زواج الاقارب... بنت العم لابن العم

منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 00:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هناك بنية اجتماعية قديمة نمت وترسخت حتى تحولت الى مشكلة كبيرة تفاقمت الى حد الخسائر الجسيمة، وذلك عن طريق التضحية بروح وديمومة الحياة آلا وهم الاطفال، زواج الاقارب امر طبيعي جدا ولا إعتراض عليه. لكن هناك عوائل تحرم زواج بناتها من الرجال الذين لايرتبطون معها بصلة قرابة، حيث يكون أمر الزيجات محصور بأن العم او أحد الاقارب، متجاهلين النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك، ومتجاهلين ماتوصل اليه العلم بخصوص تناسل الاقرباء هذا.
عند زيارتي لإحدى مستشفيات الولادة أستوقفتني حالة غريبة ومؤلمة خرجت الممرضة من غرفة الولادة، واخبرت الجدة ان المولود مشوه له عين واحدة تقع وسط الراس وله خرطوم هو عبارة عن فم وانف يقع تحت العين الواحدة، قالت الممرضة انها مضى عليها مايقارب ثمانية عشر سنة تمارس عمليات التوليد ومر عليها الكثير من حالات التشوه الولادي، لكن مثل هذه الحالة لم تصادفها. أعود الى الجدة التي أخبرتها الممرضة ان حفيدها مشوه قالت الجدة للممرضة كنت أعرف هذا، إنه الطفل العاشر يأتي الى العائلة بهذا الشكل فلا تستغربي. كما وأن جميع الأطفال قبله لم يعيشوا سوى ساعات محدودة أكثرهم عاش عشر ساعات، وعندما سئلت الجدة عن السبب قالت انهم لايزوجون بنات العائلة من رجال اغراب.
عجيب امر هذه العادات والاعراف الاجتماعية مع ان الأم تألمت وحملت الجنين في أحشائها تسعة أشهر وعانت آلالام الوضع والولادة والجريمة، الأكثر بشاعة إن الأم قاصر صغيرة، على الرغم من علمها انها ستلد طفل مشوه تحملت ما تحملت لكن النتيجة هي هي. من ذلك نلاحظ كلما تقدمت البشرية كلما أثبتت خطأ العادات والتقاليد البالية التي تصادر حرية المراة ومساواتها وها هو ذا العلم يقول ان زواج الأقارب يؤدي الى تشوهات ولادية خلقية بسبب تراجع الصفات الوراثية وتكسرها مما يؤدي الى نتائج سلبية.
الى متى تبقى المراة تدفع ثمن التخلف، لكن هذه المرة أرى إن الرجل والمراة متضرران، نتيجة التمسك بتقاليد وأعراف أجتماعية بالية تسود في بعض العوائل، والمتمثلة بمنع الطرفين من اختيار الشريك ومصادرة الحريات الشخصية بخصوص اهم قرار يتخذه الانسان في حياته، الا وهو بناء الاسرة السليمة الصحية التي تعود على المجتمع بالارتقاء والتطور، الى متى يبقى مصير المرأة بيد الوصي عليها ليبقى الاب او الاخ او العم يهب المراة كما يهب الاشياء او اي ممتلكات اخرى تخصه، متى يفهم الذكور ان المراة تمتلك نفسها ولايحق لاحد التلاعب بحيتها ومصيرها، انا شعرت ان الام الضحية متالمة جدا وقالت لي انها لم تكن تريد الزواج اصلا، واستطردت في الكلام وقالت لكن انت تعلمين حكم الاب والاخ والعائلة، سألتها يعني كنت تعرفين النتائج أومئت براسها وقالت، الجميع كان يعلم النتائج لكنهم يحاولن تكذيب حقيقة العلم، بهتك حرية المراة ومصادرة وجودها بالكامل بسرقة حياتها وتدميرها الى متى الى متى..........
****************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم

#منى_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل