أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد طوالبه - رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )















المزيد.....

رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 00:12
المحور: حقوق الانسان
    


يخترق الاسوار , ويطير عبر الفضاءات , ويصل الى اسماع مناصري الحق والحرية والعدل , هما اغلقت الابواب على المعتقلين فان صوت الحمق المنادي بالحرية فاصوات المناضلين في كل مكان سمعناها من فلسطين ومن جنوب افريقيا ومن العراق ومن مصر , سمعنا شعر محمود درويش وشعر احمد فؤاد نجم , وسمعنا نداء الحرية من نلسن مانديلا , وصوت الحق والجرأة من صدام حسين . فليس صعبا ان يصدح صوت مناضلي مجاهدي خلق المحاصرين منذ سنوات من قبل اعداء الحرية .
لقد انتصر الاحرار في العالم وفي الوطن العربي لكل اصوات المناضلين المطالبين بالحرية , وكما وقفنا مع من ذكرناهم أنفا , نقف اليوم مع مناضلي مجاهدي خلق المعارضة , الذين وقفوا ضد الديكتاتورية الدينية من ملالي ايران , الذين اضطهدوا الناس باسم الدين وباسم " ولاية الفقيه " ,التي ليست الا تعبيرا بشعا عن السلطة الفردية المتمركزة بيد شخص واحد يدعي انه " نائب الامام الغائب " . نقف مع من يريدون الحرية لكل ابناء الشعوب الايرانية , وتحقيق العدالة للجميع , دونما تمييز على اساس العرق او المذهب او الطائفة . انها وقفة مع الانسانية مع الحرية ومع انصارها المعارضين لكل اشكال التسلط والظلم .
مصادرة الرأي :
كم هو بشع ان يضطر الشباب ان يهجروا بلدانهم بسبب اراءهم السياسية , ويصبحوا لاجئين في ديار الاغتراب , يبتعدون عن الاهل والاصدقاء وعن التراب الذي نشأؤا وهم يستنشقون رائحته الشجية . واذكر في عقد ثمانينات القرن الماضي , وخلال احدى زياراتي الى باريس , انني وقفت امام رسام ( بورتريت ) وعرفت انه استاذ جامعي ايراني هرب من بطش نظام خميني انذاك الذي وقف ضد الفن والفنانين , وشرح لي معاناته جراء الهجرة القسرية من بلده , وتشردة وسهره من اجل لقمة الخبز له ولعياله .
الشباب الذين اضطرهم نظام الملالي الى الهجرة القسرية , وخاصة شباب المجاهدين , تركوا كل امانيهم الشخصية من اجل هدف واحد , هو الوطن هو الحرية هو العدالة . وقد وردتني اربع رسائل من شباب مخيم أشرف الذي عاشوا فيه سنوات طوال , واليوم صاروا من سكان مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد , والذي كان بالاساس مهجعا لقوات الجيش الامريكي الغازي لارض العراق , ولا يحمل من الحرية الا الاسم فقط .
الشاب ( علي كريمي ) الذي صار على ابواب الاربعين سنة من عمره ,ترك دراسته في الجامعة بسبب اشتراكه في مظاهرة شعبية في ( كرمنشاه ) الكردية غرب ايران , بسبب مظاهرة سلمية سمحت بها كل دساتير العالم الحر , عاش الشاب في صراع مع الذات , من هو الصحيح , من يطالب بالحرية , ام من يقمع المطالبين بها ؟ . واخيرا حسم امره , في ان الحرية هي قدر الامم والشعوب , ولا حياة بدون حرية , ونستذكر مقولة عمر ابن الخطاب " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " . واخيرا وجد ضالته في منظمة مجاهدي خلق المعارضة فالتحق بها , ووجد كل ترحيب بالشاب الذي ينشد الحرية لنفسه وبلده . وكل طموحه ان يكون ضمن الشباب الذين يصنعون المجد لبلدهم , وان يحرروا الشعب من الظلم والاستعباد مهما كان الثمن , ومن اجل هذا الهدف يتعهد بأن يفدي وطنه بدمه وروحه .
مصادرة كتب العربية :
ان مشكلة علي كريمي هي انه تعهد بان يدرس مادة اللغة العربية لمن لا يجيدها من اخوانه الاشرفيين , وقد فتح صفوفا لهذه الغاية , واقتنى مكتبة تساعدة في مهمته التدريسية , ولكن عندما ارغم على الرحيل من مخيمه ( اشرف ) قسرا الى مخيم ( ليبرتي ) لم تسمح له القوات العراقية المسؤلة عن ترحيلهم بأخذ الكتب المنهجية التي يحتاجها في تدريس اللغة العربية . يالها من سخرية , فبدلا من تشجيعهم على تعلم لغة القرأن الكريم يحرمونهم من نعمة فهم معاني الايات البينات التي انزلها الله تعالى على عباده الذين ارتضوا ان يكونوا مسلمين . وكما منعوا رفيق دربه الشاعر احسان رحماني من قبل ان يصطحب معه كتبه واشرطة الكاسيت والديسكات التي تضم اشعاره وروحه , فان الجهلة الحاقدين على العرب والعروبة يمنعون علي كريمي من اصطحاب كتب اللغة العربية معه الى معتقل ليبرتي .
انك يا علي على حق عندما تقول " ان سنن الكون ثابتة , ونتعلم ان من يضرب شعبه , ويعتقل شبابه , ويستبيح اعراضه , ويسرق بلده , هو خائن , وان مصيره الى السقوط والزوال " , واني اشاطرك الرأي ان النصر أت " , وان الشعوب دائما على حق , مهما علا صوت الحكام المبحوح .
لا تنس من يطلبون السلام :
