أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - لماذا يتمسك الإخوان والسلفيون بكتابة الدستور منفردين؟














المزيد.....

لماذا يتمسك الإخوان والسلفيون بكتابة الدستور منفردين؟


نادية الشربيني

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 10:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يتمسك الفصيل الإسلامي بقضية قدر تمسكه بقضية الدستور. لقد تبنى الإسلاميون ما سمي بالإعلان الدستوري واعتمدوه خريطة طريق وكان الهدف الأساسي من تحمسهم لهذه الخريطة المشوهة هو الهيمنة على كتابة الدستور بعد أن تصير لهم السلطة التشريعية خالصة من دون القوى الأخرى. ولم يخرج الإخوان، على وجه الخصوص، في حشد احتجاجي إلا اعتراضا على وثيقة السلمي التي أرادت وضع مبادئ حاكمة لمن سيكتب الدستور. فلماذا إذن كل هذا الحرص على الدستور من قبل الإسلاميين؟ وما قيمة هذا الدستور بالنسبة لمشروعهم السياسي في مصر؟
الدستور كوثيقة حاكمة للعلاقة بين المواطنين قد نشأ سابقا على ظهور الدولة الحديثة منذ الماجنا كارتا التي صيغت على أيدي متمردين إنجليز على سلطة الملك، كتبوا بنودها في منفاهم في الأراضي الفرنسية. وقد ركزت هذه الوثيقة على الحريات الفردية التي كانت مفهوما جديدا في ظل حكم الملوك المطلق والهيمنة الإقطاعية على الأرض والنفوس. وقد ظل الدستور وثيقة عقد اجتماعي بين المواطنين بعضهم ببعض وبينهم وبين السلطة التي تحكمهم. وهو بتعريفه هذا لا يوجد له مكان في مفهوم الإسلاميين الذين يعتبرون العلاقة بين المواطنين وحاكمهم علاقة رعية وراع، ليس على الرعية سوى الطاعة والدعاء بأن يكون الحاكم عادلا. وبهذا لا يلزم كتابة وثيقة تسمى بالدستور لأنه لا يجب على الرعبة إلزام الحاكم بشيء سوى ما تمليه عليه إرادته وإرادة خاصته المنوط بهم وحدهم تقويمه وتبديله ورسم سياساته. إذن لا يوجد ما يسمى بدستور في عرف الإسلاميين، وما سعيهم لإلغاء المحكمة الدستورية إلا خطوة في طريق سحق الدستور تمهيدا لإلغائه في المستقبل والاكتفاء بتعريف يلصق باسم مصر من شاكلة "الجمهورية الإسلامية" أو "الولاية المصرية". إذن مبدئيا الإسلاميون مضطرون إلى صياغة هذه الوثيقة لأنها من تقاليد السياسة المصرية ومن الصعب إلغاؤه في هذه المرحلة، كما أنه سيكون وسيلتهم في السيطرة على العقل السياسي المصري.
الإسلاميون يحتاجون إلى تحصين ما هو قادم من منظومة قوانين قمعية بصبغة دينية. والدستور وسيلتهم الأسرع إلى ذلك. فالمادة الثانية الموجودة في الدستور الملغي لا تكفي لهذا التحصين، ويجب أن يدعم الدستور الجديد بصياغة تتناثر في جميع أنحائه لا تقر فقط بالشريعة الإسلامية أحكاما ومقاصد ومبادئ، بل تجعلها ركنا أساسيا في صياغة أي قانون وأي تشريع مستقبلي. أي تعطي أساسا دستوريا راسخا لكل منظومة القوانين القادمة أنه كي يصبح القانون صحيحا دستوريا يجب أن يختم بختم إسلامي، ربما يكون موافقة مجلس أهل الحل والعقد الذي وعد بتكوينه خيرت الشاطر، مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة.
الانفراد بكتابة الدستور سيفسح المجال للتأويلات المرغوب فيها ولتحميل النصوص معان متضاربة، مثلما هو الحال مع التعديلات الدستورية التي صاغها ترزية قوانين الإخوان والتي أتت ركيكة المحتوى واللغة وقابلة للتأويل والالتباس. وهذا الالتباس في صيغ بعينها هو باب خلفي للمناورة أو الهروب عند الحاجة. وعلى اعتبار أن المناورة هي أحد أدوات الإخوان الأساسية في علاقتهم مع الآخر غير الإخواني، فإن وجود نصوص دستورية يملكون هم وحدهم شفرتها سيمكنهم من البقاء على قيد الحياة السياسية أطول وقت ممكن.
لا يمكن تصور أن الإخوان ينوون التخلي عن السلطة لا عن طريق انتخابات ولا عن طريق سواها. وكتابتهم للدستور اليوم سيضمن لهم الإمساك بتلابيب السلطة من الآن وضمان استمرارها لهم. ووجود السلفيين معهم في الصفقة الدستورية هو من باب "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب". وهو تحالف هام لأن الطرفين، رغم اختلافهم المذهبي، لديهم نقاط تماس مذهبية وسياسية كبيرة. ومشروعهم واحد ألا وهو إرساء دعائم الخلافة الإسلامية. وتذكروا أن من وقفوا بالمطار في استقبال رئيس الوزراء التركي حاملين لافتات ترحيب بخليفة المسلمين كانوا من الإخوان وليس السلفيين. وهم سيظلون متحالفين حتى يتم استتباب الأمر للدولة الدينية وبعدها يبدأ صراعهم الذي لن يكون سلميا بأي حال.
الدستور جاهز في أدراج الإخوان وهو سلوك ينبيء عن عقلية استبدادية. ولابد أن بنوده ستكرس هذه السلطة المطلقة وتخنق منافذ الديمقراطية التي قد يعبر منها الرأي الآخر والاحتجاجات. وقد أتى حكم المحكمة الإدارية ببطلان تكوين الجمعية التأسيسية للدستور ضربة قاصمة لهذا المشروع الإخواني الإقصائي. ومن المؤكد أن الإخوان سيناورون ويلعبون بورقات أخرى، لعدم رغبتهم في فتح جبهات عداء كثيرة في الوقت الحالي. وعلى القوى المؤمنة بالديمقراطية التمسك بهذا الحكم العادل وبحق المصريين في صياغة دستور حقيقي، وليس دستور مفصل على مقاس الحاكم.



#نادية_الشربيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور وصاحبه غائب
- مرحبا بكم في دولة الإخوان الفاشية
- القاهرة وواشنطن متلبستان بالجرم المشهود
- جحافل الظلام تغزو التحرير
- الدم المصري
- الدولة الجلاد
- من يقطع أوصال الوطن؟
- طرائف رمضانية
- الثورة القادمة لن تأتي من التحرير


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - لماذا يتمسك الإخوان والسلفيون بكتابة الدستور منفردين؟