أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - فرصة الغرب في الربيع العربي














المزيد.....

فرصة الغرب في الربيع العربي


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 15:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


سبق ان وصفت موقف الدول الغربية من ما سمي بالربيع العربي , بأنه موقف انتهازي , وموقف فيه كثير من النفاق , كما انه موقف ليس صادقا في نواياه ابدا .
ومما يلفت الانظار هو ان الدوائر الغربية البحثية والسياسية لاتخفي خططها ازاء الاخرين , فعندما انهار الاتحاد السوفيتي , وانتهت مدة الحرب الباردة , ومعها القطبية الثنائية , اعلنت الادارة الامريكية ان القرن الحادي والعشرين سيكون قرنا امريكيا , وان النظام الدولي هو نظام احادي القطبية . وعندما عينت ( كونداليزا رايس ) وزيرة للخارجية الامريكية في عهد بوش الابن , واثناء استماع الكونغرس الامريكي لافادتها حول مهمتها المقبلة في " الشرق الاوسط " , لمنحها الثقة في منصبها الجديد قالت " من مهماتي انهاء حلفائنا او التخلص منهم , لان دورهم قد انتهى " , وهذا ما حصل في تخلي الادارة الامريكية عن هؤلاء الحلفاء بسرعة , وهذا يعني ان الغرب لا يعرف اي معنى للصداقة بينهم وبين الدول الاخرى وخاصة في عالم الجنوب , ولا يثق زعماء الغرب بزعماء دول الجنوب .
ان عدم ثقتنا بالغرب ات من السجل المخزي لدول الغرب ازاء العرب وازاء قضاياهم المصيرية , فدول الغرب وخاصة بريطانيا هي المسؤولة عن مأسي العرب وبالذات الشعب الفلسطيني , الذي يعيش المأساة منذ اكثر من 60 سنة .كما ان مشاكل العرب الحدودية بين اقطارهم سببها بريطانيا , فكل قضايا الحدود بين العراق وجاراتها , وبين دول الخليج العربي , والاردن وجاراتها سببها بريطانيا ايضا .فهي التي رسمت الحدود بين هذه الدول , وخلقت لها مشكلات مزمنة تتفاعل بين حين واخر , وسببت الحروب بينها .
قد يقول قائل ان هذه الكلام فيه تجني على الغرب , او انه غيرة من تقدم الغرب وتأخر العرب بالمقابل , نعم لقد تقدم الغرب لاكثر من سبب , وتأخر العرب ايضا لاكثر من سبب , ليس الان مجالا لتكرارها , اذا بينت هذه الاسباب في مقالتي السابقة بعنوان " تقدوموا وتاخرنا .. لذلك كانت الانتفاضات العربية " المنشورة في " الحوار المتمدن " ايضا .ولكني سوف استشهد بشهادة مفكر غربي , هو ( د . يورغن دفهوفر ) الذي كتب دراسة في صحيفة ( سيليش زايتونغ ) , ونشر ترجمتها موقع البصرة , هذه الشهادة تتطابق وتتفق مع ما سبق ان قلناه في موضوع الانتفاضات العربية , ولا اقول الربيع العربي , او الثورات العربية , لان ما حدث لا ينطبق عليها وصف الثورة , لان الثورة معلومة القيادة والاتجاه السياسي , ومحددة الاهداف , كما ان مصطلح الربيع العربي مستوحى من ربيع براغ .ولا اريد الخوض في المصطلحات , ولكني اتوقف عند ابرز النقاط التي وردت في مقالة المفكر الالماني :
1 . كثيرا ما ادعى الغرب انه ينشد الحرية والمساواة عندما يتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجنوب , او عندما ينادي بشعار " تقرير المصير " , ولكن الحقيقة ان دول الغرب تنظر بعين سحرية الى مصالحها في هذه الدول الجنوبية . وهو ما يقره المفكر مورغن بقوله " لم يكن نشر الحرية والمساواة والاخاء وادخال الديمقراطية الى الوطن العربي من اهداف الغرب , فالحرية بالنسبة للغرب لا تعنيهم مطلقا " , "ولقد تعامل الغرب مع الثورات انظلاقا من مصالحه , فهو لم يكن معنيا بنشر الديمقراطية في العالم العربي , لا في الفترة الاستعمارية ولا الان " .
