أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اكرم هواس - بيروستريوكا متأخرة ؟















المزيد.....

بيروستريوكا متأخرة ؟


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بيروستريوكا متأخرة ؟

قراءة في برنامج الحزب الشيوعي العراقي (2)
د. اكرم هواس – اكاديمي عراقي-الدنمارك

في المقالة السابقة ( اشكاليات التواصل) حاولت تقديم صورة للحزب الشيوعي من خلال زاوية علاقة الحزب بالمجتمع العراقي و هموم الناس. في هذه المقالة سنحاول رسم صورة للعلاقات الداخلية و احتمالات تطورها من خلال بعض الافكار التي قد تدفع باتجاه نشوء تيارات ربما تغير من الواقع التاريخي للحزب. في طرحنا لهذا الموضوع فاننا نحاول ان نتجاوز التصنيفات الكلاسيكيات في التراث الماركسي مثل (ازمة اليسار) و (الانشقاقات الحيوية) و(الريفيشيونيزم). نحاول ان ننظر الى التطورات من رؤى و مفاهيم متعددة تعكس جدلية العلاقة بين مسألة الالتزام المبدأي في التاريخ الماركسي و التطور الاجتماعي السياسي في عالم اليوم.

تطور... انفتاح...او...؟
يوم امس السبت 13 اب 2011 دعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك بعض المثقفين و الفنانين العراقيين في العاصمة كوبنهاغن الى مناقشة مفتوحة حول البرنامج الجديد للحزب.
كاتب هذه المقالة كان احد المدعوين و قد شكرت منظمة الحزب خاصة ان اغلب المدعوين كانوا اعضاء سابقين في الحزب و لذلك فقد شهد النقاش نوعا من العتاب المرفق بنقد شديد لكل شيء في الحزب اي ليس فقط البرنامج و النظام الداخلي الذي لم اطلع عليه لاني كما اوضحت في مداخلتي ( لست منتميا كما لم تكن لي تجربة سابقة مع الحزب لا انتماء و لا حتى صديقا رغم انه كانت لي و ما تزال صداقات مع شيوعيين كما مع اعضاء في احزاب اخرى). النقد شمل ايضا هيكلية الحزب و قيادته و علاقاته البراجماتية مع القوى السياسية الاخرى و افتقاد العلاقات الداخلية الى الشفافية و الديمقراطية الحقيقية و ظهور مظاهر النفعية في الانتماء للحزب ....و.... اشياء كثيرة.
الملاحظة المهمة في هذا الاطار هي تأكيد مسؤول منظمة الحزب في الدانمارك (ابو نهرين) بان هذه الندوة المفتوحة مع المثقفين و التي ستتكرر هي مبادرة خاصة ولا تمثل توجيها من الحزب و قيادته...! هنا يبرز تساؤل مهم و هو... هل تقود منظمة الدانمارك بيروسترويكا هدفها تحديث الحزب ام ان المبادرة تعكس حالة فقدان التوازن في الحزب بحيث ان الحزب اصبح مظلة عامة لمجموعة غير متجانسة و ربما متناقضة من الافكار و ربما تنظيمات مختلقة في توجهاتها؟