الرسالة الثانية فهي من الشاعر احسان رحماني الذي سبق ان اشتكى للرأي العام من مصادرة روحه ومشاعره واحاسيسه , اشتكى من مصادرة دواوين شعره وقصائده المنسوخة على اشرطة الديسك والسي ديه , فهو اليوم يستذكر اشعار محمود درويش التي كان يطالب الاحرا ان لا ينسوا من يطالبون بالسلام وبالحرية . اقول لك يا احسان ان الاحرار لن ينسوا كل المناضلين من اجل الحرية والكرامة في اي مكان من العالم , فكيف ننساكم وانتم عانيتم كل انماط الظلم والقهر على ايدي الجلادين الذين علقوا رفاقكم على اعواد المشانق واعمدة الكهرباء .
نعم ان الكلمات تخرق الحصار , وكلماتكم هي التي اخترقت الجدران الاسمنتية العالية , رغم حصار عسس السلطان الجائر , كما ان كلماتنا وصلتكم وانتم في مخيماتكم او بالاحرى في معتقلاتكم رغم الحصار .
نعم ان صوتكم لن يخمد ما دامت الدماء تجري في عروقكم , وما دامت ضمائركم حية متدفقة تواقة للحرية والانعتاق . وان صوتكم صار مسموعا في معظم انحاء العالم الحر , وهو اقوى من صوت الطغاة المبحوح الذي يريد ان يقلب الحقائق , ويحول الضحية الى جلاد . ان الشمس لا تغطى بغربال , وشمس الحرية ساطعة , وانتم الرجال المضحين ستنالونها في قادم الايام , لان الليل لابد ان ينجلي , ولابد للقيد ان ينكسر كما بشر بذلك شاعر الحرية ابو القاسم الشابي .
الموسيقى سلاح ضد الظلاميين :
الرسالة الثالثة من المناضل موسى ممارزاده صديق الشاعر احسان من عشر سنوات في مخيم اشرف , تعلم اللغة العربية على ايدي اساتذة عراقيين اثناء وجوده في مخيم اشرف , وانه يشكر الله على هذه النعمة , لانه صار بمقدوره ان يتواصل مع الاحرار العرب باللغة العربية .
لقد ودع شقيقه روربه الذي ما زال في مخيم اشرف , وهو موسيقي ومغني , سلاحه العود والكمان والسنطور , وحنجرته هي الصوت المدوي بكل معاني الحب والاخاء والحرية , شعاره الغناء الذي يعاقب عليه الملالي بالسجن والنفي والافقار . ولابد ان يتذكر روربه كيف فعل الشعر والموسيقى في اذكاء المشاعر والهاب الحماسة من اجل الثورة , وكيف كان للشاعر احمد فؤاد نجم وزميله شيخ امام دور في تأليب الناس ضد عمالة حكام مصر الذين غيبوا دور مصر التاريخي في الصراع العربي ـ الصهيوني , وارتضوا لانفسهم دور العمالة للاجنبي المستعمر .
سنصمد حتى النهاية :
سنصمد حتى النهاية , تلك هي الكلمات الاخيرة للشابة ( صبا ) شقيقة الشاب علي عمادي صاحب الرسالة الرابعة . واذا كانت تلك اخر كلمات الشهيدة هي الصمود . فمن الحري ان يصمد المناضلون الشباب حتى يتحقق النصر . بوركت يا علي لانك تعلمت اللغة العربية واجدت , والشكر لمن علمك اياها , وهنيئا لمن قرأ القران بلغته , وفهم معانيه وعمل بها .
رسائل حب وسلام :
انها رسائل تعبر عن اسمى معاني الحب والسلام والاخاء , انها كلمات الشعر وعزف الموسيقى وعذب الالحان , فمن يعادي الروح فهو عدو الدين . ليس للاشرفيين من مطالب الا الاحتفاظ بكرامتهم في بلد ما عرف الا بالكرم واغاثة الملهوف , بلد الحضارات والفن والشعر , ولكن اتباع الملالي الظلاميين في طهران هم من يعادون هذه القيم الاصيلة التي يتحلى بها شعب العراق العظيم . فهؤلاء الذين ينعقون كالغربان , ويصادرون الثقافة والموسيقى هم الذين سيلفظهم التاريخ , ويسجلون اسوأ الصفحات فيه .
ما يريده الاشرفيون ممن نقلوا الى ( ليبرتي ) قسرا يريدون الكرامة والعيش الامن فقط . لايريدون مراقبة العسس المنتشرين بين جنبات المخيم الجديد , وان ينفذ الاتفاق الموقع مع الامم المتحدة , القاضي بان يكون مكان الجنود خارج المخيم لا داخله . وان توفر الخدمات الاساسية للعيش الكريم مثل الماء والنظافة والامان واحترام كرامة الانسان .



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية -
- شاهد عيان من مخيم ليبرتي
- هجوم معاكس للمفسدين
- نزع السلاح حق الامم والشعوب في السلام
- المصالحة الفلسطينية الجديدة هل ترى النور ؟
- روسيا تجدف عكس التيار
- فرصة الغرب في الربيع العربي
- تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




- القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال ...
- الدفاع السورية: اشتباكات بحرية في عملية تستهدف مراكب تهريب ا ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ترد على تقرير كاذب بشأن موقع نو ...
- حلم الطرف الصناعي الذي قد يعيد لي الحياة
- القدس.. إسرائيل تغلق مدارس الأونروا
- العفو الدولية تحذر من -ضياع جيل- في ميانمار بسبب غياب تمويل ...
- العفو الدولية تتهم الإمارات بتزويد -الدعم السريع- السودانية ...
- السعودية.. إعدام 3 مواطنين والكشف عن جرائمهم
- الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب ال ...
- سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد طوالبه - رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )