أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الفصل التاسع اللجوء الى السويد














المزيد.....

الفصل التاسع اللجوء الى السويد


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 13:40
المحور: سيرة ذاتية
    


الفصل التاسع
اللجوء الى السويد
تضررت مالية الحزب الشيوعي العراقي كثيرا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية. وبدأ الحاح الرفاق علينا باللجوء الى السويد. واخذوا يصفون لنا الحياة هناك والعناية بكبار السن. ويتحرجون من التصريح بثقل تكاليف معيشتنا عليهم, رغم ضألتها . وكنت اسألهم وكيف السبيل الى ذلك!! يجيبون عن طريق التهريب ! ونحن على استعداد لضمان ذلك! وسألت وكلي قلق على ما سيتعرض له زكي , كم نسبة الخطر!! يترددون!!
لم اكن اتحمل ان يلقى القبض على زكي خيري هاربا يطلب اللجوء وهو بهذا العمر ويحمل على اكتافه اعباء نضال اكثر من ستين عاما!! وكثرت الضغوط لاسيما وقد ساهم بها سكرتير الحزب الجديد ابو داوود بنفسه قائلا, ليس في اللجوء من حرج على اي مناضل في ظل ظروف مثل ظروف شعبنا ومناضليه.
وفكرت ودون ان اخبر احدا بالاستفادة من اننا نحمل جوازات سفر دبلوماسية يمنية من اليمن الديموقراطية. ولكن في عام 1992 تمت الوحدة بين اليمن الشمالية والجنوبية ! وكان سفير اليمن الموحدة في براغ من القسم الشمالي ومع ذلك ذهبت اليه لطلب الفيزا . وما ان سمع باسم زوجة زكي خيري حتى سمح بمقابلتي واستقبلني بكل ود واحترام قائلا. نحن على استعداد لمساعدة زكي خيري في اي شيء يطلبه فزكي خيري شخصية عراقية وعربية محترمة . قلت, اننا نطلب شيئا واحدا هو تجهيزنا بما يعتبر سفرنا الى الدانمارك بمهمة رسمية كلفتمونا بها. وكرر ما قاله , نحن على استعداد لتقديم اية مساعدة اخرى ايضا ! قلت شكرا هذا كل ما نطلب!! وفعلا تم ذلك في الحال. وفاجأت الجميع بمن فيهم زكي بانجاز ذلك وسافرنا الى الدانمارك دون ان نكلف الحزب اكثر من بطاقات السفر بالطائرة الى الدانمارك على ان تستقبلنا هناك احد العوائل العراقية وتؤمن سفرنا الى السويد.
وصلنا ستوكهولم مساء ولاحظ احد المسافرين تعبنا فساعدنا على حمل حقيبة ابو يحيى المفضلة وهي مليئة بنسخة واحدة من كل مؤلفاتنا وبعض الوثائق . وكسويدي عبر فحص الجوازات بسرعة وتركها هناك وهرب خائفا بعد تخلفنا عن العبور من الاشتباه به كمهرب, وتبين ان ليس معنا جوازات سفر واعلنا اننا عراقيون نطلب اللجوء.
وتقديرا لمظهر زكي خيري وعمره اكتفوا باخذ افادتي بالانكليزية. واخذونا الى مجمع للاجئين. وهناك استلمنا فراشنا وغرفتنا الصغيرة جدا بسرعة ! وبعد يومين زارنا ابو رائد وقدم لنا مساعدة كما زارنا ابو منير وابو حاتم ووعدوا بزيارتنا دائما كما زارنا عراقيون كثيرون. ولما شاهدوا وضعنا تحدثوا عن امكانية طلب نقلنا الى مكان افضل . فطلب زكي من المسؤلين السويديين نقلنا الى مكان افضل . فنقلنا الى شقة في الطابق السادس من بناية تقع في رنكبي. كانت تذكرني بسجن البصرة لانها مبنية من الكونكريت وخالية من كل اثاث عدا سريرين حديدين من السبرنك. واذا جلست عليهما لا تستطيع النهوض الا بجهود كبيرة او مساعدة احد. وزارنا الرفيق ادم وكان شعوره الرائع نحونا كشعور ادم ابو البشرية !! فقد احضر لنا منضدة كبيرة كانت من بقايا اثاث النادي العراقي الذي الغيت اجازة مقره, واربعة كراسي وادوات لتحضير الشاي والقهوة لا زلت احتفظ ببعضها. وكان علينا يوميا النزول الى المطعم الذي يقع عبر الشارع ثلاث مرات . كان هناك مصعدان في البناية ولكن اطفال اللاجئين الذين عاشوا محرومين من وسائل اللهو واللعب اخذوا يستعملون المصاعد بالعابهما والتمتع بالصعود والهبوط بهما. فكانا يتعطلان معظم الاوقات وعلينا الصعود والنزول على اقدامنا ولذلك كنت اجلب لزكي الطعام الى غرفتنا لاسيما وكنت لا ارتاح من رؤية زكي يقف في الطابور ماسكا الصينية بانتظار دوره في استلام الطعام. واكملت جميع معاملات اللجوء
وبعد يومين من وصولنا جاءتنا وداد ورغم اللقاء الحار رفضت الانتقال للعيش معنا وتبينت من خلال رفضها عمق الالام التي تحملتها خلال احد عشر عاما من الفراق , وتحملني مسؤليته. وتسألني سؤالها الجارح لقلبي كلما قلت لها كيف يمكنك الافتراق عنا بعد ان اصبح لم شملنا ممكنا!ّ! تجيبني . وكيف تحملتي فراق احد عشر عاما!! ولم تخفف من مواقفها كل الايضاحات بان ذلك كان مفروضا علينا واذا تمكنا من ان نوفر لكما اكمال الدراسة رغم كل الصعوبات التي مررتم بها فان الكثير من اطفال العراق حرموا حتى من اكمال دراستهم.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاءالاول بحبيبة ونعيم اكبر اخوتي في براغ
- دعوة رابطة الكتاب والصحفيين العراقيين لحضور الاسبوع الثقافي ...
- فشل انتفاضة اذار 1991 ادمى قلبي
- انتفاضة اذار /1991 عززت ثقتي بشعبنا لانها اول كفاح ثوري في ا ...
- حرب الاحتلال الامريكي للعراق تحت شعار تحرير الكويت احلك ايام ...
- الصراع على الجبهتين الوطنية والاممية واثاره على العائلة
- في مؤتمر رابطة الكتاب والصحفيين العراقيين خارج الوطن في جيكو ...
- الابعاد الى براغ
- ابعادنا عن وطننا الثاني سوريا
- مساهمتي في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
- العودة للوطن سرا لحضور المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
- الاضرار التي الحقتها الحرب العراقية الايرانية بحركة التحرر ا ...
- المواقف الدولية من الحرب العراقية الايرانية
- كتاب لم يصدر الحرب العراقية الايرانية مخطط امبريالي
- الكتاب الخامس دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي تاليف زك ...
- حضوري مؤتمر لجنة الدفاع عن الشعب العراقي في لندن والمؤتمر ال ...
- الفصل الثامن ثماني سنوات في وطننا الثاني سوريا سفرتي الاولى ...
- سنتان من الحياة العائلية في براغ
- خمسة عشر يوما في دمشق
- الفصل السابع الارهاب البعثي وهروبي الثاني من الوطن


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الفصل التاسع اللجوء الى السويد