أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - أعياد سورية تسبق العيد, و-الأضاحي- بشرية














المزيد.....

أعياد سورية تسبق العيد, و-الأضاحي- بشرية


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهازيج في ساحة العباسيين قيل أن مطلقيها ملايين. رقصات. دبكات. هتافات تشق عنان السماء تأييدا للزعيم, وشكرا للروس والصينيين. وفي العالم البعيد البعيد, هناك في المجاهل خلف ساحة العباسيين, عالم آخر لا يراد له أن يكون سوريا, وإنما متآمر على سوريا, يقع فيه ريف دمشق وضواحيها: دوما, حرستا, الغوطة, الحجر الأسود, برزة, قطنا, ومضايا, والمعظمية, وسقبا ... لم تصل لهذا العالم الهتافات العباسية من الهتّافة المتمرسين على فن الهتاف التلقائي. ولم يصل للهتافة السعداء في ساحة العباسيين الدمشقية, هتافات العالم الآخر المذكور المطالبين بما يرضي الله والشعب ويغضب النظام. كم هي كبيرة وعميقة الهوة بين الساحة والضاحية. وكم يراد لها أن تزداد اتساعا.
إخواننا اللبنانيون المجلوبون خصيصا لاحتفالات ما قبل العيد, انشدوا مع المنشدين في العباسية, واللبنانيون أصحاب كيف وطرب وابتكار, هتفوا مع الهتّافة و زاودوا في الهتاف بالروح بالدم, إن كان فيهم بعض دم. لهم في كل عرس قرص. مرتاحون جدا للوصاية الأخوية, ولا تنتقص منهم شيئا التبعية, اعتادوها, وتعودوا تقديم الخدمات الفندقية. تركوا الشهامة والكرامة للبنانيين الأحرار في لبنان والمهاجر, المعتزين بوطنيتهم واستقلاليتهم.
الأفراح التي تسبق العيد, متجولة متنقلة, فهي عابرة للمحافظات. عفوية التنظيم, مدفوعة بمحبة الوطن. الفرحون فيها ينتقلون بين محافظة وأخرى لتغليب المشاركة الوطنية على المحلية والمناطقية, ولرفع الأعداد إلى المليونية لزيادة "الوهرة" والهيبة, ولتصل, عبر النقل الإعلامي العفوي الحي, إلى مرأى ومسامع العالم بأجمعه, وبشكل خاص الروس والصينين, ومسامع كل من يشكك بمحبة الشعب للنظام بكامل أركانه. محبة مزمنة ودائمة إلى الأبد.
ومن ساحة العباسيين الدمشقية وصلت الأفراح, التي تسبق العيد, إلى ساحة حلب الشهباء. لم يغن أحد في الاحتفالات المليونية القدود الحلبية. لم تعد هذه القدود تطرب أحدا, ولم يعد قدها مياسا. فهي ليست إيقاعا ملائما للرقصات في المناسبات الوطنية جدا, مناسبات البيعة والتأييد وشكر الآخرين. أناشيد وشعارات وهتافات "بنحبك" وبالروح والدم هي ما يناسب عظمة المناسبة. يومها لم تجد حلب نفسها ضمن تاريخها. ولم تعمد لاستدعائه.
بعدها وصلت الأفراح نفسها, والاحتفالات ما قبل "العيدية", مدينة اللاذقية لترد على المظاهرات المؤيدة للعصابات المسلحة, وربما القادم بعضها من أعالي البحار, إن لم يكن من ما ورائها, عبر الميناء غير المحمي كفاية بالقوات الأمنية ذات المهام الداخلية الأكثر أهمية. لم يسمع الهتافات ولم يشارك فيها معتقلو اللاذقية ممن لم تزدد أعدادهم على الآلاف فهم لا يحبون الأفراح. أفراحهم مؤجلة.
وبعدها إلى السويداء وصلت الاحتفالات بأفراحها مزدانة بالأعلام, وبالصورة الواحدة بالآلاف النسخ, مع أن أحرارها وعبر مواقعهم على الفيسبوك أعلنوا أنهم سوف لا يحتفلون بعيد الأضحى. فالأجواء ليست أجواء أعياد. الأجواء أجواء حداد. أُجبرت السويداء على المشاركة بالأفراح وبايع بعض من أبنائها (ممن يبيعون بسهولة كل شيء بما فيه تاريخ منطقتهم), الزعيم على المحبة والوفاء إلى الأبد. هتفوا. رقصوا. ولكن ليس على الأنغام الجبيلة, ولا الدبكات الجبلية التقليدية. لم يسمع أحد حداء أصيلا. حداء السويداء لم يكن يوما غير وطني, وغير فلسطيني. حتى في الأعراس لا يسمع الإنسان قصائد غزلية طربية, وإنما "جوفيات" ودبكات حماسية وطنية, تتغني بالأمجاد الوطنية والقضية الفلسطينية, حتى يختلط على البعيد عن تقاليد المحافظة إذا كان ما يراه احتفال ما كان الاحتفال بعرس, وبعريس وعروس, أم إعداد "وتحمية" وتعبئة لمعركة منتظرة أو ما يشبهها.
أُجبرت السويداء كما أجبر غيرها على الاحتفالات ما قبل العيدية عابرة المحافظات. ولكن "البركة" في الجيران من أبناء سهل حوران, الذين خرجوا من دائرة الإجبار, فزعوا, وأهل حوران أهل فزعة ونخوة, لجيرانهم في السويداء فعبروا عما لم يستطع التعبير عنه أحرار جبل حوران, بخروج مظاهرات غير احتفالية, فأضافوا يومها لشهدائهم شهداء.
وغدا دور دير الزور في التعبير عن فرحتها ما قبل "العيدية", تتهيأ عفويا لها للمساندة والشكر.
تُرى هل هذا التعبير, ما قبل الأخلاقي, وما قبل السياسي, يمنع التاريخ من أن يأخذ مجراه, ويعيق الشعب عن الوصول إلى مُبتغاه؟.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تعيد صناعة تاريخها 2
- بين وئامين
- سوريا تعيد صناعة تاريخها
- نحن أو الفوضى!!!.
- محنة القضاء. ضمير الأمة.
- في زحمة المعارضات السورية
- دخول نبيل العربي بتأشيرة مساوم عليها.
- عشية عودة نبيل العربي لدمشق بعين حمراء
- كل هذا تحت سقف الوطن !!!.
- قفاف فكرية لبنانية وسلال غذائية لنجدة سوريا
- الديمقراطية ذلك المجهول.
- مصر الثورية. تركيا بدغدغاتها الإمبراطورية. والدماء السورية.
- قلق ومخاوف. و-خربشات- على جدار الصمت... !!!
- حين تكتب مصر تاريخها
- محنة المحامين
- في السويداء: علم وحصار وشبيحة
- هذا ما جناه البعث علينا .. ما جنينا على أحد
- سعادة نبيل العربي سعيد جدا. يا حيف.
- الصحوة. متحاورون وتشاور وحوار.
- أحرار أهل الجبل الأشم. منذ متى لا تهبون لنداء الكرامة ولا تن ...


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - أعياد سورية تسبق العيد, و-الأضاحي- بشرية