أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اكرم هواس - اوراق مؤتمر ستوكهولم.... 1















المزيد.....

اوراق مؤتمر ستوكهولم.... 1


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 23:34
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اوراق مؤتمر ستوكهولم....1
ملاحظات اولية...


بدعوة من وزارة الهجرة و المهجرين العراقية عقد قي الفترة بين التاسع و الحادي من الشهر الجاري مؤتمر للجالية العراقية في العاصمة السويدية. المؤتمر كان مخصصا للجالية العراقية في اوروبا و كان احد الاهداف المعلنة له يتعلق بمساهمة الدياسبورا العراقية في تنمية بلدها الام و هذا ما دعاني انا شخصيا و من المؤكد اخرين غيري ايضا للمشاركة.

بعد انتهاء المؤتمر كنت قد وعدت زملائي و اصدقائي ان اكتب مجموعة مقالات عن طبيعة التحديات التي تواجه قضية التنمية التي كانت محور الورشة التي كنت احد المشاركين فيها. في هذه المقالة التي ستكون اولى تلك المجموعة سابدأ بتقديم ملاحظات اولية ستشكل مدخلا للمقالات اللاحقة و التي ستكون اكثر دقة و اختصاصا. على كل حال فان هذه الملاحظات لا تعتبر نقدا لاحد بقدر ما تتعلق بالعلاقات المجتمعية اي نمطين مهمين من العلاقات و هما العلاقة بين الدولة و المجتمع و كذلك العلاقة بين السلطة و التنمية. في المقالات التالية ساوضح هذه المفاهيم و ساعمل على ربطها بشكل مباشر بقضية التنمية.

الملاحظة الاولى هي اني كنت اعتقد او على الاقل اتمنى ان اجد اجواء المؤتمر تتسم و تؤكد هذا المعنى اي دور الجالية العراقية في تنمية العراق الا ان الجلسة الافتتاحية قد اطاحت بكثير من الاحلام وأكدت الاساطير التاريخية حول المؤتمرات التي تنظمها حكومات العالم العربي فلم اجد حضورا لوزير التنمية السويدية كما كنت قد فهمت و لا حضورا لاي متخصصين من وزارات عراقية ذات صلة بالتنمية بل ان الجلسة الافتتاحية كادت ان تتحول الى هرج و مرج لولا تدخل الوزير الذي حور في جدول الاعمال لصالح سماع شكاوى بعض الحاضرين الذين علا صوتهم بالمطالبة في حقوقهم او حصصهم من كعكة العراق بدلا من مساعدة شعبه الذي يزداد فقرا.

الجدول الاساسي الذي لم نطلع عليه الا اثناء الجلسة كان متسما بالخطابة المهرجانية التي لا تترك للحاضرين سوى التصفيق مما اغضب احدى المشاركات الثوريات و دعتها الى مقاطعة خطاب احد المتحدثين و الطلب منه سماع (ارائنا) و كان ذلك طلبا شرعيا و مشجعا لولا انزلاقها و من بعدها اخرون الى الشكوى من عدم حصولهم على التقدير ماديا او معنويا نتيجة نضالاتهم الطويلة التي تخللها السجن و الحرمان....و....و.. من اجل العراق. و عليه فان الملاحظة الثانية تتعلق بغياب او تغييب رأي المتخصصين من ابناء الجالية العراقية في وضع اولويات المؤتمر.

ملاحظة ثالثة تتعلق بمشاركة متواضعة من المرأة في المؤتمرحيث ان عدد المشاركات كان شحيحا جدا و هذه الحقيقة المرة تفتح امامنا تساؤلات كثيرة عن تحرر المرأة و دور نصف المجتمع في التنمية و امكانيات المرأة و استقلاليتها...و....و...الخ

الملاحظة الرابعة تتعلق بقضية غاية في الاهمية و هي مستقبل المهاجرين العراقيين في بلاد المهجر. كنت اود ان اطرح هذا الموضوع لكني مثل الكثيرين لم احظى بفرصة التكلم في الجلسة الافتتاحية و الجلسة العامة الوحيدة. في المقابل استطاعت احدى المشاركات و التي كانت اكثر جدية من زميلتها السابقة اختراق النمطية في حق الكلام و طلبت من وزارة الهجرة و الحكومة العراقية بصورة عامة ضرورة التدخل من اجل مساعدة العراقيين غير الحاصلين على حق اللجوء ضد محاولات السلطات في السويد لارجاعهم قسرا. كما ذكرت هذا موضوع مهم جدا ساعود اليه لاحقا لكن مؤقتا يمكنني القول انه رغم مداخلات متعددة لم يتم الوصول الى رؤية واضحة فقد كان هناك سوء فهم للقوانين السويدية و لامكانيات الحكومة العراقية في التدخل.

