أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - سؤال للمستقبل القريب














المزيد.....

سؤال للمستقبل القريب


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 03:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سيتحدث أبناء جيلنا, أو الجيل الذي سيعقبه مباشرة, بصيغة الماضي الناقص عن النظام الحالي بعد السقوط, عندما يتحدثون أو يكتبون أو يُدرّسون, أو عندما يتذاكرون ويتسامرون, أو يروون لأبنائهم تاريخ بلدهم بقولهم:
كان النظام القديم البائد يقوم على ما كان يعرف بالاستبداد المطلق, كان الزعيم نصف اله, صنمي, يُعبد وعلى استبداده يُشكر ويُحمد. نظام كان قائما على التشبيح, وأدخل مصطلح ومفهوم التشبيح في علم السياسة على انه آلية إقامة دولة أمنية ليست دينية ولا علمانية ولا مدنية, وليست ديمقراطية . ليست ملكية ولا جمهورية, ليست مصاغة على نموذج سابق مما عرفه التاريخ, ولا عصرية تشبه الدول القائمة في مشارق الأرض ومغاربها. الأمن فيها والأمان ليس للإنسان, وانما للسلطان وعائلته وأعوانه من المنتفعين بهذا الكيان.
ويستطردون في وصف ما كان فيضيفون : كان الوزير فيها شبيحا, والسفير شبيحا, وعضو مجلس الشعب شبيحا, والموظف السامي شبيحا , والأستاذ الجامعي شبيحا, والإعلامي شبيحا وناطق رسمي بالتشبيح موكول اليه تلميعه وتعميمه. بعض رجال العدالة كانوا شبيحة . كان هناك قضاء في غالبيته قضاء محاكم استثناء يستمد مشروعيته من قانون الطوارئ واستنادا لأحكامه يصار ,تشبيحا, التجريم والمرافعات والعقوبات. كان الفنانون في غالبيتهم بهلوانات شبيحة يزينون الواقع المزري, ويزيفون الحقائق, و يسطون على التاريخ فيحرفونه بمسلسلات ومسرحيات وادعاءات .. كان الحزبيون أدوات تشبيح غير مرتدة, كانوا يعملون في فن التوجيه الحزبي والتثقيف, وتأميم الأفكار لتصبح ملكية جماعية للحزب وبالتالي "فكرا" حزبيا منزلا تنزيلا لا يأتيه الباطل من حوله ولا من أسفله. كان للتشبيح مؤسسات وشعارات ودرجات ومراتب وحصانات.. كان التشبيح بكل أصنافه وأدواته ورجالاته وكل المعلوم عنه وعن طبائعه ــ والمجهول بطبيعة الحال أكثر وأعجب ــ تحت سلطة وتوجيه وإدارة وحماية رجال الأمن ليس امن المواطن, وانما امن ذلك الكيان المافيوي الذي كان يُسمى نظاما.
وسيتابعون :النظام القديم البائد الذي امتد نصف قرن اخرج سوريا من عصرنا نصف قرن. كانت امال شعبنا عظيمة وكبيرة بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي. آمال في الحرية والحياة الكريمة وبناء دولة عصرية يُحترم فيها الإنسان وحقوق الإنسان. كان شعبنا عاطفيا كغيره من الشعوب العربية وحالم أكثر مما هو فاعل. غاب, او غُيّب والأمر سيان, عن المشاركة في صنع المستقبل وبناء الدولة. خرج, او أُخرج من السياسة , الأمر سيان. وفي هذا الغياب أو التغييب ورثت الاستعمار أنظمة حكم بطريق التسلط والانقلابات العسكرية, وورث بعضها بعضا. كان الشعب حينها ومن خارج السياسة, يصفق للقادم إلى أن يرحل ويمجد البديل إلى أن يرحل, تفاؤلا أو خوفا أو تقية, الأمر سيان, إلى أن استقر الأمر للأسرة الاسدية فاستقر التصفيق واستمر 42 عاما دون انقطاع.