حالة كورباشوفية
لمناقشة هذه الفرضية لابد من تأكيد نقطتين هامتين يمكن استخلاصهما من المناقشات... اولاهما ان قيادة الحزب تعيش حالة كورباشوفية فهي فقدت التواصل مع التاريخ و المبادئ الماركسية كما انها تبدي عجزا جوهريا في وضع استراتيجية مستقبلية واضحة و هذا ما يمكن تلمسه من خلال ادارتها في علاقات الحزب داخليا و خارجيا. ثانيا ان برنامج يحتوي كل متناقضات الوضع السائد في العالم سواء ما يتعلق منها بالافكار و الرؤى او السياسات والاليات المتبعة من قبل الدول و النظم الدكتاتورية و المهيمنة على مقدرات العالم. ففي الوقت الذي يدعو فيه البرنامج الى التضامن مع الشعوب فانه ينص على دعم (الشرعية الدولية) التي بموجبها تم احتلال العراق (بالاضافة الى افغانستان و الطريق مفتوح لاحتلال بلدان اخرى مثل ليبيا, سوريا, ايران, باكستان, كوريا الشمالية....الخ) و كذلك دعم (الاستعانة برؤوس الأموال الخارجية واجتذابها) و لا ادري ان كان معدو البرنامج يعرفون اي شيء عن مأسي سياسات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي التي اعاقت التنمية في الدول الفقيرة و رسخت تبعيتها للغرب عن طريق الشروط القاسية لمنح القروض و غيرها. و كذا بينما ينتقد البرنامج المحاصصة و الطائفية و الفكر القومي الشوفيني فانه يدعو الى احترام القوميات و الاثنيات و يقسم الشعب العراقي الى عرب و اكراد و تركمان.......و ... الخ مما نجده في كلام كل السياسيين.
لا اريد ان اطيل و لكن المشكلة الاساسية هي ان البرنامج يأتي على ذكر اشياء كثيرة دون التوقف عند السؤال الجوهري المتعلق بواحد من اهم مبادئ الفكر الماركسي و هو كيف يمكن ربط كل هذه الاشياء بعضها ببعض و ما هي اهميتها المرحلية و التاريخية.
هاتان النقطتان توحيان و كأن الحزب يعيش فعلا حالة من البيروسترويكا المتأخرة و لكن بينما ادت افكار و سياسات كورباشوف الى سقوط الاتحاد السوفيتي و كل الكتلة الشرقية خاصة في اوروبا و تم حل كل الاحزاب الشيوعية فيها ( و ان عاد بعضها بشكل ضعيف كا غير البعض الاخر اسمائها و لكن دون جدوى) فالسؤال هو ما الذي يمكن ان تؤدي اليه بيروستريكا الحزب الشيوعي العراقي؟ هل سيحل الحزب نفسه او يغير اسمه و ماذا يمكن ان ينفعه في ذلك او انه سيتلاشى تدريجيا دون ان يترك اثرا مستقبليا.... ام انه سينهض مجددا و بأي شكل اذا كان ذلك ممكنا ؟؟؟؟

تروتسكي و ستالين في مواجهة جديدة
لاشك ان الحزب الشيوعي كغيره من الاحزاب يواجه اسئلة كثيرة و يقف امام احتمالات و سيناريوهات متعددة في عالم متغير يصعب فيه ايجاد نقاط ارتكاز و تكثر فيه المبادرات و ان كان اغلبها مبادرات تعبر عن السخط و العجز اكثر مما تعبر عن رؤى و استراتيجيات مثمرة. و في هذا الاطار فاني اعتقد ان مبادرة منظمة الحزب في الدانمارك لا تختلف كثيرا و لكن ربما تمثل بدرجة ما تفاعلا جديدا و ان كان بشكل بسيط و بطيئ ولكن المؤكد هو انه لا يمكن الجزم بما ستتركه هذه المبادرة على مسيرة حزب تاريخي تمتد اذرع حلقاته التنظيمية و الفكرية الكثير من بقاع العالم. حتى نستقرأ اي شيء لابد من معرفة حجم منظمة الدانمارك و تأثيرها الفعلي وسط الحلقات الاخرى و لكن المناقشات التي جرت توحي بسيناريوهات متعددة منها حالتان ثوريتان جديدتان و هما تروتسكية جديدة وستالينية جديدة بالاضافة الى مظاهر متجددة من ماركسية اسلامية و ماركسية ليبرالية يقتربان بشكل ما من افكار كرامتشي.
تروتسكي المثقف و فكرته عن الثورة المستمرة قد يجدان نفسيهما يتجددان في المطالبات الكثيرة بضرورة توفير الفرص للمثقفين للعب دور اكبر في رسم دور الحزب الشيوعي في مسار العام للتطور الاجتماعي و السياسي في العراق. مثل هكذا دور اكبر للمثقفين يذكر بافكار تروتسكي عن الثقافة و الثورة المستمرة في مفهوم جديد يكمن في امكانية التغيير المستمر كون المثقف يراقب المجتمع و ينتج افكارا لتطويره بشكل دائم و لان التغيير المستمر سيضمن الفعالية و التجديد و بالتالي الحيوية و الاستمرار ليس فقط للحزب و انما للمجتمع باسره.
ام ستالين المتشبع باسس الثقافة القوقازية التقليدية و المارسات العسكرية الصارمة فقد يجد طريقه الى عقول مجموعات شبابية في محالة لتجاوز الازمة المتمثلة بالعجز السياسي. التجربة الستالينية قد تمثل الية سياسية اجتماعية للرد بقوة على تنامي قوة الاسلام السياسي و محاولة لبناء نموذج فكري سياسي يستقطب الناس الملهمين (بانجازات) الاسلاميين ضد الهيمنة الغربية.
و لكن هل يمكن جمع هاتين التجربتين اي التروتسكية و الستالينية المتناقضين في تركيبة تضمن استمرار الحزب الشيوعي عن نقله من مركزية حزبية الى مركزية مجتمية, او انهما سيتواجهان لتفجير الحزب و خلق بدائل مختلفة؟ المهم في الامر اننا لا نتحدث هنا عن وقائع ملموسة و انما عن مؤشرات لنزعات قد تنمو لتصبح حقيقة سياسية اجتماعية و قد يلفها العجز كما يلف غيرها.

