ التي هي تاج فخر المصريين ـ وبين كونه قيادة سياسية، تخطئ وتصيب، أفرادها غير معصومين، كما أنهم غير متمرسين سياسيا، فهم أحوج ما يكونون إلى تقبل النصح والاسترشاد بآراء المتخصصين ورؤاهم. وبدأت تظهر حساسيتهم مع كل كلمة نقد تقال في برامج حوارية، وإذا بضابط يتصل في كل مرة، لإظهار نفاد الصبر، وإبداء الغضب، ولا مانع من شد أذن مذيع أو مذيعة بين الحين والآخر. كما تكررت مرات معايرتنا بأن نظما مجاورة ترتكب جيوشها مجازر في حق شعوبها.. وهو حديث نربأ بضباطنا البواسل أن يتمادوا فيه، فهم أولا وأخيرا أبناء هذا الشعب، وحماية أهلهم والذود عنهم واجب عليهم وليس فضلا.. فالأهل هم من ينفقون من أموالهم على تربية الأبناء وتدريبهم وتسليحهم، ومن جيوبهم يدفعون رواتبهم.. فضلا عن أن من يتحدثون عما يحدث حولنا، عليهم ـ هم ـ أن يتعلموا الدرس من شعوب مجاورة لا يزيدها القمع والوحشية وتساقط الشهداء إلا إصرارا على نيل الحرية كاملة. وشعبنا ليس أقل حرصا على حريته واستحقاقا لها من الأشقاء.
على إخوتنا وأبنائنا في جيش مصر، أن يعيدوا شحن رصيد الثقة والمحبة في قلوب أهليهم.. فعندما صدر بيان الاعتذار النبيل "رصيدنا لديكم يسمح" علت قاماتهم أكثر فأكثر في عيون المصريين، وزاد رصيد محبتهم في قلوبهم.. عليهم أن ينتبهوا إلى أن قلوب المحبين، خاصة الأهل، تتسامح وتغفر الزلات، طالما كان الأبناء حريصين على تقديم الاحترام الواجب للأهل، واعين بقيمتهم وقدرهم.. وعليهم أن يدركوا أيضا أن شعبا قدم شهداء من أجل الحرية.. لن يتوقف حتى يحصل عليها كاملة، مهما قدم من تضحيات أو شهداء آخرين، وأن من خرجوا منذ 25 يناير حتى الآن، كسروا حاجز الخوف في قلوب الشعب؛ فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من ينتظر، معتبرًا نفسه مشروع شهيد بالفعل. كل مافي الأمر أن دوره لم يحن بعد، وما بقاءه إلا لحكمة مواصلة ثورة لن تتوقف حتى تسطع شمس مصر التي نستحق. وليعلم الجميع أن التاريخ وقف شاهدا ليسجل على صفحاته أسماء ستبقى فخرا لأبنائها وأحفادها إلى يوم الدين، وأسماء أخرى سوف تترى عليها اللعنات إلى يوم الدين أيضا.. فليختر كل ما يتمناه لنفسه.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الحساب
- الداخلية.. وثورة صارت ضرورية
- تحركوا قبل فوات الأوان
- ولسة جوا القلب أمل
- الإخوان وتحديات العمل العلني
- فارس الجيش والديمقراطية
- جيشنا .. لاجيش المخلوع
- دع اللطم.. وابدأ البناء
- يوم الشهيد.. بين تحرير التراب وتحرير الكرامة
- احذروا الثورة المضادة
- أصبح لدينا رئيس سابق!
- .. وللتحرير ميدان
- ما أعظمك يا شعب.. ما أروعك يا وطن
- تونس تحيي ذكرى انتفاضة يناير المصرية
- نظام تونس يعيد ترتيب أوراقه
- احذروا سارقي ثورات الشعوب
- مطلوب دروع بشرية لحماية الكنائس
- السكوت عار وخيانة
- كل ما تهل البشاير من يناير
- ميزان الحسنات الكئيب


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - عفوا.. يرجى إعادة شحن الرصيد