ألا خسئتم ياهيئة الحج والعمرة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 09:19
المحور: كتابات ساخرة
    

افترض وبحسن نية ان رجال الدين المسؤولين عن تنظيم رحلات الحج الى الاراضي المقدسة وما يصاحبها من تنظيم وتعريف ورعاية وعلاج لهم درجة ارفع من غيرهم فهم يتولون شأن المسلمين في اداء مناسك الحج والعمرة وهي الفريضة على كل مسلم من استطاع اليها سبيلا.
وهؤلاء الرجال،اقصد رجال هيئة الحج والعمرة، قد بلغوا شأنا من التقوى قد لا يوجد عند معظم رجال الدين الاخرين ولكن ان ينقادوا الى من انقاد اليه غيرهم في تيار الفساد والغش والمراوغة فهذا لعمري منتهى الاستهانة بالمسلمين ومناسكهم.
هيئة الحج والعمرة العراقية فعلت ذلك.
لابد من القول قبل ذلك ان السنة الماضية شهدت تجارة لامثيل لها في كل بلدان المسلمين فبعد ان جرت القرعة لاختيار اسماء الحجاج المرشحين للحج (وكأننا نلعب في تذاكراليانصيب) قامت الدنيا ولم تقعد حين طالب اعضاء البرطمان ومن لف لفهم ان يستثنوا من هذه القرعة رغم ان العديد منهم قد حجّ اكثر من مرة وقال الناس في حينها ان هؤلاء بلغوا من الايمان شأوا كبيرا وعسى ان يهديهم الله الى سواء السبيل. ولكن اتضح ان ذلك الاصرار الاستثنائي ليس له علاقة بالايمان ولا بالهداية ولا هم يحزنون بل كانت النية مبيتة لمخطط بيع هذه التذاكر في السوق السوداء( هي بقت على قشمرة الله) وفعلا تم بيعها وكانت الارباح غزيرة والحمد لهت.
ولم يعلق احد المسؤولين في هذه الهيئة،كالعادة، على هذه الفوضى بل ترك او تركوا الامور انطلاقا من شعار(هم واه ينجازون).
وكأنما تنبه اعضاء هذه الهيئة او بعضهم مؤخرا الى انهم محرومون من كعكة العراق التي تقضم منذ سنوات كما يقضم الفأر قطعة الجبن.. اذن لماذا لا يشاركون في حفل القضم ولكن تحت ستار ديني كما يفعل بعض الاخرين.
وهكذا كان...
لنقرأ التالي وهو خبر طازج ظهر ليلة امس في وسائل الاعلام العراقية:
(كشفت لجنة الخدمات والأعمار البرلمانية، عن تشكيلها لجنة تحقيقية بشان بيع طائرات عائدة الى هيئة الحج والعمرة الى شركة الخطوط الجوية غير صالحة الاستعمال.
وقالت النائب عن اللجنة سهاد العبيدي ان" رئاسة البرلمان وافقت على تشكيل لجنة تحقيقة من قبل لجنة الخدمات والأعمار للتحقيق في مخالفات هيئة الحج والعمرة بشان ممارسة ضغوطها على وزارة النقل لشراء طائرات عائدة لها وبيعها الى شركة الخطوط الجوية العراقية ".
وأوضحت العبيدي النائبة عن ائتلاف العراقية إن" إلية شراء الطائرات من قبل هيئة الحج والعمرة لم تعتمد الأسس الإدارية والتقنية والقانونية"، مشيرة الى انه "كان من المفترض بأي شركة تمتلك مثل هكذا طائرات ان تكون هناك لجنة فنية تقييم مدى صلاحية الطائرات للعمل وكذلك لجنة مالية لتقويم أسعار". وبينت إن "عمل هيئة الحج والعمرة هو لتسيير الحجاج والمعتمرين إلى الديار المقدسة لا إن تقوم بشراء طائرات يفوق سعرها الحقيقي المطروح في سوق العراق ،وبالتالي فان قيامها بشراء هذه الطائرات غير صالحة الاستخدام يعد مخالفة لان ذلك هو من اختصاص الناقل الوطني وهو الخطوط الجوية العراقية".
عجيب امور غريب قضية.. هيئة لتنظيم امور حج المسلمين تشتري طائرات خاصة بها؟
لنضع النقاط على الحروف ونسجل:
1- كيف تمت الموافقة على شراء هذه الطائرات ومن هي الجهة التي خولت لهم هذه الصفقة وما هو مصدرها؟
2- اسطول الطائرات يعني بالبديهة وجود طيارين ومهندسي صيانة وعمال نقل بمعنى وجود خدمات متكاملة تقدمها ادارات المطار لقاء اجور معينة بشرط ان تكون هذه الخطوط مسجلة رسميا في منظمة الطيران العالمية(ايكاو)؟
3- هذا الاسطول يحتاج الى ادارة متخصصة ومديرا يتمتع بخبرة استثمارية تتيح له ان يغطي بعض المصروفات،وهي باهضة،التي يتطلبها الاسطول والعاملين فيه.
4- كيف يمكن لشركة الخطوط الجوية العراقية ان تسكت على هذا الخرق وهي الناقل الوطني للدولة(أي دولة عيني) والكل يعلم ان رجال الدين هؤلاء ليس لهم اي علاقة لا بالطائرات ولا بالطيارين.
ماعلينا..
طائرات (الحج) غير صالحة للاستعمال بمعنى انها صارت خردة ولايمكنها الطيران الى مكة بعد الان .. وهكذا كان حين تبرع احد المسؤولين في هذه الهيئة للضغط على وزارة النقل لشرائها حتى ولوكانت آيلة للسقوط.
كيف يحدث هذا في بلد يقولون انه يحبو نحو الديمقراطية والشفافية.
قبلنا بكل سرقاتهم ام ان يتاجرون مع اهحج وبأسمه فذلك منتهى الحقارة.
فاصل طيراني ولكنه لايطير:اكد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الفياض على ان تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط مخالفة دستورية وان البرلمان مسؤول عن تحديده (عجيبة رقم 1).
قال ايضا(وارجوكم فسروا لي قوله لاني معتق بالغباء)" ان البرلمان المسؤول الاول عن تحديد ولاية رئيس الوزراء لانه بالامكان تعديل الدستور، داعيا الكتل كافة الى اعادة مواقفهم واعطاء الحق في ذلك لضمان حقوق المواطنين" عجيبة رقم 2.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل