أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - العزلة في ظل الارهاب الدموي لحكم البعث














المزيد.....

العزلة في ظل الارهاب الدموي لحكم البعث


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 14:33
المحور: سيرة ذاتية
    


العزلة في ظل تصاعد الارهاب الدموي لحكم البعث
احدث التصاعد الهائل في اسعار النفط وبالتالي عوائده تطورا كبيرا في الطابع الطبقي لسلطة البعث. فمن ممثلة للبرجوازية الصغيرة الى ممثلة للبرجوازية البيروقراطية التابعة للراسمال العالمي, من خلال تحكمه باسعار النفط وطرق امداداته وما فرضه عليها من تحول في القاعدة الاجتماعية للنظام وعلاقاته السياسية الخارجية والداخلية. فصعد من ارهابه الدموي ضد الحزب الشيوعي ومن هيمنته على المنظمات الاجتماعية والمهنية واقامة مختلف الاجهزة الارهابية واصدار العشرات من القوانين والاحكام الجائرة بما فيها عشرات القوانين التي تحكم بالاعدام لاسباب سياسية. وتكريس وسائل الاعلام والتربية على تبعيث المجتمع والدولة. وصدرت احكام الاعدام بالجملة على مجندين بالموت لمجرد الاشتباه بعلاقتهم بالحزب الشيوعي. وشدد التضييق على جريدة , طريق الشعب , ومقرات الحزب الشيوعي.
وفي ظل تصاعد الارهاب في صيف 1978 وتزايد تنازلات قيادة الحزب الشيوعي امام ضغوطات حكم البعث , واشتداد الصراع داخل الحزب الشيوعي جراء ذلك, جاءتنا دعوة لزيارة المانيا الديموقراطية . وكانت سفرة رائعة فقد انزلونا في قصور تاريخية شامخة في عدة مصايف ببحيراتها الجميلة وزوارقها الانيقة وغاباتها الكثيفة. وبعد انتهاء الزيارة عدنا الى بغداد وسط تعجب الجميع لاسيما وقد غادر العراق معظم قادة الحزب الشيوعي بسبب تصاعد الارهاب, وتطوره من حملات الاعتقال والتعذيب حتى الموت والاغتيالات والاعدامات للمجندين وتحريم نشر اي نقد لسياسة الحكومة وحتى لسياسة بعض الانظمة الخليجية , الى ارهاب عام شمل تحريم دخول جريدة طريق الشعب الى الكليات والمعامل وحتى بيعها في مراكز بيع الصحف وتحريم وصولها الى الكثير من المدن, وتنفيذ الاعدامات بالجملة للمجندين , واختطاف الكوادر الحزبية . فتصاعد الصراع داخل الحزب الشيوعي والمطالبة بتحدي جميع القيودالمفروضة على جريدته ونشر تقرير اللجنة المركزية بقيادة زكي خيري الذي انتقد مجمل سير السلطة من منطلق حماية التحالف. ولكن سلطة البعث لم تتحمل ذلك ودعت الى اجتماع عاجل للجنة العليا للجبهة . وحضر الاجتماع زكي خيري لغياب السكرتير, وكان الاجتماع الاخير للجنة العليا للجبهة الوطنية التقدمية بقيادة البعث . ورفض زكي خيري قطعيا سحب التقرير !! او الاعتذار!! عما جاء فيه من نقد لسلطة البعث رغم شرر التهديدات الموجهة للحزب الشيوعي وله شخصيا. فقد كان الاجتماع بقيادة صدام حسين وكان نائب رئيس الجمهورية أنذاك.
وفي تشرين الثاني 1978 كلف زكي خيري بحضور مؤتمر الشعب العربي الذي عقد في دمشق . ولم يسمح له بالعودة . فبقينا لوحدنا الاطفال وانا في وضع ارهابي قاس. كانت مقرات الحزب تغلق الواحد بعد الاخر ويعتقل معظم الرفاق العاملين فيها وتعطلت جويدة الحزب ومع ذلك بقيت مع عدد من الرفاق نذهب الى مقر الجريدة والى مقر لجنة بغداد للحزب. ومن اجل طمأنة الاطفال وادخال البهجة على قلوبهم احتفلنا بعيد الحزب 31/اذار 1979 في البيت , فاعددت كعكة جميلة وارسلتها الى مقر الجريدة كما احتفلنا بعيد ميلاد الوالد في 12/نيسان 1979 رغم غيابه واوقد الاطفال الشموع وغنوا لوالدهم رغم تصعيد السلطة لمراقبتي ومحاصرة البيت بل والشارع الذي اسكن فيه وحرموا حتى على بائع المخضرات من دخول الشارع. واوقفوا سيارات امن سوداء في نهايتي الشارع. اخبرت بكل ذلك با قر براهيم الذي بقي الوحيد من القيادة يداوم في مقر اللجنة المركزية , لاعتقاده , كما قال لي,, بامكانية استمرار التحالف مع البعث وان ما يقوم به البعث مجرد غيمة عابرة يجب تحمل قصفها ورعدها !!وطلب مني ان استمر بكل مهماتي وان ازور جيراني!!
