أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - دستور وصاحبه غائب














المزيد.....

دستور وصاحبه غائب


نادية الشربيني

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الدستور هو طريق لتجميع أوصال الوطن وليس لتمزيقها. السلطة الدينية هي بالضرورة سلطة لاديمقراطية ولا تدخل في حوار مع المحكومين وبالتالي لا يعنيها ما يرونه صالحا لأنفسهم لأن الصلاح من عدمه منوط بها وحدها، لذلك فالدستور ليس عقدا اجتماعيا في عرف السلطة الدينية بل هو ضرورة مرحلية لتوثيق عقد اذعان المحكومين لتلك السلطة. إذن العلمانيون والإسلاميون لا يتحدثون عن نفس الشيء عندما يتناقشون حول الدستور. وقد أطبق الإسلاميون على رقبة الدستور وهم الآن بصدد خنق فكرته الأساسية واستخدامه مطية لتكريس مشروعهم الديني. والدستور هو البداية التي سيعقبها القضاء على كل آليات الديمقراطية والعودة إلى المربع صفر حيث الديمقراطية كفر وبدعة. وكل من يقول منهم غير ذلك إما أن لديه نزعة إصلاحية أو أنه يتقي كشف أهدافه قبل الأوان.
إن اختيار البرلمان للجنة تأسيس الدستور هو حلقة في مسلسل دولة العسكر-إخوان القادمة والتي سيعيث فيها السلفيون قدرا لا بأس به من التخريب حتى وإن صدقت نوايا البعض منهم. والطريقة التي اعتمدها البرلمان لاختيار لجنة الدستور تكشف عن نواياه تجاه دستور يتجاهل الكثيرون تصريح مرشد الإخوان بأنه جاهز في أدراجهم. وهي طريقة تدل على أنهم أصحاب الفرح والمدعوين الوحيدين إليه. فقد اختار الكتاتني بكري ليكون مشرفا على لجنة انتخاب كاتبي الدستور. وولاء بكري للجالس على الكرسي قد فاحت رائحته لكن يبدو أن أعضاء البرلمان الإخواني قد اعتادوا الروائح الكريهة بل وباتوا يدمنون شمها. ونسبة الخمسين في المائة هي نسبة وقائية لا أكثر لأن الخمسين في المائة الباقية ستأتي أيضا بهوى إخواني. والواقع المرير ينبئ على أن الثورة مهزومة من يوم التنحي وأن أجندة العسكر-إخوان تنفذ وفق الجدول وتنتقل من نجاح إلى نجاح. هم فقط يقفزون من مرحلة إلى أخرى. وقد ساعدهم على تلك القفزات التي كانت أحيانا بهلوانية، مثل انتخابات البرلمان التي زورت من منبعها وحازت على مباركة الشعب والنخبة والأقلية البرلمانية، باقي الفصائل من فلول وثورة ورأسمالية جديدة ويسار وحتى التيار الديني المعتدل، كل لعب لعبته الخاصة أملا في إما الاصلاح من الداخل مثل بعض النواب الذين يحرثون في البحر أو في منصب يحقق طموحاتهم أو يفتح لهم سبل المشاركة السياسية الأفضل في المستقبل. لكنهم مجرد كومبارس على رأي إبراهيم عيسى وربما أسوأ من الكومبارس لأنهم يحللون ما يسعى أصحاب مشروع الدولة الدينية لتحقيقه، فبدون مشاركتهم ربما لا يرى المشروع النور.
كل الذين يرتدون نظارة وردية ويحلمون بقدرتهم على كتابة دستور، ولو مرقع، لا يملكون الآليات التي تمكنهم من ذلك ولن يكونوا صناع قرار بشروط العسكر-إخوان. والشعب الذي حلم بدستور يضم قواعد المساواة والعدل ويضمن مواطنة بالمعنى الحقيقي للكلمة وليس بالمعنى الإخواني-سلفي لها. أو كما قال نائبهم أكرم الشاعر إن حرية التعبير مكفولة للجميع إلا مثيري الفتن ودعاة الهدم. هذا هو التعريف الإخواني للحرية التي تشمل حرية التعبير، الحرية المشروطة بتعريفهم لمعاني الولاء والخيانة. الدستور الذي يتمناه الشعب هو الذي سيحقق له الحياة الكريمة التي يستحقها وليس الذي سيحوله على أحسن تقدير إلى قلة من المحسنين وكثرة من طالبي الإحسان. ما الحل إذن للخروج من نفق الدستور المظلم؟
على القوى الرافضة لتحويل مصر إلى دولة فاشية فاشلة، مواردها عرضة للنهب الداخلي والخارجي، دولة طاردة للعقول والأفكار وأداة طيعة في يد القوى الكبرى وأثرياء الخليج أن ينفصلوا عن اللجنة التأسيسية للدستور وينأوا بنفسهم عن مهزلة ذلك الدستور المكتوب خلسة من وراء ظهر شعب أنهكوه بأزمات البنزين والأنابيب والقتل والسرقة والبلطجة، ويكتبوا بأنفسهم دستورا حقيقيا يضموا فيه كل الإصلاحيين من الإسلاميين المؤمنين بالدولة الحديثة ويكون نواة مشروع مصر الحضاري. إن اللحظة حاسمة للخروج من أسر العسكر-إخوان الذي لن يدوم تحالفهم طويلا، فإن آجلا أم عاجلا سيقع الصراع الحتمي الذي لن يدفع ثمنه سوانا.



#نادية_الشربيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحبا بكم في دولة الإخوان الفاشية
- القاهرة وواشنطن متلبستان بالجرم المشهود
- جحافل الظلام تغزو التحرير
- الدم المصري
- الدولة الجلاد
- من يقطع أوصال الوطن؟
- طرائف رمضانية
- الثورة القادمة لن تأتي من التحرير


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - دستور وصاحبه غائب