أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - خاطرة المشهد... الثوار يصنعون من ضحاياهم قديسين..














المزيد.....

خاطرة المشهد... الثوار يصنعون من ضحاياهم قديسين..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 19:19
المحور: حقوق الانسان
    



خاطرة المشهد
الثوار يصنعون من ضحياهم قديسين..؟!

قتل القذافي و سحلت جثته في الشوارع.... نعم هكذا...و لكنه للاسف ليس هذا المنظر حالة استثنائية في التاريخ الحديث في زمن انتشرت فيه افكار حقوق الانسان..و...و.. ولو تجاوزنا القذافي و ابنائه و اعوانه.. ماذا عن حقوق ملايين الناس في العالم و هم يشاهدون هذا المنظر الرهيب للقتل و الدماء على شاشات التلفزيون؟ ماذا عن حقوق الاطفال الذين ستخلق هذه الصور الفظيعة عقدا في منظومتهم النفسية و ستشكل منبعا للازمات طوال حياتهم؟ هذه الاسئلة موجهة للغرب حيث ينشط المدافعون عن حقوق الانسان و حقوق الطفل و حقوق الحيوان...و..و...الخ هذا الغرب الذي لم يكتفي بدعم هذا السلوك من الثوار في ليبيا و قبلها في العراق و غيرهما الكثير.. بل دخل بشكل مباشر دون ان تجفل له عين ازاء خرقه لقوانين و مبادئ صم اذان الناس بها.

اه... وقبل ان ننسى حقيقة مهمة و هي ان الذي جرى كان بيد مسلمين يؤمنون بمنظومة اخلاقية تمنع بشكل قطعي قتل الاسير و التمثيل بجثته.. بماذا سيؤول اصحاب المقامات الرفيعة من الاوصياء و المستحكمين برقاب الناس هذه السلوكيات المتجذرة في انسان ما قبل الانسان او الكائنات البشرية ما قبل الثقافة و الدين و التعرف الى الله و الفصل بين الحق و الباطل؟

هل ما زال الانسان يتعامل وفق الاسس التاريخية ...السن بالسن...و البادي اظلم... ام ان المفروض ان البشرية تجاوزت تلك المرحلة البدائية لتقنين النظام الاجتماعي و ابتكر بدائل تضمن حتى حق المجرم كونه انسانا قبل ان يصبح مجرما؟ بل ان الاشكالية الكبرى تكمن في... ما هو الخيط الرفيع بين الحضارة و الهمجية؟ هل نحن كائنات متحضرة؟ خطابنا الاعلامي يثير الاشمئزار... انه يخترق كل شيء و يضع حدودا قاسية و مؤلمة لمنظومتنا المفاهيمية... وفق منطق الجرذان الذي ساد الثورة من كلا طرفي النزاع , هل يمكننا ان نستنتج ان جرذانا قتلوا جرذا او جرذانا اخرين؟ هل يستطيع القذافي و اعوانه او الثائرين عليه ان يثبتوا لنا ان الجرذان ترقص على جثت قتلاه كما فعل الثوار على جثة القذافي و جثة ابنه و اصحابهم؟ بل هل يستطيع العلم الحديث ان يثبت ان اي نوع من الحيوان او الطيور او الحشرات او اي مما خلق الله تفعل ذلك؟ باي منطق اخلاقي يمكن وصف الرقص على جثث الموتى في زمن الثقافة و الفن الرفيع كما كان يفعل الانسان البدائي؟
في الزمن الحديث لم يحدث الا نادرا ان تعامل الثوار المنتصرون مع ضحاياهم بما بشير الى احترام حقوق الانسان او المنظومة الاخلاقية الاسلامية. اتذكر جيدا مقابلة تلفزيونية مع احمد جبريل حول احداث حرب لبنان قال فيها مفتخرا انه و رفاقه كانوا يدوسون على جثث رفاقهم القتلى حتى يستمروا في تقدمهم....هكذا...!!! انه كلام يدمي الروح... كلام يجمع بين عنفوان الثورة و قداسة الرسالة او المهمة المناط بها الانسان ...و لكن اين موقع الانسان نفسه من هذا؟... لماذا يتم تحويل التعامل مع السلوك الى تعامل مع الوجود؟ هل الهدف هو رفع الظلم ام قتل الظالم بطريقة ظالمة؟ او لسنا بهذا نبني اليات جديدة للظلم... بل اهم من هذا كله اننا نصنع من ضحايانا قديسين؟ وهل هذا السلوك هو صفة اليساريين المتحضريين ام الملتزمين بوصايا الانبياء ام الليبراليين المدافعين عن الحرية... ام صفتنا جميعا؟

الرفاق في الاتحاد السوفيتي قتلوا جميع افراد العائلة القيصيرية عند نجاح ثورة اكتوبر 1917 ثم اعادوا الكرة مع افراد عائلة الملك الافغاني عند احتلال افغانستان سنة 1979. بين هذا التاريخ و ذاك قامت جموع عراقية مصابة بهستيريا انتصارالثورة بقتل افراد العائلة المالكة في بغداد و مثلوا بجثثهم ايما تمثيل....ثم جاءت الطامة الكبرى حيث اصبح العراقيون و غيرهم كثيرون من المقاومين للاحتلال الاميريكي يمسكون بالرجال النساء و يذبحونهم امام الناس كما كان يفعل رفاق صدام حسين من قبل... مرة اخرى اين الخيط الرفيع بين الحضارة و الهمجية؟

القوى الغربية المتحضرة تقتل الشعوب كما كانت الجماعات البدائية... ثم تقتل الحكام و الرموز لتخلق اليات للصراع المستمر و الشعور الابدي بالذنب لدى من يبقى عل قيد الحياة من تلك الشعوب....و لكن لماذا ننتقد الغرب و تاريخنا هو تاريخ القتل و صنع القديسين؟ هل فكر الثوار بان ما فعوله مع القذافي سيحوله من دكتاتور الى مدافع عن بلاده ضد الاحتلال الاجنبي... من ظالم الى ثائر في سبيل الحق... من مجنون الى شهم... من مجرم الى شهيد و من معتوه الى قديس؟

لماذا لا نتعلم من التاريخ بل و من تجاربناالبعيدة منها و القريبة؟ لماذا هذا الميل الشديد للانصياع و الانقياد وراء ذاتيتنا الماورائية؟ لماذا هذا التخاصم مع بين المبادئ و العقل في نفوسنا؟ لماذا و لماذا.... اسئلة كثير لا تنتهي... و لكن دعنا نلخص المشهد... ان الليبيين نجحوا في ثورتهم... او هكذا يبدوا... و لكنهم سقطعوا كما فعل غيرهم في تجربتهم الانسانية... لا ادري ان كنا نهنئهم في التخلص من الدكتاتور.... ام نواسيهم في سقوطهم الاخلاقي التاريخي...؟؟؟؟ سحل جثة ميت و الرقص عليها في الشارع ليس انتصارا في حسابات القيم و ان كان يمثل اعلى مظاهر القوة... فعلها العراقيون من قبل و قد دفعوا و ما يدفعون ثمنا باهضا... كل ما نرجوه ان لا يدفع الليبيون مثله في ايامهم القادمة.. و ان كانت المؤشرات للاسف لا توحي بما يحمد عقباه.. و اخيرا ان قديسا اخر...ربما سيضاف الى سجل القديسين دون ان يقدم لنا تجربة تستحق القداسة..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروستريوكا متأخرة ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - خاطرة المشهد... الثوار يصنعون من ضحاياهم قديسين..