أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حسن محمد طوالبه - هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟















المزيد.....

هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 19:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


العنف موجود في حياة البشر منذ بدء الخليقة ,ولكن الرسالات السماوية حظت البشر على اتباع منهج السلام , ونبذ العنف بكل انواعه . ودون الخوض في المعاني الاكاديمية للعنف , نعرفه " بأنه الاستخدام الفعلي للقوة المادية , ويهدف الى الحاق الاذى والضرر بالاشخاص واتلاف الممتلكات .وقد يكون هدفه تحدي سلطة ما , كأن تكون سلطة الدولة , او المنشأة او المدرسة او الجامعة ."
العنف نقيض الهدوء , والعنيف نقيض الهادئ , ويشمل العنف كافة الاعمال التي تستخدم فيها القوة او القهر او القسر او الاكراه بوجه عام . مثل اعمال الهدم والاتلاف والتدمير والتخريب , وكذلك اعمال الفتك والتعذيب ,وهذا يعني ان العنف مادي ومعنوي , وقد يكون فردي او جماعي ينزله الانسان بالانسان .
ظاهرة العنف الطلابي او المدرسي او الجامعي , ظاهرة عامة في بلدان العالم , وليست محصورة في الاردن . وما يميز العنف الطلابي في بلدنا انه عنف مزدوج , عنف داخلي في اطار الطلاب انفسهم , اي داخل حرم المدرسة او الجامعة بين الطلبة انفسهم , او بين الطلبة والمعلمين , وعنف مساند من الخارج الى الداخل, اي من قبل الاهالي والاقارب دفاعا عن ابنائهم واقاربهم , او من مجموعة من البالغين من اصدقاء الطلبة , وسببه التواصل العشائري بين الداخل والخارج .اذ يمتد الصراع من المدرسة الى الشارع في القرية والمدينة .وهذا ما يهيج المواطنيين من العشائر المختلفة ويدفعها الى عنف اكثر حدة من العنف الطلابي , حيث تستخدم فيه الالات الحادة والاسلحة النارية .
اسباب العنف الطلابي :
1 .المجتمع الابوي السلطوي .. لابد ان نعترف ان مجتمعنا ما زال مجتمعا ذكوريا وابويا وسلطويا , رغم كل مظاهر التقدم التي حصلت بمنح المرأة حقوقها , وما لمنظمات المجتمع المدني من دور في الدفاع عن حقوق المرأة . فما زال العنف ضد المرأة والطفل موجودا , ويتم التستر عليه بحكم العادات والاعراف والتقاليد السائدة في المجتمع التي تمنح الرجل السلطة المطلقة في البيت . وعندما يحصل العنف من الاب ضد ابنه فانه يتصرف بردة فعل داخل مدرسته , قد يكون عنفه ضد زملائه او ضد معلميه , او ضد منشأت مدرسته .
2 .الدافع التحصيلي .. اي ان التقدير من الاب والاهل عموما للابن الناجح الذي يحصل على اعلى الدرجات في صفه , ويتميز على اقرانه , فيما ينصب اللوم والتعنيف على الابن الفاشل الذي لا يحصل على علامات عالية في صفه .فهذا الطالب الفاشل او غير المتميز يعوض فشله او نقصه بالعنف ضد زملائه في الصف او في المدرسة او ضد اخوانه في البيت , وينصب الغضب والحقد والعنف على زملائه الناجحين والمتميزين , ان هذا العنف ات نتيجة المنافسة غير الشريفة ومن الغيرة والحسد .
3 . الدافع الثالث هو النظام المدرسي .. الذي يتمثل في المعلمين والمرشدين والاداريين . وعندما يكثر التغيير في هذه المواقع يخلق حالة من عدم تقبل الطلبة لهذا التغيير . لايعني ان الثبات والديمومة دائما يكون صحيحا , اذ ان التغيير في بعض الحالات يكون ضروريا , عندما يكون المعلم مقصرا في عمله , ويكون الاداري مهملا في تطبيق القوانين المدرسية بالعدل والانصاف . وفي كثير من الاحيان يحصل التغيير دون علم الطلبة او شرح الاسباب الدافعة لهذا التغيير .
