أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن محمد طوالبه - السودان والسياسات العرجاء للسلطة














المزيد.....

السودان والسياسات العرجاء للسلطة


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 12:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كم كانت فرحتنا كبيرة عندما وقع السودان اتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية في جنوب السودان , لان الاتفاق اوقف نزيف الدم الذي مضى عليه عشرين سنة , في حرب داخلية بين ابناء الشعب السوداني المتعدد الاعراق والاديان , وكان الامل ان يستريح الشعب السوداني من ويلات الحرب , ويتفرغ لعمليات البناء والنهضة , واستثمار موارد السودان الكبيرة الزراعية والمعدنية ومنها النفط في المناطق المتنازع عليها . وكان من اخطر نقاط اتفاق نيفاشا هو " حق تقرير المصير " لشعب جنوب السودان . لانه بات في حكم المؤكد ان اي شعب اواقلية تضطهد من الحاكم تمني النفس بالانفصال عن عن هذا الحاكم عندما تلوح اول فرصة لتحقيق هذا الهدف .
فرح السودانيون ايضا واقاموا الاحتفالات عقب توقيع ذاك الاتفاق , وظهر الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونائبه ( جون جرنق ) الذي مات في حادث تحطم طائرته , وخلفه (سلفا كير ) , ومنذ الايام الاولى والسلطة الجنوبية تعد العدة ليوم الاستفتاء على حق تقرير المصير , واعلان الاستقلال الذي تحقق في شهر تموز من العام الفائت 2011 .
مضت خمس سنوات على الاتفاق وحكم الشراكة مع الحركة الشعبية في جنوب السودان , ولم يتمكن الحكم السوداني من حسم القضايا العالقة بين الطرفيين , رغم علم الجميع ان الجنوبيين سوف يختارون الانفصال عندما يتحقق الاستفتاء . لم يتمكن الرئيس البشير واركان حكمه ان يحلوا قضايا النفط العالقة , ولا قضايا السكان من كلا الطرفين الذين يعيشون في الشمال وهم من الجنوب , او الشماليين الذين يعيشون في الجنوب . ولم يحلوا مسألة المناطق المتداخلة بين البلدين المستقلين .
الخطير في الامر ان الاستقلال تحقق للجنوبيين , وباركته السلطة في الشمال , وتبادل زعماء البلدين الزيارات , والتقطا الصور التذكارية في اشارة على حسن العلاقات بين البلدين , ولكن هذه المظاهر الشكلية سرعان ما انتهت " وذاب الثلج وبان الذي تحته " . واخذت الاطماع تراود كل طرف , وتسعى قوات الطرفين العسكرية لفرض الامر الواقع على الارض , وخاصة فوق الاراضي الغنية بالنفط في ( ابين ) ومنطقة النيل الابيض .
الاخطر من هذا القرارات الاخيرة التي اتخذها البرلمان السوداني " باعتبار جنوب السودان عدوا للسودان " , وتبعه تصريح الرئيس السوداني عمر البشير وعزمه " على تحرير جنوب السودان من الحركة الشعبية " . واذا كانت الحكومات السودانية المتعاقبة وطوال عشرين سنة من القتال , لم تتمكن من القضاء على الحركة الشعبية عندما كانت حركة متمردة في حكم القانون الدولي , لانها تقاتل الحكومة المركزية المعترف بها دوليا , وعندما كانت محدودة الامكانيات العسكرية .. فكيف سيتم القضاء على الحركة الشعبية اليوم وهي تمثل دولة معترف بها عالميا ومدعومة من دول كبرى مثل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ؟؟ . ان مجرد دخول القوات السودانية الى ارض الجنوب سيعد اعتداء على بلد مستقل ذو سيادة , وعندها سيتصرف مجلس الامن وفق ميثاق الامم المتحدة في المادتين 39 و42 من الفصل السابع الملزم , وقد يدفع المجلس بقوات دولية وفق " نظام الامن الجماعي " لحماية جنوب السودان . وعندها هل يتمكن الجيش السوداني من مجابهة اية قوة دولية ؟ .
ان اعلان البشير تحرير الجنوب كان مقبولا قبل توقيع اتفاق نيفاشا , ولكن الحرب طالت ولم تتمكن القوات السودانية النظامية من حسم المعركة لصالحها , كما أن الحكم السوداني لم يتمكن من حسم القضايا العالقة بين الطرفين بعد الاتفاق . وهذه نقاط تؤشر تخبط النظام السوداني في سياسته الداخلية , وعدم اشراكه القوى السياسية الفاعلة في الحكم , او في حل القضايا المصيرية . ولو فعلها قبل اتفاق نيفاشا لكان كل الحق معه , كما كان الحال عندما حسم علي عبدالله صالح الموقف بالحفاظ على على وحدة الشمال اليمني مع الجنوب , وطرد قوات الجبهة القومية من البلاد . وهذا الدرس كفيل بان يتعظ به كل القوى والقوميات في الوطن العربي التي تفكر بالانفصال , وان تحسم كل القضايا العالقة مع دولة المركز .
الحرب مشتعلة في المناطق المتنازع عليها , وكل طرف يدعي الحق في عمله العسكري , لان قيادة كل طرف تعبئ بالاتجاه الذي يحقق طموحاتها في السيطرة على الثروات . وكم من الدماء سوف تسيل , ولن تحل المشكلات بين الطرفين , وسوف تتدخل القوى الدولية لوقف الحرب , ويتم توقيع اتفاقيات جديدة دون ايجاد حلول ناجعة لكل القضايا . والخاسر هو الشعب السوداني في الشمال والجنوب .



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية -
- شاهد عيان من مخيم ليبرتي
- هجوم معاكس للمفسدين
- نزع السلاح حق الامم والشعوب في السلام
- المصالحة الفلسطينية الجديدة هل ترى النور ؟
- روسيا تجدف عكس التيار
- فرصة الغرب في الربيع العربي
- تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن محمد طوالبه - السودان والسياسات العرجاء للسلطة