تراث كرامتشي
البديل الاكثر واقعية في زمن العولمة و التطور التكنولوجي الذي يسمح للجميع بابداء ارائهم و الى درجة ما للمطالبة بحقوقهم مما رسم مسارا اكثر توسعا للطموح السياسي لفئات و جماعات مهمشمة و لافراد تنتمي للاحزاب و المنظمات دون الالتزام الفعلي بالقيم الاخلاقية و المبدأية فانه قد يتمثل بتراث كرامتشي الذي اغنى الفكر الماركسي بادخاله مبادئ التعددية الثقافية و السياسية بديلا للمركزية و التسلطية التي سادت التجربة السوفيتية و الاشتراكية السابقة بعموميتها.
افكار كرامتشي عن الانفتاح و الهيمنة الثقافية عن طريق بناء (دولة) المجتمع المدني حيث يفقد المجتمع السياسي (التقليدي) اهميته مانحا مكانته الى المؤسسات و المواطن.... هذه الافكار قد تلهم بعض الشيوعين للعمل على بناء مجتمع هدفه خدمة الناس بغض النظر عن كونهم (اسلاميين في العالم الاسلامي او ليراليين على المستوى العالمي) طالما ان افكارهم و ممارساتهم تدعم هذا الاتجاه.

خلاصة اولية
كما قلنا بشأن التجربتين التروتسكية و الستالينية فان ذات الشيء يمكن ان يقال عن احتمالية بروز تيار كرامتشيوي و ان كان هذا الاخير يتمتع بفرصة اكبر الا ان الوضع الحالي سواء في العراق او العالم كله يبقئ مفتوحا لكل شيء طالما ان الازمات تعصف بكل المجتمعات الفقيرة و الغنية , الصغيرة او الكبيرة, المتطورة و النامية.....الخ
الخلاصة الاولية هي اننا نعيش في عالم تتلاطم فيه الافكار كما تتلاطم المصالح و هذا يوفر بيئمة ملائمة لظهور تيارات سياسية اجتماعية قد لا ينتبه اليها الكثيرون. ما اطرحه هو للنقاش العام و ليس لكي اسجل نتائج او حقائق. اي ان كل ما ذكرته يحتاج الى الكثير من الدراسة و التمحيص و انا بدوري ساحاول جهدي المتواضع في مقالات مقبلة....



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اكرم هواس - بيروستريوكا متأخرة ؟