ملاحظة خامسة التي تستند الى الانطباعات الاولى للمؤتمر هي انه قد ظهر جليا ايضا انه كان هناك لبسا واضحا حول اهداف المؤتمر و تخبطا كبيرا في التنظيم و عجزا مزمنا في الادارة. فرغم محاولات القائمين باعطاء صورة مغايرة الا ان التنظيم العام كان يتسم باسلوب top-down اي مسار فوق-تحت وone-way communication اي ان طرفا واحدا يتكلم و الطرف الاخر او الاطراف الاخرى يستمعون فقط. هذه الملاحظة تتعلق بشكل مباشر بقضية الديمقراطية و خاصة فيما يرتبط بواحد من اهم اسسها و هو المشاركة التي تعتبر ايضا اساسا مهمها في التنمية الحديثة.

ملاحظة سادسة تؤشر مرة اخرى مشكلة التنظيم ظهرت هذه المرة في نهاية الجلسة الافتتاحية فجدول الاعمال لم تكتمل و الكثيرون ممن سجلوا اسمائهم للتكلم تم تجريدهم من هذا الحق شأنهم شأن كل الاخرين الذين رفعوا ايديهم او حاولوا بطريقة او اخرى ان يصلوا الى الشخص الذي كان يسجل الاسماء و لكن دون جدوى. الطامة الكبرى لم تكن هنا فقط بل كانت في اللحظات التي تلت انتهاء الجلسة حيث طلب من الجميع تسجيل اسمائهم للمشاركة في الورش. هنا اصبت انا بدهشة اخرى لاني كنت اعتقد ان هذا الامر قد تم مسبقا مثل شأن المؤتمرات الاخرى لكني اكتشفت ان شيئا من هذا لم يتم ليس فقط بسبب عدم دقة الهدف كما ذكرت سابقا و انما ايضا و ربما هذا هو العامل الحاسم و هو حيرة القائمين على المؤتمر في قضية (لمن توجه الدعوة)..... فالمجتمع العراقي منقسم على ذاته بجميع الاتجاهات و وزارة الهجرة لابد ان تؤكد انها تمثل الجميع و لذلك فان الحيرة كانت حول اسئلة مهمة مثل هل يجب توجيه الدعوة الى ممثلي الطوائف و الاديان و العرقيات ام الاحزاب و المنظمات ام المختصين.....الخ. اعتقد ان المنظمين لم يصلوا الى اتفاق واضح و لذلك تركوا الامور كي تجري على هواها.

على العموم فان الورش الستة المطروحة كانت تبدوا للوهلة الاولى بانها تستند الى رؤية طموحة الا انها كانت تفتقر الى الدقة في الهدف و اليات العمل و بشكل ما فانها كانت تجمع نقيضين و هما الانفتاح على افكار جديدة و مساهمة فعالة بينما بدا واضحا احتفاظ المنظمين بحق وضع الاطر و الهيكليات. و هذا ما كان يذكرنا بمفاهيم التنمية التخطيطية او الممنهجة. الاشكالية التي اعتقد انها ترتبط بهذه المفاهيم في الواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الحالي هي ان العراق يعيش حالة فوضى عامة و عليه فان محاولة وضع اسس جامدة انما تزيد من حالة الفوضى و لا تضع لها حدودا او يجد لها حلولا.

هذه الفوضى و المصالح الخاصة انعكست ايضا في اختيار المشاركين لهذه الورشة او تلك فبينما اندفع الكثيرون الى ورشة الكفاءات و التي كانت ستناقش عودة الكفاءات و الامتيازات التي يمكن ان يتمتعوا بها فان ورشة دور المرأة لم تستقتطب الكثيرين حتى من النساء القلائل المشاركات. اما ورشة التنمية فتلك قصة اخرى او هي القصة الحقيقية بالنسبة لي.
المقالة القادمة ستناقش بعض الافكار المتعلقة بالنماذج المختلفة للتنمية في اطار الوضع الحالي للعراق...



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى التغيير و تحديات الثورة
- ثورة ديمقراطية ام ثورة الثنائيات..؟؟
- خاطرة المشهد... الثوار يصنعون من ضحاياهم قديسين..
- بيروستريوكا متأخرة ؟


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اكرم هواس - اوراق مؤتمر ستوكهولم.... 1