أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - اممية الشيوعي تعزز وطنيته














المزيد.....

اممية الشيوعي تعزز وطنيته


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 14:24
المحور: سيرة ذاتية
    



يتميز الشعب العراقي بعمق التصاقه بالوطن وبالحنين الذي لايخبو بل وتعمقه السنين مهما طالت الغربة ولا تثنيه صروف الدهر ونقمة اعداء البشرية عليه وعلى وطنه فكل خلية في بدنه تخفق بالحنين وقلبه ينبض بحبه وفكره يمور بالبحث عن السبل والوسائل لتحريره, وطموحاته تتيه في تقدير امكانياته وبالثقة بقدرة الشعب العراقي في استعادة تميزه بما منحه وطنه من اصالة وتميز على مر العصور . والشيوعي العراقي تتعمق وطنيته بترابطها الاممي باعتبار العراق مهما تميز, بلد من بلدان العالم وشعبه مهما تفوق بل وعانى , جزء من البشرية, ومصيره مرتبط بمصيرها . وعندما يضطره ارهاب اعداء البشرية الى الغربة يدفعه الحنين الى الشعور العميق بالمسؤليات الاجتماعية والفكرية والسياسية تجاه الجالية العراقية في البلد المضيف, ويرى في كل عراقي يلتقيه جزء من العراق. ويدفعه للعمل على شد لحمة العراقيين وارتباطهم بالوطن والنضال من اجل تعجيل تحرره فضلا عن كسب جماهير البلد المضيف للتضامن مع قضايا شعبه ووطنه وتبادل الخبر والتجارب معها والاغتناء بثقافتها استعدادا لاعادة بناء بلاده والمساهمة في بناء الحضارة الانسانية.
وبعد سنة من اللجوء, احسست بالخجل من عدم تعلم اللغة السويدية وشعرت بانني امية رغم المامي باللغتين الانكليزية والروسية فضلا عن العربية . فالسلطات السويدية تهمل تعليم كبار السن اللغة السويدية فلم ندعا الى دراسة مرحلة الاساس للغة السويدية كما يدعى لها كل اللاجئين ولم يطلبوا منا الالتحاق باي عمل . فطالبت بدراسة اللغة السويدية دون ان يرغب زكي ان يلتحق بها معي, رغم ان مجموعتي كانت تضم لاجئين بسني تقريبا ومعظمهم ازواج روس . ومن المفارقات , سألت الاستاذة السويدية عدد من الطلبة الروس عن طول فترة زواجهم , فكانت بين الثلاثين والاربعين سنة . فاغرقت في الضحك !! ولما سألناها عن السبب . قالت, كيف يمكن لانسان ان يعيش مع انسان اخر طيلة ثلاثين او اربعين عاما!! نعم. هكذا تختلف المعايير والتقاليد بين الشعوب.
واذ شجعني زكي في البداية على مواصلة الدراسة , اخذ يضجر من البقاء لوحده ولو لمدة اربع ساعات لثلاث مرات في الاسبوع . ولاحظت انه بدأ يخرج لوحده رغم تدهور وضعه الصحي . وبدأت اقلق عليه . ولكنني عندما ابدأ باي مشروع لا استطيع تركه قبل اكماله. لاسيما وقد تقدمت به جيدا فاللغة السويدية مزيج من عدة لغات وفي مقدمتها الانكليزية والصعوبة فقط في اللفظ وبالتالي في فهم احاديثهم. وهكذا اصبحت اقرأ الجريدة اليومية المجانية , المترو, واقدم تقريرا يوميا الى المعلمة بلغة هي مزيج من الانكليزية والسويدية . وتمتعت مع المجموعة بالرحلات المدرسية الى المتاحف السويدية والمعارض الفنية. وعشت حياة التلمذة الرائعة مرة اخرى وانا في الثالثة والستين من العمر.
دعتنا منظمة حزبنا في يوتيبوري في شهر كانون الثاني /1995 لتقديم محاضرات عن تاريخ الحزب الشيوعي. واستقبلنا الرفاق بحفاوة واستضافتنا الممثلة الراحلة زينب في بيتها فبالغت بالحفاوة وقدمت لنا غرفة نومها دون ان تقبل باي احتجاج . وافرط زوجها بالتواضع الامر الذي لم يحتمله زكي خيري طول حياته. فطلب في اليوم التالي الانتقال الى بيت اخر حيث نعامل ببساطة كافراد من العائلة. فاستقبلنا مسؤل المنظمة , ابو منار, . ونمنا تلك الليلة براحة رغم نومنا في غرفة الاطفال وعلى الارض. فقد تمتعنا مع الاطفال وكانت الوزجة رائعة , الا انها وكما شكى زوجها لاتريد العمل في منظمة الحزب رغم انها كانت مناضلة باسلة . ولا تستطيع ملئ فراغها الا على حساب نشاطها السياسي ومن هنا كثرت المشاكل بينهما . ولما سالتها عن سبب عزوفها عن العمل السياسي. قالت , وماذا حصلنا من السياسة غير الكوارث والغربة !! قلت لها وهل عملك السياسي كان سبب الكوارث والغربة ام الدكتاتورية وخدمتها للمخططات الامريكية هي السبب !! وانت الان في السويد تتمتعين مع اطفالك بحياة عائلية رائعة , في حين اختك التي تعمل في السياسة لا زالت في البصرة تعاني الاهوال والكوارث, واقل ما يمكن ان تقدميه لها ولعموم الشعب العراقي هو مساهمتك في النضال من اجل اسقاط الدكتاتورية وتحرير شعبنا من الهيمنة الامريكية. وتركتها في حالة تفكير عميق للاعداد لما سيقدمه زكي خيري من محاضرات, لاسيما وانه اصبح غير قادر على القائها وكنت القيها واساهم في النقاش.
وكنت اتجول معه في المكتبات بحثا عن الكتب الماركسية واخيرا لقي بفرحة الطفل باحلى لقية, جزئين من مراسلات ماركس وانجلس بالانكليزية لازالت تغني مكتبته التي تزين بيتي بل غرفة نومي وكتابتي.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيت لتعزيز الثقة بشعبنا وبالانسانية في احلك الازمات
- قضايا الوطن ومعاناة شعبنا ومصير البشرية هي محور حياتنا العائ ...
- استئناف حياة الغربة في السويد وانتمائنا الى اتحاد الادباء ال ...
- اهم العوامل الموضوعية لازمة الحزب عدم مواكبة الحركة الشيوعية ...
- تحديدي العامل الذاتي الرئيس لازمة الحزب الشيوعي وتجديد القيا ...
- في المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي والصراع الفكري لمواجه ...
- الى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي في كردستان
- في معسكر سكوتشير للاجئين
- الفصل التاسع اللجوء الى السويد
- اللقاءالاول بحبيبة ونعيم اكبر اخوتي في براغ
- دعوة رابطة الكتاب والصحفيين العراقيين لحضور الاسبوع الثقافي ...
- فشل انتفاضة اذار 1991 ادمى قلبي
- انتفاضة اذار /1991 عززت ثقتي بشعبنا لانها اول كفاح ثوري في ا ...
- حرب الاحتلال الامريكي للعراق تحت شعار تحرير الكويت احلك ايام ...
- الصراع على الجبهتين الوطنية والاممية واثاره على العائلة
- في مؤتمر رابطة الكتاب والصحفيين العراقيين خارج الوطن في جيكو ...
- الابعاد الى براغ
- ابعادنا عن وطننا الثاني سوريا
- مساهمتي في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
- العودة للوطن سرا لحضور المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - اممية الشيوعي تعزز وطنيته