2 . دعمت الدول الغربية كل الملوك والزعماء والحكام المستبدين , الظالمين لشعوبهم , وعندما انتهت صلاحياتهم تم التخلي عنهم , " الغرب دعم الحكام والملوك المستبدين المستعبدين لشعوبهم , المستعدين لتلبية وتبني سياسات الغرب الخارجية , مقابل حصولهم على السلاح والدعم المالي " .
3 . دعم الغرب الانظمة المستبدة والحكام الدكتاتوريين بدعوى انهم يحاربون الارهاب , ويشتركون مع الغرب في هذا الهدف ." ولكن الانتفاضات العربية فضحت زور وزيف استخدام الغرب لشعار الارهاب الاسلامي , لتبرير دعمه للانظمة المستبدة , وصور ان القاعدة هي الخصم الحقيقي لهؤلاء الحكام المستبدين " . وفي الحقيقة تبين ان الانتفاضات العربية هي ضد الانظمة المستبدة وضد الارهاب معا , ومن ثم هي ثورة ضد الصورة المشبوه التي صنعها الغرب حول بعبع الاسلامافوبيا " .
4 . حاول الغرب ان يجعل من الانتفاضات العربية فرصته التاريخية " لاعادة تشكيل الشرق الاوسط وفق تصوراته " , وما حماس الادارة الامريكية للانتفاضات العربية الا لتعزيز مصالحها في شرق اوسط كبير, وليس تعزيز الديمقراطية كما تظهر الدعاية الغربية " .
5 . الانتفاضات العربية " تشبه المعجزة بقوتها وتأثيرها السحري " , والانظمة المستبدة لم تدرك ديناميكية السلوك الجمعي الذي اكتضت به الساحات والميادين في العواصم العربية , ولم تتعامل معه في الوقت المناسب , ولذلك كانت ردة فعلهم بطيئة وغبية ولا مبالية , ولذلك فقد الزعماء فرصتهم , فكان امام الجماهير المنتفضة والقوة الخارقة فرصة لازالتهم واجبارهم على التخلي او الهرب او الوقوع بأيدي الشباب لينتقموا منهم اشد انتقام . وهكذا ولى زمن المستبدين غير المنتجين الى غير رجعة .
6 . بات من المنطقي في زمن الاتصالات والاعلام , ان تسقط الهياكل الاستبدادية المتحجرة , التي هي من مخلفات عصر ما قبل الصناعة , لانها باتت غير قادرة على مجاراة العصر الصناعي في مرحلته الثالثة .
7 . من المرتكزات المهمة التي ظهرت ورافقت الانتفاضات العربية , الاعلام وبالذات الفضائيات والشبكة العنكبوتية الخارقة للحدود والفضاءات , وقد برز دورها ليس في نقل الخبر , بل في التحريض والتحشيد ضد الحكام المستبدين .
لقد يرز نفاق الغرب جليا في اتصالهم مع التيارات الاسلامية التي فازت في الانتخابات البرلمانية في تونس والمغرب ومصر , واستعداده للتعاون مع هذه التيارات التي ستحكم هذه البلاد في السنوات المقبلة . في حين كان الغرب من اكثر المحرضين ضد هذه التيارات ويدعم الحكام المستبدين بدعوى انهم يحاربون هذه التيارات المتهمة بالارهاب . بعد ما نشهده اليوم وما شهدناه بالامس , هل نثق بكلام الغرب , وهل نصدق اقوالهم الداعية الى الحرية والمساواة والديمقراطية ؟ .



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




- شاهد.. أب يقفز في المحيط لإنقاذ ابنته بعد سقوطها من سفينة سي ...
- تُعاني من فرط الحركة؟ هكذا تواجه صعوبات النوم
- انتبه للصيف.. تعقيم مكيف السيارة يحافظ على صحة الركاب
- تونس.. العثور على جثة طفلة جرفتها الأمواج من بين ذويها
- المغرب: استئنافية الرباط تؤيد الحكم بسجن الصحفي حميد المهداو ...
- مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن نووي إيران
- -مهددة بفقدان البصر-.. الشرطة الأسترالية تعتدي على محامية خل ...
- ترحيب أممي بتسوية أوضاع 2400 من عديمي الجنسية في مالي
- الجوع يهدد 4 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار
- السيسي: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية على حدود 67


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - فرصة الغرب في الربيع العربي