أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اكرم هواس - يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..














المزيد.....

يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 22:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..

د. اكرم هواس- اكاديمي عراقي- الدنمارك

ان تكون نبيلا.. لا يعني بالضرورة ان تكون غنيا... ان تكون نبيلا... لا يعني ان تكون من علية القوم... ان تكون نبيلا.. لا يعني بالضرورة ان تتحكم بمصائر الناس... ان تكون نبيلا يعني ان تخدم الناس... ان تكون نبيلا يعني ان تحمل روح الله في قلبك و وجدانك.. ان تكون نبيلا يعني ان ترى الجميع بذات العين... ان تكون نبيلا.. ان تعطي بسخاء دون ان تنتظر كلمة شكر... او منصبا .. او بديلا...

هكذا كان الفيليون... نبلاء.. في ليلهم و نهارهم.... في حبهم و غضبهم...في وفرة عطائهم و في ندرة اخذهم... في مرحهم و ترحهم... في هيجانهم و صراخهم... في ابتسامهم و دموعهم.... الفيليون ساهموا في بناء العراق اقتصاديا... ساهموا في بناء الاحزاب سياسيا.. ساهموا في حماية الوطن بدمائهم... ساهموا في الدفاع عن القيم بارواحهم... دافعوا لرفع الظلم عن المظلومين...و ناضلوا في سبيل حقوق المهمشين...

لكن... وا اسفاه...سكت الجميع و الفيليون الى الموت يساقون ... و صمتت الاصوات كلها و هم يجلدون...صمت الاذان كلها و هم يصرخون...زاغت كل الابصار و هم يرحلون.....نامت كل الجفون و هم يسهرون... و استراحت كل الضمائر و هم يعذبون...و خرس الحق و نساؤهم يغتصبون.. و استسلم الجميع للباطل و اطفال الفيليين يشردون.... و ايتامهم يكثرون....و انصرف كل الى شأنهم و شباب الفيليين الى المحرقة يقتادون...

نعم... هكذا... تركوا ليواجهوا مصيرهم وحدهم...الفيليون.. خذلهم اصدقائهم... خذلهم رفاق الامس.. خذلهم من ضحوا من اجلهم... خذلهم من اعطوهم خبزهم... خذلهم من جعلوا من اجسادهم فراشا لهم... خذلهم اصحاب المبادئ و الساعين وراء السلطان...خذلهم اصحاب المال و الفقراء... خذلهم الاقوياء و الضعفاء... خذلهم المجاهدون و القاعدون... خذلهم الثوار و المنتفعون... خذلتهم.... جمهورية العدل و دولة المستضفين... خذلتهم ارض السلام.... و خذلهم منبع الحضارات و الانبياء...
و دارت الايام... و سقط الصنم... هكذا يقولون... عاد الجميع الى ارضهم... الى اوطانهم... الا الفيليون.. ما يزالون مشردون.. لا تأويهم ارض.....لا يأبه لحالهم ظالم او مظلوم... و لا يلم جراحهم وطن... و لا يجد جثث ابنائهم احد... اسمائهم ضاعت... قبورهم ليس لها وجود... حقوقهم... لا يضمنها قانون... كل هذا و الجميع يعرف....ان مأساتهم مستمرة و تتجدد كل يوم....و ان جرحهم عميق ...وممدود... ممدود... و ان الامهم ليس لها حدود...

ارتفت الرايات....و كل عاد الى عصبيته... الى تاريخه البعيد... الا الفيليين... لا يحق لهم ... لا هذا و لا ذاك...اخوان لهم... جعلوا من حلبجة معبدا للعزة... و اخوان لهم.. جعلوا من الحسين مزارا للاحرار... اما الفيليين ...فلم يذكرهم احد....حتى و هم يحملون جسد حلبجة و روح الحسين... لم ينصفهم احد و حقهم واضح... لم يعترف بهم احد.... و تاريخهم جلي ناصع.... لم يسمعهم احد و همهم يدك الجبال.... و لم يؤاسيهم احد و ظلمهم يندى له الجبين... لم يبكيهم احد رغم شوقهم كله و الحنين...

أ هكذا هي الاخوة... أ هكذا كان الوعد... أهكذا كانت الامال و الاحلام.... هل ذلك ثمن الدماء و الاهات... كيف ستقرأ الاثار و مأثرة الامجاد...سؤال للتاريخ...و لكل من يحمل روح السلام....هل يكفي ان نقول... سلاما...روح الشهداء... سلاما...روح النبلاء...الكرام؟؟...



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....5
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....4
- ذاكرة سلطان... عادل.. و ذاكرة جارية...طائعة..
- ملف المرأة
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....3
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....2
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....1
- انا حر... فقد اصبحت صديقا للشيطان..
- عرقنة مصر...وطغيان ديمقراطية القصاص
- اوراق مؤتمر ستوكهولم....6
- اوراق مؤتمر ستوكهولم....5
- اوراق مؤتمر ستوكهولم....4
- اوراق مؤتمر ستوكهولم....3
- اوراق مؤتمر ستوكهولم....2
- اوراق مؤتمر ستوكهولم.... 1
- قوى التغيير و تحديات الثورة
- ثورة ديمقراطية ام ثورة الثنائيات..؟؟
- خاطرة المشهد... الثوار يصنعون من ضحاياهم قديسين..
- بيروستريوكا متأخرة ؟


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اكرم هواس - يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..