كان رعب الجيران يمنعهم حتى من المرور بالقرب من بيتنا او القاء نظرة نحوه ولكنهم كانوا يتحينون الفرص لتوصيل الطعام لنا عبر الجدران الفاصلة بيننا. وعند تعذر ذلك كنت اطبخ للاطفال حشائش الحديقة , عندما يتعذر على ام فؤاد الحضور . وبقي التلفون صامتا لعدة اشهر فلم يتصل احد لا من الاصدقاء ولا الاقرباء. واذا بشهرزاد ابنة زكية تزورني وهي تحمل الكثير من المواد الغذائية . وطلبت نصيحتي فيما تواجهه من ضغوط الامن للتعاون معهم , في امر امكانية سفرها الى اليمن . فنصحتها بالسفر الى اليمن فورا.
كان قلقي يشتد كلما ذهب يحيى ووداد الى المدرسة رغم قرب مدارسهم من بيتنا. فمدرسة وداد عبر الشارع الصغير الذي يفصل المدرسة عن البيت, في حين مدرسة يحيى كانت ابعد بكثير. وقد التزم الاثنان برعاية مشاعري, وكانا يحترمان وحدتي المسائية حيث كنت ابث اشواقي وعتابي لابيهم من خلال الغناء وانا اتمشى في الحديقة. وفي احد الايام تاخر يحيى عن العودة في الوقت المحدد, فاتقد القلق وجازفت بالخروج من البيت وترك وداد لوحدها والذهاب الى مدرسته ولم اجد الادارة وبحثت في ارجاء المدرسة واذا به جالسا على الارض في احدى الزوايا يقرأ قصة لا يستطيع تركها دون اكمالها تماما مثل ابيه!!
وفي اواسط ايار 1979 علمنا بان زكي حضر مؤتمر الحزب الشيوعي الفرنسي وعقد مؤتمرا صحفيا فضح فيه الحملة الارهابية التي تقوم بها حكومة البعث واعتقال عشرات الالاف من الشيوعيين واصدقائهم, وموت العديد منهم تحت التعذيب , وعن اشكال القتل بالسم والدهس و..الخ فادركت ان صبر الحكومة علي قد انتهى !! ولابد من معاقبتهم لزكي خيري بايذائنا. وفعلا في اليوم التالي المصادف 15/ايار /1979 تم اعتقالي . فقد حضر ثلاثة من الامن . وسألتهم عن سبب اعتقالي قالوا مجرد لقاء مع احد المسؤلين وتعودين . فقال يحيى بكل شجاعة , ساذهب معكم . رحب الامن بذلك واثار فزعي فانا متاكدة من سبب اعتقالي وما سامر به من ضغوط وتعذيب. فقلت ليحيى , كلا ستبقى تنتظر اختك بعد عودتها من المدرسة . وانا سابدل ملابسي . واستغليت الفرصة ولاسيما وقد تبعني يحيى فحذرته مما قال وطلبت منه اخفاء ما لدي من النقود واوصيته بالذهاب الى بيت ابو حسان وكان قريبا من بيتنا . وتلقى يحيى كل ذلك بشجاعة ودون تردد




#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدار كتابي الرابع ثورة 14/تموز
- الدفاع عن اطروحة الدكتورا في جامعة مويكو عام 1976
- في المؤتمر العالمي لعام المرأة
- الكتاب الثالث المرأة وافاق التطور في العراق
- العمل في جريدة طريق الشعب مسؤلة صفحة المرأة الاسبوعية والمكا ...
- للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد فهد صدر كتابي الثاني فهد وا ...
- اصدار كتابي الاول من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق
- تفرغ زكي خيري للعمل الفكري لرفضه قيادة البعث للجبهة الوطنية ...
- ولادة وداد
- الفصل السادس العودة للوطن سرا ولحياة الاختفاء الجديدة
- العودة الى موسكو ومواصلة الدراسة
- كفاحي لتعرية انقلاب 8/شباط / 1963الفاشي حطم جدران عزلتي
- الحياة الجامعية
- العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة با ...
- الابعاد الاول عن الوطن
- الاختفاء في زمن الحرية
- الحياة الجديدة حياة الحرية
- الفصل الرابع ثورة 14/تموز/1958 ابهج احداث حياتي
- حواري الداخلي
- من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - العزلة في ظل الارهاب الدموي لحكم البعث