قضايا الوطن ومعاناة شعبنا ومصير البشرية هي محور حياتنا العائلية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 14:29
المحور: سيرة ذاتية
    

قضايا الوطن ومعاناة شعبنا ومصير البشرية
هي محور حياتنا العائلية
لم يشغلنا وضع الابناء . فيحيى يتصل بنا بين فترة واخرى ويطمننا على سير دراسته وحياته الزوجية , ووداد بمرحها تنور حياتنا لاسيما وانها كانت تكافح بعناد من اجل تبديد تفكير السويدين بعدم قدرة اللاجئين على شغل المراكز المهمة في السويد , وحصرها بتنظيف البيوت وغسل الاواني في المطاعم او اقامة الاكشاك وبيع المخضرات!! فاجتازت دراسة اللغة السويدية بسرعة فائقة وعادلت شهادتها الجامعية ودخلت دورة محاسبة لتفرض عملها كمحاسبة في شركة سويدية!! فاصبحت مثالا يحتذى للكثير من العراقيين. وبقي ما يشغلنا هو عزوفها عن الزواج وما يصيبها من صداع نصفي شديد شهريا . وحاول والدها اقناعها بان انجاب الاطفال وحتى طفل واحد هو العلاج الوحيد لصداعها. ورغم كل احترامها له وتقديرها لارائه , بقيت مصرة على عدم الزواج. وحجتها , ان الحياة في السويد تطحن الانسان طحنا!! فبعد الدوام في العمل من الساعة السابعة صباحا حتى السابعة مساء مع احتساب وقت الوصول الى مكان العمل والعودة, تريدون مني ان اهتم بشؤن عائلة ورعاية مزاج زوج عراقي واعداد كل شيء له!! وتقلب الموضوع الى سخرية وضحك. وتسعدنا دائما بملاحظاتها اللامعة فكريا وسياسيا.
ولم تشغلنا القضايا المعيشية فكانت ولازالت متطلباتنا المعيشية بسيطة وتتناسب مع الحد الادنى للمعيشة في السويد كما حددته المسؤلة الاجتماعية السويدية
وبقي يقلقنا مصير الجزء الاول من مذكرات زكي خيري الذي اودعناه لدى نبيه رشيدات في دمشق . فقد اصبحت مكالماته بين مد وجزر. فلم يجد زكي خيري الاندفاع الكافي لكتابة الجزء الثاني, ولكنه استمر في كتابة الرسائل الى قيادة الحزب ومناقشة مواقفها من القضايا الاساسية لاسيما في مجال القضية المركزية وهي رفع الحصار الاقتصادي واسقاط الدكتاتورية والمواقف من المشاريع الامريكية لتجزئة العراق, ومناطق الحظر الجوي والقصف المتواصل لشعبنا , وعن قضايا التحالفات الوطنية وضرورة الخروج من المؤتمر الوطني الموحد. وانا اعمل معه اناقش المواضيع معه واعيد كتابة كل ما يكتبه حتى اخر يوم في حياته الغنية. فقد كانت متعتنا الرئيسية في النقاش وفي الكتابة, وذروتها في نشر ما نكتب وفي ما يثيره من نقاش في التنظيم لتطوير افكار الرفاق وافكارنا فنزداد معهم التصاقا بالوطن وبالقضايا التي تواجه البشرية.
كنا اسعد زوجين الى اخر يوم في حياة زكي خيري لا يكدرها سوى معاناة شعبنا وصعوبة توجيه كل القوى الخيرة من ابناء شعبنا نحو الهدف الرئيس , اسقاط الدكتاتورية , وتحصينها فكريا وسياسيا ضد المؤامرات والخطط الامبريالية لتشويه وعيها وتضليلها وشق صفوفها . ولم يشغلنا في الحياة سوى مصير شعبنا ومصير البشرية فنزداد سعادة مع كل نصر يحققه شعبنا , على ندرة الانتصارات وكل تقدم تحرزه البشرية سواء في المجالات العلمية والتكنولوجية ام في المجالات السياسية والاجتماعية. ونتحسس كل بوادر خروج الحركة الشيوعية العالمية من ازمتها. اذ لم تتزعزع ثقتنا لحظة بحتمية ذلك ونعكس ذلك على كل من حولنا . كنا نقرأ كثيرا فكانت هواية زكي خيري الفلسفة وهوايتي الاقتصاد ومتابعة اخر المنجزات العلمية والتكنولوجية. فاعدت قراءة الراسمال لماركس ومؤلفات سمير امين وتابعت كل ما يتيسر من البحوث الاقتصادية . ونتبادل ما يستجد علينا من معلومات . فكتبت بحثا عن البيريسترويكا , اعادة البناء , الشعار الذي استخدمه بالباطل غورباجوف وجماعته لانجاز انهيار الاتحاد السوفيتي وباقي المظومة الاشتراكية . فقد كانت اعادة البناء, ضرورة موضوعية لجميع الاحزاب الشيوعية فكريا وسياسيا وتنظيميا بعد كل ما اصابها من ترهل وسيادة البيروقراطية على قياداتها في البلدان الاشتراكية , والارتزاق والتمتع بالامتيازات في البلدان الاخرى , وتجميد النظرية وتشويهها لخدمة اهداف البيروقراطية الحاكمة في البلدان الاشتركية ولاسيما في الاتحاد السوفيتي وسيادة الخمول الفكر والاعتماد الكلي على ما يقرره قادة الحركة الشيوعية ولاسيما الحزب الشيوعي السوفيتي, وهيمنة الراسمالية على العالم من جهة, ومن الجهة الاخرى تطورات عصرنا عصر الثورة العلمية التكنولوجية , فرضت اعادة بناء الحركة الشيوعية وتطويرها فكريا وسياسيا وتنظيميا فضلا عن تطوير وسائل واساليب كفاحها بما يتلاءم ومتطلبات عصرنا وامكانياته. وتوصلت الى بعض الاستنتاجات العلمية ومنها ان علاقات الانتاج الراسمالية اليوم ليست في اعلا مراحلها وانما في احطها واخرها . ولم يتقبل زكي خيري ذلك في البداية وشبهها بما قاله كاوتسكي حول, ما بعد الراسمالية, فاوضحت له نقطة الاختلاف الرئيسية في راي مع كاوتسكي هي, انني لم اتحدث عما بعد الراسمالية وانما عن الراسمالية التي تسود العالم اليوم وانتقالها الى مرحلة اشد خطرا على البشرية من المرحلة الامبريالية بما جهزتها به الثورة العلمية التكنولوجية من امكانات لاستغلال عموم البشرية بانتاجيتها العالية , من ناحية, والقدرة على اخضاع كل البشرية لخدمتها او افنائها بما جهزتها الثورة العلمية التكنولوجية من اسلحة الدمار الشامل من ناحية اخرى. وفي نفس الوقت اصبح بامكان البشرية بفضل الثورة العلمية التكنولوجية البقاء والتطور بدون علاقات الانتاج الراسمالية. فقال لي زكي خيري ما اسعدني , لقد اصبحت منظرة بحق!!
قضايا

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات