أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - على رأي المثل!














المزيد.....

على رأي المثل!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 19:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"الجنزوري ماشي بنظرية يا رايح كتر من البلاوي".. كان هذا تصريحا صحفيا لرئيس مجلس الشورى!.. ابتسمت وأنا أتساءل بيني وبين نفسي عن سبب تحريف الدكتور أحمد فهمي، عضو حزب الحرية والعدالة، صيغة المثل كما اعتدنا على ترديدها "يا رايح كتر من الفضايح"!.. فهل تأثر الرجل بمناخ الإرهاب المطارد لحرية التعبير، حتى بات المرء يتحسس الحروف خشية أن يتورط في استخدام مثل شعبي يورده موارد التهلكة؟ وهل رأى أن كلمة "البلاوي" أخف وقعا وأكثر تهذيبا من "الفضائح"؟ شخصيا، لا أستطيع أن أجد مبررا لهذا التحوير اللفظي. كما لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يؤكد ما إذا كانت "البلاوي" أكثر تهذيبا من "الفضائح" أم لا. وحتى علماء مجمع اللغة العربية لا يمكنهم تقديم الدعم، فكلامهم غير ملزم، وليس له تقدير في زمن توقع الراحل الجميل جلال عامر أن يكتب القوانين فيه "تومرجي"!
شعرت أنني أواجه مشكلة حقيقية.. فمن يضمن لي ألا يفلت مني مثلا شعبيا، يرى فيه البعض خروجا عن الآداب العامة..على الرغم من أن الأمثال الشعبية، والنكات، كانت دائما دليلا يبرهن به علماء التاريخ والاجتماع والنفس واللغويات على عظمة وعراقة هذا الشعب، وثراء تراثه المعرفي واللغوي.
عجزت طوال أسبوعين عن أن أحذف من كلامي أمثالا شعبية تقفزعلى لساني، أمام مواقف مسئولين ابتلانا بهم القدر، في زمان لم يكن على البال ولا الخاطر. واكتشفت أننا في أغلب الاحوال نتحدث بتلقائية، ولا نبذل جهدا كبيرا في انتقاء الأمثال التي تتردد تلقائيا على ألسنة المصريين في مختلف المناسبات وعلى اختلاف مستوياتهم الاجتماعية أوالتعليمية أو الثقافية.
تذكرت عندما خرج علينا رئيس الوزراء يهتف بإباء وشمم "مصر لن تركع"! في إشارة إلى ضغوط يمارسها السادة في البيت الأبيض، لكن "مصر لن تركع"!..ولاتكاد تمر أيام، حتى نسمع عن طائرة تخترق المجال الجوي وتهبط في مطار القاهرة من دون إذن وبلا اي اعتبار لسيادة، ولا تمر ساعات حتى تقلع الطائرة وعلى متنها أفراد، كان المفترض أنهم تحت وصاية قضاء درجنا على تسميته بالشامخ..وجدت نفسي أردد " أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك استعجب".. وسرعان ماعدت لأراجع الكلمات والحروف حتى أطمئن أن المثل لا يتضمن ما يدفع عشرات الآلاف من المواطنين إلى تقديم بلاغات تطالب بإحالتي للمحاكمة بتهمة أنني أستعجب من أمور الكبار وأشكك في صدقهم. حيث أن البعض في بلادنا لا يهتز له جفن وهو يتابع استشهاد الشباب وهتك أعراض البنات والسيدات، لكنه يهب غاضبا عندما يستشعر التطاول على مقام "الكبار"، باعتباره نقصان في الأدب.. وهو أمر طبيعي، لأن العبد ينتفض ويثور عندما تمس مشاعر سيده، لكنه لا يكترث عندما يقتل أخوه أو ينتهك عرض أخته أو يبول عبد آخر فوق رأسه. المهم هو التأدب في حضرة الكبار، الذي صار فجأة الهم الأقدس لمواطنين، تتضاءل إلى جواره الهموم البسيطة مثل العيش والحرية والكرامة الإنسانية،وحقوق الشهداء، وما إلى ذلك من سفاسف الأمور! وهنا يلح علي المثل: "قال له يابني لما تشوف دم اخواتك سايح على الأرض، ولحم بناتك متعري، وتليفزيونات العالم تنقل إشارات بذيئة يوجهها الجنود إليك وإلى أهلك، و يبول على رأسك تحت سمع وبصر قادتهم.. تعالى في الهايفة واتصدر"!