ويضيفون : جاءت الثورة السورية بعد اضطهاد مستمر عمره فقط 42 عاما. ضرب فيها الثوار من شعبنا أمثلة رائعة في التضحيات فقدموا من صفوفهم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين من أجل الحرية.. وضربت فئات أخرى من شعبنا نفسه أمثلة مخزية تمثل بعضها بتأييد قتل أبناء وطنهم من قبل النظام. وبعضهم لاذ بصمت المقابر, صمت على القتل والقاتل والدمار, ومن أحط أنواع هؤلاء الصامتين, الصامتون ممن كانوا يملئون الدنيا ضجيجا وأناشيد عن بطولات إبائهم وأجدادهم. وبعضهم لم يصمتوا, مع ان كان صمتهم أفضل, فصاحوا وتصايحوا في كل المحطات واطلوا من كل الشاشات, و تناحروا في كل الفنادق وقاعات المؤتمرات. وكل يريد أن يكون هو الثورة أو ممثلها أو الناطق باسمها دون شريك.
هل سيتحدث أبناء جيلنا, أو الجيل القادم مباشرة بعده , عن المواقف العربية والإقليمية والدولية من الثورة السورية بقولهم كان هناك جامعة عربية مشلولة, ومع ذلك تبنت الملف السوري وتلاعبت به دهرا, وكان هناك نبيل العربي, وكان خلفها وخلفه يختبئ الحكام العرب. وكان هناك تواطؤ ومهل للقتل ومراوغات دبلوماسية لا أخلاقية. كان هناك نظام عراقي سابق برئاسة المالكي, ملة غير متوج وامتداد الخامئني في بغداد, يُقيم في المنطقة الخضراء منها المحمية أجنبيا, يحاضر في الوطنية ومخاطر التدخلات الأجنبية, وما أصدق الـ ... حين تحاضر في الشرف والعفة والفضيلة.
كان الغرب في موقفه من الثورة السورية غربين: رسمي منافق مخادع يبيع كلاما وتصريحات علنية, وآخر شعبي متعاطف مع الثورة ولكنه دون فاعلية. وكان الرئيس الأمريكي السابق, أوباما, يصرح بضرورة تنحي الأسد ثم يلحس تصريحاته للتماشي مع سياسات ومطالب أصدقائه, وتحالفاته, وخدمة حملته الانتخابية. كانت المصالح الدولية فوق كل القيم المعلنة وحقوق الإنسان والمواثيق والإعلانات الدولية. وكان بين الحين والحين, وبعد كل مجزرة, والمجازر يومية, يطل على السوريين وجه روسي, دون ملامح إنسانية, يعلن دعمه المطلق للنظام ويبشر بان النظام لن سقط, وغير مسموح بإسقاطه, داعيا لإعادة تأهيله بالحوار حسب المعايير الروسية السورية.
ويضيفون : جاءت الثورة تعلن الموت ولا المذلة. تطالب بإسقاط النظام, ليس مجرد إسقاط رأسه على الطريقة المصرية, ولا تبديل رأس برأس على الطريق اليمنية, و لا قطع رأس الطاغية على الطريقة الليبية. تريد إسقاط النظام نصف القرني كاملا وكل مخلفاته الهيكلية والفكرية وأساليبه القمعية غير الإنسانية , تريد الحرية والكرامة الإنسانية, ودولة مدنية تعددية ديمقراطية. دولة يسودها القانون وتحميها المؤسسات, دولة لكل مواطنيها بكل مكوناتها. الشعب فيها وحده صاحب السيادة ومصدر السلطات.
هل سيتحدث بهذا أبناء جيلنا أو الجيل القادم مباشرة بعد جيلنا, في أحاديثهم اليومية, في السهرات العائلية, في الندوات الفكرية, وفي الكتب المدرسية, وفي الإعلام الحر بأنواعه, منطق التاريخ يقول نعم لان الثورة ثورة شعب والشعوب هي من يصنع التاريخ, والطغيان لزوال وان طال.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بيان من أجل القضاء-
- المسيحيون في شرقنا ليسوا أقلية. إلا في الحسابات الطائفية.
- الطفولة الموءودة
- يُصرّون على الرعوية كهوية.
- الدساتير ليست للمناورات السياسية
- صلف روسي يتعدى الصفاقة
- أين كنا وأين أصبحنا
- تقرير دابي بامتياز !!!.
- الثورات تمنح الألقاب وتسقطها
- المالكي. مشعل. من رسل العربي للتعقل في القتل
- في اللجوء
- على أبوب عام جديد2012
- ومع ذلك ما زال يُقتل في وطننا الإنسان
- الدستور السوري المنتظر
- في استعادة السلطة
- فيكتور هيجو يعتذر لثوار سوريا
- العرّاب والورقة.
- أعياد سورية تسبق العيد, و-الأضاحي- بشرية
- سوريا تعيد صناعة تاريخها 2
- بين وئامين


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - سؤال للمستقبل القريب