أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الابعاد الى براغ














المزيد.....

الابعاد الى براغ


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 13:26
المحور: سيرة ذاتية
    



كم احببنا براغ عند اقامتنا الاولى فيها. فقد شهدت بدء حياتنا العائلية وميلاد يحيى , ولكننا في هذه المرة و بالم ومرارة اضطررنا لمغادرة دمشق, وبصعوبة امر من مغادرة بغداد لان الضغط علينا موجه من عدة جهات واقساها ضغط الاحبة , الرفاق!! فضلا عن اننا اعتدنا على الحياة في دمشق وكاننا لم نفارق بغداد. والشعب السوري شعب ودود ويحب العراقيين كثيرا فلم نشعر بالغربة ابدا, فضلا عن تنفسنا عبير هواء العراق الذي لا يفصلنا عنه سوى حدود وهمية رسمها المستعمرون ليفرقوا العرب ويحكموا سيطرتهم عليهم وعلى خيراتهم. والاغاني العراقية تصدح في كل بيت وشارع, وسمك الفرات بانواعه هو السمك المفضل والتمور العراقية تزين الموائد بلونها الياقوتي المشع.
تقبلنا حكم الزمن وبدأنا بتنظيم حياتنا الجديدة في براغ, واهم ما فيها بالنسبة لنا تنظيم صلتنا بالمنظمة الحزبية والعمل في صفوفها. ولكننا قوبلنا بكل برود من قبل مسؤل المنظمة. ولم نستلم مخصصات معيشتنا . فاتصلت به حيث كان مندوب الحزب الشيوعي العراقي في مجلة قضايا السلم والاشتراكية ولا يزال يداوم فيها رغم صدور قرار اغلاقها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فقال لي , لم تعودوا على ملاك الحزب فانتم مع المنشقين وجئتم الى براغ للعمل معهم!!
يا للهول ماذا اسمع!! لم استطع الوقوف وسلمت سماعة التلفون الى زكي. ولا ادري ما تم بينهما ويبدو كأن الخط انقطع. لم نفكر يوما في حياتنا لا زكي ولا انا ان نترك الحزب او نعمل على شقه. لان الحزب هو كل كياننا فهل يمكن للانسان ان يتخلى عن كيانه!! اننا شيوعيان وكل خلية بجسمنا تنبض بالشيوعية . فالشيوعية بالنسبة لنا ليس مبدأ سياسي وحسب او انتماء للحزب وانما نهج حياتي يضمن تعزيز ثقة الانسان بالبشرية وبقدرتها على التحرر وتطور فكره وقدراته على مواصلة المساهمة في تحررها. وما نقدنا لسياسة الحزب الشيوعي العراقي الا حرصا على وجوده ودوره ومستقبله, وعلى دوره التاريخي في تحرير شعبنا ومساهمته في تحرير البشرية . وكل ما هنالك ان بعض المنشقين عن الحزب الشيوعي العراقي علموا بمواقف الحزب منا فحاولوا استمالتنا . ولكننا افهمناهم مواقفنا على حقيقتها بل واوضحنا لهم خطأ مواقفهم بكل موضوعية . ولكن مخبري فخري كريم كانوا يتابعون كل تحركاتنا ويشوهون مواقفنا.
وبعد عدة ايام جاءنا المسؤل وعضو من اللجنة المركزية ليعيدوا امام زكي خيري ما قاله المسؤل لي . لم استطع متابعة ما جرى فقد شغلني القلق من الصدمة التي سيتلقاها زكي خيري وخوفي مما قد تسببه من ازمة قلبية اخرى تقضي عليه. لقد كان الوضع صعب جدا لا سيما وان ادارة مجلة قضايا السلم والاشتراكية ابلغتنا بضرورة اخلاء البيت.
وبعد فترة وجيزة زارنا ابو داوود واختلى بزكي خيري ولاحظت ارتياح ابو يحيى وعلمت بتصحيح ما تم وباعتزاز الحزب بنضالنا وتاريخنا. وتم استئجار بيت لنا ودفع مخصصاتنا الشهرية وكانت مائة دولار شهريا , للمعيشة وعلي ان اوفر منها ما يمكن ارساله ليحيى ووداد في موسكو. ومائة دولار للايجار.
فصل يحيى من من دراسته في المانيا الديموقراطية بعد ثلاث سنوات بسبب كثرة غياباته رغم تفوقه الدراسي ولاسيما في الرياضيات واتقانه اللغة الالمانية الى درجة عمله مترجما فوريا فيها . فقد كانت المنظمة الحزبية تستغل كونه ابن زكي خيري لتكلفه بكل المهام الحزبية خارج برلين , على امل اعفاءه من كثرة الغيابات . فعاد الينا في دمشق عام 1984, وبعد ذلك وافق الحزب على ارساله للدراسة في معهد بليخانوف للاقتصاد في موسكو.
اما وداد وبعد كل ما عانته من الام وحرمان في المدرسة الاممية في ايفانوفا , فلم تستطع الحصول على الاختصاص الذي كانت ترغب فيه في موسكو فارسلت الى لينينغراد. وهناك لم تستطع مواجهة الحياة الجديدة والصراعات المفروضة عليها بسبب مواقف والدها. فتركت الدراسة وعادت الى دمشق. ليفرض عليها دراسة الاقتصاد الزراعي في معهد تمريازف في موسكو. كنا نلتقي في كل صيف اما في موسكو عند تمتعنا بالاجازة الصيفية التي استمرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي توفرها لنا حتى عام 1987, احتراما لتاريخ زكي خيري . ومن ثم كانت تاتي الى الدمشق واخيرا الى براغ. وفي عام 1988 انهى يحيى دراسة الماجستير وعاد الى دمشق ومن ثم وافق الحزب على ارساله الى براغ لاكمال دراسة الدكتورا



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعادنا عن وطننا الثاني سوريا
- مساهمتي في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
- العودة للوطن سرا لحضور المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
- الاضرار التي الحقتها الحرب العراقية الايرانية بحركة التحرر ا ...
- المواقف الدولية من الحرب العراقية الايرانية
- كتاب لم يصدر الحرب العراقية الايرانية مخطط امبريالي
- الكتاب الخامس دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي تاليف زك ...
- حضوري مؤتمر لجنة الدفاع عن الشعب العراقي في لندن والمؤتمر ال ...
- الفصل الثامن ثماني سنوات في وطننا الثاني سوريا سفرتي الاولى ...
- سنتان من الحياة العائلية في براغ
- خمسة عشر يوما في دمشق
- الفصل السابع الارهاب البعثي وهروبي الثاني من الوطن
- الاعتقال الثاني 42 يوما اشد قسوة من عشر سنوات الاعتقال الاول
- العزلة في ظل الارهاب الدموي لحكم البعث
- اصدار كتابي الرابع ثورة 14/تموز
- الدفاع عن اطروحة الدكتورا في جامعة مويكو عام 1976
- في المؤتمر العالمي لعام المرأة
- الكتاب الثالث المرأة وافاق التطور في العراق
- العمل في جريدة طريق الشعب مسؤلة صفحة المرأة الاسبوعية والمكا ...
- للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد فهد صدر كتابي الثاني فهد وا ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الابعاد الى براغ