تذكرت أيضا "الكبار" وهم يقيمون الدنيا ويقعدونها في محاولة لوصم الثورة بأنها مؤامرة نفذها شباب ممولون من الخارج بغرض تخريب البلاد.. وما قاله هؤلاء الكبار عن عناصر 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والجماعات الحقوقية. ثم يكتشف "الكبار" أنهم ورطوا أنفسهم في إثارة زوبعة كاذبة ، انقلب معها السحر على الساحر وتأكد كذبهم للجميع. خاصة وأن كثيرين من هؤلاء الكبار يتلقون نصيبا من المعونات القادمة من خارج الحدود. وهنا، يدور في بالي مثل شعبي أعرفه، كما تعرفونه جميعا، لكنني لن أكتبه حتى لا يزايد من يستخدمونه ليل نهار (نعم.. هو بالضبط ما ورد إلى ذهنك وأنت تقرأ) لكنني سأستخدم مثلا عربيا فصيحا يقول "رمتني بدائها وانسلت"!
ترد على ذهني أيضا صور كبار يرتدون مسوح التقوى والورع، ويصورون أنفسهم باعتبارهم المتحدث الرسمي باسم الله، و شاهدنا رموزا منهم يحلفون كذبا على شاشات التليفزيون، وبعضهم (أكرر، بعضهم) ثبت اقترافه جريمة الكذب عمدا ومع سبق الإصرار والترصد.. مع أن أقلنا معرفة بالدين يعلم جيدًا أن الكذب من الكبائر. فهل أتجاوز أصول اللياقة عندما أردد "من برة هالله هالله ..ومن جوة يعلم الله"؟
ويمر بخاطري عدد من المتلونين في الإعلام والسياسة، الآكلين على جميع الموائد. وطالما حفلت مقالات بعضهم بالكثير من "مسح الجوخ" للمخلوع وابنه المحروس، وزخرت مواقع الانترنت بلقطات له محنيًا أمام سادته أو مقبلا أيديهم. لكنه لا يخجل من أن يصرخ شاكيا: "الثورة بتتسرق"! محاولا إلصاق نفسه بثورة ناصبها العداء حتى يوم رحيل المخلوع، واتهام من واجهوا الموت ـ وكانوا معرضين لنهاية مخيفة لو استمر المخلوع في الحكم حتى نهاية ولايته، كما كان ينصح المتلونون ـ بمحاولة سرقة الثورة! هل من سوء الأدب هنا أن أستخدم المثل القائل بأن "ديل.... لا ينعدل ولو علقوا فيه قالب"؟
خلاصة القول، أنني صرت أتمنى أن يتعطف علينا "الكبار" فورا بإصدار دليل ممهور بتوقيعهم الشريف يحدد الأمثال الشعبية المسموح بتداولها.. وتلك الممنوعة.. ونكون شاكرين، إذا تفضلوا بتحديد المثل العسكري المناسب لكل رتبة عسكرية أومستوى وظيفي أوطبقي حتى نكون في مأمن ونحن نعبر عن أفكارنا. وحتى يجدوا وقتا لمتابعة القضايا الثانوية المتعلقة بتسليم السلطة وإعداد الدستور، وما إلى ذلك من أمور.. وهنا، أتوقف لأن المثل الذي ورد إلى ذهني يتعلق بموت كائن من مخلوقات الله على مايجيله العليق!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتى -خالد-.. حارس الأمل
- قلة أدب
- سلطان العلماء وفقهاء السلاطين
- حبال الكذب
- فرق تسد
- لا تزايدوا عليهم
- الرهان الرابح
- لعله صباح ديمقراطي
- عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم
- كنيسة قصر الدوبارة
- رجَّع راسك فوق
- الكاذبون!
- عبقرية صناعة الأعداء
- خالد.. بشارة الفجر
- ذكاء هنا.. وأخطاء هناك
- جدع يا باشا!
- إلا شباب الثورة!
- مشاركة القوى اليسارية في الربيع العربي
- أي علاء!.. وأي أم علاء!
- ضابط ابن ناس


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - على رأي المثل!