4 . دافع الواجبات المدرسية التي تفوق قدرات الطلبة .. من المتعارف عليه ان الطالب الناجح الذي يحصل على علامات عالية , يكون راضيا عن نفسه , ومطمئن البال وهادئ الطباع , وبعيد عن العنف . اما الطالب الفاشل او الذي لم يحصل على درجات عاليه يكون غير راض عن نفسه , ومتوتر الاعصاب وميال الى العنف لكي يعبر عن عدم رضاه عن المعلم وعن المدرسة بعامة .
ابرز سمات الطلاب الميالين الى العنف :
1 .يتسم سلوكهم بعدم المبالاة , ولديهم مخاوف غير مبررة , ولديهم مشكلات انضباطية في الدوام والدخول الى الصف , عدم القدرة على التمييزوعدم القدرة على التركيز , تشتت الانتباه , الميل الى السرقة والكذب , وتحطيم الاثاث او اشعال النار فيه .
2 .على مستوى التعليم .. هبوط في مستوى تحصيلهم , غياب متكرر , تأخر عن مواعيد الدوام الصباحي , عدم المشاركة في الانشطة المدرسية , بل قد يسعى الى افشالها . وفي النهاية يتسربون من المدرسة .
3 . على المستوى الاجتماعي .. يظهر عليهم الانعزال عن الناس وقطع العلاقة معهم , وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية , بل كثرة انماط السلوك العدائي مع الاخرين .
4 . على المستوى النفسي .. انعدام الثقة بالنفس , فالثقة تعني " بداية الشوط " اما الاحباط فيعني " انتهاء الشوط " , يرافقه اكتئاب , نزعة هجومية , توتر عصبي , مازوخية تجلد الذات , شعور بالخوف , عدم الاستقرار .
نحو سبل لعلاج ظاهرة العنف الطلابي :
1 .الطلاب الذين يميلون الى العنف هم في سن المراهقة , ولديهم طاقات كبيرة يمكن صرف هذه الطاقات في رياضات مفيدة متنوعة , والرياضات المفيدة بحاجة الى توجيه من معلمين مختصين , ولكن الملاحظ ان حصة الرياضة حصة ثانوية , لا تعيرها اكثر المدارس الاهتمام المطلوب , بل تعد من الحصص الزائدة , وتوضع في المرتبة الاخيرة من حيث الترتيب الزمني , يحيث يسمح للطلبة بالخروج الى بيوتهم , او يتم استعارتها من معلمي المتطلبات العلمية مثل الرياضيات والهندسة او العلوم العامة .
2 . تفعيل دور اسرة الصف التي تشرف على نظافة الصف , وعلى الهدوء وتهدئة زملائهم المشاغبين , واستيعابهم بالمودة والحب , واشراكهم في الفعاليات والانشطة المدرسية , والعناية بالمكتبة الصفية , وتشجيع القراءة والمطالعة . ولابد من اعتماد حصة دراسية خاصة بعرض الكتب غير المنهجية من قبل الطلبة , ومنح جوائز للمتميزين .
3 . عناية المعلمين بالتربية واعتبارها جزءا من الواجبات المدرسية , وتحصين الطلبة بالايمان والحب والتسامح , وتغليب العقل على نزعات النفس والهوى . ولكن للاسف يعتني المعلمون بالمادة المقررة فقط , لانهم يعرفون ان وزارة التربية تحاسبهم على اتمام المناهج ولا غير .
4 . العمل على تجاوز اسلوب التلقين المتبع , الى اساليب تنسجم مع تطور وسائل الاتصالات , واستخدام وسائل الايضاح , وحث الطلبة على الحوار والسؤال .
5 .حث ادارات المدارس على تعاون اولي أمر الطلاب معها , وتفعيل دور المرشد الاجتماعي , في حل المشكلات التي تعترض ابنائهم الطلبة , بالاتصال معهم بالهاتف والايميل والرسائل المكتوبة , ومن خلال الاجتماعات الدرورية التي تعقد معهم .ومن المفيد ان يتواصل المرشد مع زملاءه المعلمين للاستفسار عن الطلبة الكسالى او المشاغبين , ومحاولة اصلاحهم .
6 . تفعيل القوانين المدرسية ازاء الطلبة الذين يميلون الى العنف ,عندما يتمادون في استخدام العنف ضد زملائهم او ضد معلميهم .



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حسن محمد طوالبه - هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