أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم الحسوني - من يتحرش بطريق الشعب ...سيجر البلاد إلى الدكتاتورية لا محالة














المزيد.....

من يتحرش بطريق الشعب ...سيجر البلاد إلى الدكتاتورية لا محالة


حازم الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أسابيع معدودة احتفلت جريدة طريق الشعب بذكراها التي تجاوزت السابعة والسبعين عاماً ، كأول جريدة يسارية استمرت بالصدور رغم كل المحن إلى يومنا هذا، الأمر الذي أثار المديح والإعجاب والفخر لكل الذين لهم شأن بالصحافة ومن بينهم المقربين للحكومة وباعترافاتهم وأن كانَ على مضض، لكونها الجريدة العراقية الوحيدة التي استمرت بالصدور منذ يومها الأول وطيلة هذه العقود الى يومنا هذا، يحُتفى بها كزميلاتها من الصحف العربية التي صدرت في مصر ولبنان وبعض البلدان العربية. طريق الشعب عميدة الصحافة العراقية. هذه الجريدة أغاضت وأرعبت الحكومات والسلطات الدكتاتورية على مر الأيام، فكانت تعُاقب بالإنذار وقرارات الإغلاق التعسفي، لا لسبب إلا لكونها تنطق باسم الناس الفقراء والكادحين من عمال وفلاحين وكسبة ومثقفين متطلعين للجمال ولقيم التفكير الحر، فاضحة للفساد والفاسدين سارقين قوت الشعب، و لسان حال المطالبين بالتوزيع العادل للثروة الوطنية والعدالة الاجتماعية .
تشُكل طريق الشعب مشكلة دائمة للحكام، أنها عصية على الرضوخ و الانصياع لما يريدهُ الدكتاتور والمُستبدْ على مر الأيام، رغم تبدل أثوابه وبطانة حاشيته في كل زمان. هيّ مدرسة للحق والسائر على درب الحق سينتصر بدون أدنى شك، رغم الجهل والتجهيل والقمع الذي يمارسهُ الحكام.
لا نستغرب ونحنُ نشاهد حالة التردي بحقوق الإنسان في العراق حين تتحرك قوات مُجحفلة إلى مقر جريدة طريق الشعب وبخداع بعثي الهوى والسلوك، وتطلب الآذن من حراس مقرها، بأن يصعدوا إلى السطح كي يتأكدوا من حبكة ومتانة خططهم الأمنية، فمن على سطح هذه البناية العجيبة، يمكن التأكد وبكل أريحية في ضمان أمن وأمان ضيوف القمة العربية، ومن على سطحها أيضاً يمكن استطلاع كل الطرق والممرات السرية والأزقة والدرابين المؤدية إلى مدينة الأسوار(الخضراء) المحصنة بالقطع الكونكريتية!!، بعدها سيتم الإيعاز للقائد العام و لكبار قادته المتجحفلين باستكمال كل الخطط الأمنية!، وفجأة يكتشفوا صدفة ( مجرد صدفة) قطع سكراب لسلاح قديم مركونة في زاوية من سطح البناية أكلها المطر والزنجار. هنا تفتقت عقلية قائد القوات المُدججة حين أكتشف خطورة هذا السكراب الفتاك! على أمن الرؤساء وضيوف قمة بغداد (حملان السلام) ،فاعتقلوا أفراد حماية وشغيلة المقر لكشف هذا السلاح الخارق الحارق!.
المفارقة التي ليست عجيبة، هيّ صمت نقابة الصحفيين ورئيسها المزهو المنفوخ الريش الجالس في قاعات القصر الجمهوري أيام المؤتمر، لم ينطق ولم تنطق نقابته بمفردة استنكار أو شجب أو تنديد وما شابه، ولحد الآن وكأن الأمر لا يعنيها، وهيً ترى وتسمع كيف تعرض صَرح صحفي ثقافي، ومقر لجريدة وطنية مُرخصة ويتم اعتقال حمايتها، فتصمت صمت القبور!، يذكرنا هذا بمواقف جلاوزة النظام المقبور المشرفين على الصحافة والإعلام ومنهم سيئ الذكر والصيت طارق عزيز، لطيف نصيف جاسم، محمد سعيد الصحاف ومن على شاكلتهم أتباع مدرسة و ثقافة الركوع للحاكم ولي النعمة.
أنها الريح الصفراء بدأت هبوبها ضمن حلقات متواصلة ( واهم من يفصلها عن بعضها) بمركزة السلطة من خلال مسك الأجهزة الأمنية المختلفة واختلاق بعضها الجديد بتسميات متنوعة حسب الحاجة بيد واحدة، ومسك الإعلام ، وبطريقها إلى مسك البنك المركزي أيضاً، وإخضاع الهيئات المستقلة، كي تتم السلسلة الكاملة بإخراج وإنتاج حاكم في طور النشوء والارتقاء كمُستبد جديد.
من دروس التاريخ، درس بليغ وهو عندما يبدأ التحرش بجريدة طريق الشعب ستتبعها خطوات التضييق على الشيوعيين والديمقراطيين والعلمَانيين، وبالتالي مصادرة الحريات الشخصية والعامة، حيث ستشمل كل مجالات الحياة الثقافية والإبداعية والسياسية، يستثني هذا التضييق مجموعة موالية حاكمة ( تدعي امتلاك الحق والحقيقة مستغلة الدين كواجهة هذه المرة ) تدخل البلاد في متاهات كبيرة ولنا من تجربة البعث المقبور درس ماثل أمام الأذهان مع اختلاف التسميات، وتطابق السلوكيات.
فهل سيتعظ السالكين على درب الاستبداد هذا الدرس؟ وهل يتعظ ضحايا هذا الدرب الدرس أيضاً كي لانندم مرة أخرى؟



#حازم_الحسوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تحويل التيار الديمقراطي إلى تيار شعبي فاعل
- جهاز المخابرات العراقية يأمر بمتابعة أعضاء الحزب الشيوعي الم ...
- إتحاد الشعب 363 راية للعمل واسعادة الشعب
- الاتفاقية العراقية الأمريكية وأكذوبة الفصل السابع 22
- الاتفاقية العراقية الأمريكية وأكذوبة الفصل السابع 12
- وقفة مع المؤتمر الرابع لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين
- السيد المالكي يتجاوز نضال الشيوعيين وتضحياتهم
- طريق الخروج من المأزق العراقي الراهن
- كلمة السيد المالكي أمام الكونكًرس الأمريكي نجاح أم إخفاق ؟
- وقفة مع الحكومة الجديدة وبرنامجها الحكومي
- جريمة مدينة الثورة الوجه الآخر لديمقراطية الإسلام السياسي
- نعم لمنح عراقيي الخارج حق التصويت على دستورهم الدائم
- موقع الحكومة العراقية الأنتقالية الألكتروني ـ مغالطات وتكريس ...
- باقة ورد حمراء الى موقع الحوار المتمدن
- !!! السيد علاوي بين الشفافية وسياسة طمطمة الحقائق
- على حركة حماس - رجاءاً عدم التدخل في الشأن العراقي
- هل احترقت ورقة السيد علاوي ؟
- هل يمكن أن ينتهي الإرهاب ؟ وجهة نظر
- أتفاق اللحظة الأخيرة في النجف والسيد مقتدى
- معركة دشت زه - صفحة مجيدة في تاريخ حركة الأنصار الشيوعيين


المزيد.....




- عشر سنوات على الاتفاق النووي الإيراني.. من أروقة الدبلوماسي ...
- بعد هروبه من السجن داخل كيس غسيل.. السلطات الفرنسية تلقي ا ...
- ترمب يدعو أنصاره إلى التوقف عن نبش ملفات إبستين
- في عيده الـ100... مهاتير يقود دراجته وسيارته ثم يدخل المستشف ...
- اتجاه المصالحة: تفاصيل لقاء سري بين مساعدي تشارلز وهاري
- انتشال 6 جثث بعد غرق قارب قبالة جمهورية الدومينيكان
- إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ص ...
- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع لـ89 قتيلا بينهم 14 من الأمن
- شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها ا ...
- زيلينسكي ناقش مع المبعوث الأميركي تعزيز الدفاعات الجوية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم الحسوني - من يتحرش بطريق الشعب ...سيجر البلاد إلى الدكتاتورية لا محالة